أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - جرائم الحرب الرهيبة في اليمن لها ثمن.















المزيد.....

جرائم الحرب الرهيبة في اليمن لها ثمن.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 5954 - 2018 / 8 / 5 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرائم الحرب الرهيبة في اليمن لها ثمن.
جعفر المهاجر.
يشهد العالم أكبر مأساة إنسانية في العصر الحدبث وهي المأساة التي تحدث في اليمن. حيث يرتكب حكام السعودية والإمارات المجرمون جرائم حرب وحشية تقشعر لها الأبدان، ويعيش تحت هولها ونيرانها 15 مليون إنسان وهم على حافة المجاعة، وتهددهم الأمراض الوبائية وعلى رأسها الكوليرا وشبيهاتها من الأمراض، وهناك مئات الآلاف من المشردين الذين فقدوا بيوتهم وكل متاع العمر ،ولا يدرون أين يذهبون وطائرات آل سعود وحلفائهم تتعقبهم في كل مكان يلجأون إليه حتى أصبح كل إنسان يمني سواء أكان طفلا أم إمرأة أم شيخا كبيرا يمشي في الشارع يبحث عن لقمة يسد بها رمقه، أو يرقد في المستشفى مشروع قتل في أية لحظة بصواريخ طائراتهم الحربية. وأقل مايقال عن هذه المأساة الإنسانية الكبرى إنها لطخة عار كبرى في جبين حكام أمريكا والغرب ومجلس الأمن الدولي الذي تحول إلى مكتب أمريكي يعقد إجتماعاته العتيدة بإشارة من المندوبة المتصهينة نيكي هيلي التي تتلقى الأوامر المباشرة من ثور الذهب في البيت الأبيض.ورحم الذي خاطب هذا المجلس بقوله:
يامجلسا ماتت على أعتابه
شكوى الشعوب وصرخة البؤساء.
لقد أطلق عملاء الصهيونية والإمبريالية أبطال الإبادة البشرية في السعودية وأبو ظبي ومعهم جوقة حلفاء القتل والدمار الباحثين عن الدولار منتهى وحشيتهم ضد شعب اليمن المسالم، وتجاوزوا بأفعالهم الشنيعة كل قوانين الحروب ، وجعلوا من المدنيين الأبرياء العزل وخزانات المياه والمدارس والأسواق والمساجد وصالات الأعراس وغيرها من الأماكن المدنية أهدافا شرعية لهم نتيجة لهذا التهاون الدولي، والصمت المريب الذي يصحب هذه المجازر الدامية التي يرتكبها أحفاد أبي لهب في اليمن. ومجزرة سوق السمك ومستشفى الثورة في مدينة الحديدة الدامية ليست آخر الجرائم مادام أباطرة الحرب يرتكبون جرائمهم الحربية دون أي مساءلة من لدن المجتمع الدولي الغارق في سباته المخزي.
لقد أودت تلك الغارة الجوية البربرية المذكورة بحياة حوالي 55 شخصا وجرحت 150 معظمهم في حالة حرجة مع عدم توفر الأجهزة اللأزمة للقيام بعمليات جراحية مستعجلة.وهذا سيؤدي إلى موت معظمهم. وبلغ الأمر بحكام آل سعود إنهم كلما آرتكبوا مجزرة بحق المدنيين طوال أعوام الحرب الثلاثة والتي دخلت في عامها الرابع وهي بالمئات ينكرونها جملة وتفصيلا ، وينسبونها إلى الضحية وهي جريمة إضافية يحاسب عليها القانون الدولي . وهذا الإنكار يدل إن هؤلاء القتلة المتوحشين الفاشيين باتوا يستخفون بكل القوانين الدولية ، ومنظمات حقوق الإنسان ، ويتجاهلون تماما تلك البيانات الخجولة التي تصدرها تلك المنظمات والتي لاتساوي الحبر الذي كتبت فيها. ومن الغريب حقا أن يرتكب حكام آل سعود والإمارات جريمتهم هذه قبل ساعات من إنعقاد مجلس الأمن .وحين انعقد المجلس وقفت مندوبة ثور البيت الأبيض المتصهينة نيكي هيلي وأدانت الضحية بكل وقاحة وصفاقة تماما مثلما تدين ضحايا الكيان الصهيوني في غزة الذبيحة. حقا إن العالم بات يشهد عصرا تُسحق فيه العدالة سحقا ببساطيل الإمبرياليين أعداء الشعوب داخل هذا المجلس الذي سمي بهذا الإسم ظلما وعدوانا.
