أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - في شغل المناصب الحساسة, المتهم مذنب حتى تثبت براءته















المزيد.....

في شغل المناصب الحساسة, المتهم مذنب حتى تثبت براءته


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


"المتهم بريء حتى تثبت ادانته", كلام حق, وكم من حق اريد به باطل!
قال لي احد الاصدقاء العراقيين في هولندا انه تقدم مع صديق له بطلب للتعيين في شركة لصناعة الاسلحة في هولندا, "رفضونا طبعاً" قال وهو يضحك. سألته, بإعتبار ان البلاد ديمقراطية وتحترم القانون, "بأية حجة رفضوكم؟" قال " قالوا ببساطة إنهم لايعينون عراقيين او من اصل عراقي في هذا المكان!"
طبعاً كان يمكن للشركة ان تتحجج بأية اسباب اخرى تبعد عنها تهمة العنصرية والتفرقة, لكنها على ما يبدو لم تكن بحاجة الى ذلك. فالكل يفهم, وأنا وكذلك الصديقان المرفوضان, ان من حق الدولة ان تتحسب من المواطنين من اصل أجنبي, حتى لو كان القانون لايجيز التمييز.

في مثل هذا الوضع فأن المخاطر كبيرة نسبياً على الشركة الحساسة لذا تطلب الأمر معاملة خاصة, وإن كانت متحيزة. صحيح ان هؤلاء المواطنين "متهمين" على الاغلب بدون وجه حق, وأن المتهم بريء حتى تثبت ادانته, لكن الحيود عنه قليلاً في مثل هذا الموقف مفهوم, وأن على هؤلاء الاصدقاء ان يبحثوا عن مكان اخر للعمل.

حين اقارن تجربة هذين الصديقين مع هذا الموضوع في هولندا, أتساءل ما الذي جرى؟ هل صار العراق فجأة افضل واعدل وأحرص من هولندا على الدستور ليعامل من "لم تثبت ادانته" بهذه الدقة والخوف على الحق؟
لماذا يتصرف العراق كأنه هو المتهم حتى حين يتعامل مع اعتى المجرمين؟ لم يتصرف كأنه مذنب مراقب يخشى ان يقوم بأية حركة خطأ؟

ما يحدث في العراق من حملة اعلامية يقودها علاوي تحت شعار "المتهم بريء حتى تثبت ادانته", والذي يستنتج منه ان رجال الأمن البعثيين الذين "لم تثبت ادانتهم" يجب ان يعينوا كضباط امن في العراق ان جاء الى الحكم, حين اقارن ذلك بذا, ارى كم يعيش العراق في فوضى. فوضى عملية مادية وفوضى ذهنية, يصبح فيها من "لم تثبت ادانته" افضل حتى من من لاشكوك حوله! ولم لايجد عدله إلا في تلك المخاطرة الكبيرة؟ وهل من العدل تعريض حياة المئات والالوف ومستقبل البلاد للخطر لكي يحفظ حق "من لم تثبت إدانته" بأشغال منصب في الامن بالذات؟

والحقيقة هي ان الدكتور اياد علاوي, هو الاخر "متهم لم تثبت إدانته". انه متهم بتهم عديدة كان اخرها قتل ستة من المساجين في العامرية اضافة الى تهم كثيرة قديمة بعلاقات اجنبية لاتناسب توليه منصباً قيادياً. وتهمة مركز شرطة العامرية لم تأت من مصدر تافه. فالصحفي هيرش مصدر عال الثقة, وحياته مليئة بكشف الفضائح السياسية التي اسقطت الكثير من الرؤوس في الدول الديمقراطية, والصحافة لا تسقط الرؤوس إلا في الدول الديمقراطية. هيرش هو الذي كشف فضيحة اميركا في ماي لاي في فيتنام وساهم في ايقاف تلك الحرب, وساهم بفضح تفاصيل ووتركيت التي اسقطت نيكسون, احد اكثر الرؤساء الامريكان عدائية وقسوة في التأريخ, وإليه يرجع فضل كشف صور سجن ابوغريب, فماذا نريد دليلاً اكثر من ذلك لكسب ثقتنا؟

اليكم بعض ما كتب هيرش حول علاوي في:
http://www.berkeley.edu/news/media/releases/2004/10/11_hersh.shtml

