أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - حوار الحضارات يتبعه لندنيات النص الكامل















المزيد.....



حوار الحضارات يتبعه لندنيات النص الكامل


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5999 - 2018 / 9 / 20 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأعمال الكاملة
الدراسات (16)



د. أفنان القاسم

حوار الحضارات
يتبعه
لندنيات


DIALOGUE DES CIVILISATIONS

SUIVI PAR

LONDONIENNES









































إلى نبيل عودة

































حوار الحضارات



























الحوار الأول


أفنان: لكنك، يا علي، تتكلم الفارسية.
خامنئي: تعلمها، الفارسية، اركبها كفرس كما أركب العربية.
أفنان: لم أتعلمها صغيرًا، فكيف أتعلمها كبيرًا؟ أنت تعرف العربية.
ابن سلمان: أنا لا أعرف العربية، وأتكلم العربية.
نتنياهو: محمد يتكلم العربية، وكأنه يتكلم العبرية، فأفهم كل ما يقوله.
أفنان: أنا لا أفهم شيئًا مما يقوله ابن سلمان.
سيسي: لأنه يتكلم العبرية.
أفنان: وأنت، أنباشي حذائي، هل تفهم ما يقوله؟
سيسي: أفهم، رغم أني لا أفهم العبرية، لغتي الأم كما الكل يعلم.
محمد السادس: أنا لا أفهم العبرية ولا أفهم العربية.
أفنان: أنت لا تفهم أية لغة، فكيفك أميرًا للمؤمنين؟
ترامب: لهذا السبب، دكتور.
أفنان: حتى ولا الإنجليزية؟
ترامب: محمد ستة يتكلم معي الإنجليزية بلغة الإشارة، فهو من خريجي كلية الصم والبكم الوطنية عندنا، تعرفها، الكلية التي أسسها زميلي المرحوم أبراهام لنكولن.
أفنان: لغة الخرسان.
ترامب: تمامًا.
أفنان: لكنه ليس أخرس.
ترامب: أنا أعتبره أخرس حتى ولو تكلم.
أفنان: دونالد، أنت لست أمام كاميرات العالم، فتحاور معي دون لف ودوران.
ترامب: والله دون لف ودوران، دكتور. هل سمعت صوت جلالته مرة واحدة في حياتك؟
خامنئي: أنا سمعت صوت جلالته مرتين، مرة عندما ولدته أمه، ومرة عندما دُست قدمه بقدمي عن غير قصد في السوربون هذا الصباح.
أفنان: أنا لا أفهم، ماذا تقول؟
ابن سلمان: يقول إنني سأكون أعظم ملك في الوجود.
أفنان: لكنك لا تعرف الفارسية كالعربية، يا محمد.
ترامب: عندما يتعلق الأمر بالعرش محمد يعرف كل اللغات.
نتنياهو: وبالهيكل.
سيسي: لم أكن أعلم أن محمد يهودي مثلي.
أفنان: لأنه يهودي من أبيه.
نتنياهو: يهودي من أمه حتى ولو لم تكن يهودية أمه، هذا ما يقره قانون الدولة اليهودية الجديد بخصوص ملوك الذهب الأسود من حذائي الأسود.
ترامب: أحسنت، بيبي.
نتنياهو: بيني وبينك دونالد.
ترامب: بينك وبيني ماذا، بيبي؟
نتنياهو: هذا ما لم يقره قانون الدولة اليهودية الجديد، ويا للخسارة.
ترامب: لماذا يا للخسارة؟ قل هذا ما يقره، أقوالك قوانين.
خامنئي: لماذا هو أقواله قوانين وأنا أقوالي غير قوانين؟
ترامب: تكلم بالإنجليزية رجاء، سيدي الإمام.
أفنان: أو بالعربية.
ابن سلمان: يقول إنني سأكون أعظم ملك في الوجود.
ترامب: على قفاي ابن سلمان!
ابن سلمان: ماذا يقول جلالة ملك أمريكا والعالم؟
محمد السادس: يقول على قفاي ابن سلمان، فهمتها بالإشارة.
ابن سلمان: الله ما أعظمك جلالة ملك أمريكا والعالم. كم مليار تحتاج؟
ترامب: ماذا يقول هذا المنيك؟
أفنان: يقول فرجك الأعظم في أمريكا والعالم.
ترامب: فهمت غير هذا. سمعت "مليار". طنت في إذني طنين الأجراس الحمقاء في الوول ستريت!
أفنان: كم مليار تحتاج يسأل.
ترامب: يُحْسِنُ القولَ دومًا ابن سلمان كملك قادم للسعوديين.
نتنياهو: وللإسرائيليين.
ترامب: كما تشاء بيبي.
خامنئي: لماذا هو كما يشاء وأنا كما لا أشاء؟
ترامب: هل من مترجم؟
ابن سلمان: يقول إنني سأكون أعظم ملك في الوجود.
ترامب: اطرد هذا المنيك من الصف، دكتور، فأنت أستاذنا، وسأعطيك خمسة بالمائة من ميزانية مؤسستك على حسابه.
سيسي: وأنا؟
ترامب: وأنت ماذا، سيسي؟
سيسي: كم ستعطيني؟
ترامب: أعطيتك نصف ما أعطيه لمصر، ألا يكفيك؟
نتنياهو: أعطيته نصف ما تعطيه لمصر وأعطيتني نصف ما تعطيه لمصر، فلا تنس.
ترامب: والله نسيت بيبي.
خامنئي: لماذا هو تنسى وأنا لا تنسى؟
ترامب: أنا لا أفهم سيدي الإمام، لهذا سنتكلم من الآن فصاعدًا بلغة الصم والبكم.
محمد السادس: أنا أحتج.
ترامب: أنا أفهمك محمد ستة، أنت لا تريد أن يفهمنا أحد، لكني مضطر إلى تعميق الحوار.
أفنان: تقول تعميق؟ لا تضحك علي، دونالد!
ترامب: دعني أضحك عليك مرة واحدة، دكتور، وسأعطيك عشرة بالمائة من ميزانية مؤسستك على حسابه.
أفنان: على حساب المنيك؟
ترامب: وهل هناك غيره؟
أفنان: هناك.
ترامب: من؟
أفنان: الأكبر.
ترامب: أبو دولة يهودية؟
أفنان: الأكبر.
ترامب: أبو مصر نص بنص؟
أفنان: الأكبر.
ترامب: أبو إسرائيل نص بنصين نص لبيبي ونص ليسوعي؟
أفنان: إسرائيل أليسها هي الدولة اليهودية؟
ترامب: لا. الدولة اليهودية هي الدولة اليهودية، وإسرائيل نص بنصين هي أنا.
أفنان: الأكبر.
ترامب: اللهم اجعل عودته عن قريب من الطريق اللي تحت مجاري غزة وفي حياتي.
أفنان: الأكبر.
ترامب: آه! عرفت. كيم.
أفنان: وما دخل كيم في الموضوع؟
ترامب: لما لا يكون هناك دخل إذن فهو دخل كيم، هل فهمت سياسة الفهلوة والبهلوة ودقي يا مزيكا التي لي، دكتور؟
أفنان: فهمت، فهمت، وإلا لماذا لا يتكلم علي إلا بالفارسية؟
ترامب: إذن فهو لا يريد إلا إزعاجي.
أفنان: أنا أعرف علي تمام المعرفة، وهو بالفعل لا يريد إلا إزعاجك.
نتنياهو: وإزعاجي.
ترامب: إزعاجك بيبي؟ اتركه لي.
سيسي: ولي.
محمد السادس: ولي.
أفنان: بصفتي أستاذ هذا الصف أنا لن أتركه لأي واحد منكم، سأترككم كلكم له، بمن فيكم دونالد.
ترامب: لكنه لا يفهمنا، يتكلم الفارسية، ولا يفهم إلا نفسه.
أفنان: أنا أفهمه.
ترامب: لكنك لا تتكلم الفارسية.
أفنان: هو يفهمني.
ترامب: أنا لا أفهم شيئًا مما يفهم.
أفنان: تظاهر بالفهم كما هي عادتك.
ترامب: يعني أنا طرطور فهم.
أفنان: أنت كركوز استراتيجيا.
ترامب: هذا مفهوم.
أفنان: يا فهيم كل استراتيجيا جديدة تتطلب تضحيات كبيرة.
ترامب أنت تتكلم عن رينبو تاعك ما غيره؟ "نييت" بلغة صاحبي بوتين!
أفنان: لأمثالك كلامي لا يُفهم أوله من آخره.
خامنئي: ولأمثال غيره.
ترامب: أحسنت الفهم، خامنئي.
أفنان: أسأت الفهم، ترامب.
ترامب: أنا خارج.
ابن سلمان: أنا تاني.
ترامب: لا، ليس المنيك.
سيسي: أنا تالت.
أفنان: (لمحمد السادس) أنت رابع (لنتنياهو) أنت خامس.
خامنئي: (مقهقهًا وبالعربية) نجحنا في إخراجهم، دكتور.
أفنان: (مقهقهًا) نعم، نجحنا، سيدي المرشد الأعلى.
خامنئي: الآن سنبدأ حوارنا الحضاري.
أفنان: الآن سنبدأ.












































الحوار الثاني


أفنان: سيدي المرشد، منطق الحوار في كل اللغات هو المنطق، والمنطق يقول إقناعك بما أريد وإقناعي بما تريد، وباعتماد كل واحد منا على مراجعة تجاربه، سنقوم بِحَبْكِ أفكارنا الجديدة.
خامنئي: مِثْلهم ينبغي ألا تكون، دكتور.
أفنان: أنا كمن يَحْبُكُ قصيدة، وأنت كمن يَحْبُكُ نسيجًا.
خامنئي: سأماثلك في دقتك.
أفنان: وفي لا امتثاليتي كما أرجو.
خامنئي: مُثُلي الشيعية هي مُثُلي الأفلاطونية كما تعلم غير الماثلة في الأذهان.
أفنان: متانةُ العقلِ هي أم متانةُ البرهان؟
خامنئي: مُتَعُ العقلِ هي أم مُتَعُ الحياة؟
أفنان: مِثْلُ هذا المنطقِ لا يتم، فللسؤال سؤال، والأسئلةُ أسئلةُ الحضارة.
خامنئي: أريد للإيراني حياةً أكثرَ رقيًا في عقله ونفسه وخلقه...
أفنان: وجيبه.
(يضحكان)
خامنئي: أي نعم، دكتور، وجيبه، أول الأشياء في عصرنا المادي جيبه وليس آخرها.
أفنان: الريال الإيراني مع الأسف يضل طريقه إلى جيب الإيراني.
خامنئي: لأن الدولار يقف في طريقه.
أفنان: فما الحل في نظرك؟
خامنئي: روحاني أقال حاكم البنك المركزي وعين بدله، وهذا سيضخ البنوك كما ضخ الغرب منذ سنوات قليلة بنوكه، فنحل أزمتنا مثلما حل أزمته.
أفنان: مؤقتًا، حَلَّ الغرب أزمته مؤقتًا، واعتمادًا منه على الازدهار الاقتصادي، ازدهار اقتصادي لا يجيء وحده ولا يجيء دفعة واحدة ومن الممكن أن يجيء ويذهب، كل شيء يتوقف على قوة الشراء، وهذه القوة تتوقف على قوى، لهذا قلت الغرب حل أزمته مؤقتًا. لكن الغرب بقيادة أمريكا، فالغرب أمريكا وأمريكا العالم، ولا علاقة هنا بالملائكة ولا بالشياطين، يراهن الغرب على الاستثمار، فهل تراهن إيران على الاستثمار مثله؟
خامنئي: هناك مئات الشركات الغربية التي تستثمر عندنا.
أفنان: تستثمر عندكم لنفسها، وفي نوفمبر، أي بعد أربعة أشهر، لن تستثمر عندكم، ستترككم لنفسكم. ستقول لي، أخي علي، روسيا الصين الهند... هذه البلدان ستشلحكم فلوسكم، بعد أن يصبح نفطكم وغازكم احتكارًا لها، ما تدفعه بيدها هذه ستأخذه بيدها تلك، فما العمل إذن؟
خامنئي: الأمريكان لم يقطعوا كل شيء معنا، دكتور، أمس اقترح سكرتير الدولة إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي.
أفنان: التفاوض من جديد حول الاتفاق النووي، سأقول طيب، ولكن على أي أساس، على أساس إيران تشتري الدولار بتسعين ألف ريال؟ ومن أية ناحية، من ناحية إيران تعاني من كله؟ أقول من كله دون أن أفصِّل، وإلا فلن أنتهي، ووقتك مثل وقتي ثمين، سيدي المرشد.
(المرشد الأعلى يفكر)
أفنان: إن لم تكن إيران منافسة لغيرها من البلدان المتطورة ومستثمرة هي في بلدان غيرها وقوية في اقتصادها قوة اليابان أو الصين أو ماليزيا، إن لم تكن إيران قوة اقتصادية داخلية، إن لم تكن إيران قوة اقتصادية عالمية، إيران ستركع سياسيًا، وستنجر إلى ما لا تريد عسكريًا، ستفعل ما تؤمر به، وحتى دون أن يأمرها أحد، لأنها سَتْأْخَذ في دوامة، ستدخل في دوامة، وبتشبيك أسنان هذه الدوامة، سيكون تقطيعها. منطق؟
خامنئي: منطق.
(المرشد الأعلى يفكر)
أفنان: لا تقلق، يا أخي.
خامنئي: كيف لا أقلق، دكتور؟
أفنان: أمامنا ثلاثة أشهر قبل الحصار، وهي مدة قصيرة، لكنها كافية لتكون إيران ما قبل-قوة اقتصادية يُحسب لها حساب.
خامنئي: سأصغي إلى نصائحك كما أصغي إلى نفسي.
أفنان: بتأسيس "قوس قزح" في العواصم الثلاث التي تحكم العالم باريس ولندن وواشنطن أكون لإيران حصان طروادة... الاقتصادي والتكنولوجي والسياسي والثقافي و و و إلى آخره. أنا مؤسسة خاصة تمولها إيران وفقط، مؤسسة أفنان، بأهداف أفنان، وملفات أفنان. هل فهمتني، سيدي المرشد؟
خامنئي: فهمتك، دكتور.
أفنان: يجب أن تفهمني جيدًا.
خامنئي: مؤسستك ستركز على قضايانا الإيرانية في محور العالم وإلا فلن يسمح الغرب وكذلك الشرق لقوس قزح بما لم يسمحا به لسفاراتنا.
أفنان: قضايا إيران كل قضاياها سَتُطرح كجزء من كل عالمي غربي شرق أوسطي، فالمصالح على مستوى المنطقة والغرب والعالم متداخلة، وأنا بملفاتي أدافع عن إيران اقتصادها تكنولوجيتها سياستها ثقافتها إلى آخره بعد أن أضعها في قلب بنية جيواقتصادية جيوتكنولوجية جيوسياسية جيوثقافية إلى آخره عالمية، بهذه الطريقة وبهذه الطريقة فقط يتم كسب الأمريكان صلب موضوعنا، وتبديل الدور، بدلاً من أن تنجر إيران إلى ما لا تريد، ستنجر أمريكا إلى ما لا تريد، وهذه المرة في صالحها كفي صالح إيران.
خامنئي: أدختني، دكتور.
أفنان: ولن يقف الأمر عند هذا الحد...
خامنئي: قل، أخي أفنان.
أفنان: من بين ملفات مؤسستي قوس قزح وفي أفق إيراني عبقري لا عسكري، هناك ملف العواصم الخمس الفذة، طهران سيليكون فالي الشرق الأوسط، الرياض مالية، تل أبيب صناعة، القاهرة زراعة، الرباط ثقافة. هذا الملف سيدخل إيران والشرق الأوسط من باب العصر الواسع ومن باب السلم الدائم، وتحت وحدة المشاريع لا وحدة الأقطار –كما كنت أردد عن خطأ في البداية- سيكون لإيران رقيها التكنولوجي ورقي الشرق الأوسط معها وبالتالي ستكون لإيران "هيمنتها" السلمية، وإن شئت ثورتها السلمية، فتحقق كل طموحاتها المذهبية دون إحراق ملياراتها، دون استعداء جيرانها، دون استفقار مواطنيها، الثورة الإيرانية هنا كلية، في إيران، وفي المنطقة. ومن إنشاء بنك مركزي شرق أوسطي في الرياض على غرار الاتحاد الأوروبي، ستكون لإيران أكثر البلدان فائدة، وذلك للتعاضد المالي ما بين هذه البلدان، وللاستثمار النوعي لا الترقيعي الذي لا تتقدم به إيران بل بلدان المستثمرين، وتظل تراوح في تخلفها.
(المرشد الأعلى يفكر)
أفنان: هل أوضحت فكرتي وموقفي؟
خامنئي: أوضحت فكرتك وموقفك.
أفنان: اللغة العربية عبقرية كاللغة الفارسية.
خامنئي: لما تستدعي المشاريع طُول النَّفَس.
أفنان: وسَعَة الصدر.


