إن إستخفاف حكام آل سعود بتقارير منظمة الصحة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وتجاهلهم لها، ونكرانهم لجرائمهم التي يلصقونها بالضحية الذي يدافع عن أرضه وعرضه وكرامته هو أبلغ دليل إن عقول هؤلاء القتلة السفاحين الساديين المتعطشين لدماء الأبرياء تصور لهم إن الجو خلا لهم تماما لممارسة القتل العشوائي الذي تقوم به طائراتهم وبوارجهم الحربية. وهو الطريق الذي سبؤدي في نهاية المطاف إلى إستسلام الشعب اليمني لعدوانهم. حتى لو مرت حربهم العدوانية عبر بحر من الدماء فإنهم سينجون من العقاب بعد أن ينسى العالم ذلك كما حدث للعديد من السفاحين عبر التأريخ ومنهم وزير الدفاع الإسرائيلي المقبور أرييل شارون. وبعد ذلك سيكون الطريق ممهدا لهم لجلب عميلهم الذليل عبد ربه منصور هادي في موكب عسكري، وينصبونه مثل دمية على كرسي الرئاسة تحت حرابهم خلافا لرغبة الشعب اليمني الذي ضحى بآلاف الشهداء من أجل حريته واستقلاله. ليقولوا له (لقد أتيناك بكرسي المُلك فاجلس عليه بكل أمان وآطمئنان لأنك تحت حماية قواتنا و لنشرب معك نخب النصر العظيم ومعك اليوم كل ( العالم الحر ) لأنك الرئيس الشرعي لليمن وفق قرار مجلس الأمن.) والشعب كله معك وسننقل لك (تجربتنا الديمقراطية) التي أبهرت الدنيا لكي تمنحها هدية منا لشعب اليمن. ثم تتلى برقيات التهنئة من رئيس الجامعة العربية، ورئيس المؤتمر الإسلامي إلى ملك الرمال المحتفي بـ (الإنتصار العظيم ) الذي تحقق الذي يعتبر أول إنتصار لدعاة العروبة على شعب العروبة الأصيل . ثم يتم تقسيم هذا البلد الجريح الفقير بين حكام آل سعود وآل نهيان عن طريق عقد (حلف أو معاهدة ) بينهم وبين عميلهم للسيطرة على اليمن وشعبه بالنار والحديد في ظل شريعة الغاب التي ساروا عليها في قتل هذا الشعب الذي يكافح من أجل أن يعيش حرا كريما على أرضه. وهذه الأحلام الخاوية لم يسمح لها شعب اليمن أن ترى النور مهما طال الزمن. ومادام مقاتل واحد في اليمن يرفع السلاح بوجه الغزاة سيقول لهم لا لعدوانكم ودمويتكم وهمجيتكم ياأعداء الله والإنسانية وسأظل أدافع عن أرضي وعرضي مادام في جسمي عرق ينبض بالحياة.
ومن سخريات القدر إن هؤلاء الطغاة المغرورين بأسلحتهم وبأساطيل أسيادهم يتجنون على التأريخ ، ويطلقون على جماعة أنصار الله إسم ( الحوثيين الفرس ) والحوثيون هم العرب الأقحاح الذين يمثلون لب القومية العربية. وهذا يذكرني بإعلام الطاغية صدام حسين وهو في أوج غروره أثناء الحرب العراقية الإيرانية حين كان يطلق على حزب الله ومنظمة أمل مثل هذه المسميات التي لاتنطلي حتى على السذج . ومع إن القومية لاتمثل عيبا في الإنسان لكن العيب الأكبر هو الكذب والتجني على الحقائق التأريخية.
