أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - كفاية تخلف ..عدن مدينة كوزموبوليتانية














المزيد.....

كفاية تخلف ..عدن مدينة كوزموبوليتانية


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 5893 - 2018 / 6 / 4 - 06:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعروف منذ العصور القديمة أن الاسم له تأثير كبير وأحيانا خطير على شخصية ومصير وقدر مالكه , وقد كانت هناك دراسة لقيمة اسم الشخص من قبل المنجمين وعلماء النفس والاجتماع , الذين أضافوا إلى دراسة اسم الشخص اللقب العائلي أو الاجتماعي, و استخدموا في هذا الجانب مجموعة متنوعة من النظريات والدراسات , للكشف عن أهمية الاسم واللقب حتى ينجح مصير الطفل في المستقبل .
في معظم الأحيان اللقب يؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على شخصية وقدرة الشخص و لكل شخص له أصل ولقب معين , إذ يرتبط تاريخ اللقب بمنطقة أو مصير أو شخصية أو ألأفعال أو ألأسلاف , ولكن بعض الألقاب في الجنوب أصبحت منفّرة وليست مصدر فخر كما في السابق وفي عدن بالذات , التي احتوت كل ألقاب وأسماء العائلات من الداخل الجنوبي ومن الخارج دون أي مشاكل , لكن هناك البعض الغير مطلع على خصوصية المجتمع في عدن يبحث عن البلبلة والفوضى و لا يريد أن يفهم طبيعة المدينة وسكانها وخاصة تلك الفئة من البشر أصحاب العقول الضيقة في عدن , الذين لا يعرفون أن هذه المدينة كوزموبوليتانية , وهذه الكلمة كان بعض الانجليز يطلقوها على عدن و أصلها يوناني ومكونه من شقين " كوزموس" التي تعني العالم وكلمة " بوليس" التي تعني مدينة , والانجليز لم يطلقوا هذه ألكلمه اعتباطاً على عدن , وإنما بسبب أن مدينة عدن حينها كانت جنة تعايش حقيقي بين الأديان والأقوام و تحمل صفة المدينة المسالمة المتعددة الثقافات والمنفتحة على العالم تنافس إزمير ونيسا و بيروت, و لإنفرادها في التعامل الراقي مع مسائلة المواطنة و قوة الترابط الاجتماعي والتسامح الديني والاحترام المتبادل بين مكونات المجتمع في هذه المدينة الساحرة , تناولها وكتب عنها عدة كتاب وشعراء وفنانين عرب وأجانب عبر الزمان .
الذي لا اقدر أفهمه ولا استوعبه هو استخدام وتعاطي البعض بشكل مفرط للألقاب المناطقية الضيقة , التي تراها على واجهات المحلات والمعارض والسيارات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وكأنها ماركة تجارية , البعض يستخدمها كنوع من التقليد والأعراف وهذا لا غبار عليه , و لكن المشكلة في البعض الأخر , الذي يتبجح بها عليك وكأنه من سلالة الأنبياء , الغريب أن أبطال هذه الألقاب هم من خارج جغرافية عدن , الأمر الذي يكشف عن ميراث وعي متخلف و سلوك صبياني لا مسئول ومسحة نفسية مختلة وعدم الثقة في النفس , وحركة تثير الاشمئزاز والغثيان من اجل تلميع الصورة المناطقية المتخلفة في عدن , وهذا التلميع سيؤثر مع الوقت على طبيعة العلاقات والنسيج الاجتماعي في عدن الكوزموبوليتانية , التي سيعود موقعها العالمي عاجلا أم أجلا كجزء مهم من حركة الاقتصاد العالمي .
تصوروا أن تصل ألحاله , بأن الشخص منا لم يعد بإمكانه أن يخاطب أحد أصدقائه المخلصين دون مناداة بلقبه المناطقي ,لا احد ينكر الأصول والألقاب ولا يمكن التشكيك في مصداقيتها , لكن حينما يتحول اللقب إلى ظاهرة مرضيه وتعامل يومي يحمل في طياته التكبر والتعالي على بقية مكونات مجتمع مختلط و متعدد الأعراق والأصول هنا تكمن الخطورة , وهذه الظاهرة المرضية الخطيرة زادت بعد الحرب الأخيرة وتحرير عدن , التي أفرزت نوع جديد لم تعرفه المدينة من الرامبوهات والعنترات تتباهى باللقب المناطقي و حمل السلاح في شوارع و أسواق ومحلات عدن , وهي مناسبة لتوجيه كلمتين لهؤلاء أللاهثين وراء التعامل بلغة الألقاب المناطقية والقبلية , كلمتين فقط ( كفاية تخلف ) , فقد طفح الكيل من هذه الممارسات البدائية , خاصة وأن البعض يمارسها وهو في مناصب كبيرة في الدولة ولا يجد حرجاً في التعامل المفتوح مع أبناء منطقته بالذات , الذين يحملون نفس اللقب , فتجد الحارس والسائق والبواب والسكرتير والفراش يحمل نفس اللقب المناطقي , وإن دخلت أنت وعرفت بنفسك ينظرون إليك بسخرية وكأنك قادم من كوكب أخر .
لم يتعرض سكان عدن ومدينتهم للإذلال والاستغلال والعنف والقمع , غير من النخب الحاكمة ومن بعض أبناء المناطق , التي ينتمون لها من حملة الشعارات المناطقية والطائفية والقبلية وتجار الدين , الذين وصلوا إلى عدن ليس حباً فيها ولا رغبة في إثرائها و وتنميتها وأعمارها ولا حباً في التنوع والتعدد ولا في معرفة الآخر والتعايش معه , بل جاءوا بسبب الامتيازات التي حصلوا عليها أسلافهم عن طريق الحروب والعنف والانقلابات , التي مكنتهم من الثراء السريع على حساب أبناء المدينة نفسها , ولهذا نجد اليوم الكثير من أبناء عدن الشرفاء يحن إلى الحقبة الكوزموبوليتانية ويتذكرون العدل والاحترام , وزيارات جيرانهم أيا كانت طائفتهم أو دينهم والأكل معهم وتبادل التهاني والحلويات في الأعياد معهم ويتقاسمون الفرحة والذهاب في رحلات أسرية مع بعض .
المناطقية و القبلية أشكال اجتماعية تقليدية تجاوزها الزمن , معيقة للتطور والديمقراطية والتنمية وأداة للاسترقاق , وبناء الدولة الحديثة يتم دائما على أنقاض المناطقية و القبلية وليس عبرهما , وما تشهده عدن اليوم من هبة مناطقية مريضة ليس إلا مجرد مظهر من مظاهر ضعف الدولة وضعف الشعور الوطني , ويا ليت ظاهرة المناطقية هذه تكون مجرد موضة عابرة لمن فقدوا الثقة و المصداقية في أنفسهم وأمام الرأي العام الجنوبي , لأن المناطقية ليست أداة سياسية وليست وسيلة تجمع ولا يجب أن تكون أداة دمار و تفرقة .


