أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة نيسان سليم رأفت : الشعر ومواقف الحياة ..














المزيد.....

الشاعرة نيسان سليم رأفت : الشعر ومواقف الحياة ..


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5957 - 2018 / 8 / 8 - 19:36
المحور: الادب والفن
    


الحقيقة ثبت لنا ان مجالات الحياة متعددة ومواقفها تتكون وفقا لهذا التعدد، فهناك مواقف تتحمل مرونة التغيير والتعامل معها بانفتاح الحوار، وهناك اخرى لاتحتمل هذا كما هو الموقف الوطني وقضية الشهادة .. والشعر من معطياته انه رسالة انسانية تصل الى الانسان الاخر عبر اللغة، حاملة معها اثار العوامل الخارجية المحيطة، عبر آليات التراسل الابداعية الشعرية، حيث سعى الشعراء في رسم ملامح الانسانية طوال تاريخ الشعر العالمي ..وهذا جاء عبر الاعمال الشعرية من هوميروس الى تاريخنا الحالي، وانها عكست هذه الخصائص وجسدت صراع البشر من اجل انسانية افضل، فالشعر يبحث عن الجمال اينما وجد، وهنا تكمن وظيفته الحيوية والضرورية في مفهوم النظرية الإنسانية، فالشعر هو الوسيلة التي تسخر الإمكانات المؤدية إلى وجود أفضل وعالم أجمل، ولذلك اصطلح النقاد وعلماء الجمال والأخلاق على أن الإنسان الذي يتذوق الشعر خير من ذلك الذي لا يهتم به، لأن الشعر تجربة نفسية وجمالية فعالة وضرورية لبلوغ الإنسانية درجات أعلى من النضج والرقي، هذه المقدمة التي جاءت وليدة لقراءة بعضا من نصوص الشاعرة نيسان سليم رأفت، وتمخضت عن رؤية محددة ان الشاعرة مسكونة بالهم الانساني، وكما هو حال كل العراقين، تسكنها هواجس الحرب وويلاتها واثارها الكبيرة على نفسية الانسان، فكانت الشاعرة قد نوهت الى بيان الحرب والنصر والهزائم، وعندها النصر هو الشهادة بدليل تعتبر موكب الشهيد عرس .. وذكر كلمة عرس تعني هناك بقاء وخلود، ورغم الدمع وقص الضفائر حزنا، الا الشهادة بحد ذاتها خلود بدالة القصيدة وتيه الشعر، فهو الذي يعبر عن الحزن والفرح، والحب والجمال ويخلد المواقف منها بدون ادنى شك .. تقول الشاعرة نيسان في قصيدتها (شموس كفيفة) :

(أنا بيانُ الحربِ
أكلَ النصرُ
هزائمي
ورصاصةٌ باردةٌ
لم تثقبْ خوذةَ جندي
أنا هستيريا في عرسِ شهيدٍ
صفّقَ لهُ دمعي
وعندَ اكتمالِ القمر
قَصَصْنَ العذارى
ضفائري
أنا شرودُ العشاقِ في الشِّعْرِ
وتيهُ القصيدةِ
في قوافي القُبلِ)

وهكذا تشكل موقفها عبر تماهيات اللغة، محاولة منها للاثبات .. بعيدا عن مكامن الزيف والرياء، ثم انها اتخذت من الشعر مواقف ثابتة، كما هو ثبوت الجمال ونقيضه القبح، واثبات النظرية الانسانية، كما اشرنا اعلاه .. ثم تقول في موضع اخر :

(حين عادت الخيول دونهم
زحفَ الخيالُ
خجلاً
يدقُّ أجراسَ الأعيادِ في أحلامهم
قبلَ أن يجففَهُ النهارُ
يُقبّل الوحلُ أجسادَهم
هناكَ
تقفُ وحدَها
فاطمةٌ
عيناها تحتضنُ
دمعةً
تسألُ الغرباءَ
أهو حلمُ يوسفَ)

لتؤكد ان الشعر مُعبرا جماليا عن الواقع بكل سطوته المريرة، وكذا معبرا جماليا للاحلام .. وبين الواقع والحلم، تعيش الشاعرة نيسان سليم رأفت صراعها الذي اختارته من اجل اثبات موقفها ... مرددة : (كتبت يوم كان الشعر نبياً/تتسارعُ التواريخُ/ تلوكُ الخطى البطيئةَ/ وأنا منشغلة/ ألملمُ شملَ الحروبِ/ أغمسُ ماتبقى من قليلهِ/أكسرُ بهِ مرارةَ التفاصيلِ/ كم صرخة ماتتْ بحنجرتي/أتوسلُ حِدّة الصوتِ/أن يُخرسَ الحربَ)، اي ان الصوت كونه حياة يهزم الحرب كونها موت وفناء ..وهذا يذكرنا حينما كتب هوميروس رائعته الخالدة « الإلياذة »كان يعبّر بقصائده عن البطولة والحب وهما مظهران ايجابيان في تلك الحقبة الزمنية ، وعندما يقوم النحات بصنع تمثال حجري لامرأة جميلة، إنما يعبر من خلال عمله الفني هذا عن إعجابه بالجمال الأنثوي ، وعندما يتحدث الشاعر في قصيدة ما عن وضع اجتماعي أو سياسي فإنما يعبر عن رؤيته من خلال فنه الإبداعي، وكان تعبير الشاعرة نيسان يؤكد رؤيتها واثبات لذلك الموقف الذي نوهنا عنه سلفا ..



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة ناهدة الحلبي، تعيش اجواء الجمال داخل القصيدة ..
- الشاعرة ناريمان ابراهيم تحت رداء الخيال!!
- التشكيلية السورية جمانة الشجاع، ولوحة الايحاءات الانسانية .. ...
- رندة عبدالعزيز، تعيش قلق الذات ..!
- ثورة جسدية ضد العنف ..!! رواية (بوح النساء) أنموذجاً
- الشاعر حسن البصام.. رومانسي بوجع سومري!
- الكاتبة رامونا يحيى، وصراعات الزمن ..!
- الشاعر ناجح ناجي من حساء العافية الى طبق الحنين !!
- الشاعر احمد الشطري/الحب والشعر عنده تجربة والتزام ..
- الكاتبة ميرنا دقور وتأملاتها الوجودية في الكون والحياة !!
- الشاعرة ليلى غبرا، مختبر لانتاج طاقة الحب .. !!
- سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقصيدته (عراق...... يا منار ...
- الكاتب أياد خضير وايحاءات الرمزية ، قصة (ثوب الثعبان) أنموذج ...
- الفواز والحقيقة البيضاء ، يكسران خاطر الحرب !! اهداء للزميلي ...
- الرقص الدرامي: الحركة لغة..!
- ديوان (جسر من طين) للشاعر المغفور له رحيم الغالبي لفتات احتج ...
- الكاتب حسن عبدالرزاق، والواقع المعقد في روايته (تل الذهب) .. ...
- الفنان -ابو عهد الشطري- شَكّلَ جَوادَ الحُسين كرمزٍ للشجاعة ...
- الشاعرة واجدة العلي، تحاول التمرين على لعبة التخفي .. !
- الشاعرة جنان الصائغ، رؤية ذاتية بانفعال التوقيعة الشعرية ..!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة نيسان سليم رأفت : الشعر ومواقف الحياة ..