لقد شاهد العالم كيف إستقبل السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر عبد ربه منصور في مدينة المهرة اليمنية. وهي حالة غير مسبوقة في العلاقات الدولية .وكأن هذا السفير صار صاحب الأرض الحقيقي . وقد عبر عن تلك الزيارة البائسة مراقبون سياسيون قائلين إنها أول مرة في تاريخ الدبلوماسية يقوم سفير باستقبال رئيس دولة خلال زيارته إلى مدينة في بلاده فأية شرعية بقيت لهذا الرئيس الخانع الذي سقطت عن عورته حتى ورقة التوت وهو يبتسم إبتسامة صفراء باهتة، ويرفع يده ليحيي بعض حماته من الجنود السعوديين والإماراتيين المدججين بالأسلحة. وقد أنعشه ذلك الموقف الخياني الذي يدينه أمام الشعب اليمني.
إن عقدة آل سعود وحلفائهم الكبرى هي إن كل هذه الأسلحة المتطورة التي صدرتها لهم أمريكا ودول الغرب والحشد العسكري الذي إشتركت فيه دول يستجدي رؤساؤها المال عجزت عن كسر إرادة الشعب اليمني وإذلاله وأنصياعه لحظيرة آل سعود وآل نهيان،وبات هؤلاء المجرمون الدوليون يتخبطون في تصريحاتهم وبياناتهم العسكرية خبط عشواء لاتستقر على حال ، بعد أن كشفت الحقائق على الأرض زيف إمبراطوريات إعلامهم التي ظلت تضخ الأكاذيب من اليوم الأول لهذه الحرب العبثية الدامية التي شنوها بعد أن أدعت إن الحرب ستنتهي خلال أسابيع ضد ( شرذمة صغيرة ) لاتمثل الشعب اليمني. واليوم وبعد مايقارب الأربعة أعوام من حربهم البشعة يرون بأم أعينهم هذه الحشود الهائلة من الشعب اليمني وهي تتحدى بكل عنفوان أباطرة الحرب وطائراتهم وأساطيلهم وغرف قياداتهم التي لاتخلو حتى من الخبراء الأمريكان والفرنسيين والصهاينة . وهذا الذي يقض مضاجعهم، ويزيد من رغبتهم في الانتقام من الإنسان وكل شيء على أرض اليمن .
وسيظل هذا الكابوس يلاحقهم إلى اليوم الذي يثوبون إلى رشدهم لو بقيت في عقولهم ذرة من الرشد. ويدركون إن كل أحلامهم تحولت إلى رماد على صخرة صمود الشعب اليمني الذي لم يطأطئ رأسه لقوى البغي والعدوان رغم هول الكارثة التي حلت به.
وليعلم الطغاة إن الجرائم التي يرتكبونها في اليمن لا تسقط بالتقادم أبدا، ولا تشفع للقتلة شفاعات ملوكهم وأمرائهم وملياراتهم يوم يستيقظ الضمير العالمي ويقول للمجرمين كلا لامفر. ولابد أن يأتي اليوم الذي يُقدم فيه مرتكبوا الإبادة البشرية إلى قضاء دولي نزيه يقول لهم لقد حان وقت القصاص لتنالوا جزاءكم العادل جراء ماآرتكبت أياديكم الآثمة من جرائم وحشية بحق الإنسانية المعذبة في اليمن. وما ذلك على الله بعزيز.
جعفر المهاجر.



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرادة الشعوب الحرة هي المنتصرة دوما.
- أين سترسو سفينة العراق؟
- الضخ الطائفي والحصاد المدمر- القسم الثاني.
- الضخ الطائفي والحصاد المدمر.- القسم الأول.
- الجريمة الصهيو -أمريكية والصمت المخزي.
- بطولة الشعب اليمني وصموده الأسطوري ضد قوى العدوان.
- وقفة على باب العيد
- فصل جديد من نزيف الدم والحرائق والجفاف والصراع.
- نداءات لعيني زهرة المدائن.
- :ديمقراطية الوهم.
- شاهدٌ على مأساة وطن.-4
- شاهدٌ على مأساة وطن.-3
- شاهد ٌ على مأساة وطن-2
- شاهد على مأساة وطن.-1
- الأبناء العاقون-2
- الأبناء العاقون.
- زهرة القدس
- جرائم ترامب وسياسة التنازلات المهينة.
- غربةٌ على رصيف عام مضى.
- الرحيل المر.


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - جرائم الحرب الرهيبة في اليمن لها ثمن.