أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صائب خليل - هولندا: امل بربيع يساري بعد شتاء يميني طويل















المزيد.....

هولندا: امل بربيع يساري بعد شتاء يميني طويل


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


حقق اليسار تقدماً ساحقاً في الإنتخابات البلدية الهولندية على حساب احزاب الحكومة اليمينية المختلطة. ومن بين الأحزاب اليسارية الهولندية الهامة حقق حزب العمل (يسار الوسط PvdA ) والحزب الإشتراكي الهولندي (SP) تقدماً تأريخياً على بقية الطيف السياسي الهولندي, في الوقت الذي اصيب فيه حزب اليسار الأخضر بخسارة طفيفة. المحصلة النهائية كانت انتصاراً يسارياً كبيراً.

نتائج الإنتخابات كانت لها تأثيرات شبه كارثية بالنسبة لأحزاب الحكومة الثلاثة: الحزب الديمقراطي المسيحي (CDA ) والحزب الليبرالي (VVD ) وحزب الديمقراطيين 66 (D66 ) (تأسس عام 1966). كذلك اصيبت الأحزاب المحلية بالخسارة وأهمها أحزاب (Leefbaar ) التي تنتشر في مختلف البلديات الهولندية والمرتبطة تأسيساً بحزب فورتان الشعبوي الذي اثار اضطرابات سياسية كبيرة قبل اربعة سنوات وكان يستند اساساً على إستغلال الكره ضد الأجانب اضافة الى استغلال عدم رضا المواطنين عن الحكومة والأحزاب التقليدية.

كان من تداعيات نتيجة الإنتخابات المدوية استقالة قائد حزب الليبراليين (VVD ) من منصبه محملاً نفسه مسؤولية الخسارة رغم ان تلك الخسارة كانت بسيطة نسبياً وأنه لم يكن مسؤولاً عن تلك الإنتخابات بإعتبارها انتخابات بلدية. وكان هذا قد أبدى خوفاً ووجلاً قبيل الإنتخابات من ان اربعة ملايين ناخب قد يصوت لليسار, وان ذلك حسب رأيه يمثل خطراً, خاصة على السياسة الإقتصادية لهولندا. خاض الحزب الليبرالي معركة حملة الإنتخابات بشكل اكثر عدائية مما هو معروف حتى اليوم في هولندا, ووجه سهامه بشكل خاص الى حزب العمل, الحزب الأكبر في الجناح اليساري, وإن كان ليس الأكثر يسارية. حزب العمل رد بشكل ناجح على تلك الحملة التي اشتملت حرباً صغيرة للرسوم المتحركة, ومازح رئيسه محدثيه قائلاً "ان "فان ارتسن" ( رئيس الليبراليين) افضل المروجين لحزب العمل, فكلما هاجمنا, سمعنا اننا كسبنا مقعداً اضافياً في مكان ما."

ومن الغرائب التي حدثت في الحملة الإنتخابية تقديم "دونر" اغنية من نوع "ريب" وهو نوع شبابي شعبي, لكنه حصل على الكثير من الإنتقادات بشأن تلك الطريقة, من بعض الشخصيات الهامة نسبياً مثلا رئيس البرلمان.

الليبراليين وجدوا بعد هزيمتهم, قائداً جديداً بسرعة, اسمه مارك رته وهو شاب نشط عازم على انقاذ الحزب من مأزقه. سارع مارك الى تعريف سياسة الحزب الجديدة بأنها تستهدف الناخبين الفقراء ايضاً لكنه اضاف ان هذا لايعني ان حزبه سيكون "اجتماعياً" (اشتراكياً) اكثر من السابق (وهو أمر غير مفهوم, لايبدو الا تلاعب بالألفاظ).

اعتبرت قائدة حزب الديمقراطيين (D66 ) ان الخسارة التي مني بها حزبها المشارك في الحكم, مشكلة حقيقية, خاصة ان حزبها كان في تراجع مستمر في كل انتخابات جرت منذ 12 عاماً. فبعد خروج مؤسسه السياسي المخضرم فان ميرلو احتار الحزب في مواقفه بين اليمين واليسار فكان كما اعترفت قائدته الحالية لويسويس بأن اهداف الحزب وشخصيته غير واضحة للناخبين.