الحوار الثالث


أفنان: أخ دونالد، تريد أن نبدأ كلامنا سياسة أم اقتصاد؟
ترامب: لماذا أخ؟ نحن نعرف بعضنا دون أن نعرف بعضنا، أنا رب المال، وأنت رب الآداب، والأرباب فوق يعرفون بعضهم معرفة النجوم للنجوم، إضافة إلى ذلك، لنا نفس العمر، أنا وأنت، فقل لي دونالد، أقل لك أفنان.
خامنئي: الأرباب تحت.
(يضحك وهو يشير إلى نفسه)
ماي: بما أنكم توزعون الأرباب بين فوق وتحت أرغب في أن أكون زوس، فهو فوق تحت وتحت فوق.
ماكرو: وأنا أرغب في أن أكون أثينا.
(يضحك)
ترامب: ميولك الجنسية لا تخفى على أحد، يا عزيزي إيمانويل.
ماكرو: والله بريء، بناللا لم يكن عشيقي.
خامنئي: بناللا تعني ابن الله، فكما ترون نحن دومًا فيما بيننا.
(يضحك ويضحك الكل)
أفنان: لم تقل لي، دونالد، نبدأ كلامنا سياسة أم اقتصاد؟
ترامب: سياسة واقتصاد، هل من فرق؟
ماي: اقتصاد وسياسة.
خامنئي: سياسة ثم اقتصاد، هناك فرق.
ماكرو: أؤيد سيدي الإمام.
خامنئي: لماذا سيدك الإمام؟ قل لي "عليّ"، أقل لك إيمانويل، ليس لنا العمر نفسه، لكننا أرباب تحت (يضحك) العمر لا يهم، العمر رمز زمني لا شيء غير.
ماكرو: أؤيد عليًا، فلنحك سياسة أولاً، ولنحك اقتصادًا ثانيًا، فنبني الثاني على الأول، أنا هذا منهجي في كل شيء، والأوليات عندي إوالية.
خامنئي: كالإوالة السماوية.
(يضحك)
ترامب: (بغضب) خروج عن الموضوع! أنا لا أفهم شيئًا في اللاهوت الديني ولا في اللاهوت الدنيوي، أنا لا أفهم سوى كوني "ميسياني"، وبشكل غامض، لهذا نقلت سفارتي إلى القدس.
ماي: (بابتسام) خروج عن الموضوع!
ترامب: عندما أخرج عن الموضوع شيء عادي، فلا تدقي.
ماي: أعرف، لكني لا أسمح لنفسي بألا أقول لك، ثقافتي البريتيش، سيدي الرئيس.
خامنئي: دونالد.
ماي: ثقافتي البريتيش، سيدي الإمام. وعلى العكس، بإمكان الكل مناداتي باسمي الصغير تيريزا.
ترامب: (بغضب) تيريزا اخرسي، واتركي البروفسور... أريد القول اتركي أفنان يتكلم.
أفنان: شكرًا.
ترامب: (بعصبية) فلتتكلم.
خامنئي: (بهدوء) نعم، فلتتكلم، دكتور.
أفنان: كل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تحت وفي أفغانستان فوق فشلت فشلاً ذريعًا، أنتم كما تلاحظون أنا مع فوق وتحت دومًا (يضحك)، لكني معهما على أرض الواقع لا واقع السماء. أين هو الاستقرار الأمريكي في أفغانستان وفي العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي فلسطين وفي وفي وفي وحتى في المريخ؟
ترامب: ومن قال لك إننا نبحث عن استقرار أمريكي؟
أفنان: أحسنت الجواب، دونالد، هذا ما كنت أسعى إلى سماعه من فمك.
ترامب: (بابتسام) جواهر، أليس كذلك؟
ماكرو: بذكائي الخارق كالعادة، أعرف إلى أين يريد أفنان الوصول.
خامنئي: وأنا كذلك.
ماي: أنا لا، إنها ثقافتي البريتيش، فاعذروني.
ماكرو: عدم الاستقرار الأمريكي إذا ما حسبناه بالأرقام ما دره على صناعة الأسلحة من مليارات وباقي فروعها المدنية أقل بكثير مما أنفقه الاحتياطي الفدرالي في المنطقة، ولن أنسى ما يفكر فيه الجميع بمن فينا دونالد، الجنود الأمريكيين الذين نفقوا، والضمير المثقل بالشعور بالذنب الذي تعاني منه عائلات أولئك الجنود، والذي تعداها إلى مجموع الشعب الأمريكي.
ترامب: زميلي السابق عمل على تخفيض أعداد جنودنا هنا وهناك...
أفنان: ...فلم يحل المشكل أعني المشاكل.
ترامب: وأنا سأرفع من أعدادهم...
أفنان: ...ولن تحل المشكل أعني المشاكل.
ماي: أعتقد أنني بدأت أفهم، هذا ما نسميه عندنا آلية الحلزون أو آلية اللولب.
خامنئي: دونالد ليس بأمره سيرفع أعداد جنوده، دونالد بأمر الشروط التي خلقها الأمريكان سيرفعها، في أفغانستان وفي كل مكان وحتى في سوريا التي أعرفها أكثر من أي واحد منكم، فأنا هناك بأمر هذه الشروط، وهو إن رمى على ظهري بعض أعبائها، فلن يرمي عن ظهره الأعباء الثقيلة التي تُحَمِّلُهُ إياها شروطه في الشمال السوري مع أكراده وميليشياته، سيظل بشروطه في سوريا (وغير سوريا) على الرغم عنه. الشيء نفسه في العراق، الشيء نفسه في اليمن، الشيء نفسه في كل مكان أنا فيه أو هو فيه، الأمريكان يتصرفون بأمر الشروط التي يخلقونها، وأنا –ويا للصدفة- بأمر تلك الشروط. هذا لا يعني أنني أتلقى أمرًا، هذا يعني أنني أعطي أمرًا. صغار العالم لن يفهموا، كباره سيفهمون. إنها آلية الحلزون بالفعل كما قالت تيريزا. الباقي مثل إيران إسرائيل ثانية خرافة، فكل شيء بشروط، ولكل شيء ظروف، ما أن تنتهي هذه أو تلك، يعود كل شيء إلى ما كان عليه، وعودة كل شيء إلى ما كان عليه تتطلب آلية جديدة غير آلية الحلزون، هذا التعبير المليء بالمعاني للزميلة الغالية رئيسة الوزراء البريطانية.
ماي: (بسعادة) شكرًا سيدي الإمام، أنت تتقن الكلام إلى النساء.
خامنئي: لا شكر على واجب! إلى النساء فقط؟
(بابتسام)
ماكرو: إذن ماذا؟
ترامب: المليارات التي ينفقها الاحتياطي الفدرالي على طيزي، أضعافها تدخل اليوم بفضل سياستي الحمائية.
أفنان: فلنتكلم اقتصاد.
ماكرو: الأوليات سياسية في الآلية الاقتصادية.
خامنئي: النهائيات اقتصادية في الآلية السياسية.
ماي: أنا لا أفهم، فاعذروني، إنها ثقافتي البريتيش.
ترامب: (بعدوانية) لا تعتذري تيريزا، أنا أيضًا لا أفهم.
أفنان: المليارات التي ينفقها الاحتياطي الفدرالي ليست على طيزك، دونالد، لأن حمائيتك برفع رسوم الجمارك تثير فورة اقتصادية ولا تزيل أزمة اقتصادية، وستكون حمائيتك سببًا في ركود لم تعرف مثله أمريكا في تاريخها.
ماكرو: الحمائية في الثلاثينات من القرن الماضي ليست شروطها اليوم في الاقتصاد، كما يقول عليّ عن العسكرية في السياسة، البارحة كانت شروطها الهبوط، واليوم شروطها الصعود، شروطها هي السرعة القصوى للاقتصاد العالمي، ليس هناك ما هو أسرع، ولهذا ستكون الحمائية سببًا في ارتفاع الأسعار، وسببًا في ارتفاع التضخم، وسببًا في ارتفاع الفوائد.
ماي: سأضيف بعد أن فهمت ما يعنيه السيد الرئيس، استيحاء من تجربة "البريكسيت" التي أعاني منها، وبخصوص الفورة دكتور، هذه الفورة هي هنا بالأحرى بفضل تخفيض الضرائب الفدرالية، مما زاد من الطلب، هذا ما أريد التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي، على عكس كل ما أناور حول رفعها باتجاه إنجلترا لأرضي المتشددين في حزبي، فيكون الاستيراد من الخارج ليس عائقًا بل عاملاً من العوامل الهامة للتصدير.
خامنئي: لكنها ليست سياسة دونالد مع إيران، رفع الضرائب اليوم، ومنع التصدير الغد، فَيُلْقَى بنا في الاقتصاد في آلية الحلزون كما يلقى بنا في السياسة.
أفنان: إيران المثال الحي لكل بلدان المنطقة.
ماكرو: ولكل بلدان العالم، وللولايات المتحدة نفسها، فلو نظرنا إلى رفع الرسوم الجمركية للفولاذ والألمنيوم، فقط من هذه الناحية، لوجدنا أن أمريكا لن يمكنها أن تنأى بنفسها عن آلية الحلزون هذه، إذ لن يمكنها أن تحقق ما يوجبه تحسين بنيتها التحتية من مشاريع تتجدد كل يوم، لارتفاع الأسعار –كما ذكرت- أسعار الألمنيوم والفولاذ وباقي المنتجات المستوردة.
ماي: لهذا أنا مع خفض الضرائب بعد البريكسيت ومع رفعها.
ترامب: (مسحورًا) تيريزا على الرغم من ثقافتك البريتيش أنت الآن نطقت بجوهر!
ماي: شكرًا، سيد الرئيس.
ترامب: لا شكر على واجب.
خامنئي: خفضها وفي نفس الوقت رفعها كيف؟
ترامب: هذه أمور تبقى ما بيننا.
خامنئي: ليس بحضوري.
ماكرو: يا سادة يا سيدتي، المشكل بالرفع والخفض، بالرفع أو الخفض، سيبقى المشكل ما بقيت التكنولوجيا تكنولوجيا الإنتاج، بتكنولوجيا الإنتاج تقل الوظائف وتكثر البطالة مما يصيب بنية الاستهلاك في صميمها فالاستثمار فالنمو.
خامنئي: عبقري إيمانويل!
ترامب: (بحرد) وأنا؟
خامنئي: (بابتسام) عبقري كذلك.
أفنان: الحلول؟
(صمت مطبق)
أفنان: رأينا الفشل الأمريكي في السياسة كيفه وفي الاقتصاد كيفه، بينما النجاح لكل الأطراف ممكن وممكن جدًا، المطلوب فقط تبديل استراتيجيا النفوذ باستراتيجيا الاستثمار.
ماكرو: جربناها في إيران...
خامنئي: ...وفشلتم.
ترامب: أنا لم أفشل بعد، خرجت من الاتفاق النووي لهذا السبب، لئلا أفشل.
ماي: (بغضب) هلا تركت الدكتور يوضح، دونالد! أقصد سيد الرئيس! فلتسمح لي ثقافتي الأمريكية الرثة المتأثرة بمسلسلاتكم التلفزية!
ترامب: لن أسمح لك، تيريزا ماي، لقد جرحتني في كبريائي!
ماي: أوه، نسيت أنها جزء من مسلسلاتك!
ترامب: فلنترك أفنان يوضح.
أفنان: يوم أمس ترامب ويونكر توصلا إلى حل لتفادي الحرب التجارية بينهما، ولكن كيف وإلى متى، إنها سياسة "أَعْطِ نُعْطِ"، التي لن تحرر أي طرف من آلية الحلزون. بينما أنا أعود بالاقتصاد (وضمنيًا بالسياسة) إلى أدم سميث ودافيد ريكاردو من حيث التخصص ومن حيث التميز، فيما يخص الشرق الأوسط، تحت عنوان "العواصم الخمس الفذة"، كل عاصمة (وضمنيًا كل دولة) تتخصص في ميدان محدد، طهران تكنولوجيا، الرياض مالية، تل أبيب صناعة، القاهرة زراعة، الرباط ثقافة، وتتميز كل عاصمة (وضمنيًا كل دولة) بما تنتج، فيؤدي ذلك إلى إنتاج عالي القيمة وإلى نمو عالي المستوى وإلى عيش عال العال.
ترامب: (بعصبية) وهل فكرت في التجارة وما يربح أو لا يربح أو يربح أكثر الواحد والآخر؟
أفنان: فكرت كما فكر الاتحاد الأوروبي، لا بد من وضع قواعد يسير عليها التبادل التجاري.
ترامب: من فرض.
أفنان: من وضع.
ماي: هذه هي عقدة العقد التي أعاني منها في آلية البريكسيت، التراوح بين الفرض والوضع.
خامنئي: الفرض سيؤدي إلى الحروب التجارية.
ماكرو: الوضع سيؤدي إلى السلامات التجارية.
أفنان: إلى كل السلامات التجارية.
ترامب: (باهتمام هذه المرة) هذا بخصوص الشرق الأوسط، بروفسور، وبخصوصنا؟
أفنان: يجب خلق نظام اقتصادي في صالح الجميع، وأول الجميع الأمريكيون، على أساس التخصص والتميز، وبخطوات المنه وفيه، دون أي هدم للنظام القائم، وببساطة لا تحتاج إلى واحد مثل ألكسندر هاملتون.
ترامب: (بعصبية من جديد) لكني أنا لا تخصص لي لأني كل التخصصات، ولا تميز لي لأني كل المتميزات!
خامنئي: الدكتور يرى عالمكم من عين عالمنا، كما فهمت، التخصص والتميز في الشرق الأوسط لأمريكا كأوروبا كروسيا لكل منها التخصص والتميز اللذان يتم الاتفاق عليهما.
أفنان: لا فض فوك، سيدي المرشد.
ماكرو: إضافة إلى أن حركة السلع والأفراد والأموال –لا ننس الدور الفذ للرياض كتخصص وتميز ماليين- ستكون عماد النمو والازدهار في سياسة للعولمة جديدة تُشَغِّل الأموال الراكدة وتُقَوِّي الإنتاجية الخائرة وترفع من أسعار الصادرات كالواردات، كما يريد دونالد، بالاعتماد على آلية جديدة غير آلية الحلزون، آلية النوعية، والتي هي في خضم التطور والتقدم الذي سيكتسح الشرق الأوسط والعالم الضمان لقوة الشراء، وليس هذا فقط، وللفوائد المشتركة.
ماي: هل تريدون قنينة بيرة؟ إنها ثقافتي...
ترامب: (بغضب) ثقافتك البريتيش على قفاي، تيريزا! فهل نسيت الأخ علي الذي معنا؟
ماي: معذرة!
ماكرو: سأحضر لكل واحد زجاجة عصير رمان طهراني.
خامنئي: إنه شرابي المفضل!
أفنان: وأنا.
ترامب: يقال فيه فوائد جنسية كثيرة.
(يقهقهون)
ماكرو: إنها الفوائد المشتركة.
(يقهقهون)






. عن خامنئي وماي

في حوارها مع خامنئي، تخلط رئيسة الوزراء البريطانية بين ضرائب وجمارك للشخصية "البريتيش" التي رسمتُهَا، ولأظهر من طرفي ضعفها السياسي، بينما يتلقف المرشد الأعلى هذا الخلط، ويوظفه في صالحه، فيقول عن عمد "رفع الضرائب اليوم" ليضرب عصفورين بحجر واحد، الضرائب التي يرفعها هو، والجمارك التي يرفعها ترامب، إذن المبرر السياسي للإيرانيين موضوعي، وما جاءت الكناية هنا إلا لحنكة سياسية، لم يغب عن الرئيس الفرنسي بُعدها، لأنه يتكلم مباشرة بعد ذلك عن جمارك لا عن ضرائب... أما بخصوص السؤال الوجيه لعلي خامنئي "خفض الضرائب ورفعها كيف؟"، ففيه تضمين لما امتنع عن كشفه دونالد ترامب، والذي هو خفض الضرائب تحت معنى الضرائب ورفعها تحت معنى الجمارك، فيكون الكاسب من الناحيتين...



































