أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسن الصعيب - المنهج الجدلي من منظور جورج لوكاش















المزيد.....

المنهج الجدلي من منظور جورج لوكاش


حسن الصعيب

الحوار المتمدن-العدد: 5780 - 2018 / 2 / 7 - 00:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




في دفاتر فلسفية ،أكد لينين ،بأن الفهم الكامل للرأسمال ،لن يتأتى بدون قراءة واستيعاب منطق هيغل ،جاء بعده لوكاش الذي انطلق من وصية ماركس ،التي قال من خلالها “عدم تناول هيغل ككلب مشرد” ،والتي ظلت ميتة بالنسبة لعدد كبير من الماركسيين ،بعضهم لم يأخذ بعين الاعتبار هذه الملاحظات ومن ضمنهم ماركسيون ثوريون ،بل منهم من تجاهل إرث هيغل ،وآخرون فظلوا المقاربة الهيغيلية ،وفي مقدمتهم المدرسة النقدية الألمانية ،والتي قادتهم إلى منح الامتياز بطريقة أو بأخرى ،إلى لحظة المنهج والتجرد من المضمون ،بحيث تم إدراك الرأسمال كنظام منطقي .
تكمن أصالة لوكاش ،في كونه تمكن من استيعاب المنطق الهيغيلي ،لكن دون تجاوزه ،خصوصا في المرحلة الأولى ،التي اشتهر فيها كفيلسوف ماركسي في القرة الأوروبية.وقد أنجبت هذه المرحلة ،باعتبارها مرحلة انتقالية في تفكير الفيلسوف ،كتاب :التاريخ والوعي الطبقي ما بين سنوات 1919-1922 وهي سنوات العواصف الثورية التي لبدت سماء أوروبا،حيث ما تزال الوضعية في ألمانيا تحبل بإمكانيات ثورية و”اللكسمبورية”ما تزال تمثل تيارا جد قوي في الحركة الشيوعية الأوروبية.
في هذا الكتاب يطرح جملة من القضايا التي تشغل بال الحركة الشيوعية ،ومن ضمنها النظرية الماركسية ،والتي يميزها عما ساد في تلك الفترة ،من دوغمائية التي تقدس النصوص التأسيسية لماركس وانجلز،ومن شكلا نية التي تتقيد بالمنطق أو المنهج ،دون الاهتمام بالمضمون ،وبلغته الخاصة ،هي ماركسية لا تنطلق من” أنطلوجية الكائن الاجتماعي ” بتجريداته الفكرية والواقعية . يطلق إسما على هذا النوع من الماركسية المطابقة لموضوعها :الماركسية الأصلية ،ويحددها في خمسة زوايا :
-علاقة الفكر بالواقع
“إن الماركسية الأصلية لا تعني إذن تسليما بدون نقد بنتائج بحث ماركس ولا تعني الإيمان بنظرية أو بأخرى ولا تأويل كتاب”مقدس”..إن هذه الأصالة ترجع إلى نقيض ذلك ،أي إلى المنهج بشكل حصري .إنها تتضمن الاقتناع العلمي القائل أنه بالجدلية الماركسية وجدت منهجية البحت الصحيح”
ويقتبس من الطبعة الرابعة من الرأسمال هذه العبارة “الجدلية المادية هي جدلية ثورية” أي أنها تطرح “مشكلة النظرية والممارسة ،وليس فقط ما عناه ماركس في أول نقد هيغيلي ،عندما قال أن “النظرية تصبح قوة مادية عندما تستولي على الجماهير” فالمقصود بالأحرى هو البحث ،كما في النظرية كذلك بالطريقة التي تتخلل بها الجماهير ..إذ المقصود هو تطوير جوهر النظرية في الممارسة انطلاقا من النظرية ومن الصلة التي تقيمها مع هدفها “.