أما الحزب الحاكم الأكبر, الديمقراطيين المسيحيين (CDA ) فقد اعترف رئيس الوزراء بأن النتيجة مخيبة للآمال رغم انها لم تكن مفاجئة. يحاول الحزب ادامة عمل الحكومة الحالية بهدوء وايصالها الى نهاية فترتها بسلام. لكن استقالة رئيس الحزب الحليف لن تمر بسهولة على الحزب المسيحي. واهم ما يواجه الحزب من إشكال هو اتهام ناخبيه له بأنه لا يتصرف بشكل يدعم الطبقات الدنيا من الشعب كما يتوقع من حزب مسيحي. كذلك لاتناسب سياسة التعامل مع المهاجرين القاسية التي تتبعها وزيرة الأندماج صورة الحزب المسيحي حسب رأي رئيسه ماريكس فان ري. الوزيرة تنتمي لحزب الليبراليين, لكنها محسوبة على الحكومة على اية حال.

كانت مدينة روتردام قد اجتذبت الإهتمام بشكل خاص بسبب خروج حزب فورتان منها وسيطرة الحزب التابع له ( Leefbaar Rotterdam ) على 17 مقعداً في برلمانها كأكبرحزب فيها. في هذه الإنتخابات عاد حزب العمل (PvdA ) ليصبح الحزب الأول في روتردام مستعيداً مجداً قديماً فيها قبل طرده من قبل حزب ليفبار روتردام قبل 4 سنوات. من المتوقع ان لايشترك حزب ليفبار روتردام في تشكيلة مجلس البلدية ( رغم حصوله على المركز الثاني بحصوله على 14 مقعداً بعد حزب العمل الذي حصل على 18 مقعدا), وذلك بسبب كثرة مشاكله واصطدام اعضائه مع باقي المجلس. كذلك مني هذا الحزب في أوترخت المدينة المركزية الهامة بهزيمة ساحقة فلم يبق له من أربعة عشر مقعداً الا ثلاثة, مما ادى الى انسحاب رئيسه من منصبه, ومن العمل في المجلس البلدي.

في مدينة "هيلو" خسر "الحزب الشيوعي الهولندي الجديد" (Nieuwe Communistische Partij Nederland (NCPN) ) مقعداً لأنه لم يرشح غير ممثل واحد عنه في حين حصل على اصوات لمقعدين.

حزبان يمثلان المهاجرين يشاركان لأول مرة ويحصلان كل على مقعد في العاصمة السياسية دنهاخ (لاهاي). الأول هو حزب "الإسلاميين الديمقراطيين" (Islam Democraten ) وحزب " هولندا التضامن" (Solidair Nederland ) والثاني يمثل الأقليات بمختلف اصولها وغالبيته من الهندوستانيين السوريناميين.


تميزت الإنتخابات بصبغتها القطرية, رغم كونها انتخابات مجالس بلديات, حيث شارك رؤساء الأحزاب وممثليها في البرلمان بحملات نشطة مما طغى على شكلها البلدي المفروض, وغبن حق ممثلي الأحزاب المحليين. وليس ادل على ذلك من الإنعكاسات التي ذكرتها اعلاه على قيادات الأحزاب.

في مدينة نايميخن, وهي مدينة هامة قريبة من الحدود الألمانية الهولندية, والتي كان لها اصلاً حكومة محلية يسارية, والمسماة لهذا السبب "هافانا نهر الوال", احتفل اليسار بزيادة نسبة مقاعده مؤكداً ان ذلك يعتبر دليل على رضا الناس عن سياسة الحكومة المحلية اليسارية, فحصل اليسار فيها على تأييد 67% من السكان.

المثير للدهشة اختفاء موضوع "الأمن والأرهاب" تقريباً من حملات غالبية الأحزاب رغم انها كانت حتى قبل الانتخابات موضوعاً ساخناً, حيث وزعت المنشورات عن كيفية اتقاء الأرهاب وكثرت الإعلانات التلفزيونية مما يدل على فشل الحملة وعدم الإقتناع بها من قبل غالبية الشعب, مما اضطر اليمين الى التركيز على مواضيع الفقر والتأمين الصحي وغيرها من المواضيع التي يكون فيها لليسار اليد العليا, وفعلاً جاءت النتيجة كما هو متوقع.