"لقد كتب الكثير عن مؤهلات الدكتور علاوي كطبيب اعصاب ومشاركاته في العقدين الاخيرين في النشاطات المضادة لصدام, وكمؤسس لـ "الوفاق الوطني العراقي" في لندن. لكن دوره في حزب البعث حين كان صدام يصارع من أجل السلطة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي يعتبر من الامور التي مازالت مجهولة.
لقد ساعد علاوي صدام للوصول الى السلطة, قال لي احد ضباط الأمن الأمريكان " كان محركاً فعالاً ومؤمناً حقيقياً (بصدام)" حسب ريول مارك خرخت, مسؤول المخابرات المركزية الامريكية (C.I.A ) الذي خدم في الشرق الأوسط, وأضاف : "هناك حقيقتان بارزتان بالنسبة لعلاوي. الأولى انه يحب ان يتصور نفسه رجل ذو افكار, والثانية هي ان اكبر فضائله هو انه سفاح"
في بداية هذا السنة (2004 ) نشرت احدى زميلات علاوي حينما كان في كلية الطب, الدكتورة هيفاء العزاوي, نشرت مقالة في صحيفة عربية في لندن تثير التساؤل عن شخصيته وعن مصداقية شهادته الطبية. وقد وصفت علاوي بأنه رجل ضخم فظ. كان يحمل دائماً مسدساً في حزامه ويستعرضه لإرهاب طلاب كلية الطب". أما شهادة علاوي الطبية, كما كتبت هيفاء فقد "اهديت اليه من قبل حزب البعث.
انتقل علاوي الى لندن عام 1971 لإكمال تعليمه الطبي كما اشيع. هناك كان مسؤولاً عن عمليات البعث في اوروبا, ونشاطات المخابرات المحلية حتى عام 1975.

"إن سألتني ان كانت هناك دماء على يدي علاوي في فترة تواجده في لندن, فالجواب هو "نعم", هكذا يقول فنسنت كانسترارو, ضابط سابق في المخابرات المركزية الامريكية (C.I.A.). "كان يتقاضى راتباً من المخابرات العراقية وكان متورطا في مهمات وسخة"

كذلك اكد لي مسؤول حكومي اثاره اهمال تأريخ علاوي الشخصي قال لي قبل اسابيع أن علاوي كان متورطاً في "اليد الضاربة" للمخابرات والتي كانت مسؤولة عن ملاحقة واغتيال البعثيين الخارجين عن السلطة والهاربين الى اوروبا. (رفض مكتب علاوي التعليق على الانباء). وفي لحظة ما, ولأسباب غير واضحة سقط علاوي من قائمة المفضلين, ونظم البعثيين عدة محاولات لإغتياله, كانت الثالثة منها بواسطة هجوم بالفأس من قبل شخص اخترق بيته في لندن عام 1978, مما ابقاه في المستشفى لمدة سنة كاملة." – نهاية ما كتب هيرش.


الشك يكفي لإبعاد المشكوك به عندما يتعلق الامر بإشغال مناصب حساسة, ولا مجال للخجل من ذلك فهو يكرر علينا يومياً في كل انحاء العالم (الديمقراطي). وزراء ورؤساء يستقيلون لمجرد شبهة او تهمة لهم, حتى وإن انكروها.

حين اردت البحث عن امثلة لمقالتي هذه كتبت ( Minister, resign ) في ( Google ) فكانت النتائج التي حصلت عليها من الكثرة ما اضطرني الى التوقف والاكتفاء بجزء منها فقط اختصاراً للمقالة. ادرج لكم بعض الامثلة من الماضي القريب مع ثقتي ان الموضوع ليس بحاجة اليها.

على اثر عدم اثبات وجود اسلحة دمار شامل في العراق, ومساندة الدنمارك لأميركا في الحرب على ذلك الاساس استقال وزير الدفاع الدانماركي سفند اكه ينسبو : " لا اريد ان اثقل على الحكومة وعلى عائلتي في تلك الحملة التشويهية".

كذلك استقال وزير الخارجية الهندي ناتوار سنك بعد تقارير حول مخالفات في برنامج الأمم المتحدة: النفط مقابل الغذاء في العراق. سنك انكر القيام بأي عمل سيء واية علاقة بصفقات النفط مع العراق, لكنه طلب من رئيس الوزراء اعفاءه من منصبه.

وزير سورينام للإنشاءات ديواناند باليسار إستقال منتصف هذا العام بعد تزايد الضغط عليه وطلب اعفاءه من واجباته من الرئيس رونالد فينيتيان. وتأتي استقالته ضمن فضيحة تحقيق في اعمال غش في وزارته.

أستقالة ارليندو كارفالهو, وزير الموارد الطبيعية في الجزيرة الصغيرة ساو توم ضمن اتهامات بعقود غير نظامية ومستوى عال من الفساد متعلقة بأعمال تنقيب عن النفط.


