أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - حرب العالمين ضد حوران















المزيد.....

حرب العالمين ضد حوران


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 5928 - 2018 / 7 / 9 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





تُنهي الحرب الشاملة التي تُشنّ منذ قرابة اسبوعين، على الجنوب السوري، أية فرص تتصل بالذهاب الى تسوية سياسية للقضية السورية، وأن إمكان إحداث اختراق في الراهن الدموي يبدو ضعيفاً للغاية، نتيجة غياب أية مؤاثرات خارجية – غربية، على تطورات الوضع السوري، ما يعني ذلك استمرار التزام الحلّ الأمني والعسكري الذي انتهجه النظام الأسدي، في مواجهة الانتفاضة الشعبية السورية، قبل نحو من ثمانية اعوام، ومايزال هو الاستراتيجية التي يجري تنفيذها، بالشراكة مع موسكو وطهران. وهو ما يقوّض كل الجهود الدولية في هذا السياق، إن تبّقى لها أي أثر اليوم.
لم تُفض مسارات أستانا واتفاقات خفض التصعيد، سوى الى تقويض احتمالات وقف القتل اليومي، والمضي أكثر نحو تسوية عسكرية، بمزيد من الاستهداف المنظم للمدنيين، وتدمير عشوائي للبلدات والقرى، كان من نتائجها المباشرة، تهجير ما ينوف على 300 ألف مدني فار من القصف الهمجي، والعمل على إرغام الفصائل العسكرية على الاستسلام بدلاً من أية تسوية عادلة، يمكن أن تقود اليها المفاوضات مع الروس. سقوط اتفاقات خفض التصعيد في المناطق السورية المختلفة، كان في الحقيقة أمراً واقعاً، لم تلتزم روسيا وإيران به، وبالطبع قوات النظام الأسدي، وبالتالي لم يكن قائما على أرضية صلبة قابلة للاستمرار، خاصة وأن الأطراف الضامنة كانت شريكاً في اختراق وقف التصعيد.
لكن الطرف الأمريكي، الذي يتوجب فيه حماية الاتفاق، كونه جاء في سياق الحاجة الأمريكية – الاسرائيلية لتجميد الوضع الأمنىي والعسكري في الجنوب السوري، كما أنه حاجة أردنية. لم يُبد حرصاً حقيقياً على تنفيذ الاتفاق. وكانت الولايات المتحدة دائمة النصح للفصائل المعارضة، بعدم خرق الاتفاق من طرفها، لأنها لن تكون قادرة على التدخل في حال سقوط الهدنة الهشة. كان هذا ملمحاً أساسياً، واضحاً ومؤشراً على طبيعة الدور الامريكي، واحتمالات تطور موقفها من عدمه، في الحرب التي تشنّها القوى المعادية للشعب السوري.
لا يهم أي من واشنطن وتل أبيب، أن يستقر الوضع في الجنوب، بموجب اتفاق خفض التصعيد، أو غيره. لم تكن هناك في الأصل، مخاوف من انتقال أية عمليات عسكرية عبر الحدود الى المناطق التي تحتلها " اسرائيل "، أو الى الأردن. غرفة العمليات المشتركة في الجنوب، كانت فعّالة في رسم خطوط المواجهات بين النظام وفصائل الجنوب، والحضور الأمريكي كان قياديا ومؤثراً، ويمثل مصالح اسرائيلية وأمريكية بآن واحد، وهذا لم يكن خافياً عن أحد، وكأن حوران التي كانت على الدوام شوكة في حلق " اسرائيل "، واحتملت وصبرت على ويلات الحروب في المنطقة، يراد لها أيضا أن تدفع ثمن الموقف، وثمن نصرة الحق الفلسطيني، وهي فرصة كي تُعاقب. لقد تراجع الجميع اليوم، ولم يبق أحد مع الجنوب المستهدف!
تمحورت قراءتنا، بأن الهدف يتمثل في إبعاد التواجد الإيراني من المنطقة. تشكل إيران خطراً كبيراً في العقيدة الاسرائيلية لجهة الجنوب اللبناني. أما بالنسبة للجنوب السوري، فإن وجود النصرة وداعش، كان مصدر تعزيز للعمليات العسكرية، لكل الاطراف المعنية باستمرار العمليات العسكرية ضد المعارضة السورية، والهدف هنا استعادة السيطرة على المناطق التي طُرد منها النظام على مدار السنوات الماضية، وكانت إدارتها من قبل الفصائل واللجان المدنية، تحظى بحالة شبه مستقرة، على خلاف الفوضى والاقتتال في مناطق الشمال السوري برمته.
إيران تشارك بقوة في الحرب القذرة، ومن الواضح، في ظل مشاركة الميليشيات المدعومة إيرانياً، فإن ما تريده الولايات المتحدة واسرائيل، هو منطقة منزوعة السلاح، بالكامل. وأن العمليات العسكرية المتواصلة سوف تحقق هذا الغرض، بل وجعل المنطقة أقل سكاناً، والقرى المتاخمة لاتفاق الهدنة خالية من أصحابها. ليس مهماً بالنسبة لهما من يقوم بذلك، إيران أو سواها، والحديث المتواتر عن دور الأسد الضامن في استقرار المنطقة، هو مجرد تغطية لتراجع واشنطن عن التزاماتها في منع اجتياح المنطقة الجنوبية. بلا شك النظام الأسدي يحظى بأفضلية لدى " اسرائيل "، لكنها ليست بحاجة إليه اليوم لضمان أمنها وحدودها، بالصورة التي نعتقد.