حصل حزب العمل (PvdA ) على 23% من المقاعد بزيادة كبيرة عن الـ 15% التي كان يحتلها. كذلك حصل الحزب الإشتراكي على 6% تقريباً وهو ضعف ما كان لديه. وحصل الحزب المسيحي الديمقراطي (CDA ) على 17% وكان له 21%, اما الليبراليين (VVD ) فحصلوا على 14% وكان لديهم اكثر قليلاً من 15%, في حين اشتركت الأحزاب المحلية للمدن المختلفة واحزاب ليفبار بـ 25% من المقاعد, وكان لها 28% وقاربت نسبة المشاركة في الإنتخابات الـ 60% وهي تزيد عن السابقة قليلاً.
ورغم ان الأنتخابات البرلمانية لن تأتي الأ بعد 14 شهراً, الا ان ماراينسن زعيم الحزب الإشتراكي بادر بإحراج زعماء احزاب الحكومة في جلسة نقاش تلفزيونية في ليلة الإنتخابات داعياً اياهم لمراجعة استمرار حكومتهم التي وصفها بأنها "حكومة بلا شعب" بإعتبارهم جميعاً قد خسروا مقاعداً.

في اللقاء التلفزيوني المسائي بعد اغلاق صناديق الإقتراع وظهور النتائج (أول النتائج ظهر خلال دقائق وآخرها بعد حوالي ساعتين!!) سارعت فمكا هالسما رئيسة حزب اليسار الأخضر الذي خسر بضعة مقاعد, الى ممازحة رئيس الليبراليين برجائه ان يهاجم حزبها في الإنتخابات القادمة لكي يكسب بعض المقاعد كما حدث لحزب العمل. ثم كرر كل من مارايسن رئيس الإشتراكيين وهالسما رئيسة الخضر ضغطها على حزب العمل بدعوتها الأحزاب اليسارية الى التعاون بينها. فقال مرايسن انه سيكون من المؤسف ان نقول مستقبلاً "كم كنا حمقى, كان من الممكن تكوين حكومة يسارية عام 2007 ( الإنتخابات العامة ستكون في العام القادم) لكننا اضعنا الفرصة." وعبرت هالسما عن نفس الفكرة داعية اليسار الى التعاون وإعلان بزوغ الربيع اليساري في هولندا بعد شتاء يميني طويل.


لرؤية خارطة هولندا الإنتخابية:
http://verkiezingen.startpagina.nl/

لرؤية عرض متحرك لنتائج الإنتخابات في مختلف البلديات:
http://stem-nos.kpn-is.nl/flash/uitslagen2006/uitslagen.html

لرؤية النسب المؤية العامة ولرؤية عدد المقاعد لكل حزب في كل مدينة:
http://http://www.ad.nl/verkiezingen/uitslagen/



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هولندا: لنعبر عن امتناننا لليسار الأخضر بانتخابنا له غداً في ...
- لا ديمقراطية إلا في العراق: عشرة ادلة!
- خطوطك الحمراء شرفك..فمن لاخطوط له لاشرف له
- مراجعة حسابات معركة الكاريكاتير
- ثغرة الدرس الأول
- عهد شرف ضد التملق
- أعتذر باسم الشعب العراقي للباكستانيين والأمريكان
- المثقفون أحفاد الزرقاء: تحية متأخرة الى الحوار المتمدن
- ألقاه في اليم مكتوف اليدين: الحكومة العراقية القادمة
- تعالوا نراجع الأمر بهدوء : محاولة لإكتشاف الأرهاب
- تحليل الموقف العراقي بعد الانتخابات
- ديمقراطية اقسى من الدكتاتوريات: ثلاثين عاماً عقوبة التشهير ب ...
- بين صوت العقل وصوت القطيع ودور الإعلام
- إسرائيل صديقاً: هولندا مثالاً, والعراق مرشحاً
- إنتخاب علاوي مخالف لروح الدستور
- تحليل للموقف العراقي بعد عملية كشف سجن الجادرية
- في شغل المناصب الحساسة, المتهم مذنب حتى تثبت براءته
- لفيروز...من قلبي سلام
- أسلاف قناة الجزيرة
- لاتشتموا الماء لأنه يخرّ من الثقوب


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صائب خليل - هولندا: امل بربيع يساري بعد شتاء يميني طويل