د . مروان هائل عبدالمولى



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخوان اليمن والتحرك فى الظل
- الصحة النفسية في اليمن والإهمال الرسمي المقلق
- لا تلبسوا الدولة وقضائها خوذة العسكري و بدلة الفساد
- ماذا لو توقف عمال النظافة في عدن عن العمل ؟
- مات الراقص و رؤوس الثعابين لازالت حيه
- الدبلوماسية اليمنية تفشل في امتحان السيادة
- شجرة دم الأخوين وليس الأخوان
- اليمن من الوحدة إلى الفيدرالية الشطريه
- سوق الدراسات العليا في جامعة عدن
- هل اليمن الموحد دولة سيادية قابلة للحياة ؟
- تحيه للأحبة الدار والسقاية
- التحالفات السياسية في اليمن عادة لا تبشر بخير
- مرجعيات حل الأزمة اليمنية هل زالت صالحة للتطبيق
- إشارات النفوذ ألإيراني من دمشق حتى صنعاء
- احتكار معرفة الحقيقة
- رسالة إلى الأشقاء في السعودية والإمارات
- مهزلة الملصقات السياسية في عدن
- من يشبهِك
- أزمة الاستقلال في الجنوب
- اللجوء بين الإرهاب و الإنسانية


المزيد.....




- عشر سنوات على الاتفاق النووي الإيراني.. من أروقة الدبلوماسي ...
- بعد هروبه من السجن داخل كيس غسيل.. السلطات الفرنسية تلقي ا ...
- ترمب يدعو أنصاره إلى التوقف عن نبش ملفات إبستين
- في عيده الـ100... مهاتير يقود دراجته وسيارته ثم يدخل المستشف ...
- اتجاه المصالحة: تفاصيل لقاء سري بين مساعدي تشارلز وهاري
- انتشال 6 جثث بعد غرق قارب قبالة جمهورية الدومينيكان
- إغلاق مطار لندن ساوثيند وإلغاء جميع الرحلات بعد تحطم طائرة ص ...
- حصيلة اشتباكات السويداء ترتفع لـ89 قتيلا بينهم 14 من الأمن
- شركتان تعلنان انتهاء البحث عن باقي أفراد طاقم سفينة هاجمها ا ...
- زيلينسكي ناقش مع المبعوث الأميركي تعزيز الدفاعات الجوية


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - كفاية تخلف ..عدن مدينة كوزموبوليتانية