غير أن هذه العلاقة التي تربط الفكر بالكائن الاجتماعي ،لا يمكنها أن تعرف شكلا من التتوير ،إلا إذا ارتبطت مسألة “وعي طبقة لشرطها التاريخي ،إذ يصبح الشرط المباشر لتوكيد ذاتها في الصراع ” وعبر امتلاكها الوعي المطابق لمصالحها ،فإنها “تمتلك المعرفة الصحيحة للمجتمع كله”ولا يتوقف الأمر عند هذه المسألة فقط ،بل تتحول هذه المعرفة ،لتجعل من “الطبقة ذاتا وموضوعا للمعرفة بذات الحين ،وتصبح النظرية بهذا الشكل متفاعلة تفاعلا مباشرا ومتطابقا مع مسيرة الثورة الاجتماعية “وهكذا تتأكد “تلك الوحدة بين النظرية والممارسة على أنها الشرط المسبق لفعالية النظرية الثورية تصبح ممكنة”
-جوهر الجدلية
الجدلية في تعريف لوكاش ،هي” مسيرة مستمرة، سيولية المرور من تقرير إلى تقرير آخر ،ومن تجاوز مستمر للتناقضات ،وأنها المعبر لمرور أحدهما نحو الآخر ،وأنه بالنتيجة يجب إبدال السببية الأحادية الجانب بالتأثير المتبادل “وكخلاصة فهي لاتفسر الواقع كهدف في حد ذاته ،بل تسعى إلى تحويله ،انطلاقا من ألأطروحة الحادية عشر من كتاب “فيور باخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية ” التي تقول :”لقد عمل الفلاسفة على تفسير العالم بينما الأهم هو تغييره”.إذن بالنسبة “للمنهجية الجدلية فإن تحول الواقع يكون هو القضية المركزية” بدون هذا المضمون الثوري تتحول المنهجية الجدلية ،إلى نوع من السفسطة وفي أحسن الأحوال إلى منطق شكلي ،لا ينفذ إلى جوهر التناقضات العميقة التي تنخر النظام الرأسمالي .
-الكلية ضد التجزيئية
يقوم هذا المنهج على نقد المعرفة التجزيئية التي تعزل الجزء عن الكل ،في عملية تجريدية ،غير قادرة عن النفاذ إلى جوهر الواقع ،إذ أنه “تنطلق من تفسيرات بسيطة نقية وطبيعية (في العالم الرأسمالي )بينما المطلوب الانطلاق منها نحو معرفة الكلية المحسوسة بكونها تمثلا في الفكر للواقع .بينما المطلوب الانطلاق منها نحو معرفة الكلية المحسوسة بكونها تمثلا في الفكر للواقع .ن هذه الكلية المحسوسة لا تعطي أبدا مباشرة للفكر .يقول ماركس :”إن المحسوس هو محسوس لأنه حصيلة عدة تعيينات ،إذن وحدة المتعدد” هنا تقع المثالية في الوهم بخلط نمط إعادة بناء الواقع مع نمط بناء الواقع نفسه.لأنه في “الفكر” يبدو الواقع كنمط تأليف،كنتيجة لا كنقطة انطلاق بالرغم من أنه نقطة انطلاق الواقع أيضا وبالنتيجة انطلاق الحدث والتمثل” وفي معرض آخر يقول ماركس بأن “صلات إنتاج كل مجتمع تكون كلا” هو نقطة الانطلاق المنهجية ومفتاح معرفة الصلات الاجتماعية التاريخي.
-الفصل بين التناقضات في العلوم الطبيعية والتناقضات في الواقع الاجتماعي
