أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - ما تحت الرماد أشد إشتعالاً !!















المزيد.....

ما تحت الرماد أشد إشتعالاً !!


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1503 - 2006 / 3 / 28 - 09:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الوطنية العراقية حالة إجتماعية وسياسية وقانونية عميقة وكبيرة تتجذر في مجتمعنا وخاصة بعد إن إنهارت الدولة رغم إن هذه الأخيرة هي الحامل والمقدم الطبيعي لها ولكن ليس الوحيد ، وهي تنطوي على أسس ودروس وتجارب كبيرة وثرية بالغة الحضور والتأثير والتفاعل ، وتشتمل على إحتياطي كبير ونادرمن القوة ، بإعتبارها حصيلة العلاقة الداخلية بين الناس والأرض والتاريخ والذاكرة الجمعية ، التي تستند الى التشريعات والقوانين الإجتماعية الحديثة . لذلك فهي صلبة وقوية وممانعة لكل الصدمات الخارجية والتشققات الداخلية المؤقتة ، ولها قوانينها الذاتية الخاصة ، بمعنى عدم قبولها للعامل الخارجي لكي يكون الشرط الأساسي في إعادة تكوينها وصياغتها كما يريد ويعمل . ومن هنا تنبثق المقاومة والرفض للمشروع الخارجي بكافة الأشكال الممكنة ، بإعتبار ذلك حالة دفاعية ذاتية وطبيعية . وفي حالتنا الوطنية العراقية القائمة اليوم تحت الإحتلال ، هي التصادم الحتمي بين هذه الوطنية وبين الوجود الإستعماري على أرض بلادنا ، وهو التوصيف الدقيق والمباشر لما يجري الآن . وفي هذا تفاصيل ودرجات ومفاهيم ومستويات متعددة ، لكن جميعها لاتحيد ولا تبتعد عن هذا الجوهر .
لقد شخصت مجموعة كبيرة من الوطنيين العراقيين المخاطر الجسيمة التي سوف تفرزها الحرب العدوانية على بلادنا قبل إشتعالها ، وكم سيكون الثمن باهضاً بل مدمراً ، مما سندفعة مع الإحتلال من دماء وأشلاء ودموع وخراب لكل شئ ، خراب سيشمل الإنسان والمدن بكل مرافقها ومؤسساتها ، خراب سيطيح بحياتنا وثقافتنا ومستقبلنا ، ويقطع الطريق على التغيير الداخلي الطبيعي والتخلص من الفاشية أو من البدائل الخارجية المدمرة ، وهذا ماحصل ويحصل الآن ، وربما فاق تصوراتنا وتوقعاتنا الأولية ، لذلك تمسكنا بمواقفنا الوطنية من البداية الى الآن وفق قراءة وطنية واقعية ثابتة لسير الأحداث ، حيث إن النتائج ترتبط بالمقدمات في أغلب الأحيان ، وتمسكنا بتشخيص يرتبط بمصالح شعبنا الأساسية ، وليس بنزوات عاطفية عابرة ، أو مصالح وصفقات خاصة ، أو أوهام تافهة عن الديمقراطية والبناء والعراق الجديد ، وها نحن نراجع مواقفنا ونقرأ النتائج المروعة وما آل إليه الوضع الحالي بسبب الإحتلال وتداعياته ، كما إننا تابعنا موقفنا الثابت من الفاشية ودورها الأساسي في حصول ماحصل وما حل بنا من مأساة رهيبة .
والمطلوب اليوم ليس التوقف عند حدود التشخيصات القديمة والتي تجاوزتها الأحداث الدموية المتسارعة ، حيث يدفع البعض الى إشعال الحريق الهائل والأخير ، وذلك بإعلان الحرب الأهلية التي يعيش شعبنا كل تفاصيلها وأسبابها وأشكالها الجنينية ، وكل ذلك تمرين واسع على التجربة الأخيرة ما قبل العرض الحقيقي . أننا بحاجة الى الفكر السياسي الوطني المتحرك ، الذي يقرأ الواقع الراهن بكل تطوراته وإحتمالاته ، وبكل دمويته وبشاعته ومخاطرة ، ويتجاوز ذلك الى التنبؤ بمخاطر المستقبل القريب الداهمة والواردة في أجندة المحتل والأطراف الأخرى التي تحرك وتدير الأوضاع في بلادنا ، ويطرح الحلول الجريئة والمناسبة .
إننا بحاجة الى قول كل الحقيقة لشعبنا ، والعمل على تجميع كل القوى الوطنية لإنقاذ وطننا وشعبنا من الخطوة الأخيرة لتمزيقة وتدميرة ، ومواجهة الإحتلال وأعوانه وإعلان فشلهم التام ، وفشل وإنهيار عمليتهم السياسية المزعومة والتي نفذت حسب أجندة أمريكية بدأت قبيل الحرب في دوائر ومؤسسات أمريكية وعواصم ومناطق أخرى أصبحت معروفة اليوم ، وإنتهت الى المأزق والفشل الراهن .
إن المطالبة بالدعوة الى عقد مؤتمر وطني عاجل ، يعمل على سحب بقايا ( الشرعية ) المزعومة ( لعمليتهم ) السياسية الأمريكية المتوقفة ، ويدعو الى تشكيل حكومة إنقاذ وطني ، هي من المهام الرئيسية والمباشرة في هذه اللحظة المناسبة من العجز الواضح للإدارة المحلية ، وإرتباك الإحتلال وتخبطة المكشوف ، حيث يستمر المحتل بعملياته القذرة والمشينة ضد أبناء شعبنا في بغداد وسامراء والقرى والمدن الأخرى ، وسلسلة الجرائم السابقة ، وحيث أرتكب جريمته الوحشية ضد المصليين في حسينية المصطفى وقتل وجرح العشرات منهم ، في أحدث جريمة وهي ليست الأخيرة ، ومايجري في المعتقلات السرية والعلنية ، المائية والطائرة ؟؟ أو ما تقوم به فرق الموت والخطف الخاصة والمتعددة ؟؟ ونحن لانريد أن نتسائل عن أسباب هذه الإجتياحات والهجمات الهمجية ، فنحن نعرف أسبابها ودوافعها ونتائجها أيضاً ، وهي لاتغير من المعادلة بشئ ، كما إننالاننتظر ولا نسمع للتبريرات التافهة التي سوف يطلقها ( الناهق ) الرسمي بلسانهم المسموم ، ولكن من حقنا أن نتسائل عما ستقوله بعض المرجعيات الدينية والسياسية ممن تدعي ببقايا حس وطني ، أمام هذا المشهد المرعب والمتكرر على طول البلاد وعرضها ؟؟ ألا يكفي هذا المشهد إعلان الجهاد أو الكفاح أو النضال ضد المحتل الباغي ؟؟ إلا يكفي هذا المشهد الرهيب لإعلان الرفض الكامل والصريح للإحتلال ، وليس الرفض المداور والمطاط وحمال الوجوه العديدة ؟؟ ماذا تنتظر هذه الأطراف لكي تجاهد دفاعاً عن الإنسان ؟؟ وهل حقاً إن هذه المشاهد تحرج هذه الأطراف أم أن الحرج قد رفع بعد إن أصبح الحجاب سميكاً ، وإن بعض هذه الأطراف قد ركنت الى طائفية مريضة وغبية ولا يهمها الصالح الوطني العام ، بعد إن سقط كل شئ في حضن المحتل – المحرر، وهو يقود إنقلاباته وإنفلاتاته التاريخية ، ويمضي في فوضاه الخلاقة المخزية الى آخر المدى ؟؟ والله أعلم ؟؟
لقد تراجع الحديث عن الأزمات المعيشية الخانقة ، وعن مشاكل الوقود وأزمة الكهرباء ومياه الشرب والصحة والتعليم والزراعة والصناعة والبطالة والتضخم المخيف والفساد المريع ، ولا أحد يعرف كيفية الخروج من النفق الأمني الدامي ، ولا أحد يستطيع أن يحصي عدد الجثث المجهولة المرمية في المزابل وأطراف بغداد ، وتبدد وتوقف الكلام عن إعادة الإعمار وأستبدل بشعار إستمرار ( اللغف السريع ) ، لقد تركت كل الأزمات تتفاقم لوحدها ، يديرها تجار طارئون من الخارج ومن الداخل ، وصار كل شئ تالف وغير صالح للإستعمال البشري في بلادنا ، بينماأصبح كل شئ مكرس لتشكيل إدارة محلية يتيمة بل ميتة قبل الولادة ، وهاهم أزلام السلطة يدورون منذ ثلاثة أشهر كالدراويش في حلقات النقاش والذكر المتصلة والمفتوحة ، والولائم وأكل الطيبات ( والقبوليات ) العقيمة والضحك المفتعل أمام الكاميرات ، كل ذلك لإنتاج كائن بائس ، وهو منصب فارغ ومفرغ من الحياة الطبيعية .
إن الوضع السياسي الخطير ، والدرجة الخطيرة ما بعد الحمراء التي وصل إليها كل شئ لاتتحمل الإنتقادات النصفية ، أوالإنتقادات الخجولة والمتأخرة ... الحالة لاتتحمل المجاملات والصمت والتردد ، فالوطن في خطر حقيقي قائم وداهم ، وكل دقيقة وكل خطوة عمل وطني صادق قد تساهم في عملية الإنقاذ . إن ما تحت الرماد هو الأشد إشتعالاً والأكثر خطراً ، وربما يندلع الحريق ، وعندها لايوقفه ولا ينفع معه الندم ولاالإنشاء ولا الردح على وطن تبدد !! علينا أن نعود ونتمسك بالوطنية العراقية ، ونغذي ونصقل مادتها القوية والصلبة المقاومة للكسر والتمزيق والإلغاء