لدى الكيان الاسرائيلي القدرة والوسائل، للقيام بذلك، اعتماداً على الدعم الامريكي الكامل، غير المحدود، بغض النظر عن الإدارات الامريكية المتعاقبة، ولديها المواقف الأوربية الثابتة حيال اي تهديد قد تتعرض له تل أبيب، كما لديها الشريك الروسي، الذي تجمعها به اتفاقية استراتيجية للتعاون الأمني والعسكري، خاصة بما يتعلق بسوريا وتطورات الوضع فيها. وبلا شك، فإن نظاماً مهلهلاً هشاً وضعيفاً، يتحدث عن المواجهة والممانعة، يفيد " اسرائيل " في المضي قدماً في سياساتها العدوانية الإرهابية، ضد الفلسطينيين وفي المناطق المحتلة، بدعوى حماية الأمن الاسرائيلي في مواجهة التحديات المصيرية كما تزعم.
من الطبيعي أن تفشل كل الجهود، على قلتها، وضعفها، وهي جهود مناشدة وتمنيات، في أن تقود ليس الى وقف العدوان العسكري الشامل على الجنوب السوري، بتواطئ جميع الاطراف الدولية والإقليمية، فحسب، بل في تخفيف حدّة استهداف المدنيين، والتوقف عن ذلك، وفقاً للقوانين الدولية.
ما يريدونه هو أن تحقق الحملة العسكرية أهدافها بسرعة، أن تنقل الوضع في المنطقة الى سيطرة أسدية – روسية مباشرة، وإنهاء أي وجود مسلح او مدني لقوى الثورة السورية في الجنوب. وهي الخطوة التالية لما بعد ريف دمشق، التي تم فيها تأمين مركز سلطة النظام. واستمرار الهجمات الروسية المنظمة ضد السوريين، مستمر بموافقة أمريكية لاغبار عليها، منذ حكم أوباما. والحديث عن خلافات بين موسكو وواشنطن، لايعدو عن كونه خلافات في توزع المصالح والأدوار والقوى العاملة في أطرهما، مثال الميليشيات الطائفية الايرانية والعراقية وحزب الله، إضافة لدور تركيا وإيران، وهو ما سوف يتم تناوله في القمة الروسية – الامريكية المقبلة، في اعتقادنا، خاصة في ظل معطيين أساسيين هما نجاح اردوغان الحاسم في الانتخابات التركية، وتوجه إيران نحو استعادة الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، او الحيلولة دون تطور الوضع بين طهران وواشنطن بجهود اوربية، وإن يكن ترامب لا يعير أهمية لأية مواقف وجهود دولية، خارج المزاج الترامبوي.
الوضع في حوران، بعد توقيع اتفاق الأمر الواقع، خاصة وأنه تم في ظل اختلال موازين القوى، لايعني أنه غير مرشح للتصعيد، واستئناف حملة القتل والتدمير، طالما أن الهدف هو الاستسلام التام، وطيّ صفحة الثورة السورية في مهد انطلاقتها. من هنا يمكننا قراءة استمرار أزمة اللاجئين المدنيين، واغلاق الحدود، وشح المساعدات الانسانية، وفشل مجلس الأمن في اتخاذ خطوات انسانية في هذا السياق.
احتلال حوران مجدداً، يجب أن يعيد الثورة السورية الى صورتها الأولى، رغم الانكسار الشديد، والفوضى التي قادت الى ذلك. لقد تكالبت عليها أمم العالم قاطبة، لأنها انتفاضة تحرر من الاستبداد، فشنّ العالمين حربهم عليها. لكن التضحيات، سوف تبقى جذوة مستعرة لثورة السوريين من قلب جنوبها: حوران الأمل والالم



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعتقلون في السجون الأسدية .. ناجون الى حين !
- النظام الأسدي و النموذج الإسرائيلي
- الإبادة الجماعية المنظمة في سوريا: المحرقة الأسدية
- الدور الايراني في سوريا والصراع مع اسرائيل
- الحرب التي لا تنتهي !
- سوريا: المغيبون والمصير المجهول
- تجليات وأوهام سوتشي
- عفرين والمصير المرير
- سوتشي: الهروب من استحقاق جنيف
- تبخّر داعش .. وتمكين الاحتلال في الرقة
- حلم كردستان بين الحصار والخذلان
- الرقة على مذبح روما
- جرائم الحرب والإفلات من العقاب
- واشنطن وسياسات الاحتواء
- تغيرات الموقف الفرنسي إزاء القضية السورية
- الرقة بين التحرير والتفريغ
- خطوط متقاطعة في معركة الرقة
- نظام المحرقة الأسدية المدلل
- الرقة: سجال حول المجالس المحلية وحرية الصحافة
- منطقة الفرات وتحولات السياسة التركية


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - حرب العالمين ضد حوران