أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - لا تلبسوا الدولة وقضائها خوذة العسكري و بدلة الفساد














المزيد.....

لا تلبسوا الدولة وقضائها خوذة العسكري و بدلة الفساد


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 03:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن يستقيم حال هذا البلد وهناك من يساومك على الشرف القضائي و الوطني والعسكري وحتى الطبي , ولن تصبح مكافحة الفساد أولوية بالنسبة للنظام السياسي , طالما هذا النظام يحتمي بالفاسدين ولا يحاربهم , نظام في صراع دائم مع الأخ والصديق وعاجز عن تثبيت نفسه , و المؤسسة القضائية فيه تشبه المزاد العلني , قضاة يعرضون قضايا الناس والدولة للبيع ولمن يدفع أكثر ويحكمون بما يخالف القانون والشرع و العقل والمنطق , وأخر قضية بُيعت في هذا المزاد القضائي وفي سابقة خطيرة للنظام القضائي , هو حكم المحكمة الإدارية المعيب في عدن بمنح ملكية مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين لأحد المتنفذين , سبق وإن اعتدى على المقر والأرض , وعاد مجددا , بلغة تتحدى لغة القانون ذاته وإرادة الشعب و المكان والزمان .

يعلم الكثير أن هناك شبكات فساد قضائية منظمة تنظيماً جيداً في اليمن وجميعها تتعامل باستراتيجيات وسلوكيات مسيئة للقضاء وتطبيق القانون , وهذه الشبكات تستغل الضعف الحالي للجهاز القضائي إلى أقصى درجة , لأنها تدرك أن الوضع السياسي والاقتصادي العام في البلاد يقع في أيدي لوبيات تشترك في المنافع السياسية الاقتصادية , والرشوة والسمسرة والمحسوبية باتت من السمات الأكثر سيطرة على المشهد بصفة عامة والقضاء ليس استثناء , فالرشوة هنا دائمًا ما تغير مسار التحقيق والأحكام القضائية الصادرة عن المحاكم , وفساد القضاء حتى ألان أدى إلى فقدان ثقة المواطنين بالنظام والقانون , وهروب ما تبقى من الاستثمارات , فالعلاقة بين القضاء والفساد في اليمن كبيرة ومتينة ومخيفة , وهي مشكلة حاضره في كثير من دول العالم ومنها المتقدمة , ولكن عندما تصل مشكله قضائية محلية بسيطة وحلها قانوني و واضح كالشمس إلى مناشدة المنظمات الدولية للتدخل والفصل أو الحماية , فاعلم أنك في بلد ينخره الفساد من القمة إلى الأسفل والعكس , وان الرشوة في هذا البلد أصبحت ساحرة وعنوان يومي للمعاملات الرسمية ولغة تواصل سهله وعادية بين الناس , والدليل على سحرها إصدار المحكمة الإدارية في عدن حكماً يقضى باستكمال إجراءات منح مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في منطقة خورمكسر لمتنفذ , ويأتي حكم المحكمة الإدارية في عدن لصالح المتنفذ دليل قوي , على أن القضاء أكثر مؤسسات الدولة امتلاءً للفساد , والحكم يأتي في سياق تواصل مسلسل إجرامي مبرمج منظم لإفراغ عدن من أي ضمير حي أو توازن أخلاقي وإنساني , و من أي مراجع وأسس إبداعية , ثقافية , أدبية وفنية , والحلقة الأولى من هذا المسلسل الخبيث بداء بتدمير تلفزيون وإذاعة عدن ونهب أرشيفهما , ومن ثم تم تحويل المسارح الثقافية إلى مخازن جمله للمواد الغذائية وقاعات زفاف للزواج الحلال من أربع وان كانوا قاصرات , لكن الغناء والتصوير حرام , ومشاهدة القنوات التلفزيونية الغير تابعة لهم حرام , ولقاءت المنتديات الأدبية الخاصة بالمفكرين والأدباء والكتاب والشعراء والفنانين بدعة مكروهه , وحاربوا أي فكرة لإعادة ترميم وتشغيل أي مباني أو مؤسسات إعلامية في عدن , وبالذات تلفزيون وإذاعة عدن فهذا ألتوأم أبو وأُم المحرمات , أما في مأرب فهم حلال , لقد قتلوا الثقافة والإبداع في عدن إنهم ثعالب في أجساد بشرية يدمرون كل شيء له علاقة بتطوير الوعي والإدراك والمعرفة , ولن يرضوا عنك طالما , لن تخضع لفسادهم وإرادتهم وشروطهم , ولهذا إننا بحاجه لإصلاح مجتمعي ومؤسساتي, وفي إطار الإصلاح القضائي المستقبلي ,أتمنى إنشاء محكمة متخصصة في مكافحة الفساد في الجنوب وتغليظ قوانينها وأدواتها .