الحوار الرابع



أفنان: إلى أين نحن ذاهبون، يا سادة؟
خامنئي: إلى أين نحن آيبون؟
(يضحك)
ترامب: سأنهي لعبة الشطرنج مع بيبي وبنبن وأكون لك، دكتور.
بوتين: لم يزل هناك الكثير من الحجارة.
أفنان: ما هي سوى حجارة لا أهمية لها.
خامنئي: قل أنظمة لا حجارة.
(يضحك)
بن زايد: الصورة ليست جديدة، سيدي الإمام.
نتنياهو: مستهلكة.
ترامب: مشرقة.
نتنياهو: مستهلكة.
ترامب: لهذا هي مشرقة ككسوف الشمس.
خامنئي: منذ يومين عندما كان خسوف القمر سماه أفنان كسوفًا.
ترامب: لتأييدي.
خامنئي: عن خطأ.
ترامب: إذن لتأييدي.
بوتين: كل ما هو خطأ يعتبره دونالد تأييدًا له، بينما كل ما هو خطأ تأييد لي.
نتنياهو: ولي.
بن زايد: ولنا محمد ومحمد.
خامنئي: ولي.
(يضحك)
الكل: (بدهشة) ولك!
أفنان: ولي.
كلهم بمن فيهم خامنئي: (بدهشة) ولك!
أفنان: لأني أرى الشمس قمرًا والقمر هلالاً.
خامنئي: الهلال الشيعي وفهمنا، والقمر؟
أفنان: روسيا.
نتنياهو: والشمس؟
أفنان: أمريكا.
نتنياهو: إسرائيل!
ترامب: وهل من فرق، بيبي؟
بن زايد: وأنا؟
ترامب: أنت الفرق.
بن زايد: ولكن، دونالد!
ترامب: لا تزعل مني، بنبن، أنا عداوتي مُعُلَنَة.
أفنان: لم تجيبوا على سؤالي، يا سادة. إلى أين نحن ذاهبون؟
ترامب: (ماسحًا حجارة الشطرنج بيده منهيًا اللعبة على استغراب من نتنياهو وبن زايد) ما هي سوى أنظمة لا أهمية لها!
خامنئي: قل حجارة لا أنظمة.
(يضحك)
نتنياهو وبن زايد: (لترامب) كانت لنا استراتيجيا واحدة نحن الثلاثة، وهي ألا ننهي اللعبة.
ترامب: اللعبة بين أفراد من طرف واحد ليست لعبة.
نتنياهو وبن زايد: آية الله الطرف الثاني.
خامنئي: أنا أتفرج.
(يضحك)
بوتين: وأنا أتفرج.
أفنان: وأنا أتفرج.
كلهم بمن فيهم خامنئي: (بدهشة) وأنت تتفرج؟
أفنان: لأني أرى الشمس والقمر والهلال حجارة.
خامنئي: على الأرض.
أفنان: تارة على الأرض وتارة في السماء.
ترامب: حتى في السماء حجارة؟
بوتين: الدكتور سيد في عالم الأدب.
أفنان: أنا لا أكتب رواية، فلاديمير.
خامنئي: أنت تكتب سياسة كمن يكتب رواية، لهذا أنت أصدقنا.
ترامب: (بغضب) عندما تنتهون من الكلام في الأدب أيقظوني!
(يتظاهر بالنوم)
خامنئي: كلامنا في السياسة.
(يضحك)
بوتين: دونالد افتح عينيك!
(يفتحهما)
بوتين: دكتور افتح الطريق التي سنؤوب منها.
(ترامب يغمض عينيه من جديد)
أفنان: استراتيجيا الثلاثي ترامب-نتنياهو-بن زايد تقول إيران هي العدو ويوهمون أنها تلعب معهم بينما هم يلعبون مع بعضهم، إنها طريقة مستهلكة...
ترامب: ...مشرقة...
أفنان: لاختراق غير مجد لأنه سينتهي بقلب كل حجارة الشطرنج. هذا لا يعني أن إيران لا تلعب لعبتها الخاصة بها، إيران تتفرج على اللعبة الأمريكية-الإسرائيلية-الإماراتية، وتلعب مع غيرها.
بوتين: تلعب مع روسيا، وروسيا تلعب معها، وتتفرج مثلها.
خامنئي: أتفرج لئلا أخسر.
(يضحك)
ترامب: (بعدوانية) أنا لا أتفرج ولا أخسر!
بوتين: أنا أتفرج كعليّ لئلا أخسر.
(خامنئي يضحك)
نتنياهو وبن زايد: طيب، وبعدين، نحن لا نتفرج، وربحنا، العدو إسرائيل كان زمان، العدو إيران.
خامنئي: ولكن إيران ليست عدوًا.
ترامب: إسرائيل ليست عدوًا، وأنت سيدي الإمام، ابق تتفرج!
بوتين: ولأبق أتفرج أنا كذلك.
ترامب: تَفَرَّجْ ما شاء لك التَّفّرُّج، فلاديمير، إسرائيل لم تكن لك يومًا عدوًا.
بن زايد: ولم تكن لي.
ترامب: اخرس أنت بنبن!
أفنان: يا سادتي، يا سادتي، إلى أين نحن ذاهبون؟
نتنياهو: إلى ضرب إيران.
ترامب: اضربها في سوريا أقرب لك.
نتنياهو: أفضل ضربها في إيران.
ترامب: (بغضب) أنت عنيد أقرع أعور لا تر!
نتنياهو: أَضْرِبُهَا في إيران أبعد لي.
(خامنئي يضحك)
بن زايد: أرأيتم آية الله كيف يضحك؟
ترامب: اخرس أنت بنبن!
بوتين: ماركس كان يقول "إذا ضربك أخوك على خدك الأيسر فأدر له الأيمن"، أنا الخد الأيسر لإيران.
خامنئي: كل الشكر، فلاديمير، يا صديقي!
ترامب: وأنا الخد الأيمن لإسرائيل.
نتنياهو: كل الشكر، دونالد، يا صديقي!
بن زايد: وأنا؟
ترامب: اخرس أنت بنبن!
أفنان: دونالد يدعس على مخك بنبن، على مخكما محمد ومحمد، على أمخاخكم كلكم يا حكام قدمه البعيدين، وعلى المكشوف، من القدس يدعس على أمخاخكم كلكم، من مشخخات أورشليم يشخ عليكم كلكم، من مخرآت جيروزالم يخرأ عليكم كلكم، من فوق المآذن ومكبرات الصوت تنادي للصلاة، من فوق القبب والأجراس تقرع للسلام، من فوق حائط المبكى والدموع تحكي القصص للتاريخ، دونالد يدعس على مخك بنبن، ويقول لك ادفع بالتي هي أحسن مقابل حمايتي لغائطك ذي الرائحة سوار دو باري، ادفع بالتي هي أحسن لتمويل إسرائيل لتضرب إيران في إيران، ادفع بالتي هي أحسن لأساطيلي التي هي عندك لقهرك، ادفع بالتي هي أحسن لتخفيض سعر الذهب الأسود الأسود من وجهك، انتخاباتي القادمة لازم أكسبها وعلى عين دين دينك، ادفع بالتي هي أحسن، ادفع بالتي هي أحسن، ادفع بالتي هي أحسن...
نتنياهو: ادفع بالتي هي أحسن لتمويل إسرائيل لتنبي الهيكل، ادفع بالتي هي أحسن لتشحيد الفلسطينيين ليخلعوا عن مؤخراتهم، ادفع بالتي هي أحسن لتقتيل الغزيين اليوم وغدًا لتشليح المواطنين العرب في إسرائيل يهودية يهودية عنصرية آه ما أحلى برتقال يافا اليهودي المعصور!
ترامب: اخرس أنت بيبي!
بن زايد: أنا والله لم أفه بحرف!
ترامب: قلت بيبي.
بن زايد: (سعيدًا) سأراجع طبيب أذني.
ترامب: فلتخرس بنبن!
أفنان: يا سادتي، يا سادتي، إلى أين نحن ذاهبون؟
خامنئي: في لعبتي أنا ذاهب إلى طريق مسدود، أنا أعترف، أنا لن أقرر عن سوريا، أنا لن أقرر قبل سوريا عن العراق، أنا لن أقرر عن لبنان، أنا لن أقرر عن اليمن، أنا لن أقرر...
ترامب: (بعنف) كل هذه البلدان قَرَّرّتْ أن تقرر.
خامنئي: ربما، ولكن إلى حين. ربما قررت كل هذه البلدان أن أقرر، دونالد، لأنك قررت لها أن تقرر، ولكني أنا لن أقرر إلى وقت طويل، فالوقت قصير في عمر السياسة حتى ولو كان طويلاً، هذا ليس نقدي الذاتي، هذه رؤيتي الموضوعية لما يجري، لما يجري في إيران قبل لما يجري في العالم العربي، خاصة لما يجري في إيران، إيران التي لي، التي لي بالفعل، هذا إذا ما أخذوها مني، فأية لعبة ألعب كارثية والعالم كله ينظر إليّ بانتظار أن يلعب لعبته.
أفنان: سيدي المرشد نطقت بجوهر، العالم سيلعب لعبته، ونحن ذاهبون إن شئنا أم أبينا إلى العالم ليقوم كل واحد منا بدوره الطبيعي لا الصناعي، فصناعة العداء، صناعة فرق تسد، صناعة الغالب والمغلوب، صناعة إن لم تكن معي فأنت ضدي، صناعة الهمجية، في البيت الأبيض كالكرملين، هم يتقنونها، أتدري لماذا، لأنهم لا يتقنون سواها.
بوتين: مشروعك الحضاري، دكتور، لا يناسب المافيا عندنا.
ترامب: ولا يناسب السي آي إيه عندنا.
نتنياهو: ولا يناسب التوراة عندنا.
بن زايد: (لنتنياهو) ولا يناسب الموساد تقصد.
ترامب: اخرس أنت بنبن!
خامنئي: ولا يناسب السافاك عند الشاه.
(يضحك)
(يضحكون)






















الحوار الخامس


أفنان: ما لون الحضارة، سيدي الرئيس، سيدي المرشد؟
ترامب: اللون الأصفر.
(يضحك)
خامنئي: سأقول كما قال السيد الرئيس، الأصفر، اللون الأصفر.
أفنان: لماذا الأصفر؟
ترامب: لأنه لون سيارات الأجرة عندنا.
(يضحك)
خامنئي: قالوا ادعُ لنا ربَّكَ يبيّنُ لنا ما لونُها قالَ إنّه يقولُ إنّها بقرةٌ صفراءُ فاقعٌ لونُهَا تسرُّ الناظرين.
أفنان: لأنه لون البقر عندكم.
ترامب: لا تقل لي، سيدي الإمام، إن بقرتك الصفراء هي حضارتنا.
(يضحك)
خامنئي: وهل تكون سياراتك الأجرة أفضل؟
أفنان: أخ علي أخ دونالد أنتما نططتما من اللون الأصفر كلون للحضارة في دلالته المعرفية إلى اللون الأصفر في حضارة كل واحد منكما.
ترامب: قلتَ عن بلادي الشمس دكتور، فأحسنتَ القول لأني إله الشمس هيليوس، فانظر إلى شعري الأصفر.
(يضحك)
خامنئي: وصفتَ محوري بالهلال دكتور، فأحسنتَ الوصف لأني فقيه الهلال المهدي، فانظر إلى كركمي الأصفر.
أفنان: كركمك الأصفر!؟
ترامب: الأخ علي يظن نفسه في الصين.
(يضحك)
خامنئي: الصين حليفتي أخ دونالد، بعد كل ما تفعله فيّ، وإن لم يكن في علمك الكركم الأصفر في أطباقنا أكثر مما هو عليه في أطباق الصين، أكثر مما هو عليه في أطباق الهند، فالحكمة الشيعية صفراء كالحكمة الإلهية، وطهران عاصمة للأصفر في الكون.
أفنان: لم تزالا بعيدين عن لون الحضارة الأصفر الذي هو المعرفة والفهم والذكاء، وسيدي المرشد وسيدي الرئيس كلهما ذكاء وفهم ومعرفة.
ترامب: الأصفر إذن كمعرفة للحضارة هو الضَّعف والغيرة والحذر.
(يضحك)
خامنئي: وَلِمَ لا يكون القوة والتواضع والأمل؟
أفنان: سأحاول الاقتراب مما قلتما إلى ما أريد الوصول إليه.
ترامب: لنا أنا وصديقي السيد الإمام لغة واحدة رغم أني أتكلم الإنجليزية وهو يتكلم الفارسية.
(يضحك)
خامنئي: تقول لغة واحدة عن الضَّعف والقوة؟
أفنان: يقول لغة واحدة ليس في المعنى ولا في الدلالة، يقول لغة واحدة في الأبعاد.
ترامب: هذا ما أعني سعادة البروفسور.
(يضحك)
خامنئي: إذن طالما هي الأبعاد، لون الحضارة هو الكذب.
أفنان: أنت الآن تنطق بجوهر، سيدي المرشد.
ترامب: لون الحضارة هو الصدق.
(يضحك)
خامنئي: لغتنا ليست واحدة.
أفنان: لغتكما في أبعادها واحدة، وواحدة في أبعاد الحضارة، وأنا ما يهمني السياسة بعدًا من أبعاد الحضارة، وبما أن لون الحضارة هو الكذب، كما يقول الأخ علي، فلون السياسة هو الكذب.
ترامب: لون السياسة هو الصدق.
(يضحك)
خامنئي: أنت تكذب، أخ دونالد! منذ مولدك وأنت تكذب، وبعد ذلك وأنت تكبر في أحضان والديك، وأنت تدير أشغالك، وأنت تصنع إمبراطوريتك، وأنت تمثل في التلفزيون، وأنت تلعب مع الشمس في فراش عشيقاتك، وأنت تحكم اليوم الأمريكيين.
أفنان: كان دونالد صادقًا مع نفسه.
ترامب: أشكرك دكتور أفنان.
(يضحك)
خامنئي: أنا لن أسمح لنفسي بالكذب.
أفنان: كمرجعية أخ علي، لون مرجعيتك هو الصدق.
ترامب: لون مرجعيتي هو الكذب.
(يضحك)
خامنئي: المرجعية الرأسمالية التي هي الخمسون الشركة الاحتكارية الخمسون المؤسسة المصرفية الخمسون المصيبة الأمنية.
أفنان: المرجعية الرأسمالية هي التي ذكرت، والمرجعية التنفيذية هي التي أذكر، المرجعية التنفيذية هي البيت الأبيض، البنتاغون، السي آي إيه والإف بي آي وما لف لفهما، الكونغرس، مجلس القضاة، نظام اللوبيات، ولكن كذلك برودوي، هوليود، وسائل الإعلام، مكاتب بسيكولوجيا جماهير الكون، أنترنت، تويتر، فيسبوك، كلاسين مادونا، مجوهرات فرح ديبا، سيقان تحية كاريوكا، إرهاب شيء غيره، إرهاب جدار الحكم على مستوى أمريكا والعالم، إرهاب لذيذ تتمتع به شعوب العالم، نحن في قلب سر لون أصفر كلون للحضارة، كلون للسياسة وقد غدت السياسة هي الحضارة، حضارة جدار الحكم على مستوى أمريكا والعالم، جدار لونه أصفر، لونه لون السياسة، لونه لون الدولار، لونه لون الهمبرغر، لونه لون الكوكاكولا، لونه لون الكذب، لونه لون الصدق، فالكذب هو روح الصدق، والصدق هو روح الشعوب، لهذا نحن لا نسمع للشعوب صوتًا وهي تُقتل، وهي تُستغل، وهي تُناك، والمرجعية التنفيذية تنيكها، فالصدق هو كلاسين مادونا.
ترامب: لا تضرب رأسك على جداري، دكتور.
(يضحك)
خامنئي: إنه جنون اللون الأصفر!
أفنان: إنه جنون الإنسان!
ترامب: إنه جنون الإنسان بكلاسين مادونا ذات اللون الأصفر!
(يضحك)
خامنئي: بسبب اللون الأصفر أنا لم أعد أثق بأحد لم أعد أثق بنفسي لم أعد أثق بكل ما هو حضاري لم أعد أثق بحضارة سابقة لإيران أو لاحقة لم أعد أثق بإيران رقمية أنا لا أثق بالأرقام فكيف أثق بإيران رقمية إيران تكنولوجية إيران إيرانية وفي نفس الوقت إيران شرق أوسطية إيران المرجعية الشيعية وفي نفس الوقت المرجعية الإنسانية إيران قدرها وفي نفس الوقت أقدار غيرها كيف أثق بمسرح اللامعقول على الرغم من أني ألعب دورًا فيه رسموه لي فرسمته لي –شيء أكبر من طاقتي- وغدت الأمور تجري كما هي تجري كيف أثق بمشاريعك دكتور أفنان كيف أثق بك؟
أفنان: أنا أثق بك.
ترامب: أنا أثق باللون الأصفر.
(يضحك)
خامنئي: ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفرًّا لظلوا من بعده يكفرون.
أفنان: كنت قد عقدت العزم على أن أصبح قوادًا، سيدي المرشد.
ترامب: أنت لم تكن متشائمًا يومًا دكتور أفنان أم أنها كلاسين مادونا.
(يضحك)
خامنئي: إنها عنجهية الدكتور لا شيء غيرها في عالم شعوبه تقبع في الدونية أمام لون حضارتنا الأصفر، حتى العظمة التي لي ولك دونالد هي من هذا النوع، فالأصفر لون العنجهية والعظمة، في محافل السياسة أمس واليوم وغدًا وفي مواخيرها.
أفنان: الأصفر لون التخلي كذلك تخلي جدار الحكم وتخلي جدار الشعب وتخلي جدران الأمل.
ترامب: كن قوادًا دكتور أحسن لك، خذ هذه النصيحة من صديق.
(يضحك)
(يضحكان)














الحوار السادس



أنا: الكودات لغة في الأدب وفي السياسة.
ابنتي: أنت تتقن لغة الكودات في السياسة اليوم كفي الأدب الأمس.
أنا: بفضل الأدب السياسة مهنتي، فالأديب سياسي بطبعه، لكن السياسي سياسي بصنعه، لهذا ينجح الأديب في قراءة الواقع، ويرى ما لا يراه السياسي.
ابنتي: أنت إذن أقنعت إيران بقراءتك للواقع.
أنا: مهلاً مهلاً، أنا لم أقنع أحدًا، بالإقناع نبتعد عن لغة الكودات، ونقترب من لغة لا مواربة فيها ولا ألغاز، إنها اللغة المباشرة.
ابنتي: لغة كل حوار.
أنا: كالحوار بين أصدقاء يجمعهم مشروع وجودي أو بين أشقاء يوحدهم شعور مصيري.
ابنتي: وماذا عن معارك المصالح؟
أنا: ليس بين الأشقاء والأصدقاء.
ابنتي: في عالم المال حيث أعمل الأصدقاء يختفون والأشقاء يبتعدون.
أنا: العالم ليس فقط عالم مال، العالم عوالم، وكلها متداخلة، وأنا أعمل وأتعامل من داخل هذا التداخل، وبرهاني على ذلك "رينبو" كمؤسسة متعددة الأبعاد، كل بعد ينهل من الأخر قوته وطاقته وفرادته. في كل حضارة، هناك الكثير من المشاريع التي تموت عند ولادتها، وقليل من الأفكار الجبارة التي لصفتها المتعددة في أبعادها تغير وجه العالم. أنا أريد تغيير وجه إيران، فالشرق الأوسط، فالعالم... لو أمكن.
ابنتي: كل شيء ممكن في وقتنا.
أنا: كل شيء ممكن في حدود الإمكان، والإمكان لا حدود له أحيانًا.
ابنتي: الأساس الذي ستقوم عليه رينبو أقوى ما يكون عليه، أنا واثقة من ذلك، يكفي أن تكون مقراتها الرئيسية الثلاثة في باريس ولندن وواشنطن، العواصم الثلاث التي تحكم العالم، لكن السؤال الهام: كيفها مشاركتها في حكم العالم؟
أنا: مشاركتها من الداخل كاستثمارات لنفسها، فإيران لن تبقى إلى الأبد بقرتها الحلوب، ومشاركتها من الخارج كاستثمارات لإيران، فرينبو ستبقى إلى الأبد إرادتها الفذة، استثمارات تحول إيران وإيران تتحول بها. على سبيل المثال، لن تكتفي إيران بتركيب سيارة بيجو، ستصنع إيران سيارتها، لن تكتفي إيران بفروع للشركات التكنولوجيه، ستصنع إيران تكنولوجيتها، لن تكتفي إيران ببناء سدودها، ستفجر الماء من الأرض والبحر والسماء، وقيسي على ذلك كل استثمار.
ابنتي: ستتنوع مصادر إيران الاقتصادية، أرى بعينيك ما ترى، ولن تبقى دولة ريعية، إضافة إلى ذلك، الغرب سيركض من وراء إيران بدلاً من أن تركض إيران من وراء الغرب، بقوتها الاقتصادية في بلدها ستكون قوة اقتصادية في بلدان غيرها، وعن طريق الاقتصاد ستقول لي ستحقق مطامحها المذهبية، لكني أرى كذلك إيران كقوة مالية في الغرب، لأن إيران، إيران المستقبل =كما ترى بابا= ستكون جزءًا لا يتجزأ من أمريكا المستقبل من أوروبا المستقبل من روسيا المستقبل، رينبو بذلك ستدخل العالم في المستقبل بالفعل.
أنا: هذا ما لا يجعلني أنام في الليل.
ابنتي: (تضحك) رينبو ككل فكرة فريدة من نوعها كفيسبوك كتويتر كصندوق النقد الدولي كمنظمة هيئة الأمم كالاتحاد الأوروبي كاليورو ستار أصحابها لم تجعلهم ينامون في الليل.
أنا: آلية التأسيس جاهزة للتنفيذ، لكنه تنفيذ مهول هائل!
ابنتي: (تضحك) ستعتمد على بناتك، فرينبو شغلتنا العائلية، رينبو هكذا ستكون لإيران، حصان طروادة الاقتصادي والتكنولوجي والثقافي والإبداعي وكل الباقي =كما تكرر بابا= وهذه طريقة عبقرية من أجل تحقيق كل أماني الإيرانيين، أقول طريقة عبقرية لأنها ليسها التي للسفارات الإيرانية أو للشركات الإيرانية أو للوكلاء الإيرانيين، رينبو مؤسسة غربية في خدمة إيران لهذا هي عبقرية.
أنا: أتوقع أن نجتمع قريبًا، فالسياسة تتحرك في طريق السلم الذي تحتاج إليه رينبو على وتيرة عالية، وهذا يعني أن رينبو بأبعادها المتعددة المتممة للسياسة عليها أن تتحرك في الحال.
ابنتي: (تضحك) الإيرانيون يحفظون مشروعك عن ظهر قلب لن يماطلوا أكثر ولن يساوموا، ولكن...
أنا: ...ولكن ماذا؟
ابنتي: مع مشاكلهم المالية القادمة في نوفمبر لن يقبلوا بسهولة المبالغ الطائلة التي ستطلبها.
أنا: أنا لن أحرق هذه المبالغ، هذا الزمن ولى دون رجعة، سأوظفها، وسأعيدها.
ابنتي: أكيد أنك ستعيدها.
أنا: إذا بدأتُ فعلى مستوى العالم وعلى مستوى عالمي.
ابنتي: إذا بدأتَ فعلى مستوى إيران في العالم وعلى مستوى عالمي في إيران.