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .منتصر في ذكراه الخالدة ، بين جريمة القتل وجريمة الصمت
- كلمة : أهمية كشف ملفات وإتصالات وعلاقات الجميع
- عزة تحترق ......... بغداد تحترق .
- رسالة من بعيد الى شهيد جميل آخر
- كلمة : الأربعاء الدامي ، ما قيمة الكلمات والحبر أمام الدم ال ...
- تعليقات سريعة حول بعض الأحداث الجارية اليوم
- الدستور بإعتباره عملية إجتماعية قانونية سياسية وطنية ، والول ...
- ماذا تبقى لنا ؟؟ قراءة للمشهد العراقي ولبعض التغيرات الدراما ...
- تعليق : بوش الثاني وتخريجاته الهزيلة عن العراق
- قراءة سريعة للوضع العام في ضوء النتائج والتطورات الأخيرة
- كلمة : جورج حاوي بين الشهداء والصديقين ، وفي موضع القديسين
- كربلاء جديدة في الكرابلة ، وتصريحات خرقاء لجورج بوش الثاني .
- حول المبادرة الثقافية للشاعر سعدي يوسف
- رسالة أطالب بإيصالها الى صديقي القاص المبدع محسن الخفاجي
- مساهمة في الحوارات اليسارية
- رسالة في الغربة والأغتراب لأبي حيان التوحيدي
- أسئلة الماركسية الرئيسية ؟؟
- الطائفية السياسية تحركها ومخاطرها
- في الذكرى السنوية لمجزرة بشتآشان
- الصراع الطبقي ومفاهيم الحداثة


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - ما تحت الرماد أشد إشتعالاً !!