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دخل تشارل ديغول لأول مره باريس قادماً من لندن , وبدلا من أن يتجه إلى معسكرات أفراد الجيش والمقاومة الذين كان يقودهم من خارج فرنسا لتحرير البلاد , اتجه مباشرة إلى مقر إتحاد الأدباء و الكتاب الفرنسيين , واجتمع بالكتاب وناقش معهم مشاكلهم , وعندما خرج من هناك سائله احد الصحفيين لماذا لم تذهب أولا للقاء الضباط والجنود , الذين كنت تقودهم لتحرير فرنسا من النازية , فأجابه ديغول أن نهضة فرنسا بيد هؤلاء الكتاب والأدباء الفرنسيين , والمعروف كذلك أن الجنرال ديغول كان محاطاً بعدد كبير من أبرز الكتاب مثل فرنسوا مورياك. أندره مالرو , واللافت في تقدير ديغول للكتاب ما هو مرتبط بحادثة الكاتب الفرنسي سارتر , الذي كان يكتب ضد ديغول وشارك في مظاهرات ضد حكمه , عندما تم إلقاء القبض على سارتر أثناء التظاهرات أمر ديغول بإخلاء سبيله , وقال (مشبها سارتر بفولتير): " لا أحد يسجن فولتير، أو أنكم تسجنون فرنسا ".
قال لي احد الأصدقاء ذات مره , انه يبحث عن محامي ذكي ليوكله في قضية تخصه , فقلت له , في اليمن لا تبحث عن محامي ذكي , بل ابحث عن محامي يعرف القاضي , الذي سوف ينظر في قضيتك وسوف تكسبها 100% .



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو توقف عمال النظافة في عدن عن العمل ؟
- مات الراقص و رؤوس الثعابين لازالت حيه
- الدبلوماسية اليمنية تفشل في امتحان السيادة
- شجرة دم الأخوين وليس الأخوان
- اليمن من الوحدة إلى الفيدرالية الشطريه
- سوق الدراسات العليا في جامعة عدن
- هل اليمن الموحد دولة سيادية قابلة للحياة ؟
- تحيه للأحبة الدار والسقاية
- التحالفات السياسية في اليمن عادة لا تبشر بخير
- مرجعيات حل الأزمة اليمنية هل زالت صالحة للتطبيق
- إشارات النفوذ ألإيراني من دمشق حتى صنعاء
- احتكار معرفة الحقيقة
- رسالة إلى الأشقاء في السعودية والإمارات
- مهزلة الملصقات السياسية في عدن
- من يشبهِك
- أزمة الاستقلال في الجنوب
- اللجوء بين الإرهاب و الإنسانية
- حارات يا قرية السلام والمسرات
- العنصرية مشكلة شمالية وجنوبية
- أسوأ دولة يمكن أن تولد فيها النساء


المزيد.....




- أفيخاي أدرعي في قرى درزية بجبل الشيخ، فإلى أي مدى اقترب من ا ...
- جدل كبار السن والتيك توك في المغرب ومشروع قرار مرتقب
- قانون أوروبا الأخضر في مهبّ الغاز القطري
- بوتين: نريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا
- الغارديان: إسرائيل تدير الجوع في غزة عبر -حسابات بسيطة-
- العلماء يحلون لغزًا عمره ملايين السنين... هل يعود أصل البطاط ...
- -خمس ساعات في غزة-.. تفاصيل زيارة ستيف ويتكوف إلى القطاع
- رغم تحذيرات.. إسرائيل تؤكد مواصلة عمل سفارتها وقنصليتها في ا ...
- الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان يصف الحرب في غزة بـ-الإبادة ...
- -يأكلون مما نأكل-.. القسام تبث مشاهد أسير إسرائيلي بجسد هزيل ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - لا تلبسوا الدولة وقضائها خوذة العسكري و بدلة الفساد