الحوار السابع


أفنان القاسم: أبحث مثلما تبحث عن معرفة الحقيقة في اللغة، وبفضل هذا البحث أتوصل إلى معرفة الحقيقة في الواقع.
جاك دريدا: وهل من المهم لديك التوصل إلى معرفة الحقيقة في الواقع؟
أفنان القاسم: أنا لا أطابق بينهما، أنا أفهم الحقيقة بشكل أعمق.
جاك دريدا: وهل فهمك للحقيقة بشكل أعمق يبدل شيئًا من الحقيقة؟
أفنان القاسم: فهمي للحقيقة بشكل أعمق يبدلني بشكل أعمق.
جاك دريدا: وهل تبديلك بشكل أعمق يخدم الحقيقة؟
أفنان القاسم: أنا لا أحتار مثلك أمام الحقيقة، لأني عملي حتى العظم، ومن الحقيقة أصنع أحلام الإنسان.
جاك دريدا: هذا لأنك لا تبقى مثلي في عالم اللغة مع الحقيقة التي أصنع منها أحلامي.
أفنان القاسم: وهل هي غير أحلام الإنسان؟
جاك دريدا: في الطريقة ليست هي، فما يشغل بالي الطريقة، الطريقة غيرها، والمتعة غيرها، وغيرها أحداث الحقيقة، الأحداث في حدوثها المتنامي.
أفنان القاسم: حدوثها المتنامي يعني وقوعها الذي لا ينتهي.
جاك دريدا: لا توقعها الذي لا ينتهي.
أفنان القاسم: توقعها الذي لا ينتهي.
جاك دريدا: تجمعنا المنهجية لا النظرية.
أفنان القاسم: أنا أربط الحدث بشروط وظروف على عكسك، وأضعه في آفاق وإمكانيات على عكسه، فالحدث ممكن في غيره، وممكن من غيره.
جاك دريدا: أنا أتحاشى تكرار الأحداث مثلك ولا أتحاشى اختلاف الأحداث مثلي.
أفنان القاسم: أنا أهدم وأبني.
جاك دريدا: أنا أفجر وأدمر (يضحك).
أفنان القاسم: لأني رجل سلم ولأنك رجل حرب.
جاك دريدا: لأن السلم ميتافيزيقيا في عالمنا والحرب كينونة.
أفنان القاسم: لأن السلم كينونة في عالمنا والحرب ميتافيزيقيا.
جاك دريدا: السلم هو الحرب والحرب هي السلم.
أفنان القاسم: سلم السلطة وحرب السلطة.
جاك دريدا: سلم السياسة وحرب السياسة.
أفنان القاسم: سلم الاقتصاد وحرب الاقتصاد.
جاك دريدا: سلم التكنولوجيا وحرب التكنولوجيا.
أفنان القاسم: سلم المالية وحرب المالية.
جاك دريدا: سلم الصناعة وحرب الصناعة.
أفنان القاسم: سلم الزراعة وحرب الزراعة.
جاك دريدا: سلم الثقافة وحرب الثقافة.
أفنان القاسم: سلم التجارة وحرب التجارة.
جاك دريدا: ها نحن نسقط في شِباك قراءة السلطة وكتابتها (يضحك).
أفنان القاسم: التفكير من طبيعته الهيمنة عليه.
جاك دريدا: لهذا يمارس كلانا طرقًا جديدة في الإبداع والخلق.
أفنان القاسم: أنا عندما ابتكرت سيناريو قوس قزح.
جاك دريدا: وأنا عندما رسمت صورة الاختلاف.
أفنان القاسم صورة الخلاف.
جاك دريدا: أنا رسمت الصورة.
أفنان القاسم: وأنا نقلتها.
جاك دريدا: إلى المكان الذي تريد.
أفنان القاسم: إلى إيران.
جاك دريدا: وإلى الزمان الذي تريد.
أفنان القاسم: زمان التكنولوجيا.
جاك دريدا: إيران هي صورة الفرق في الزمان وفي المكان.
أفنان القاسم: صورة الخلاف.
جاك دريدا: صورة الاختلاف.
أفنان القاسم: صورة الفرق.
جاك دريدا: بهذا الفرق أفهم خروجك عن السائد، خروجك عن التقليد، خروجك عن الخروج، دخولك في قلب الأشياء.
أفنان القاسم: لهذا كانت الأشياء جديدة في قوس قزح جريئة لم نعتد عليها أسوة بتحليلك للدلالات والرموز والعلامات، فاستمدت "المؤسسة" القوة الديناميكية لديها من قوة الفعالية لديك، ليبدأ الإصغاء للعصر، ولينتهي الإلغاء للأممِ وللأفراد.
جاك دريدا: فلنعبر عن الأشياء ببساطة (يضحك).
أفنان القاسم: حسب رأي الخبراء رينبو مؤسستي فكرتها الرئيسة...
جاك دريدا: هي الإنسان.
أفنان القاسم: هي رأس المال.
جاك دريدا: لم يفهم الرأسماليون ذلك كما لم أفهم.
أفنان القاسم: الإنسان فيما بعد.
جاك دريدا: الإنسان ثانيًا.
أفنان القاسم: رأس المال أولاً والإنسان ثانيًا وليس رأس المال أولاً ورأس المال ثانيًا.
جاك دريدا: وإلا فأين الاختلاف أين الفرق...
أفنان القاسم: أين المؤسسة الديناميكية؟
جاك دريدا: يعرف الرأسماليون ذلك كما تعرف.
أفنان القاسم: الثنوية في الفلسفة والدين هي نفسها في الاقتصاد، فالكون تحت كل المذاهب المثالية منها والمادية خاضع لمبدأين متعارضين أحدهما الخير وأحدهما الشر.
جاك دريدا: رأس المال شرًا (يضحك)!
أفنان القاسم: أنا أراه خيرًا، وإن أحببت شرًا لا بد منه! إنه مذهب ازدواج القانون!
جاك دريدا: إنه مذهب ديناميكيا الجماعات الذي هو...
أفنان القاسم: مجموع قوانين التصرفات في مجموعة بشرية من حيث الأهداف الموضوعية والحقيقة لديها.
جاك دريدا: لكن رأس المال في سوء تصرفه.
أفنان القاسم: في سوء تكونه.
جاك دريدا: واضطراب ردود فعله.
أفنان القاسم: كَحَثْلِ الدم.
جاك دريدا: أيها الرأسماليون لا بد من وصفة وإلا قضيتم على أنفسكم بأنفسكم (يضحك)!
أفنان القاسم: الوصفة هي رينبو هم يعرفون ولا يريدون أن يعرفوا.
جاك دريدا: أتدري السبب؟
أفنان القاسم: أدري السبب، رينبو "تحميلة"، وهم لا يحتملون، ثقوبهم حساسة (يضحكان)!




























الحوار الثامن


ميرا جميل: دكتور أعجبتني فكرتك وأسلوبك في طرح القضايا الملحة سياسيًا وأمنيًا التي تشغل شرقنا وعربنا التعبانين.
أفنان القاسم: أعجبتك فكرتي فقط وأسلوبي؟
(يضحكان)
ميرا جميل: شبابك دائم دكتور!
(يضحكان)
أفنان القاسم: دكتورة كلك ذوق!
ميرا جميل: الفكرة ابنة الأسلوب أم الأسلوب ابن الفكرة؟
أفنان القاسم: الازدواجية واضحة في سؤالك.
ميرا جميل: أنا أعرف وأنت تعرف.
افنان القاسم: هناك فكرة هذا النوع من الكتابة وهناك الفكرة التي تدور حولها الكتابة.
ميرا جميل: وهناك أسلوب هذا النوع من الكتابة وهناك الأسلوب الذي تدور حوله الكتابة.
أفنان القاسم: فكرة هذا النوع من الكتابة كان شرطها أنترنت، قارئ أنترنت الذي مل من كتابة واحدة لعشرات آلاف الكتاب الذين يقلدون بعضهم وينقلون عن بعضهم، على عكس ما كان يجري في الماضي قبل أنترنت، كنا عددًا قليلاً من الكتاب المعروفين، كانت لكل واحد كتابته، وكان لكل منا أسلوبه، فيستمتع القارئ بنا جميعًا، اليوم لا يستمتع القارئ بنا ولا بغيرنا، فالكتاب أكثر من القراء، وكل قارئ هو كاتب، التعليقات خير مثال على ذلك. لهذا كان هدفي ابتكار كتابة جديدة تقوم على الحوار لحوار وحوار، الحوار بين شخصياتي، والحوار بين شخصياتي وبين قرائي، والحوار بيني وبين قرائي، إنه أسلوب جديد جدته من واقع الاتصال الذي يفرض نفسه علينا والتوصيل الذي يضطر الكاتب إلى تطويع الكتابة لنا، وكذلك من هَمّ الابتكار الذي يطاردني وعمق التعبير الذي يوائم ثيماتي. إذن نصي الجديد هو نص مفتوح ليس من ناحية الحدث ولا من ناحية الزمن، كما هو دارج في الرواية، بل من ناحية مواصلة الحوار وتطوير الأفكار.
ميرا جميل: الأفكار التي تدور حولها الكتابة.
أفنان القاسم: في هذا النوع من الكتابة السريعة لقارئ سريع كقارئ أنترنت قارئ نزق كيف لا يكون نزقًا وعلى مرمى "فأرته" مئات المقالات بل آلافها؟ في هذا النوع من الكتابة الرقمية هناك فكرة واحدة وإن شئتِ ثيمة واحدة، فالقارئ المعلِّق غير فاض، هو مشغول بأشياء افتراضية، لهذا تجدينني أدخل في حاسوبه، لأشعر بما يشعر، فأشعر برفضه لكل كتابة إيديولوجية ترمي إلى التطويل والتقميع والتعميم والترقيع، ولهذا تتابعينني قلمًا يتنوع في أسلوبه، أسلوبي الكوميكي الكاريكاتوري، وأسلوبي الدرامي "اللومندي".
ميرا جميل: هل تظن أن الحوار يبقي لدى القراء معلومات أو يطور مواقف لدى القراء لفهم حقائق ما يجري؟
أفنان القاسم: هذا النوع من الحوار لا يهدف إلى إبراز طبائع الشخصيات كما هو عليه في المسرحية، أنا أستغل ناحية من نواحيها بشكل ثانوي، فالصراع عندي جرى في مكان ما قبل بدء الحوار، وما يهمني تفصيل الفكرة وإن شئتِ المعلومة لا تفصيل الحدث، لتوصيل المعلومة وإن شئتِ الفكرة. في رأيي الحوار غير الطنان وغير الإيديولوجي وغير الادعائي وبمعجم رشيق وثري وعادي ثري بعاديته ورشيق بثرائه يؤثر في القارئ مطورًا مواقفه خاصة إذا كان ما يطرحه الحوار يدور بهمومه وحول همومه، فتبقى المعلومات تدور في رأسه لمدة أطول على ضوء ما يجري من حقائق. وعلى كل حال أنا لا أراهن على هذا، أن يفهم القارئ أو يطور، أنا أراهن على أن تأخذ أفكاري مداها في الواقع، وتشق لها طريقًا إلى التنفيذ، لأني لست جملاً يجتر أو حمارًا ينهق، أنا مشروع للتغيير قبل كوني مشروعًا للكتابة.
ميرا جميل: كيف توصلت إلى هذا الأسلوب القريب جدًا من الحوار القصصي؟
أفنان القاسم: إنها إرادة مشروعي الوجودي عليّ، فكان عليّ أن أتصرف، كان عليّ أن أجد أسلوبًا أصل به إلى آلاف القراء، وهذا ما يحصل يوميًا معي، لكني لو لم أكن القاص الروائي المسرحي الذي تعرفينه لما استطعت كتابة سطرين اثنين.
ميرا جميل: حوارك من أسهل ما يكون وكتابته من أصعب ما يكون.
أفنان القاسم: حواري يتوافق مع ثيمتي وذوق قرائي على تعدد ثقافاتهم وتنوع انتماءاتهم وتوجهاتهم حتى الأكثر فيهم دينية لأني مع كل الأديان حتى الملحدة منها وغير معها كرافض لكل الإيديولوجيات لما تتحول إلى إيديولوجيات كل الأديان. إذن أسلوب الحوار القصصي أسلوب من قصصنا، من القرآن ومن الإنجيل ومن التوراة، ومن الحرب والسلم لتولستوي ومن المقامر لدوستويفسكي ومن الغريب لكامو.
ميرا جميل: ربما يعتبر بعض القراء هذه النصوص نوعًا من الصياغة المسرحية غير السياسية وبالتالي لن يعنيهم فهم جوهر ما تطرحه.
أفنان القاسم: أنت تضفين إلى حواراتي الحضارية دكتورة صفة من صفات لم أفكر فيها.
ميرا جميل: في الواقع أنا لا يعنيني جوهر ما تطرحه، فلا تزعل مني دكتور.
أفنان القاسم: من غير الضروري أن يعنيك، فنصي نص أدبي، نصي يبقى نصًا أدبيًا محوره السياسة.
ميرا جميل: هل أقول لك متى يعنيني جوهر ما تطرحه؟
أفنان القاسم: عندما ينجح الإيرانيون في دوزنة الناتج المحلي الإجمالي.
ميرا جميل: لا تزعل مني دكتور، الإيرانيون لا يريدونك إيرانيًا أكثر منهم.
أفنان القاسم: ألهذا لا يعنيك جوهر ما أطرحه؟
ميرا جميل: لا تزعل مني دكتور، الإيرانيون لا يرون فيك المواطن العالمي.
أفنان القاسم: ألهذا لا يعنيك جوهر ما أطرحه؟
ميرا جميل: لا تزعل مني دكتور، الإيرانيون لا يصدقون أن تكون ما أنت عليه في الغرب لهم.
أفنان القاسم: ألهذا لا يعنيك جوهر ما أطرحه؟
ميرا جميل: لا تزعل مني دكتور رجاء، الإيرانيون لا يهمهم غير طموحاتهم وأنت لم تعرف كيف تكون طموحًا من هذه الطموحات.
أفنان القاسم: لم أقدر.
ميرا جميل: ما تقدر عليه في اللغة تقدر عليه في الواقع لكنهم لا يتكلمون لغتك.
أفنان القاسم: كلانا يتكلم لغة الأمل.
ميرا جميل: لهذا أنا لا يعنيني جوهر ما تطرحه.
أفنان القاسم: لغة الأمل ما أطرحه لغة السياسة.
ميرا جميل: هذا بالضبط ما يجعلني غير معنية بجوهر ما تطرحه، لأن لغة الأمل التي تطرحها هي لغة السياسة، ولكن في النهاية لا بد من الاعتراف بأنك تؤسس لنهج جديد في النص التسويقي للسياسة أو لغيرها من المواضيع الفكرية والاجتماعية.
أفنان القاسم: شكرًا دكتورة.
ميرا جميل: سؤال أخير، هل تعتقد أن مجتمعنا سيندمج مع نصوصك أكثر من المقال التقليدي؟
أفنان القاسم: لا أعتقد.
ميرا جميل: (تفتح عينيها واسعًا) لماذا؟؟؟!!!
أفنان القاسم: لأن جوهر ما أطرحه لا يعنيه.



























الحوار التاسع


أفنان: أخ علي، الأخ رجب يستحمرنا، ينسى أنه حلف أطلسي، وينسى أنه هنا ليتلقى الأوامر لا ليعطي الأوامر.
خامنئي: (يضحك) الأخ رجب مسكين يا دكتور لكنه صاحبي.
إردوغان: (يزعل) أنا من ناحية مسكين ومن ناحية صاحبك، قل غيرها أخ علي.
خامنئي: (يضحك) أنا صاحبك بجد والله.
إردوغان: (يزعل) وأنا صاحبك صاحب مصلحة.
أفنان: أنت قلتها أخ رجب، أنت صاحبه وصاحب الكل صاحب مصلحة.
إردوغان: (يزعل) أنا صاحب...
أفنان: ...أمريكا.
خامنئي: (يضحك) وصاحبي يا دكتور، خليها مستورة.
إردوغان: (يزعل) كل ما تفعله فيّ أمريكا، أنا صاحب أمريكا؟
أفنان: أنا عاجنك وخابزك يا رجب، جابك رأس المال التركي تحت بدلة الدين وجرافاته لغرضين الغرض الأول فتح فخذيه للرأس المال الأمريكي فلا يكون الجماع على المكشوف والغرض الثاني فخفخة الأتراك بالدين وما أدراك كما جرى في زمن آخر فخفخة الألمان أصحابكم بالنازية وما أدراكين المدة اللازمة لنهب البلد وتركيعه ونهب المنطقة وتركيعها، فشنت البنوك في الغرب هجومها على تركيا هجومًا من وراء هجوم بقروض سخية وفوائد جنونية. عندما أخذت تركيا تترنح من ثقل الديون، فبركت السي آي إيه انقلابًا ضدك، لإنقاذ رؤوس المال التركية والأمريكية، كانت تلك خطتها بتثبيتك، وعندما لم يكفها ذلك، جعلتك تدخل أدلب، لتدغدغ الوهم الديني بالوهم القومي، أنطاكيا لم تزل حاضرة في أذهان مواطنيك وستبقى رمزًا لعهد مضي اسمه تركيا الإمبراطورية التي توهم بإعادة بنائها، بينما كل شيء يمشي على ظهر الأتراك، قروض وديون وقروض وديون وقروض وديون مع جرعة مخدرة اسمها الاتحاد الأوروبي بثمن غال توجب دفعه بروكسل هدم مكاسب الأتراك الاجتماعية بفضل العلمانية باسم العلمانية ويا للمفارقة!
خامنئي: (يضحك) خليها مستورة يا دكتور، خليها مستورة.
إردوغان: (يزعل) يعني موافق مع الدكتور يا علي؟ يعني موافق على كوني كركوز؟
خامنئي: (يضحك) موافق مع واقع أنك حلف أطلسي ومع لعبة اليوم خائف من جَرِّي ويكفيني ما عندي.
أفنان: لكني أنا لا يكفيني ما عندك أخ علي.
خامنئي: (يعبس) كيف أخ أفنان؟
أفنان: أنا ضد الترقيع تعرفني، ومحاكمك الاستثمارية على محاكمك الثورية للرد على انهيار اقتصادك ترقيع في ترقيع.
إردوغان: (يضحك) ذر الرماد في العيون.
أفنان: الرد الفعلي يكون بالغطاء المالي في الداخل وبالغطاء "القزحي" في الخارج وبالحوار مع الأمريكان.
إردوغان: (يضحك) الأخ علي يلعب به الأمريكان كما يلعبون بي، أنا لأني محسوب عليهم، وهو لأنه غير محسوب عليهم.
خامنئي: (يعبس) محاورة الأمريكان بدون شروط تعني الإذعان لشروطهم.
أفنان: بدون شروط لشروط إيران التي لم تستعد لها، لهذا شروطك عليك أخ علي أقوى من شروط الأخ دونالد عليك.
إردوغان: (يضحك) هذا ما فهمته أنا من شروطي عليّ.
خامنئي: (يعبس) هذا ما لا يمكنك إلا فهمه.
أفنان: لكنك سيدي المرشد في وضع يضطرك للفهم.
إردوغان: (يزعل) لماذا هو وليس أنا؟
خامنئي: (يضحك) لأنني أنا وليس أنت.
































