أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير دويكات - فوائد رمضان بين الشريعة والقانون














المزيد.....

فوائد رمضان بين الشريعة والقانون


سمير دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 5896 - 2018 / 6 / 7 - 16:59
المحور: الادب والفن
    



يقال بان أسوأ الناس في البلاد هم الذين يقفون موقف الحياد من الامور وخاصة في الوضع بين القانون والشريعة في بلادنا وهذا الموقف قد كلفنا هزيمة وتراجع على طوال مائة عام فمنذ سقوط الخلافة الاسلامية ونحن في تراجع مستمر، وخلال هذه الفترة لم نشعر باي انتصار في اي شىء، اذ من المعلوم ان العرب لم ينتصروا في اي من الحروب الخارجية على اساس علماني او وطني او غيرها، انما لا يمكن حصر الانتصارات في الحروب التي قادوها على مفهوم العربي الاسلامي، اي ان العرب قبل الاسلام وبعد سقوط الخلافة لم يسجلوا اي تقدم او انتصار لصالح اي شعب، بل لم تنتظم في بلادهم اي عملية سياسية او اقتصادية او غيرها.
وهنا لست في صدد القول ان اقول ان الاسلام هو الحل او ان العلمانية والوطنية شرور، لكن الانسان على المستوى الشخصي يمكن في اي وقت ان يختار الاحسن، وعلى مستوى الدولة فهي تختار الاحسن، لقد كان لي دراسات مقارنة على مستوى القوانين الخاصة الدولية فوجدت ان افضل نظام طبق فوق الارض هو القوانين المستمدة مباشرة من الشريعة واولى هذه القوانين في فرنسا والمانيا وانجلترا التي استمدت من نظريات اسلامية بحته.
اعتقال المفطرين يوم امس في رام الله، كما مرات قبل، اعاد الاضطراب لدى الناس بين التفسير وفق القانون الوضعي وبين التفسير على اساس الشريعة، فعلى اساس الشريعة تصرفهم باطل ويحتاج الى عقوبة رادعة وهو اخلال اساسي بركن من اركان الاسلام، اما على صعيد القانون فهو كذلك اذا ما فسر على انه تجاهر في الافطار وقد جرمه قانون العقوبات الساري، وهنا وفق الاتفاقيات الدولية ربما يفسر على توسعة بانه حرية شخصية، مما يصطدم بالشريعة مباشرة، ولا يمكن القول في دولة تقول ان دينها الاسلام في الدستور وتحترم الديانات، الا ان هذا التصرف مخالف للقانون ومبادىء المجتمع.
فالاسلام صريح في كل قواعده، اذ اشهر صوره هي التي تتحدث عن ان لاهل الاسلام دينهم وغيرهم لهم دينهم بنصوص صريحة لا تقبل التاويل، وبما ان المسلمين يحترمون الاديان الاخرى والشعوب الاخرى فعليها ان تحترم شعائرهم، ولكن ما حدث امس هو ان المفطرين هم من اهل الدين وبالتالي ارتكبوا فعل مخالف للقانون المطبق فيوجب العقاب، في ظل حماية الدستور لهم والقانون وفق الاجراءات المعمول بها، لكن لا يجوز من اطراف التشدد في القول ان يصلوا بالامر الى درجة المسبات او الانحراف الخلقي، فمجتمعنا ليس بسليم في تطبيق الاحكام كون اننا لسنا مجتمع خالص اسلاميا اي مطبقه فيه الشريعة وليس قانونا وضعيا مطبق بعدالة صارمة، لذلك فان المقارنة بالغرب تقوم على انهم في اعقاب الثورة الفرنسية هم قاموا بترك الدين تماما في الكنيسة وطبقوا القوانين وبالتالي سهلت عليهم، اما في دولنا فكان الاسلام له تاثيره الكبير على الناس فذهبت الدولة في واد القوانين الوضعية وبقي الناس على دين الشريعة بكل احكامه، فوقع التشوه الخلقي في جسد الشعوب والحكومات، لذلك لم تنجح اي من الدول العربية او الشعوب في النهوض.
وفي فوائد رمضان، فهو شهر في كل سنة يعيد الناس الى العبادة الكاملة والصارمة وبالتالي حفظ الشهر الاسلام من الدثور، كذلك فوائد الشعور بحياة الاقل حظا في المال والمكانة وهو تطبيق للمساواة الكاملة بين الناس، وما فيه من فوائد القيام والاستمرار، وصلة الرحم، وما له من فوائد طهارة الجسد والروح خلال فترات الصيام، وما ينتج عنه من سلوك قويم لمعظم افراد المجتمع والتي تكون سببا في انتظام القواعد الحاكمة واحترامها بلا تكلف او اضطراب.
مثال، لو غادرت اجهزة الشرطة والامن مدينة مثل نيويورك فكم جريمة سترتكب، وكيف سيكون وضع المجتمع في ظل غياب القانون؟ بينما وعقب ثورة الربيع العربي في مصر التي سكنتها لاكثر من سنة لم يكن هناك اي حالات لحدوث جرائم غير عادية على الرخم من الازدحام وغياب الامن لاشهر طويلة وحاجة الناس البسطاء، وهو ما كان سببا الا كونه شعب مسلم يتحلى باخلاق الاسلام، ونحن في فلسطين نعيش اوقات طويلة لم ارى تطور في الجريمة بشكل غير عادي كما في البلان الاخرى على الرغم من غياب التواجد الكامل والمستمر للشرطة لوجود الاحتلال، فهي طبيعة في النفس لانها تربت على قواعد واخلاق شريعة الاسلام.



#سمير_دويكات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبي المراجل
- حرمات الشهر الفضيل
- يا روحا لها الصفاء مكانة
- اسرائيل الدولة الخاسرة
- وردة الشهداء
- حقوق الانسان أصيلة وليست وديعة أحد
- اسقني من الفم عسال له الطعم
- يا هذا الزمان المر اشهد
- الشعب هو من سيخلُف الرئيس
- الى الشعوب المقهورة في هذا الزمان
- الشعوب العربية والوجهة السياسية الاخيرة
- ضحايا الحروب
- لا تسألوا عن غزة
- يا غزة الصابرة
- معالم المرحلة الاخطر في قضية فلسطين
- يا أمتي قد اعدوا العدة لمسجدي
- أذن بنا يا بلال
- تحريت أول الشهر فبان من أوله
- سبعون عاما على النكبة، ماذا بعدها فلسطينياً؟
- يا امتي الى متى هذا البلاء؟


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير دويكات - فوائد رمضان بين الشريعة والقانون