أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - المدسوسين .. مصطلح يتعكّز عليه الطغاة بالعراق














المزيد.....

المدسوسين .. مصطلح يتعكّز عليه الطغاة بالعراق


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5986 - 2018 / 9 / 6 - 04:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمتاز الأنظمة الشمولية والقمعية دوما بقدرتها على إستخدام توصيفات ومصطلحات ضد مناوئيها من أحزاب ومنظّمات سياسيّة تتّهمهم فيها "بالخيانة والعمالة" وغيرها من تهم، ففي العهد البعثي كان الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة على سبيل المثال عميلين في وثائق البعث وإعلامه وهو ينكّل ويعدم أعضائهما، كما كان مصطلح " الجيب العميل" هو وصف البعث في إعلامه ووثائقه لأقطاب الحركة الكوردية. بل ذهب البعث بعيدا جدا في توصيفاته لمناوئيه، عندما وصف جماهير شعبنا بالغوغاء وإنتفاضته الآذارية في العام 1991 من أنها صفحة للغدر والخيانة. علما أنّ البعث نفسه كان عميلا وغدر بشعب العراق وهو يدفعه لحروب لا ناقة له فيها ولا جمل، وخائنا للعراق وهو يتنازل عن أراضيه ومياهه وسماءه ويجلس بذل في خيمة صفوان.

وحزب الدعوة الحاكم ومعه التيار الإسلامي الشيعي يسيرون اليوم على خطى نفس المدرسة البعثيّة ليثبتوا لشعبنا من أنهم تلاميذ بررة لمعلميهم البعثيين وهم يستخدمون توصيفات ومصطلحات تليق بهم لينالوا بها من جماهير شعبنا التي تتظاهر في مدن العراق المختلفة ضدهم ومنها البصرة حيث إنتفاضة الماء. فمنذ تظاهرات العام 2011 ولليوم لم تكف الآلة الدعائية للدعاة والإسلاميين الآخرين والعمائم التي معهم، عن إتّهام المتظاهرين من أنّهم بعثيون تارة ومنفذّين لأجندات معادية للوطن تارة ثانية ومدسوسين تارة ثالثة. علما أنّ الكثيرمن أعضاء هذه الأحزاب كانوا بعثيين قبل الإحتلال، الا أن ما غفر ويغفر لهم بعثيّتهم هو أنهم بعثيون شيعة. كما وأنّ تهمة تنفيذ أجندات دول أجنبية التي يتهمون المتظاهرين بها، تنطبق عليهم أكثر من غيرهم كونهم ينفذون أجندة طهران، ولم نرى إسلاميا واحدا يشعر بالحرج حينما نواجهه بعمالته لإيران فمنهم من يريد أن يُدفن فيها، ومنهم من يصرح علنا بوقوفه الى جانب إيران لو أندلعت الحرب بين" بلده" وإيران. أمّا الإندساس، فالإسلاميون خير مندسون في بلدنا لتخريبه، وما فسادهم وسرقاتهم وهدرهم للمال العام الا دليل على إندساسهم هذا، إذ من غير المنطقي ومن غير المعقول أن تكون تجربة حكمهم بالعراق بهذا السوء، إن لم يكونوا مندسين وهدفهم خراب البلد.

أنّ الإسلاميين اليوم يتبادلون المراكز في إستخدامهم لمصطلح " مندس"، فبفضلهم أصبح لدينا "مندس" يتظاهر من أجل الماء والكهرباء وفرصة عمل شريفة لايجدها، و مندس يحمل بندقية ليقتل بها " المندس الأول"!!
فالمتظاهرون في البصرة اليوم هم "مندسون" وفق وجهة نظر حزب الدعوة الحاكم والميليشيات المتحالفة معه، وهناك مندسون ضمن القوات الأمنيّة والعصابات الشيعية التي تستخدم الرصاص الحي في مواجهة إنتفاضة الماء وفق ما جاء بتغريدة مقتدى الصدر التي قال فيها " ينتابنا الحزن ونحن نرى المأساة في "بصرتنا" المظلومة..
وما أثار غضبي هو التعدي بغير وجه حق من قبل بعض المدسوسين في القوات الأمنية على المتظاهرين العزّل الذين لا يريدون الا لقمة العيش بكرامة. فلا بد من تظافر الجهود لانتشال البصرة من افكاك الفساد والطائفية والميليشيات، فبصرتنا عزنا وفخرنا وهي قلب العراق النابض فكفاكم تعديا على البصرة واهلها .. وأنصح ان لا تختبروا صبرنا".

