أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - بعثيّة، بعثيّة..














المزيد.....

بعثيّة، بعثيّة..


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 5910 - 2018 / 6 / 21 - 12:41
المحور: كتابات ساخرة
    


أذكر في مرحلة السبعينات عندما كنّا طلاب مدارس نشارك بالمسيرات "الشعبية" مكرهين مقهورين، نردّد كالببّغاوات ما يُطلب منّا من شعارات وهتافات دون قناعتنا، وإنما بدافع من خوفنا بسبب البطش والتنكيل الذي كان من نصيب أيّ شخص تفوح منه رائحة عدم الولاء لحاكم البلاد.. أقول أذكر أن أحد الزملاء الذي كان "بطل" المسيرات في تلك المرحلة - وهو من البعثيين المعروف بنفاقه وتزلّفه – وأنا شخصياً أعتبره أحد ضحايا الاستبداد وسياسة الإقصاء والتهميش وعبادة الفرد التي تربّى عليها وعانى من جرّائها جيل كامل من رعايا سورية. فقد كان هذا الزميل غالباً ما يتصدّر تلك المسيرات، فيمتطي ظهرَ زميلٍ له ويبدأ بصوته الصدّاح يردّد ما حفظه قبل بدء المسيرة من مقاطع وعبارات، يعتمد فيها على السجع بألحانٍ ونغماتٍ باتت ممجوجة ومنفّرة ربما حتى لأصحاب الشأن.
ومن الوقائع التي لا أنساها ما حُيّيت، أنه في إحدى المسيرات وكان الجوّ ماطراً، بدأ يهتف ذلك الزميل بصوته القويّ مبتدئاً بالأرقام التي تذكّرنا بالمناسبات الوطنية حسب رؤيتهم لها كقوله:
6 تشرين، فيردّ المحيطون به بصوتٍ واحد كالكورس: بعثيّة.
7 نسيان، يردّون: بعثيّة..
8 آذار: بعثيّة..

ولمّا لم تسعفه ذاكرته على تذكّر بقية التواريخ ذات الإيقاع الموسيقي المناسب للرتم الذي بدأ به. فقد أخذ يحرّك يده بالهواء كالمايسترو دونما صوت، قادحاً بالوقت ذاته مخيّلته للتذكّر، فردّدت جوقته بعد أن أسبل يده: بعثيّة!
وسرعان ما قفز إلى سطح أفكاره أحد الأرقام التاريخية فهتف:
5 حزيران، فردّ من حوله بعقلية غريزة القطيع دون تفكير، اللازمة المعهودة: بعثيّة!
وكان أحد زملائه في تلك اللحظة يحميه من المطر بواسطة مظلّة، ويبدو أنه انتبه إلى الخطأ الفادح الذي ارتكبه صاحبه بذكر تاريخ هزيمة حرب الـ 67 وتحميل وزرها للبعثيين، فأزاح عنه المظلة بغضب كنوع من الاحتجاج، وبدأ المطر ينسكب بغزارة على الهتّاف الذي صاح محتدّاً باستنكار:
ولك هات الشمسية. فردّ المحيطون به: بعثيّة!



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس بالعلمانية وحدها يحيا الإنسان!
- في الصَّيدليَّة
- حلّاق القَبْوُ
- هلْوسة مُحْتَضَر
- المُسَلّي
- مقطع من روايتي «في قبضة الحليف»
- إنّنا نُخْصِي العجول!
- النقد اختصاص وليس إدارة!
- «اغتصاب» مُحَبَّب!
- بِلا أُذُنَين!
- دردشة مع شوفير!
- طلال حيدر و«الغجر»
- لماذا حصل ما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت؟
- الدالوم
- الخَرُوف
- مناجاة الروح والجسد
- مذكّرات نقابية
- الحبُّ في زمن القهر
- وجهة نظر في بناء سورية الجديدة؟
- فلاشات من هنا وهناك (6)


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - بعثيّة، بعثيّة..