لندنيات


































لندنيات 1


الطريق طويل من باريس إلى لندن لكنه في اليورو ستار يصبح قصيرًا
ساعتان وتسع عشرة دقيقة
أي أن الزمان فاصلة معرفية بين ثقافتين
لحضارة واحدة
فمتى تكون ثقافاتنا في الشرق الأوسط فواصل معرفية؟


الطقس واحد في لندن وفي باريس لكنه بارد أكثر في لندن أو أقل في باريس
الشمس غائبة أم حاضرة
أي أن المكان دلالة بنيوية بين عالمين
لكونية واحدة
فمتى تكون عوالمنا في الشرق الأوسط دلالات بنيوية؟


الوجوه التي تقابلها في لندن نفسها التي تقابلها في باريس لكنها غيرها
الجاليون غيرهم الجوليون
أي أن الوجوه هوية إنسانية بين قوميتين
لبشرية واحدة
فمتى تكون قومياتنا في الشرق الأوسط هويات إنسانية؟


الجنس اللطيف على أرصفة لندن بنعومة الحرير على أرصفة باريس لكنه أشقر لما يكون أسمر وأسمر لما يكون أشقر
البنات هن الربات
أي أن الجمال صفة نسبية بين معتقدين
لأرض واحدة
فمتى تكون معتقداتنا في الشرق الأوسط صفات نسبية؟


الشاي بالحليب في لندن هو القهوة بالحليب في باريس لكنه البيرة في لندن والنبيذ في باريس
مجتمع الاستهلاك يستهلك المستهلك على طريقته
أي أن المدنية مرحلة استثنائية بين كيفيتين
لتكنولوجيا واحدة
فمتى تكون كيفياتنا في الشرق الأوسط مراحل استثنائية؟


















لندنيات 2


وجه مارجو. عاصفة من التصفيق. يدا مارجو. عاصفة من الأنوار. جسد مارجو. مسرح من التفاح. قدما مارجو. مسرح من الإجَّاص. تغريد مارجو. مسرح من الأقفاص. ولما حملتها، وقبلتها، حررتُ لندن من الأقفاص.


عينا مارجو عينا أمها. العالم فيهما يحكي معي. الله فيهما يلعب معي. التيمز فيهما يمشي معي. جمال مارجو جمال أمها. جمال العالم. جمال الله. جمال النهر. نعومة صوت مارجو نعومة صوت أمها. غناء العالم. غناء الله. غناء الموج. العالم والله والموج ثلاثة أطفال. ثلاثة صبيان. ثلاثة معاطف. ثلاثة أقمار. ثلاثة أقراط. ثلاثة جنيهات إسترلينية. دخلنا أقرب بب. قالت لنا مارجو لنلعب البوكر. لعبنا البوكر، فخسر العالم، وخسر الله، وخسر التيمز، وخسرتُ.


في شارع كينسنجتون عربات للأطفال. عربات وراء عربات. عربات وراء عربات وراء عربات. عربات وراء عربات وراء عربات وراء عربات. عربات تدخل المحلات. عربات تشتري الساندويتشات. عربات تقيس الملابس. عربات تنظر إلى الفترينات. عربات تنتظر مرور السيارات. عربات تقطع الشوارع الفرعية أو تنتقل من رصيف إلى آخر أو تغذ الخطى وهي تتحدث في الآيفونات. عربات تحيي عربات. عربات تنادي عربات. عربات تقول ماما بابا أو جدتو جدو أو تاتا. عربات تبتسم لعربات. عربات تكشر لعربات. عربات تسلم على عربات. عربات تحيط بي. تريد أن تشرب الحليب. أنا لست أمك قلتُ لها. كانت جائعة. تسلقتني، وبحثت عن حلمتي.


تأملتني مارجو طويلاً ثم بكت. أخفتُهَا قلتُ. لم تعتد عليكَ قالت أمها. أخافها شكسبير قلتُ. لم تعتد عليه قالت أمها. أخافتها الملكة قلتُ. لم تعتد عليها قالت أمها. فتحتُ كتبي ووضعتُ مارجو فيها. نزل شكسبير من مسرحياته وصعد بمارجو إليها. خرجت الملكة إليزابيث الثانية من قصر باكنجهام وأمسكت مارجو من يدها. قالت لها هناك ثلاث أميرات يبكين مثلك، وأشارت إلى ثلاثة فساتين.


قالت لندن عن مارجو هذه حفيدتي، فدبت الحياة في التماثيل. ودبت الحياة في الأشجار. ودبت الحياة في نجوم النهار. ودبت الحياة في الزنابق. ودبت الحياة في الأشواك. ودبت الحياة في المتاحف. ودبت الحياة في السيارات. ودبت الحياة في الباصات. ودبت الحياة في الحياة. أحب البعضُ البعضَ وتآخى، وكره البعضُ البعضَ ولم يتآخَ. أحببتُ سيارة، وأحبني باص. أحمر. بطابق. أخذت مكانًا فوق، إلى جانبي مارجو، وإلى جانبي لندن.




















لندنيات 3


ثلاثة مواعيد هامة جدًا في عاصمة دنيا الأعمال لندن لتفعيل قوس قزح على مستوى العالم من خلال ثلاثة محاور أساسية يتوقف عليها نجاح "المؤسسة" دوليًا.


مع بي بي سي.


مع إتش إس بي سي.


مع سايمانتك.


بكلمات تقنية مع الكوميونيكيشن مع الفايننس مع السايبر.


قالوا لي في البي بي سي الأنتين جاهز في أي وقت للفضائيات الخمس عربي فارسي تركي عبري كردي، أما لقناة محلية بريطانية، فهناك شروطنا. شروطهم مادية أهمها ألا أنافسهم في سوق الدعاية التي تدر عليهم أرباحًا خيالية، ومنافستي بكلمتين ألا أكسر الأسعار. وعدتهم بألا أنافسهم، لكني كنت واضحًا: الدعاية عندي ليسها الدعاية "الرسمية"، الدعاية عندي لشركة لمؤسسة لفرد ستخرج عن المألوف، سيكون عمادها الآيفون، مقابل مبلغ يحدده صاحب الدعاية حسب قدراته، فالدعاية عندي إذن أقرب إلى الشهادة الشخصية، وهي تدخل في مجال المراسلة الصحفية، التي ستعتمد هي أيضًا على الآيفون، ليكون أي واحد في أي مكان في العالم مراسلنا، إنه تصوري الجديد تصوري العملي تصوري الثوري لتلفزيون الغد.


قالوا لي في الإتش إس بي سي المليار مقابل مليار، لكننا لن نعطيك أي ضمان، كل شيء يتوقف على حركة الأسواق. قلت لهم حركة الأسواق شغلي الشاغل، لكني أنا لن أتركها تتصرف بي، أنا سأتصرف بها: عن طريق تأسيس البنك المركزي للشرق الأوسط، فأكون طرفًا منها في الغد أسوة بصندوق النقد الدولي. تحمسوا للفكرة، واقترحوا أن يساهموا في استثمارات بنك الرياض (هكذا اللعب والا بلاش! مش توجيه نداءات الشحاذين والمساكين والملعونين المغضوب عليهم يا رب آمين تعالوا يا عالم استثمروا عندنا!) واقترحوا أن يقدموا يد العون في التأسيس (لا تتوهموا ببلاش! فلسفة البلاش من بنات أفكار مؤسسات رأس مال المفاليس في كل أنظمتنا) تقنيون وخبراء وبرابيج.


قالوا لي في السايمانتك الأمن في العالم الإلكتروني نحن ربه، فقلت لهم الأمن طموحكم، وأنا يسعدني أن تحموني كمؤسسة كأخطبوط كدولة بدون دولة مراكزها الثلاثة في عواصم العالم باريس ولندن وواشنطن، لكني كطموح متعدد الجوانب للعالمية أريد أكثر: أريد أن تلقوا بكل ثقلكم في ميزان التكنولوجيا الذي سأضع في كفته طهران لتكون سيليكون فالي الشرق الأوسط. اتفقنا على الاتصال حالاً، بعد إذن إيران، بالمهندسين التكنولوجيين الذين سيكونون صُنَّاع تكنولوجيا الغد، واتفقنا على التحرك حالاً، بعد إذن الأشقاء، على مستوى العالم عَبْرَ عمالقة التكنولوجيا للاستفادة من خبراتهم، وللاستعانة بهذه الخبرات.


عندما كنت أقول لمحدثيّ في مواعيدي الثلاثة الهامة جدًا الأكثر من هامة جدًا إن ممولي إيران، كانت علامات الخيبة ترتسم على وجوههم، فإيران في تصورهم المهني تخلف وملالي وحروب وإرهاب وكره وإكراه وتكاوي وشتى أنواع البلاوي (نجحوا والله في إيديولوجياهم المسيطرة أساطين الأمن والمال!) لكني بعد أن حكيت عن ملفات "المؤسسة" ومشاريعها الاستراتيجية في إيران والشرق الأوسط والعالم، زالت علامات الخيبة لتحل محلها علامات الدهشة التي تصل أحيانًا إلى حد الإعجاب، أقول الإعجاب لا التعجب.





لندنيات 4


في لندن، هناك أصحاب القرار اللارسميون الذين بيدهم المفاتيح، وهناك أصحاب القرار الرسميون الذين ليسوا سوى أصابع للتنفيذ، "رسميًا"، بينما هم، في الحقيقة، بيادق: رئيسة الوزراء البريطانية بيدق، وزير خارجيتها بيدق، وزير ماليتها بيدق، وزير اقتصادها بيدق، وزير ثقافتها بيدق، كل باقي وزرائها بيادق، وإن شئت، براغٍ، في ماكينة. إذن، اللقاء الذي تم بيني وبين أحد أصحاب القرار اللارسميين كان لقاء من أعلى المستويات، ومن أهم اللقاءات.


أخبرني "المستر" باهتمام المملكة المتحدة بطروحاتي، اهتمام يمكن رفعه إلى أعلى مستوى، وهو يعني بذلك استساغة الأجهزة الاستخباراتية الأربعة التي أحدها الجهاز الاستخباراتي البريطاني والتي تحكم العالم، لكن استراتيجيتهم العالمية تملي عليهم التريث لشروط جيوسياسية هم من ورائها، ولهذه الشروط الجيوسياسية امتداد في الزمان، موضوعي من وجهة نظرهم، يجب قطعه، وهم يقطعونه ليس مشيًا على القدمين أو بعدد الساعات والأيام، هم يقطعونه بتأثيره على مصالحهم تأثيرًا طويلاً أو قصيرًا. لهذا السبب، هم يتعاملون مع كل المؤسسات ذات المشاريع العالمية، وعلى كافة أنواعها، سياسية مالية اقتصادية ثقافية إلى آخره، تعاملهم مع المنتَجات، فقوس قزح منتَج لشروط جيوسياسية جديدة، لوضع جيوسياسي قادم. وطالما أن منتَجًا آخر هناك وضعه قائم وشروطه لم تستنفد، طالما أن قيام "المؤسسة" لن يتحقق في الحال كما أصبو، أو، على الأقل، كما أرى في كافة أبعاده.


أعطاني "المستر" النايلون مثلاً قديمًا كمنتَج تم اكتشافه في العشرينات من القرن الماضي، ولم يتم تسويقه إلا في الأربعينات من نفس القرن، ليس لأن هناك في المخازن من القطن ما كان من اللازم تصريفه، لأن هناك شروطًا استهلاكية عالمية لم تكن تسمح بذلك. وكذلك أعطاني علاج كل أنواع السرطان مثلاً جديدًا كمنتَج اكتشف في أيامنا، ولم يسوّق، فشركات الأدوية الاحتكارية سائرة في إنتاج منتجاتها التي بنت عليها أحدث مصانعها، وهي ليست على استعداد لإنتاج منتجات أخرى. إنها دومًا الشروط الخاصة بالمنتَج، سواء أكان مادة استهلاكية أو مؤسسة عالمية، بانتظار أن يحين الوقت، ويتبدل الوضع.


عارضت "المستر"، أعطيته السمارتفون مثلاً قديمًا جديدًا، السمارتفون كمنتَج ومنتِج لشروطه، فكل عام أو عامين لدينا موديل جديد، بينما بالإمكان إضافة بعض القطع على الموديل القديم، ليفي ذلك بالمطلوب. حقًا هناك صعوبات في جمعه، وهناك عقبات في إعادة تصنيعه، لكن من غير المستحيل تجاوزها عن طريق برمجة استرداد "أمازونية" (بالنسبة إلى أمازون) وبرمجة استعداد تكنولوجية.


كنت مفحمًا.


اتفقنا، أنا و "المستر"، على أن هناك منتَج ومنتَج، المنتَج الذي ينتِج لشروطه، والمنتَج الذي تنتجه الشروط، وتعمق الحوار بيننا.


قال لي "المستر" إن العلاقات بين الدول، على الرغم من الاستراتيجية العالمية للأجهزة الاستخباراتية الأربعة، تتأثر ببعضها، وتؤثر في بعضها. أعطاني مثلاً حيًا عن سوريا، مثلاً حيًا أقول بينما هي معلومة مهولة سربها لي: منذ عدة أيام، تم اللقاء بين رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي والسفير الإيراني لدى الأردن في أحد فنادق عمان للاتفاق على تقسيم سوريا (الذي تم)، درعا وجنوب سوريا تحت مسئولية إسرائيل والأردن وأمريكا، عفرين وشمال سوريا تحت مسئولية تركيا والحلف الأطلسي، دمشق ووسط سوريا تحت مسئولية إيران وروسيا. وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على عدم مصداقية آلاف المقالات التي دبجها الأمخاخ عن محور مقاومة وتصدير ثورة وصراع نووي إيراني أمريكي إسرائيلي. هناك، يا عمي، منتَج سياسي مالي اقتصادي ثقافي بطيخي من اللازم تسويقه وكفى، ولتسويقه هناك شروط ينتجها أو تنتجه، وليس في الأمر أي تلويح إلى خيانة إلى عمالة، هناك كل اعتبار لمصلحة لبراجماتية.


كانت الخلاصة التي توصلنا إليها، أنا و "المستر"، هي التالية: إيران بإمكانها أن تدفع كل الأطراف المعنية إلى إنتاج قوس قزح كمنتَج فيه مصلحتها أولاً وقبل كل شيء، مصلحتها النابعة من مصالح الآخرين، فالاستراتيجية "للضرورة أحكامها" هي استراتيجية جدلية. وإيران بتحركها باتجاهي، تُحَرِّك الدول الأخرى، وخاصة تدفع الأجهزة الاستخباراتية الأربعة التي تحكم العالم إلى تعديل استراتيجيتها إن لم يكن تبديلها.