السيد مقتدى الصدر: لقد جاء في معجم المعاني إنّ: "تعدَّى / تعدَّى على يَتعدَّى ، تَعَدَّ ، تعدّيًا ، فهو مُتعدٍّ ، والمفعول مُتعدًّى – للمتعدِّي. و تعَدَّى عليه : ظَلَمَهُ". والمُتَعدّى عليه يكون مظلوما، إن تعرّض لإعتداء من آخر دون وجه حق. والمتظاهرين في مدينة البصرة أو " المندسين" وفق الإعلام الشيعي تعرضوا ويتعرضون دون وجه حق للرصاص الحي والغازات المسيّلة للدموع والهراوات والصعقات الكهربائية من قبل القوات الحكومية والميليشيات الشيعية التي ترافقها، وعليه لا أدري ما تعني من قولك " التعدي بغير وجه حق من قبل بعض المدسوسين في القوات الأمنية على المتظاهرين العزّل الذين لا يريدون الا لقمة العيش بكرامة". وهل هناك تعدي بوجه حق وتعدي دون وجه حق، بحق متظاهر في سبيل قطرة ماء!؟ وهل من الممكن البحث عن تعدي بوجه حق وتعدي دون وجه حق في قرائتنا لموقف الإمام الحسين وهو كما أهل البصرة كان يبحث وعياله وأصحابه عن قطرة ماء، حينما كان يتعرّض وقتها لقمع جيش الأمويين بزعامة إبن زياد؟ وهل تقبل مقالة " يزيد بن معاوية" إن كان قد قال كما قلت في تغريدتك " أنّ هناك مندسين في جيش إبن زياد هم من تعدّوا على الحسين؟".

السيد مقتدى الصدر: قوات حزب الدعوة الحاكم والتي تسمّى زورا بالجيش العراقي ومعها الميليشيات الشيعية في قاطع البصرة لا يوجد بينهم مندسون، فهم ينفذّون أوامر صادرة لهم من قيادات حزب الدعوة والذي بدوره ينفذ أوامر صادرة له من خلف الحدود. فالقائد العام للقوات المسلحة والذي يُصْدر الأوامر دعوي، والميليشيات الشيعية تحت مسمى الحشد الشعبي متحالفة مع هذا الحزب، وهي الأخرى تنفذ الأوامر الصادرة لها من البلد الذي يمولّها بالسلاح الذي تدربت عليه في معسكرات خاصّة هناك.

السيد مقتدى الصدر: لا ضرورة في أن يختبروا صبرك، فها هي بغداد أمامك فإملأ شوارعها وساحاتها بالمتظاهرين إن كنت حزينا فعلا على ما يجري بالبصرة من جرائم بحق أهلها الطيبين. فشيعة العراق هم أبناء وطنك وليس شيعة البحرين، ومثلما دعوت لمظاهرة حاشدة أمام سفارة البحرين ببغداد وحذّرت من إنجرار المنطقة الى ما لا يحمد عقباه في الثالث والعشرين من شهر أيار/ مايس من العام الماضي، إدعوا الى مظاهرات مليونية في ساحة التحرير ومقابل المنطقة الخضراء، فالبصرة قلب العراق النابض حسب وصفك، وليست المنامة، البصرة عطشى وليست المنامة. أهل البصرة شاركوا الإمام علي معاركه وليس أهل المنامة، مع جلّ إحترامنا وإعتزازنا بنضال الشعب البحريني ضد سلطة العائلة الحاكمة فيها.

صلّى وصام لأمر كان يطلبه، .... حتّى حواه، فلا صلّى ولا صاما

" بيت شعر قيل بحق عبد الله بن الزبير من قبل شاعر شيعي وقتها". ولعمري فأنه ينطبق على ساسة الشيعة وعمائمهم في عراقنا المنكوب والمبتلى بهم اليوم.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة تنزع عن آيات الله عمائمهم
- لبوة الشيعة .. من أين لك هذا؟
- إرحلوا
- النظام الداخلي للحزب الشيوعي ليس بحمّال أوجه
- هل سيكتمل عقد أهل الكساء؟
- السياسة فن لكنه بالعراق هابط ومبتذل
- شكراً لله
- المدن الغبيّة والثورة
- اللامعقول واللامعقول في المشهد السياسي العراقي
- السبت القادم ستعرض بلادي للبيع من يشتري؟
- السيّد السيستاني على مسافة واحدة من الخوش ولد والموخوش ولد!! ...
- البارزاني يطالب بإستمرار نهج المحاصصة
- وداعا دانا جلال .. وداعا أبن الوند
- الكورد الفيليون الشيعة والعرب الشيعة بين قانوني جهرم ورفحاء
- 31 آذار و پ. ب. راي وذيوله
- نفس العضّة ونفس الدكتور
- خمسة عشر عاما على الأحتلال ... وعود ونتائج وآمال
- نوروز بلون الدم وطعم العلقم
- طاعون فساد الإسلام السياسي سيلتهم ما تبقى من العراق
- ماذا يريد الصدر بحقّ السماء !!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - المدسوسين .. مصطلح يتعكّز عليه الطغاة بالعراق