أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة ناريمان ابراهيم تحت رداء الخيال!!














المزيد.....

الشاعرة ناريمان ابراهيم تحت رداء الخيال!!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5955 - 2018 / 8 / 6 - 21:42
المحور: الادب والفن
    


من الملاحظ في كتابات الشاعرة ناريمان ابراهيم ايغالها في الرمزية وعبورها الى ضفة الخيال من خلال صناعة عوالم تخيلية، لـ(أن الخيال يفتح الآفاق أمام النفس البشرية، فلا تشعر بالملل من الوجود جراء ما ترى من مفرداته كل يوم وكل ساعة، بل كل لحظة على ذات النحو دون تغيير أو تجديد، فيأتي الخيال ليعوِّضَها عما حُرِمتْه من التجديد، ورؤية الدنيا على أوضاع لم تتعودها، ومن ثم لا تشعر تجاهها بالملل والضيق، كذلك فإن الفطرة الإنسانية تتوق إلى الانعتاق من قيود الحياة وقوانينها الصارمة، فلا تجد ذلك الانعتاق إلا في الخيال، والدنيا دون خيال تكون شديدةَ الضيق، فيجيء الخيالُ ليوسِّعَها وينطلق بالإنسان إلى عوالمَ أرحب وأكثر انفتاحًا؛ حيث يتعامل مع أشياء أكثرَ مواتاةً وطواعيةً، وفوق ذلك فالخيال يخاطب فينا الطفولةَ الخالدة في أعماقنا، تلك الطفولة التي تبث الحياةَ في الجمادات والمعاني، وتتلذذ بمخاطبة الأشياء من حولها، وخضوعها لِما تريد،)، لذا تعيش حالة المحاولة لفتح مغاليق الطريق، اي ان هناك قلق وانفعال ينتاب مسيرتها في الصعود وتكرر الحالة، وتعيش حالة الغياب والمجهول، وهذا الاخير يؤدي الى توالد اسئلة و(اسراب من الهواجس تتقاطر)، تقول في قصيدة (نحو كهف عقلي) :

(يسير بيَ التيه
حول حقولٍ جافة
أغرسُ أظافري الواهنةَ في جدار طيني
في كلّ مرةٍ أحاولُ الصعودَ فأنزلق ْ
ثمّة غصنٌ يعلق بطرف ردائي
دوما يناديني الغيابْ
أجراسُ المجهول تدقُّ في أذني
فأعودُ وحيدةً
كصفصافةٍ نجتْ من حريقٍ
أودى بأخواتِها الخمس)

فالحياة عندها طريق تيه مفتوح النهايات، لهذا تلجأ للخيال المتمثل في الغياب والمجهول، لكن هناك (أحاسيسُ غريبةٌ تمور بين الضلوع)، ثم تجد (أسرابٌ من الهواجس تتقاطر)، وهكذا نعيش اجواء قصيدتها (نحو كهفِ عقلي)، بقولها :

(أسوأ ما قد يحدثُ في هذا العالم
أنْ يجلسَ قلبان
على نفس الطاولة
دون أن يجدا ما يقال ...
أسرابٌ من الهواجس تتقاطرْ
تندسُّ في شُجيْراتِ الوله
هكذا تنكفىءُ على أنفاسي
تبللها بالأرق
حروفُك هنا
بين يديَّ
أقولُ لا بأس
والقلبُ كفتيلِ سراجٍ متهالك
أربي النبضَ ليترعرعَ في أرضِ القناعة
هكذا لدرءِ وطأةِ البعد
لعلي أكونُ دونك أقلَّ يُتماً ....)