على عكس ما كان يرمي إليه أنجلز ،في كتابه “أنتي دوهرينغ” حيث نتائج الجدلية متماثلة ،بين تطبيقها في العلوم الطبيعية ،وبين تطبيقها على الواقع الاجتماعي ،إذ يثمن الجدل كمنهج أو منطق والذي لا يسمح بصياغة الطابع الواقعي للتجريدات الماركسية ،يصيغ لوكاش تصورا فلسفيا ،ينأى عن أي تصور تجريبي أو ميكانيكي ،لذلك يحدد التناقضات في علوم الطبيعة باعتبارها “لا تعرف مضادة أو تناقضا في موضوعها ،فإذا صادفت مع ذلك تناقضا بين النظريات المختلفة ،لا ترى فيه إلا عرضا من أعراض درجة المعرفة الناقصة المدركة آنذاك.إن النظريات التي تبدو متناقضة يجب أن تجد حدودها بتناقضاتها نهائيا .أما بالنسبة للواقع الاجتماعي ،فعلى النقيض ،فليست هذه التناقضات أعراض إدراك علمي ناقص للواقع ،لكنها تختص عضويا ،بجوهر الواقع ذاته ،أي جوهر المجتمع الرأسمالي ..وعندما تفتح النظرية بكونها معرفة الكلية ،الطريق لتجاوز هذه التناقضات وحذفها ،تقوم بذلك بتبيانها اندفاعات نمط تطور المجتمع الواقعية المدعوة لتجاوز هذه التناقضات واقعيا في مجرى التطور التاريخي.
-الصيغ الصنمية للموضوعية
“إن الصيغ الصنمية للموضوعية ” أو الاستلاب البضائعي كما يسميه ماركس التي يولدها بالضرورة النتاج الرأسمالي “تنحل في مظهر يفهم بكونه مظهرا ضروريا ،ولكنه لا يعدو مع ذلك أن يكون مظهرا .إن الصلات الانعكاسية لهذه “الصيغ الصنمية ولقوانينها” الناجمة بالضرورة عن المجتمع الرأسمالي ،ولكنها تخفي الروابط الواقعية بين المواضيع ،تظهر كأنها التمثلات الضرورية التي بقيمها عملاء الإنتاج الرأسمالي .فهي إذن موضوع للمعرفة ،ولكن الواقع المعروض ضمن وبواسطة هذه الصيغ الصنمية ،ليس نظام الإنتاج الرأسمالي ذاته،إنه أيدلوجية الطبقة الحاكمة”
بعد هذا العرض المركز لتصور لوكاش للمنهج المادي الجدلي ،سنركز في حلقة أخرى لتصوره الجديد أو ما يعرف بلوكاش الأخير ومدرسة بودابست،خلال سنواته الأخيرة ،لما أصدر كتابا تحت عنوان :جدلية العلم والوجود والكينونة” ويعرض في هذا الكتاب نقده الصارم للافتراضات المسبقة الستالينية ومواجهة ادعاءاتها بتأسيس حقيقة واحدة ووحيدة.



#حسن_الصعيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الحزب عند غرامشي
- في نقد التحالفات
- قراءة نقدية في أرضية:”الأفق الديمقراطي
- في المسألة التنظيمية
- لنفكر سويا مع لينين ولكن أيضا فيما بعد لينين
- سوء الفهم بين “النظرية “و”العقيدة”
- التمييز ضد المرأة في القضاء
- في ذكرى اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
- المرور إلى الديمقراتورية بالمغرب والأشكال الجديدة للعمل السو ...
- قراءات في إخفاق”الاشتراكية الفعلية”
- اليسار المغربي والمسألة الدينية
- مؤسسة الدعارة كجزء من بنية النظام السياسي المغربي
- في تحولات المشهد الحزبي
- قراءة في كتاب :كتابات فلسفية لماركس
- وضعية المرأة قي مدونة الشغل
- في توصيف أزمة المثقفين
- في الربط الجدلي بين مفهوم” المخزن “ومفهوم “الإمبريالية”
- قراءة في كتاب “رأسمال في الفرن الحادي والعشرين” لمؤلفه توماس ...
- العقل المخزني
- ملاحظات حول راهنية الماركسية


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسن الصعيب - المنهج الجدلي من منظور جورج لوكاش