بين إيران وبيني خطوة واحدة تقطعها، فتدخل العصر من باب قوس قزح، ويدخل العصر من باب إيران.



















































لندنيات 5


ما يعجب في لندن هو التنوع
والتعدد


ما يعجب في لندن هو التلون
والتخصص


ما يعجب في لندن هو التحول
والتحدد



في التنوع والتعدد هناك لندن نفسها
شوارعها بيوتها دكاكينها
شوارعها الكبيرة والصغيرة
بيوتها التقليدية والحديثة
دكاكينها التي فيها أحيانًا الصيدلاني والإسكافي وبائع الشاورما


في التلون والتخصص هناك الحياة نفسها
إنسانها حيوانها جمادها
العربي ولكن اللبناني والسوري والمصري
الكلب ولكن البولدوج والوولف والتشي تسو
الحجر ولكن التمثال والقصر والناطحة


في التحول والتحدد هناك الحداثة نفسها
تكنولوجياها علمها عالمها
المستقبل كما يجب عليه أن يكون
المعرفة كما يجب عليها أن تكون
البب "الإلكتروني" كما يجب عليه أن يكون



لندن عاصمة دنيا الأعمال هذا صحيح لكنها عاصمة دنيا القلوب
أولاً وقبل كل شيء



ما يعجب في لندن هو ضبابها الكاذب
وبلاطها الجاف


ما يعجب في لندن هو جنسها البارد
وثلجها الحار


ما يعجب في لندن هو جنونها العاقل
وذكاؤها المستعار



كذب لندن ما أروعه!
كالفستان الشفاف
ترى من خلاله مفاتنها
فيجف حلقك
وأنت ملقى على صدر شجرة منشورة أو حجر طيب القلب


برد لندن ما أسخنه!
كالفم الزعلان
تدخل فيه كلك
وتطلق عمرك
فيندف الثلج كالقبل على موقد


عقل لندن ما أشبقه!
كالمثلي الفعال
يجبرك على أن تكون غيرك
فتستجير بربك
وتصلي صلاة الذئب



لندن عاصمة الرمل العربي هذا صحيح لكنها عاصمة مني العالم
أولاً وقبل كل شيء























لندنيات 6



السرعةُ ما لا يُعْجِبُ في لندن
فهل هو يومُ القيامةِ الحديثة؟


السرقةُ ما لا يُعْجِبُ في لندن
فهل هو زمنُ الرقابةِ العتيقة؟


الوساخةُ ما لا يُعْجِبُ في لندن
فهل هو فضاءُ الجزائرِ في قرونِها الوسطى السحيقة؟



عصرُ السرعةِ كما يقالُ عبثا
فالسرعةُ العبث
وَهِيَ لَكَ الإرهابُ وقد غدا قدرا
في الشارعِ
وهاجسُكَ ألا تَدْهَسَكَ السيارات
في الباصِ
وهاجسُكَ ألا يُنْزِلَكَ في محطتِكَ إذا ما تلكأت
في المطعمِ
وهاجسُكَ ألا تعودَ إلى عملِكَ بعد الظهرِ خلالَ ثلاثٍ وثلاثينَ دقيقةٍ وثلث


زمنُ الكاميراتِ كما تقولُ الإشاعة
للمخالفاتِ نعم عن بُعْدٍ لسيارةٍ تائهة
لتصويرِ حادثِ إرهابٍ مُلَفْلَف
للإيهامِ بالحراسة
والحماية
والرعاية
و
الدغدغة
لمطاردةِ فخذي فتاةٍ ربانيتين
بينما لصوصُ النهارِ على دراجاتِهم الناريةِ يَنْشِلونَ من يَدِكَ آيفونَك
أو حقيبتَك
أو وهمًا من ذهب
ولصوصُ الليلِ بمصابيحِهم اليدويةِ يدخلونَ من النوافذِ وحتى من الأبواب
بحثًا عن كمبيوتر أو عن متاع
أو عن حلق


"النظافةُ من الإيمان" كما يقولُ الإنجليزُ في أحلامِهم
فعلى عتباتِ بيوتِهم العكسُ هو الصحيح
هو القبيح
الوساخةُ من الإيمان
هو البربريح (بالفارسي يعني بربري)
أكياسُ القمامةِ تتكدسُ أياما
وعلى أرصفةِ الشوارع
الفرعيةِ خاصةً
القاذوراتُ تبقى شهورا
أحيانا
لهذا
في الحيِّ الراقي الذي تسكنُ فيهِ ابنتي تجيءُ الذئابُ عندَ الساعةِ الثالثةِ صباحا
لتأكلَ مِنَ البقايا
"الكافيار" الذي يلقيهِ اللندنيونَ من التخمة
أقولُ لكم ذئابا
رأيتُها
فَهِيَ الساعةُ التي أنهضُ فيها مِنَ النومِ كما تعلمون وأبقى أنظرُ إليكم
في باريس مع الظلال
وفي لندن مع الذئاب
إخوتي















































لندنيات 7


لندن مدينةُ المتاحفِ
وأنا لا أحبُّ المتاحفَ
أنا أحبُّ النساء


المتاحفُ تماثيلٌ
ولوحاتٌ
ومومياءات


زمنٌ مضى
وزمنٌ عوى
وزمنٌ لا ينتمي إلى عالمِ الكيمياء


لكنَّ الأزيائيَّ التونسيَّ عز الدين علاية شيءٌ آخرُ
شيءٌ مثلي
صُنْعُهُ أن يجعلَ النساءَ جميلات


وليجعلَهُنَّ جميلاتٍ بيديْهِ يفكرُ
وبإبرتِهِ وخيطِهِ ينحتُ
وبعارضاتِهِ يطولُ (وَهُوَ القصيرُ القصيرُ) إلى أَنْ يَصِلَ مِقَصُّهُ إلى خَصْرِ السَّمَاء


يا جريتا جاربو
يا جراس جونز
يا ليدي جاجا
يا تينا تيرنر
يا سكارليت جوهانسون
يا ناعومي كامبل
يا ريحانة
أنتنَّ آلهاتُهُ أنتنَّ الآلهات


الفنُّ أولاً عندَهُ كما هُوَ عندي
أنا في الحياةِ التي هِيَ الروايةُ
وَهُوَ في أجسادِ الحياةِ التي هِيَ أجسادُ المتعةِ للعينِ والعقلِ التي هِيَ العينُ والعقلُ للمتعةِ وللغلمةِ ولكلِّ ما للإنسانِ مِنْ ثروةٍ لكلِّ ما للعالمِ مِنْ ثراء


عز الدين علاية يقولُ للمادةِ كوني فتكونُ
يقول للأنوثةِ كوني فتكونُ
وكوني للقماشاتِ يقولُ فتكونُ فَرَحَ الأسودِ وَحُزْنَ الأبيضِ واحتكاكَ الأطفالِ بفساتينِ الأمهات


لندن غدت لموتِكَ جسدًا لتحيا
أنتَ تحيا أنتَ تُحيي
وأنا.................. أريدُ الموت



لندنيات 8


تحاورت مع ابنتي الصغرى، وأنا في لندن، حول أعمالي، لما وصفت عشرات هذه الأعمال بالأثريات التي أفضل مكان لها متحف من المتاحف، في عالم الأضواء الخفيفة لن يبدو تراكم الغبار عليها، ولن يكون الماضي اكثر من إشارة عابرة. لكن ابنتي الصغرى صدمتني بقولها عن أية أعمال أتكلم، وأنا لا أعمال عندي، فالأعمال تكون عندما القارئ يكون، وأنا لم يقرأ أعمالي قارئ، لا في الشرق، ولا في الغرب. رمت بالمسئولية عليّ، فأنا لم أروج لها. اعترفت بأني لم أروج لأعمالي، وأن ناشري لم يروج لها، إضافة إلى ذلك كتبي في طبعتها العربية كانت ركيكة في لغتها، وأنا أعدت كتابتها كلها، وقمت بنشرها في هذا الموقع، بعد فوات الأوان، فقارئي القديم وضعني في خانة المستشرقين، وقارئي الجديد لم يضعني في أية خانة، وهل في الأساس عندي قارئ جديد، فجعلت ابنتي الصغرى تصيح غاضبة مني.


تحاورت مع ابنتي الكبرى، وأنا في لندن، حول ملفاتي، لما وصفت عشرات هذه الملفات بالملفات الميتة التي أفضل مكان لها مقبرة من المقابر، في عالم الظلال الخفيفة لن يبدو تجاهل الإيرانيين لها، ولن يكون الحاضر أكثر من إشارة عابرة. لكن ابنتي الكبرى صدمتني بقولها عن أية ملفات أتكلم، وأنا لا ملفات عندي، فالملفات تكون عندما السياسي يكون، وأنا لم يقرأ ملفاتي سياسي، لا في إيران ولا في أمريكا. رمت بالمسئولية عليّ، فأنا لم أروج لها. اعترفت بأني لم أروج لملفاتي، وأن مؤيدي لم يروج لها، إضافة إلى ذلك ملفاتي منذ بدايتها إلى نهايتها كانت من نوع حوار الطرشان، فلم أسمع بأي رد فعل رسمي، ولم يجر معي أي اتصال رسمي، وهذا منذ ثمانية شهور أو تسعة، فجعلتُ ابنتي الكبرى تصيح غاضبة مني.


في رأي ابنتي الكبرى أضعت وقتي سدى مع الأشقاء.


وفي رأي ابنتي الصغرى أضعت وقتي سدى مع القراء.


























لندنيات 9


قوات النخبة الفرنسية بين اقتحام مكة سابقًا قبل عقود ومحاولة اقتحام مطار الحديدة اليوم هل من تعليق؟!


تلبية لمطلب العزيز عليّ ع م م أجيب.


فرنسا سابقًا وفرنسا اليوم وفرنسا لاحقًا تسعى بشتى الطرق إلى اقتحام السوق السعودي، لتكون قيمة صادراتها الاستهلاكية بقيمة وارداتها النفطية التي بقيت أكثر منذ عهود أوائل ملوك النفط حتى عهد ابن سلمان، وبالتالي بقي الخلل البنيوي في علاقاتها الاقتصادية مع بلد السراب المالي الأول في العالم، وهي من أجل ذلك تترقب أقل فرصة تقدم فيها خدماتها للنظام، وقع هذا في الماضي عند اقتحام قواتها حرم مكة مع القوات الأردنية، ويقع هذا في الحاضر والسيناريو يتكرر مع اقتحام مطار الحديدة تحت غطاء إزالة الألغام.


الأمريكان جعلوا الفرنسيين يلعبون لعبتهم "الصغيرة"، فهم انتزعوا حصة الأسد من هذه الحرب القذرة، ولن يضيرهم أن يتركوا لفرنسا ودول أوروبية حصيصات الكواسر ليتغطوا بفرنسا وهذه الدول، وعندما يتكلم الفرنسيون وغيرهم من المتبجحين عن ميناء الحديدة كميناء رجاء لملايين اليمنيين هم لا يفعلون أكثر مما تفعله التماسيح عندما تذرف دموعها، بعد أن أفقدتهم أوهام المليارات إنسانيتهم، ولم يعودوا قادرين على تغطية جشعهم بنهب المال السعودي والمال الخليجي اللذين هما مال الشعب السعودي ومال شعوب الخليج لا زيد وعمرو من شخاخي الأمراء والشيوخ الميامين على الطريقة الابتزازية السافلة يا حيا ترامب يا حيا الله.


فرنسا كذلك التي تدعي كونها بلد حقوق الإنسان تستقبل ولي العهد السعودي استقبالها لمليارات تحلم بها لإنقاذ اقتصادها وفي نفس الوقت تعمل على حرمان الحوثيين من حقهم في الحكم الذي هو للإنسان أهم الحقوق كيمنيين، وبدلاً من دعمهم ودعم التناوب كنظام ديمقراطي، كما أرى، ها هي تؤيد المعتدين، وبدلاً من الضغط على قوات التحالف لإنهاء الحرب، كما أنادي، ها هي تدغدغ جيوب المجرمين، ليحرقوا من مليارات الأسلحة التي تُحْرَقُ بعضها ميد إن فرانس.


السيطرة على مطار الحديدة من طرف الحوثيين والهاديين فيها راحة كبيرة لليمنيين، لكن اليمن لن يجد راحته الحقيقية إلا في اليمن السعيد، اليمن كما أعرفه، يمن السلم، يمن بنت الصحن، يمن الحلبة، يمن القات (القات في هذا السياق عامل إيجابي)، يمن بازوليني، يمن العسل واللبن، يمن الأحلام، يمن الأساطير، لإيران دور كبير تلعبه في هذا الاتجاه كقوة عظمى من قوى المنطقة، لأمريكا دور كبير تلعبه في هذا الاتجاه كقوة عظمى من قوى العالم، كذلك لفرنسا فرنسا لا التابعة ولا الخادعة ولا الطامعة، لأن التقطيع تقطيع اليمن كتقطيع سوريا لن يخدم أي طرف.


التلحيم بين كافة الأطراف بين كافة الجهات بين كافة الفضاءات شرقًا وغربًا فيه كل هناءات الشعوب فيه كل رهانات الشركات المتعددة الجنسيات، عسى مطار الحديدة أن يكون بداية لاستراتيجية جيوسياسية جديدة في اليمن وفي كل دول الشرق الأوسط.













لندنيات 10


ألا تستحين على دمك يا سي آي إيه؟


ألا تخجلين مرة واحدة في حياتك علشان خاطري؟


ألا تبدلين نهجك الأونطجي نهج الخداع والتدليس بنهجي نهج الصراحة والتوصيل إلى كل مآربك عن طريق الاستقامة أقولها بلا أخلاقيات وادعاءات ودعوات ودعاءات باطلة؟


تريدين من ابن سلمان أن تبيعيه أسلحة ب 350 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة وأنا أشتري منك استثمارات بنفس المبلغ خلال عام.


تريدين من ابن سلمان أن يحرق اليمن بمبلغ مليارين وثلاثمائة مليون دولار من بين مبالغ كما وقع معه كركوزك الكبير ترامب وأنا أبني اليمن بأضعاف أضعاف هذا المبلغ لحسابك.


تريدين من ابن سلمان أن يكون بطلك الليبرالي وهو بصلك الاستبدادي الذي رائحته الفائحة منه تسطل العالم وأنا لا أقبل به منظفًا لمراحيض السعوديين.

كركوزك الصغير هذا يرمي بالناشطات النسويات والناشطين النسويين في السجون لأنهم قاتلوا ضد حظر قيادة السيارات المفروض على النساء وتقولين عنه "ليبرالي".


كركوزك الصغير هذا يُضَيِّق أكثر مساحة حرية النساء –"إنها ليست مستعدة للعمل يقول الكركوز الصغير لمجلة الإيكونومست تحتاج المرأة السعودية إلى المزيد من الوقت لتُعوِّد نفسها على فكرة العمل"- وتقولين عنه "انفتاحي".


كركوزك الصغير هذا متزمت معارض لكل تغيير اجتماعي وتقولين عنه غير "وهابي".



في سلسلةٍ من الاعتقالات التي بدأت في 15 مايو الماضي –حسب موقع العامل الاشتراكي الأمريكي- والتي استمرت حتى الأسبوع الثاني من يونيو الجاري، ألقت الدولة القبض على الأقل على 17 من الناشطين المعروفين بتصدُّرهم النضال من أجل حقوق المرأة في المملكة حق النساء في قيادة السيارة وأنا أرى في القيادة القيادة بكل بساطة قيادة البلاد وضد قوانين الوصاية الذكورية وأنا أرى ضد القوانين ضد القوانين كلها بكل بساطة قوانين الشريعة الكريهة.


نعم يا سي آي إيه كركوزك الصغير يرمي في السجون النساء والرجال الذين افتكوا للمرأة السماح بسوق سيارتها بينما المرأة الأمريكية تسوق المركبات الفضائية فهل المرأة الأمريكية أكثر ذكاء من المرأة السعودية أم أنها استراتيجية العار التي تسوقون لها لتكون لكم استراتيجية النفط والغاز اللذين نعطيكمهما مقابل استراتيجية الحق والكرامة فلماذا لا تجربونها معي لا تكونوا جبناء جربوها معي استراتيجية الحق والكرامة التجربة أكبر برهان.


الأحرار من السعوديات والسعوديين يلقيهم كركوزكم الصغير في المعتقلات الأحرار الذين افتكوا بمخالبهم وأسنانهم السماح للمرأة بسياقة سيارتها هل تعرفون لماذا؟ أنتم تعرفون لأن من استطاع تحصيل حق اليوم سيستطيع تحصيل أكثر من حق غدًا ولهذا كانت الحملات الإعلامية الهستيرية ضدهم في التجريح والتشويه والتخوين.


يا إيمان النفجان
يا عزيزة اليوسف
يا إبراهيم المديمغ
يا لجين الهذلول
يا مياء الزهراني
يا نوف عبد العزيز الجريوي
يا عائشة المانع
يا كل الأخريات ويا كل الآخرين


فضلكم في الإصلاحات كبير لا فضل الحكومة فالكل يعلم ما الحكومة وما إصلاحات الحكومة ترقيع في ترقيع لجبن السي آي إيه سيدة كركوزها الصغير سيدة الحكومة وأنا هنا أربط ربطًا عضويا بين أمريكا والسعودية على مستوى الحكم فلا تنسوا استراتيجية العار مقابل استراتيجية النفط والغاز التي تحكم السعوديين تتحكم بهم مع أغلال نظام وهابي –والعياذ بالله- من المستحيل إصلاحه الإصلاحات ضحك على اللحى وما ليس ضحكًا على اللحى تغيير النظام بنظام علماني كما أرتأي تغيير راديكالي تغيير استراتيجية العار باستراتيجية الاستثمار وتغيير استراتيجية الحرب وتغيير استراتيجية الاعتداء وتغيير استراتيجية قديمة متقادمة مهترئة عن سعودية متخلفة متقرِّدة (من قرد) وعن شرق أوسط متبربر (من بربري) متمزق بين غالب ومغلوب.


هل ستفهمين مرة واحدة في حياتك يا أضعف مركز استخبارات بقوته في العالم؟


أجمل صورة لكركوزكم الصغير للرجل البصير (يا سلام سلم) هذا الخزق رجل بصير! أجمل وأروع صورة لمصلحكم للصكم للحيتكم لعباءتكم لحذائكم ليدكم الملوثة في اليمن لقدمكم الموحلة في سوريا لظلالكم المخردقة في كل مكان أنتم فيه وهو يدفن نفسه كالحردون إلى جانب بوتين خزيًا وعارًا بعد سحق الفريق الروسي للفريق السعودي فشكرًا للفريق السعودي على هزيمته.























لندنيات 11


عندما ينزلُ القمرُ ليلعَبَ
مَعَ الشمسِ
فتخسرُ الشمسُ
أُلِيه!


عندما ترقصُ الغجرُ على دقاتِ طبولِ الزمنِ لِتَلْعَنَ العربَ
وتُمَجِّدَ غيرَ العربِ
فتربحُ البرتغالُ
أُلِيه!


عندما يُغَنِّي الدولارُ في ملاعبِ روسيا والبنوكُ في أمريكا تعزفُ بأمرِ روتشيلدَ ليطربَ
روتشيلدُ مَعَ الشعوبِ
التي لمْ تَعُدْ تعرفُ الطربَ
أُلِيه!


عندما تلعبُ الحربُ كرةَ القدمِ مَعَ الأطفالِ فتمزقُ أقدامَهُمْ أمامَ أعينِ العالمِ ليدقَّ العالمُ قدحَهُ بِقَدَحِ البيتِ الأبيضِ قبلَ أَنْ يشربَ
لِيَشْرَبَ نَخْبَ البيتِ الأبيضِ
لِيَمْصُصَ فَرْجَ البيتِ الأبيضِ
أُلِيه!


عندما يصيبُ أُسُودُ الأطلسِ هدفًا ضِدَّ فريقِهِم ضِدَّ فريقِهِم هُم يا دينَ الرَّبِّ ليهزموا المغربَ
ليرفعوا رأسَ الجزائرِ
ليوهموا مِصْرَ أوهامَ انتصاراتٍ أخرى بعدَ أخرى لمْ تتحققْ قبلَ أخرى لَنْ تتحققَ حتى بعدَ ألفِ عامٍ مِنْ عمرِ البشرِ
أُلِيه!