اذن هنا تتوالد اسئلة عدة .. ترى كيف سيكون شكل العالم الذي نعيش فيه، إذا ما ألغينا الحاجز بين الخيال والإدراك الفعلي لحقيقة الأشياء؟ بمعنى؛ أن يتحول الخيال إلى شيء أشبه بالحقيقة التي نحاول أن ندركها باستخدام حواسنا المختلفة وبطريقة واعية أيضا، هذا ماتعيشه شاعرتنا ناريمان من قلق وتوتر، فعالجت الامر في دخول عالم الشعر لتغاير اللغة وتعيش عوالم الميتا لغة .. وهذا يجرنا الى إن السيميائيات في معناها الأكثر بداهة، هي تساؤلات حول المعنى .. معنى الأشياء الموجودة في العالم الخارجي ومعنى السلوك الإنساني باعتباره حالة ثقافية منتجة للمعاني. فما هو المعنى؟ وما هي آليات إدراكه وإنتاجه؟ لكن، لماذا نتساءل عن معنى الأشياء إن سلمنا بأنها تحمل معناها بشكل بديهي؟ وانطلاقا من مبدأ اعتبار”أن التساؤل عن المعنى يعني الدخول في عالم الميتالغة, فان التساؤل عن معنى النص يعني إنتاج معنى جديد، ومن ثم إنتاج نص جديد، فـ(كل إدراك هو إدراك لشيء ما، بل هو مدخل لمعرفة الأشياء، فإدراك الإنسان لعالمه الخارجي ليس عملية بسيطة تكتفي بربط الذات المدركة بالموضوع المدرك لأن “الفعل الإدراكي يضع ذاتا وموضوعا، ويستدعي قصدية، ومن تم توترا بين نمطي وجود: الإمكان والتحقق. والانتقال من الإمكان إلى التحقق يفرض صيرورة، كالانتقال من حالة إلى حالة أخرى، انتقال يوازيه على المستوى العميق توتر بين هاتين الحالتين. وينتج عن هذا الانتقال وهذا التوتر علاقة بين الذات المدركة والأشياء: وترتكز القصدية على مبدأ التوتر الذي يدفع الذات المدركة إلى موضوع القيمة الذي تبغيه، بمعنى أن علاقة الذات المدركة بالعالم وبالأشياء تفترض قصدية وتوجها، توجه يعرف تغييرا مستمرا على اعتبار أن التطور الطبيعي يوازيه التطور الإنساني في مستوى الإدراك.)، وهنا نستطيع القول ان المعنى انتاج ذات حساسية من موضوع محسوس .. تقول الشاعرة ناريمان : (يا ريّان يده ...!/ يا سرَّ النبيذ/كيف حُلت عقدةُ لساني/ خرجت عن القانون/بلغةٍ من جرار ثقيلة/وأتقنتْ فن الخطابة/يا ريّان قلبه!)، خالقة بذلك اشكالية المعنى المتخفي بين الخيال والواقع ..




مجموعة (ايماءات) تحت الطبع/ للشاعرة ناريمان ابراهيم



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكيلية السورية جمانة الشجاع، ولوحة الايحاءات الانسانية .. ...
- رندة عبدالعزيز، تعيش قلق الذات ..!
- ثورة جسدية ضد العنف ..!! رواية (بوح النساء) أنموذجاً
- الشاعر حسن البصام.. رومانسي بوجع سومري!
- الكاتبة رامونا يحيى، وصراعات الزمن ..!
- الشاعر ناجح ناجي من حساء العافية الى طبق الحنين !!
- الشاعر احمد الشطري/الحب والشعر عنده تجربة والتزام ..
- الكاتبة ميرنا دقور وتأملاتها الوجودية في الكون والحياة !!
- الشاعرة ليلى غبرا، مختبر لانتاج طاقة الحب .. !!
- سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقصيدته (عراق...... يا منار ...
- الكاتب أياد خضير وايحاءات الرمزية ، قصة (ثوب الثعبان) أنموذج ...
- الفواز والحقيقة البيضاء ، يكسران خاطر الحرب !! اهداء للزميلي ...
- الرقص الدرامي: الحركة لغة..!
- ديوان (جسر من طين) للشاعر المغفور له رحيم الغالبي لفتات احتج ...
- الكاتب حسن عبدالرزاق، والواقع المعقد في روايته (تل الذهب) .. ...
- الفنان -ابو عهد الشطري- شَكّلَ جَوادَ الحُسين كرمزٍ للشجاعة ...
- الشاعرة واجدة العلي، تحاول التمرين على لعبة التخفي .. !
- الشاعرة جنان الصائغ، رؤية ذاتية بانفعال التوقيعة الشعرية ..!
- الشاعر الدكتور حازم هاشم، بين التصور الذهني والتصور البصري . ...
- الكاتب علي لفتة، يعيش صراع الازمنة ..! رواية (الصورة الثالثة ...


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة ناريمان ابراهيم تحت رداء الخيال!!