نائب وزير النقل التايواني جو لي ليانك استقال على اثر اتهامات بتلقي رشاو من شركة انشاءات متهمة بأساءة معاملة عمال تايوانيين. اصر جو على براءته ولكنه اصر ايضاً على الإستقالة من منصبه, مما دفع رئيس الوزراء الى قبولها.

واستقال وزير المالية الفرنسي هيرف كيمارد بعد اتهامه بالكذب في فضيحة حول استخدام شقة مدفوعة الثمن من الدولة. وبعد ان شرح ملابسات الحادث قال انه يستقيل لأنه لايريد ان يكون للمسألة تأثير على المهام التي انيطت به.

هذه امثلة عما يحدث عادة في العالم فما الذي يحدث في العراق؟ من تكتشف سرقته او جريمته لايستقيل من منصبه ولكن يعود الى الترشيح للانتخابات ثانية حين لايكون في موقع المسؤولية, وكله ثقة ان قيامه بجريمة لايقلل فرصه في الفوز بل ربما يزيدها بما زادته من شهرة!

لجنة النزاهة تصرخ منذ أشهر مطالبة الجمعية الوطنية بنزع الحصانة عن الشعلان لكي يمكن محاكمته, لكن الجمعية تسد اذنيها دون قلق على سمعتها ومورطة نفسها بالمشاركة بالجريمة بالتستر عليها.

سيمور هيرش, اشهر الصحفيين في العالم في كشف الفضائح السياسية بلا منازع يصرخ ان اياد علاوي قتل ستة في العراق بعد الأحتلال الامريكي ويده ملطخة بالدماء حين كان يعمل في المخابرات العراقية في لندن, لكنه يرشح للانتخابات وتنضم تحت لوائه احزاب وشخصيات عريقة, ويعتبر اليوم افضل مرشح لرئاسة الوزارة القادمة! لا عجب ان صار العراق اكبر مركز للفساد في العالم في التأريخ, حسب بعض التقديرات.

يا سيدي, حسناً, المتهم بريء حتى تثبت ادانته, ولكن كيف "تثبت ادانته" ان لم يكن هناك اي تحقيق؟

أتساءل, لمَ لا يصل حرص العراقيين على بلادهم وشعبهم وخوفهم عليهم الى مستوى حرص موضفي شركة "هولاند سجنال" لصناعة الاسلحة على مصلحة الشركة؟ ولم يتم التساهل بتعريض الناس والبلاد للخطر في احرج سنوات حياتها بدون اي مبرر؟

لو انك اردت ائتمان محفظتك لدى شخص وجاءك من يشكك في أمانته لأخترك غيره حتى ان لم تكن متأكداً من صدق من وشا به, فلم تأتمن مثل هذا الرجل على العراق؟

هذه القاعدة الاخلاقية والدستورية عن براءة المتهم كتبت لمنع معاقبة الأبرياء من المشكوك بهم, وليس لضمان تقليدهم مناصب حساسة, كأن حياتهم تعتمد عليها. القواعد الاخلاقية والقوانين كتبت لحماية الناس وليس لتعريضهم للخطر.

لذا وجب ان يكون واضحاً لدينا وأن نقوله جهاراً دون خجل: ان القاعدة الصحيحة "في تقلد المناصب الحساسة ان المتهم مذنب حتى تثبت براءته."



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لفيروز...من قلبي سلام
- أسلاف قناة الجزيرة
- لاتشتموا الماء لأنه يخرّ من الثقوب
- أرهاب قانون الارهاب
- الإيحاء بالدونية
- أتحج طوائف المسلمين معاً في العيد القادم؟
- افكار اثارتها الاخبار - 1
- لماذا اعتقل الكردي الجريء كمال سيد قادر؟
- ملاحظات على حملة -نعم للدستور- الاعلامية
- الحزب الشيوعي العراقي وتساؤلات عن المحتوى اليساري في مواقفه
- أنا اقول لا: مراجعة قبل التصويت على الدستور في العراق
- عشرة طيبين يكتبون ميثاقاً لجزيرتهم
- علينا ان ننسى: البريطانيان كانا يحملان جهاز تفجير عن بعد
- فتوى السيد الاخيرة
- إيمان العلمانيين بالزرقاوي!
- عراقيوا الخارج خارج الدستور
- تعديلات الدستور تزيده اعوجاجاً: الغاء مادة حقوق الانسان الدو ...
- تأجيل الدستور لتعديلات طفيفة لاقناع اليسار العراقي للتصويت ع ...
- رغم مصائبه, ليس العراقي معفياً من فهم العالم: الارهاب, اميرك ...
- في الدستور تنازلات بلهاء عن حق العراق في التكنولوجيا


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - في شغل المناصب الحساسة, المتهم مذنب حتى تثبت براءته