ما لَكَ وما لِلَّعِبِ وأنتَ فيكَ الملعوبُ
وأنتَ فيكَ المفعولُ
وأنتَ إنْ لمْ تكنْ تفهمُ المنيوكُ
وأنتَ منكَ للعُجُولِ مَنْيُ العُقولِ!



يَعْبُدُونَ المَلْعَبَ
أُلِيه!


يُقَدِّسُونَ رونالدو
أُلِيه!


يَلْمُظُونَ الدينَ
أُلِيه!


يَطْعَمُونَ الغائطَ بالحليبِ
أُلِيه!


يَجْرَعُونَ البَوْلَ مِنْ ثديِ أُمِّكَ
أُلِيه!








































لندنيات 12


أمس مساء


قرأت على قناة فرانس 24 أن إيران ربما ستنسحب من الاتفاق النووي خلال عدة أسابيع.


ماذا يعني ذلك؟


أن إيران وأمريكا بعد انسحاب أمريكا قبل انسحاب إيران متفقتان على التصعيد في حدة العَداء.


سأحلل لماذا بطريقة لم يتطرق إليها أحد قبلي بعيدًا عن كل أدلجة تبدأ وتنتهي بالتَّخَرُّصات والتفوه بخَرَقات يقال عنها "تحليل سياسي"، بينما التحليل السياسي المؤدلج هو وَهْمُهُ، التحليل السياسي المؤدلج هو وَهْمُ تحليل وليس تحليلاً، أي هو لا تحليل، لأنه يقومُ على أساسِ حُكْمٍ مُسَبَّق.


السياسة كعلم نظري هي علم المثل الأعلى، هكذا يكون تعريفها في الفلسفة، أو علم المذهب، وحسب المذهب هذا أو المثل الأعلى ذاك، على الحُكْمِ أن يُحْكَم. وأنا هنا لن أدخل في متاهات الفلسفة السياسية لأفلاطون ومونتسكيو عما هو النظام الأفضل أو لروسو عما هي المبادئ التي تقوم عليها شرعية الحكم، لأن الحكام الإيرانيين كزملائهم الأمريكيين، هؤلاء بدافع مثلهم الأعلى الرأسمالي وأولئك بدافع مذهبهم الشيعي، يطبقون سلوكهم على الظروف ويرتبون أمورهم، لهذا كان انسحاب الأمريكيين من الاتفاق النووي لظروف تسهل لرأس المال الأمريكي الابتزاز، الابتزاز بالعنف، ولهذا سيكون انسحاب الإيرانيين من الاتفاق النووي لظروف تسهل للمذهب الشيعي الإيراني الانتشار، الانتشار بالعنف.


لكن


لأفلاطون السياسة لا تقوم على العنف ابتزازًا وانتشارًا، السياسة تقوم على جمع الشعوب، الشعوب الإيرانية والشعوب الأمريكية، وتوثيق عراها في لحمتها ضامنة لإيران ولأمريكا كل السعادة التي يمكنهما أن ينعما بها، وفي الوقت ذاته ضامنة لإيران انتشارها المذهبي السلمي في الشرق الأوسط ولأمريكا الاستثمار عوضًا عن الابتزاز في دول المنطقة. صحيح أن الحرب أسهل من السلم بكثير وأكثر ربحًا لكن السلم على المدى البعيد ربحه كثير ودائم، الدينمو للاقتصاد، والدينمو للسياسة، الإنسان محورهما، فالسياسة لأرسطو غايتها الخير الإنساني لأنها كعلم تتزود من باقي العلوم، الاقتصاد أولها، وتملي قواعدها على ما يجب فعله وما يجب الكف عنه، وهكذا تشمل السياسة في غايتها كعلم غايات باقي العلوم.


وكذلك


في خط السلم دومًا


يرى هوبس أن رجل الحكم، وأنا أعني خامنئي، أو، مجلس الحكم، وأنا أعني الكونغرس، هما هنا للاضطلاع بشخصية الشعب، وهما هنا ليعترف كل واحد بهما، وليعرف كل واحد فيهما نفسه وكأنه هو فاعل ما يفعلان أو ما يكلفان بفعله، بخصوص الأشياء التي تتعلق بالسلم والأمن، وبالتالي سيخضع كل واحد بإرادته وحكمه لإرادة وحكم هذا الرجل (خامنئي) وذاك المجلس (الكونغرس). ويرى هوبس كذلك أن الجمهور، عندما يرى نفسه مُوَحَّدًا في شخص واحد، يكون الجمهورية. فهل الجمهورية الإسلامية (وضمنيًا خامنئي) هي هذه؟ وهل البيت الأبيض (وضمنيًا ترامب) هو هذا؟ ليرى الإيرانيون أنفسهم في خامنئي يجب على خامنئي أن يرى نفسه فيهم: الجفاف الغلاء العناء صعوبات العيش التي لا تعد ولا تحصى والتي أهمها البطالة اللهاث من الصباح حتى المساء الدماء التي تراق هنا وهناك، فكيف يرى الإيراني وهذه ظروف الإيراني التي من أصعب الظروف ظروفه كيف يرى الإيراني نفسه في خامنئي وخامنئي يرى نفسه في السوري بينما السوري لا يرى نفسه فيه في اليمني شرحه في العراقي شرحه في الغزي شرحه في اللبناني شرحه في المريخي شرحه في الزحلي شرحه (صديقي جعفري يريد هذا، أن يصل بالعنف إلى زحل والمريخ!) الشيء نفسه بالنسبة لترامب الذي لا يرى الأمريكي نفسه فيه لأن ترامب لا يرى نفسه في الأمريكي ترامب يرى نفسه في الياباني بينما الياباني لا يرى نفسه فيه في الصيني شرحه في الكوري الجنوبي شرحه ومنذ عدة أيام في الكوري الشمالي شرحينه... هناك أسباب مبيتة شرحتها في مكان آخر.


خامنئي يسير معصوب العينين على خطى خميني منذ أربعين عامًا دون أن يفهم أن الزمن قد تغير وأن ظروف الزمن اليوم أخرى، الزمن اليوم هو من يُملي شروطه على الجميع، ولو لم يزل خميني حيًا لفهم مستقبل ثورته مني وعني مارس انتشارها بأداة عصرية، قوس قزح، تجعل منه ليس فقط سيدًا لإيران تنهض من سباتها بل وسيدًا لكل المنطقة سيدًا من أسياد العالم.


ترامب يسير كزميله الإيراني معصوب العينين هو كذلك على خطى ماكيافيلي الذي يقول "ليس كل شيء سياسة لكن السياسة تهتم بكل شيء"، فها هو يجر السياسة إلى كل الحروب التي أهمها حرب التجارة مع الصين مع أوروبا مع العالم، وكأنه بذلك يعمل على حل مشاكل الأمريكيين التي لا حل آخر لها غير الاستثمار في الشرق الأوسط والاستثمار والاستثمار وبالاستثمار فقط أنا أفهم السياسة كما يفهمها "فيبر" كمجموعة من الجهود المتضافرة للمشاركة في الحكم أو للحث على توزيع الحكم بين الدول، للحث على توزيع الحكم بين مجموعات في الدولة مافيات لوبيات أحزاب منظمات تراستات... المقصود هنا توزيع المشاريع الكبرى التي تتحكم بالعلاقات بين الدول أمريكا وإيران والسعودية وباقي دول المنطقة كما أرى، وفي داخل أمريكا كل التيارات السياسيو-مالية لا الحمائية كتيار ترقيعي وتفريطي.


أيها الحكام الإيرانيون


شخوا على اليمن البلد الخارج من إست التاريخ وتوصلوا إلى اتفاق مع السعودية على أساس لا غالب ولا مغلوب.


شخوا على سوريا البلد الخراب.


شخوا على العراق البلد الهباب.


شخوا على كل مكان ذهبتم إليه وفشلتم فيه ما عدا لبنان لأن حسن نصر الله مثقف وفهمان ورجل بكل معنى التقدم في فعله وعقله وهو يقرأني منذ كان في الجامعة ويعرفني تمام المعرفة ويحبني ويؤيدني.


أيها الحكام الإيرانيون


اعتنوا بإيران ولا شيء غير إيران لترقوا بأمتكم بفارس أمة فوق مع باقي الأمم التي فوق، أو، لا تعتنوا بإيران وابقوا أمة تحت مع باقي الأمم التي تحت والتي لن تكون لكم بمشاعرها تكون لكم بمشاعرها ليس بإحراق ملياراتكم تكون لكم بمشاعرها بتشغيل ملياراتكم وتكون لكم شعوبكم تكون لكم طهران سيليكون فالي الشرق الأوسط تكون لكم العواصم الأربع الأخرى الفذة تكون لكم الطاقة المتجددة خير ألف مرة من مفاعل نووي أكل الدهر عليه وشرب.





لندنيات 13


هناك خلفيات وأبعاد لاتفاق الدول الأعضاء في الأوبك حول رفع إنتاج النفط إلى مليون برميل زيادة يوميًا.



الخلفيات


أمريكا على موعد مع انتخابات التزكية لنصف المدة الرئاسية وهي تضع في مقدمة اهتماماتها انخفاض سعر البنزين إرضاء للناخبين.


روسيا ويا للمفارقة مع تمديد اتفاقها القديم والأوبك على خفض الإنتاج بعد اللقاء بوتين-بن سلمان وهي تضع في مقدمة اهتماماتها دعم "مرشحها الأمريكي" كما هو دأبها وبعد ذلك دعم السعوديين فلا تكون الفاتورة التي سيدفعونها كبيرة.


السعودية الخاتم في البنصر الأمريكي تقود حملة المليون برميل زيادة في اليوم تحت ذريعة كاذبة زيادة الطلب ذريعة واهية ذريعة من بنات خيال الشيخ حسب الله وهي ستضخ من دم الشعب السعودي فرق ما لا تقدر على ضخه الدول الأعضاء واضعة في مقدمة مقدمات اهتماماتها تبويس وتلحيس نعال الإدارة الأمريكية.


إيران وفنزويلا رفع الضخ مناسب لهما مناسبة عكسية على الرغم من كل تصريحات التسويق الداخلي خاصة إيران التي تثبت تواجدها خارج الحصار الأمريكي القادم وهي تضع في مقدمة اهتماماتها إلجام حصان ريالها الذي فقد نصف قيمته خلال عام فارتفع الدولار إلى 87 ألف ريال اليوم من حوالي 74 ألفًا قبل نهاية الأسبوع.


باقي الدول الأعضاء زوائد دودية لا أكثر.



الأبعاد


مجرد أن يجتمع الأخوة الأعداء في الأوبك وأن يتفقوا يدلل ذلك على اصطناع الصراع الدائر بينهم.


مجرد أن تطلب أمريكا منهم تقديم خدمة "صغيرة" لها يسارعون بالحضور ويلبون رغباتها.


مجرد أن يمس الأمر شريانهم الريعي يقلبون الدنيا على رؤوسهم هم أنفسهم وكأن نهاية عوالمهم نهاية العالم وفي الأخير يخرسون.


مجرد أن تقبل روسيا بعدم زيادة إنتاجها تعمل على ألا ينخفض سعر البنزين كثيرًا فلا ترهق "خصومها" ولا ترهق "حلفاءها" إشارة ثانية إلى اصطناع الصراع الدائر بينهم.


مجرد أن تقف أوروبا على "الحياد" وتتفرج إشارة ثالثة إلى صراع اصطناعي دائر.



بينما


الإدارة الأمريكية التي تلعب الغميضة مع نفسها تعلم تمام العلم أن رفع إنتاج النفط وبالتالي خفض ثمنه بغية ابتزاز أصوات الناخبين لن يبدل من المشاكل الحقيقية التي تواجهها شيئًا، هذه المشاكل الاقتصادية المالية الوجودية قمت بتفصيل الحلول لها في ملفات "رينبو" (قوس قزح) وبدلاً من أن تمارس سياسة الصدأ الذي يأكل الحديد أن تعمل بحسب هذه الملفات فتكون بالفعل القوة التي يحسب لها حساب.


الإدارة الإيرانية التي تلعب الغميضة مع نفسها هي كذلك تتجاهل وضع إيران الغاطسة في خرائها الاقتصادي في خرائها المالي في خرائها الوجودي إلى حد أن أحد مسئوليها اللامسئول من ممارسي سياسة الاستحمار يصرح عند نقدي إحراق ملياراتها في سوريا "نحن نقاتل في دمشق كيلا نقاتل تحت أسوار طهران!" يا هلا بالنشامى يا هلا بالاستضراط السياسي! أيعقل هذا من شيعي يقرأ أحكام الحكم على يد الإمام علي؟ بينما كل ملفات رينبو ترقى بإيران العصرية الصناعية التكنولوجية غير الريعية غير الشحادية غير الظامئة للعملة الصعبة وللماء حتى كبد السماء وتأخذ بعين الاعتبار كل مصالح إيران العليا في إيران في الخليج في المنطقة.


الإدارة السعودية لا تلعب الغميضة تلعب كرة القدم فتسدد الأهداف ضد فريقها وذلك بممارسة التقزيم السياسي وشرعنة الأمركة الوهابية وشلح الكلسون بينما خلاص الشعب السعودي هو الخلاص كما تراه رينبو في ملفاتها التي في مقدمتها تأسيس العلمانية بفصل الدين عن الدولة واعتبار الأسرة المالكة من قِبَل السعوديين اعتبار الأسرة المالكة من قِبَل الإنجليز.



الأوبك ليست الرينبو لكن اتفاق دول الأوبك يهيئ للرينبو اتفاق كل دول الشرق الأوسط وروسيا وأوروبا وأمريكا.

























لندنيات 14


كلمات رائف بدوي عن الحياة والموت


الموتُ وكرٌ لِلُصُوصِ الذاتيَّةِ الذينَ هُمْ أنتَ وأنتَ وأنا
سَلَبْنَا الحياةَ مِنِ الحياةْ
غَشَشْنَا أنفسَنا
اسْتَغْلَلْنَا جَهْلَنَا في أغلبِ الأوقاتْ
على الحياةِ نَفَثْنَا غِلَّنا
غالينا في الاعتذارِ مغالاةَ مَنْ لَمْ يتغلبْ على العقباتْ
بَرَّدْنَا غليلَنا
الغائِبُ في غَيابةِ السجنِ متهمٌ والبابُ مفتوحٌ للتجاوزاتْ


الموتُ قصرٌ لِمُلُوكِ الرِّقِّيَّةِ الذينَ هُمْ أنتَ وأنتَ وأنا
حَرَمْنَا الحياةَ مِنِ الحياةْ
خَدَعْنَا أنفسَنا
أَحْيَيْنَا ألمًا قديمًا إحياءَ الليلِ صلاةْ
بالتحايلِ على الحياةِ عِشنا
تَحَيَّنَّا الفرصةَ لِنُوَجِّهَ إلى الشعراءِ الدعواتْ
دَلَّلْنَا كلابَنا
الشاعرُ في سَحابةِ النهارِ نَبَّاحٌ وَتَنَبُّئِيَّةٌ هِيَ الكلماتْ


الموتُ بحرٌ لِدَيُّوثِي الحريةِ الذينَ هُمْ أنتَ وأنتَ وأنا
جَرَّدنا الحياةَ مِنِ الحياةْ
قَحْبَنَّا أنفسَنا
رمينا شَرَفَنا في سلةِ المهملاتْ
أُسْقِطَ في يَدِنا
بدافعِ الغضبِ قَلَبْنَا ميزانَ المدفوعاتْ
تَدَفَّقَتِ الحيتانُ بسيلٍ مِنِ الشتائمِ ضِدَّنا
كلُّ الدلائلِ تشيرُ إلى كرهِ الموجِ والرملِ والضوءِ والنوءِ والنجمِ السابحِ في الخراءْ



بابا
هل تحبُّ الموتَ أكثرَ مني؟


بابا
هل تكرهُ الحياةَ أكثرَ مني؟


بابا
ماما تحبكَ أكثرَ مِنَ الموتْ


بابا
أنا أحبكَ أكثرَ مِنَ الحياةْ


بابا
هل يعرِفُكَ الموتْ؟


بابا
هل تعرِفُكَ الحياةْ؟



الموتُ عُشٌّ لصقورِ الطوعيةِ التي هي ذاكَ وذاكّ وهذا
قَطَّعَتِ الحياةَ في الحياةْ
طَوَّحَتِ الطَّوائحُ بها
حولَ شريعةِ الوسطِ وشريعةِ اللهِ لديها المشروعاتْ
أساءتِ الظنَّ بنفسها
دولةٌ ذاتُ سيادةٍ هِيَ وسهمٌ ناريُّ في أسوأِ الاحتمالاتْ
لم يشعرْ أحدٌ بها
شعورُها بالذِّلَّةِ وبالخِسَّةِ شعورُها بالسعادةِ وبالذاتْ


الموتُ بُرْجٌ لِنُمُرِ الإجراميةِ التي هي ذاكَ وذاكَ وهذا
قَتَّلَتِ الحياةَ في الحياةْ
جَرَّدَتِ السيوفَ من أغمادِها الأشجارَ من أوراقِها النملَ من حقوقِها
أَحْدَدَتْ بَصَرَها إلى كلِّ من يُحْدِثُ الإعجابْ
تحريفُ الوقائعِ حِرْفَتُها
الزنابقُ في مخافرِ الشرطةِ دامياتْ
تدعو إلى الضَّحِكِ دعواها
رأسُمَالِها المتداولُ دولارُ الآهاتْ


الموتُ شَقٌّ لقروشِ الشهوانيةِ التي هي ذاكَ وذاكَ وهذا
خَرَّقَتِ الحياةَ في الحياةْ
تملَّصَتْ مِنِ التزامِها
مارستِ الملاحةَ في أعالي البحارْ
بِمِلْءِ حريتِهَا
نَزَحَتْ آبارَ النساءِ نَزَعَتْ أختامَ الرجالِ استنزفتْ مَنْيَ الأسماكْ
تنازعَتْ مصالحُها
على شفيرِ هاويةِ مِشْفَرٍ يحمي الكونَ من نوازلِ الكونْ



ماما
هل تحبينَ الموتَ أكثرَ مني؟


ماما
هل تكرهينَ الحياةَ أكثرَ مني؟


ماما
بابا يحبكِ أكثرَ مِنَ الموتْ


ماما
أنا أحبكِ أكثرَ مِنَ الحياةْ


ماما
هل يعرِفُكِ الموتْ؟


ماما
هل تعرِفُكِ الحياةْ؟








































لندنيات 15


كلماتي إلى رائف بدوي عن الحياة والموت


طرقتُ بِسِرِّي على بابِ الجسدِ
انفتحَ بابُ مدينةِ الشيطانِ لي
الشياطينُ فيها رشيقةُ القدِّ
جميلةُ القدِّ
رفيعةُ القَدْرِ
قادرةٌ على كلِّ شيءٍ من أجلي
ساهرةٌ على تطبيقِ القانونِ بِحَدِّ المُتْعَةِ للذينَ تعبَّدوا للهِ عبادتَهُمْ للمالِ وللطبيعةِ وللمهديِّ على حَدٍّ سَواءْ
قلتُ لها شهواتي فوقَ الحدِّ
تجاوزِ الحدودَ
أنتَ هنا في نيرانِ الحياةِ قالت لي
أَلْبَسَتْنِي ثيابَ العَرُوسِ
كانَ الحِدادْ
وجعلتني أضحكُ في وقتٍ كانَ البكاءُ فيهِ من مُتَعِ الحياةِ عندي
وجعلتني أقهقهُ
وجعلتني أُقاتلُ الخمرَ
أجمعُ بينَ الأفكارِ والأثمارْ
وجعلتني أحيا جوعًا أحيا ظمأً أُثْبِتُ النفيَ بنقضِ الحقيقة
وجعلتني أتشاكلُ بسِرِّي
أُسقي الماءَ وأَشْرَبُ المنيَ
أتمتعُ بكامِلِ حريتي


طرقتُ بسرِّي على نافذةِ الجسدِ
انفتحتْ نافذةُ مدينةِ اللهِ لي
الملائكةُ فيها ببدانةِ السفنِ
عديمةُ الشكلِ
سيئةُ الخُلْقِ
قادرةٌ على كلِّ شيءٍ ليسَ من أجلي
ساهرةٌ على كبحِ الغرائزِ الجنسيةِ كلِّ الغرائزِ التي أَنْيَكُهَا غريزةُ الأمومةِ غريزةُ البقاءِ غريزةُ القطيعِ غريزةُ البيتِ الأبيضِ غريزةُ التغويطِ تحتَ الضغطِ والإكراهْ
قلتُ لها الجنسُ موتي الأحمرُ بعدَ الأسودِ
تجاوزِ الحدودَ
أنتَ هنا في جنانِ الموتِ قالت لي
ألبستني ثيابَ الحِدادْ
كانَ العُرْسُ
وجعلتني أُصَعِّدُ زفراتٍ طويلة
وجعلتني أَحِنُّ إلى قبرٍ هُوَ للثديِ حديقة
وجعلتني حَلَمَةً في صُندوقِ التوفيرِ
وَهْمِيَّةٌ تُهْمَتِي كأسبابِ الاتهامْ
وجعلتني أَنْقُرُ بمناقيري أَخْلُبُ بمخالبي أعُضُّ بإيميلاتي
وجعلتني أُميتُ الشياطينَ التي في سِرِّي
أرقصُ رقصةَ الأمواتِ وأَزِفُّ إلى الأحياءِ نَبَأَ مَوْتانِ الفؤادْ
أُهَلِّلُ حزنًا وعينايَ تَنْهَلَّانِ بالدموع



النارُ لأهلِ الجنةِ نعمةٌ
آه يا أخي!


الجنةُ لأهلِ النارِ محنةٌ
أه يا أخي!


يا أخي
هل تأتي معي؟


الموتُ لأهلِ الشرِّ نعمةٌ
آه يا أخي!


الحياةُ لأهلِ الخيرِ محنةٌ
آه يا أخي!


يا أخي
هل آتي معك؟



طرقتُ بِسِواري على بابِ الصحراءِ
انفتحَ بابُ مدينةِ الرملِ لي
الأعرابُ فيها شموسُ العقلِ
أقمارُ القلبِ
نجومُ النفسِ
الكونُ لهم أحكامٌ ولي
الحياةُ في عُرْفِهِمْ رملٌ وذهبٌ ضوءٌ ولهبٌ ظلالٌ وفساتينُ النساءْ
قلتُ لهم ما الرملُ والذهبُ في عُرفي
ما الضوءُ واللهبُ
ما الظلالُ وفساتينُ النساءِ وأنتَ تقبعُ في سوادِ الليلِ بينَ القضبانْ
وأنت تفكرُ في كندا
وأنت تَحِنُّ إلى الثلوجِ
وأنت تنادي
وأنت تتعلمُ
وأنت تبكي
وأنت تحلمُ
وأنت تكلمُ الفَراشاتْ
عَدَلوا ببصرِهِم عنِ الوجودِ إلى وجودِكَ الموجودِ بذاتِهِ الموجودِ لذاتِهِ
الرملُ فاشيٌّ والذهبُ دكتاتوريٌ الضوءُ استبداديٌّ واللهبُ تسلطيٌّ الظلالُ للكثبانِ العدمُ وفساتينُ النساءِ للرجالِ عارُ الأمةِ وعورةُ جامعةِ الدولِ العربية
لا القرآنُ
لا الإنجيلُ
لا رأسُ المالِ
مكةُ اللهِ أرضُ غَيْرِ صلاةْ
كانَ عَدْلَهُم
حَرَّروني من سِواري وقَيَّدوني بِسِوارِكَ
فرأيتُ الدنيا سوادا


طرقتُ بِسِوارِكَ على نافذةِ الصحراءِ
انفتحَتْ نافذةُ مدينةِ البحرِ لي
الأعاجمُ فيها مناراتُ الجَهْلِ
سفنُ النَّزَقِ
أقواسُ الحَنَقِ
المِلْحُ لَهُمُ اقتصادُهُمُ السياسيُّ ولي
الموتُ في عُرْفِهِمُ الآلاتُ المملوكةُ لغيرِهِم مِلاكُ الإدارةِ مِلاكُ الاحتياطِ المَلاكُ الحارسُ في ممالكِ الحيوانِ والنباتِ والجمادْ
امتلكوا نواصِيَ الأمرِ
عرفوا من نيفادا أنكَ تحبُّ أكلَ العسلِ في الصباحْ
كنتَ مثلي
العسلُ والقهوةُ والبيضُ المقليُّ والقوسُ والقزحُ والقُبَلُ كانت لهم تعويضَ الاستملاكْ
الموتُ تكنولوجيٌّ ينبضٌ بِوَهْنِي أنا واهِنُ العقلِ
عاشقُ نَيْكَ الجسدِ الميتِ الذي لِغُلْمَتِي
نبشتُ قبرًا رقميًا
سحقتُ عظامَ البحرِ
حملتُ ناطحةَ سحابْ
أَدْهَشْتُهُم بِفِعْلي
الحيوانُ ليبراليُّ والنباتُ ديمقراطيٌّ والجمادُ جمهوريُّ والملاكُ الحارسُ ماريلين مونرو العاريةُ من كلِّ إدارةٍ واحتياطْ
الموتُ أخوكَ وهيئةُ الأممِ أختُكَ في بيغالَ وأختي
لا الآلاتُ
لا السمكُ
لا التفاحُ
نيويوركُ الحريةِ أرضُ غَيْرِ تِمْثَالْ
كانَ ظُلْمَهُم
قيدوني بِسِواري وحرروكَ من سِوارِكَ
فرأيتَ الدنيا بياضا



النارُ لأهلِ الرملِ نعمةٌ
آه يا أخي!


الماءُ لأهلِ البحرِ محنةٌ
أه يا أخي!


يا أخي
هل تأتي معي؟


الموتُ لأهلِ التطورِ نعمةٌ
آه يا أخي!


الحياةُ لأهلِ التنورِ محنةٌ
آه يا أخي!


يا أخي
هل آتي معك؟







لندنيات 16


كلماتي إلى عبد الله مطلق القحطاني عن الحياة والموت



لماذا كانَ بوذا ثوريَّا؟


لأنهُ كانَ فَرَحًا للرأسْ
وحبةَ أسبرينَ للصداعْ
لأنهُ كانَ صَنْدَلاً للنهرْ
وابنَ جِنْسِهِ للإنسانْ


لماذا كانَ موسى ثوريَّا؟


لأنهُ كانَ عصًا للحُكْمْ
ووعدًا للبؤساءْ
لأنهُ كانَ حجرًا للوقتْ
ورملاً للمكانْ


لماذا كانَ عيسى ثوريَّا؟


لأنهُ كانَ دمًا للبحرْ
وخمرًا للدِّنانْ
لأنهُ كانَ خُبْزًا للحقلْ
وَقُبْلَةً للسلامْ


لماذا كانَ محمدٌ ثوريَّا؟


لأنهُ كانَ عِنانًا لقريشْ
وعاشقًا للنساءْ
لأنهُ كانَ تاجرًا للوقتْ
وأخًا للحصانْ


لماذا كانَ روبسبيرُ ثوريَّا؟


لأنهُ كانَ دانتونَ ما لمْ يكنْهْ
وباريسَ لِلِّواطْ
لأنهُ كانَ مُحَاورًا لِلْقَصْلْ
وَمِقْصَلَةً للخِطابْ


لماذا كانَ لينينُ ثوريَّا؟


لأنهُ كانَ ستالينَ لستالينْ
ولينينَ للرفاقْ
لأنهُ كانَ بوتينَ لبوتينْ
وبِتْزَهْ للطِّليانْ


لماذا كانَ مارتنُ لوثرُ كنجُ ثوريَّا؟


لأنهُ كانَ كابوسًا لليلْ
وَحُلْمًا للنهارْ
لأنهُ كانَ حبةَ كرزٍ للغدرْ
وجُرْعَةَ دواءٍ للنظامْ


لماذا كانت سيمونُ دو بوفوارُ ثوريَّهْ؟


لأنها كانتْ أُنثى للذَّكَرْ
وقضيبًا للنساءْ
لأنها كانتْ سارترَ للعدمْ
ووجودًا للسؤالْ


لماذا كانَ خُمَيْنِيُ ثوريَّا؟


لأنهُ كانَ روحًا للهْ
وقَدَرًا للشاهْ
لأنهُ كانَ أمسًا للغدْ
وغدًا لشهرزادْ


لماذا كانتْ أنجيلا ميركيلُ ثوريَّهْ؟


لأنها كانتْ ألمانيا لِلْفَهْمْ
وفَهْمًا للألمانْ
لأنها كانتْ فكرةً للخوفْ
وشَجَاعَةً للأفكارْ



هلِ الأنبياءُ يحبونَ أم لا يحبونَ السوطَ مِثْلُكَ؟
والمجانينُ؟
هلْ يكرهونَ أكوازَ الصَّبرِ مِثْلُكَ؟
والنساءُ؟
هلْ يُفَكِّرْنَ في العناقِ
ومِثْلُكَ مَنْ يفكرُ مِنَ السُّوَيْدِ في ذواتِ الأَعْيُنِ الزُّرْقْ؟



الحياةُ للإنسانِ والموتُ للنهرْ
الموتُ للعصا والحياةُ للبحرْ
الحياةُ للدِّنانِ والموتُ للحقلْ
الموتُ للحصانِ والحياةُ للوقتْ
الحياةُ للخطابِ والموتُ لِلْقَصْلْ
الموتُ للرفاقِ والحياةُ للبِتْزَهْ
الحياةُ للنظامِ والموتُ لليلْ
الموتُ للنساءِ والحياةُ للعدمْ
الحياةُ للشاه والموتُ للغدْ
الموتُ للأفكارِ والحياةُ للخوفْ



هلِ الأنبياءُ يقولونَ أم لا يقولونَ مِثْلُكَ؟
والمجانينُ؟
هلْ يبحثونَ عنْ وجودِ اللهِ وصفاتِهِ وعنِ العدالةِ الإلهيةِ ومُقاساةِ اِلْلَأْواءِ مِثْلُكَ؟
والنساءُ؟
هلْ يَقُلْنَ في كرةِ القدمِ
ومِثْلُكَ مَنْ يقولُ في اللاهوتِ ما لم يُقَلْ؟



الحياةُ للأنبياءِ قفصٌ هو العالمْ
والموتُ طائرٌ للمجانينْ
وللنساءِ اِلْمَوْتُ والحياةُ جَوَازُ سَفَر

































أعمال أفنان القاسم

المجموعات القصصية

1) الأعشاش المهدومة 1969
2) الذئاب والزيتون 1974
3) الاغتراب 1976
4) حلمحقيقي 1981
5) كتب وأسفار 1988
6) الخيول حزينة دومًا 1995
7) كوابيس 2013

الأعمال الروائية

8) الكناري 1967
9) القمر الهاتك 1969
10) اسكندر الجفناوي 1970
11) العجوز 1971
12) النقيض 1972
13) الباشا 1973
14) الشوارع 1974
15) المسار 1975
16) العصافير لا تموت من الجليد 1978
17) مدام حرب 1979
18) تراجيديات 1987
19) موسى وجولييت 1990
20) أربعون يومًا بانتظار الرئيس 1991
21) لؤلؤة الاسكندرية 1993
22) شارع الغاردنز 1994
23) باريس 1994
24) مدام ميرابيل 1995
25) الحياة والمغامرات الغريبة لجون روبنسون 1995
26) أبو بكر الآشي 1996
27) ماري تذهب إلى حي بيلفيل 1999
28) بيروت تل أبيب 2000
29) بستان الشلالات 2001
30) فندق شارون 2003
31) عساكر 2003
32) وصول غودو 2010
33) الشيخ والحاسوب 2011
34) ماكبث 2011
35) ساد ستوكهولم 2012
36) شيطان طرابلس 2012
37) زرافة دمشق 2012
38) البحث عن أبولين دوفيل 2012
39) قصر رغدان 2012
40) الصلاة السادسة 2012
41) مدينة الشيطان 2012
42) هنا العالم 2012
43) هاملت 2014

الأعمال السينمائية

44) إرهابيون 2015
45) رعب 2016

الأعمال المسرحية النثرية

46) مأساة الثريا 1976
47) سقوط جوبتر 1977
48) ابنة روما 1978

الأعمال الشعرية

49) أنفاس (مجموعة قصائد أولى – ثلاثة أجزاء) 1966
50) العاصيات (مسرحية شعرية) 1967
51) المواطئ المحرمة (مسرحية شعرية) 1968
52) فلسطين الشر (مسرحية شعرية) 2001
53) الأخرق (مسرحية شعرية) 2002
54) غرافيتي (مجموعة قصائد فرنسية) 2009
55) غرب (ملحمة فرنسية) 2010
56) البرابرة (مجموعة قصائد أخيرة) 2008 – 2010
57) أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو 2018

الدراسات

58) البنية الروائية لمصير الشعب الفلسطيني عند غسان كنفاني 1975
59) البطل السلبي في القصة العربية المعاصرة عبد الرحمن مجيد الربيعي نموذجًا (جزءان) 1983
60) موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح 1984
61) البنية الشعرية والبنية الملحمية عند محمود درويش 1984
62) بنيوية خاضعة لنصوص أدبية 1985 – 1995
63) دفاعًا عن الشعب الفلسطيني 2004
64) خطتي للسلام 2004
65) شعراء الانحطاط الجميل 2007 – 2008
66) نحو مؤتمر بال فلسطيني وحوارات مع أفنان القاسم 2009
67) حوارات بالقوة أو بالفعل 2007 – 2010
68) الله وليس القرآن 2008 - 2012
69) نافذة على الحدث 2008 – 2012
70) المشروعان مشروع التنوير ومشروع الدولة 2015
71) الله والزنزانة عبد الله مطلق القحطاني 2016
72) إيران والشرق الأوسط الحديث 2018
73) حوار الحضارات يتبعه لندنيات 2018



















كلمة الغلاف



احتفال للضحك
مسرحية تستحق أن تُخرج وتُمثل، تشرح حضارة التخاذل والغباء التي ألمت بمن يعيش في حضيض الحضارات.


أنت تطور أسلوب سرد سياسي فكري جديد
كأنك تحاول أن ترشد الجاهل إلى باب الرزق... الحوار أسلوب ممتع للقراء أيضًا، والنجاح هنا مزدوج، أسلوبيًا وفكريًا... القراءة قريبة إلى قراءة نص أدبي، والمطروح برنامج لأحداث نهضة إيرانية... لا شك لدي أن كل الأسباب لنشوء قوة إيرانية موازية لقوى الشر في المنطقة هي مسألة ضرورية، لكن ما يثير الشكوك أن لا تتحول إيران إلى إسرائيل أخرى!


نحن أمام فن كتابي جديد
يبدو للبعض أن هذا النص هو نص خفيف ساخر، لكن الحقيقة الأهم أن هذا الأسلوب الصِّيَغي ليس متيسرًا الا لمن يملك القدرة على الصياغة الدرامية والصياغة الساخرة والفهم العميق لمبنى السياسات المختلفة للأطراف التي يشملها النص. صحيح أن القارئ يشعر براحة في قراءة هذا النص، بل وبمتعة ما لا يشعر بها عند قراءة نفس الفكرة بطريقة المقال السياسي أو البحثي. أنت تؤسس هنا لطريقة تثير الاهتمام، أنا جربتها، لكن بدخول أكثر في روح القصة الساخرة.


نبيل عودة




* أفنان القاسم من مواليد يافا 1944 عائلته من برقة قضاء نابلس له أكثر من سبعين عملاً بين رواية ومجموعة قصصية ومسرحية ومجموعة شعرية ودراسة أدبية أو سياسية تم نشر معظمها في عواصم العالم العربي وتُرجم منها اثنان وثلاثون كتابًا إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والروسية والعبرية... دكتور دولة ودكتور حلقة ثالثة من جامعة السوربون ودكتور فخري من جامعة برلين، أستاذ متقاعد عمل سابقًا في جامعة السوربون ومعهد العلوم السياسية في باريس والمدرسة المركزية الفرنسية وجامعة مراكش وجامعة الزيتونة في عمان والجامعة الأردنية، تُدرّس بعض أعماله في إفريقيا السوداء وفي الكيبيك وفي إسبانيا وفي فرنسا...



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو الديوان
- أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو 10
- أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو 9
- أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو 8
- أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو 7
- أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو 6
- أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو 5
- أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو 4
- أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو 3
- أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو 2
- أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو 1
- الإخفاق الذريع 5
- الإخفاق الذريع 4
- الإخفاق الذريع 3
- الإخفاق الذريع 2
- الإخفاق الذريع 1
- حوار الحضارات الموقع
- حوار الحضارات 9
- حوار الحضارات 8
- حوار الحضارات 7


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - حوار الحضارات يتبعه لندنيات النص الكامل