أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الصعيب - في توصيف أزمة المثقفين














المزيد.....

في توصيف أزمة المثقفين


حسن الصعيب

الحوار المتمدن-العدد: 5645 - 2017 / 9 / 20 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أن المغرب،يمر بأزمة مركبة :اجتماعية وقيمية، غير مسبوقة في التاريخ ، التي تفرض انخراطا واعيا للمثقفين ،من أجل تفكيك شروط وأسباب تفاقمها ، والمساهمة الجادة ، في النقاش العمومي ، بإدماج جميع الفئات والطبقات الاجتماعية الأكثر تضررا من الأزمة المجتمعية والأخلاقية ، بأفق اجتراح الحلول التي من شأنها تجاوز هذه الأزمة ، والحيلولة دون تكرارها .
غير أن فهم وتوصيف أزمة المثقفين ببلادنا ،مرتبط أشد الارتباط ، بالتحولات التي طالت علاقة المثقف بالسياسة وبشكل أدق بالنظام الساسي القائم،خصوصا مع الانتقال الهادئ والسلس للسلطة من الملك الراحل إلى الملك الحالي، في ظل حكومة عبد الرحمان اليوسفي.
لقد انتفت علاقة التبرم والحيطة التي حكمت سلوك المثقفين، إزاء عهد الحسن الثاني ، عندما احتفلت الدولة سنة 2006بمرور”50سنة من التنمية البشرية بالمغرب وآفاق 2025″ ، مكرمة نخبة من المثقفين الذين قاموا بتوصيف حالة المغرب بالأرقام والمعطيات السوسيو اقتصادية والمراحل التي قطعها بكل تناقضاتها ودروبها المنعرجة وسبل تجاوزها، من خلال تطبيق سياسات اقتصادية واجتماعية عقلانية، تجد تكثيفها الأمثل في أسس حكم ملكي ديمقراطي وحداثي
لأول مرة في التاريخ الحديث للمغرب، يتم إدماج مثقفين ذوي كفاءات عالية واختصاصات متعددة ، في رسم ملامح مستقبل المغرب ، على ضوء التحديات الاقتصادية والسياسية والثقافية ولكن في إطار من التشيع لنظام الحكم القائم وتوجهاته الأساسية .
إنها علامة بارزة على تحول جديد في علاقة المثقف بالسلطة ومؤشر خطير على القبول الطوعي بتكريس سياسة الصمت إزاء المناطق المعتمة ، حيث تجري الصفقات السياسية والاقتصادية والتسويات الاجتماعية والثقافية ، لإغراق السواد الأعظم من الشعب في مستنقع البؤس واللامساواة الصارخة.
وإذا كانت الألفية الجديدة قد حسمت بطريقة لا يمكن التراجع عنها ، حيث تم تغليب أولوية الميكانيزمات الخاصة بالسوق على الدور الذي كان موكولا للدولة لضمان نمو اقتصادي سريع ، فقد ترجم هذا التحول بالدور الموكول للنخب الاقتصادية في القطاع العام كما في القطاع الخاص ، على حساب النخب الفكرية والسياسية .
ليس بوسع النقد أن يبلغ مداه ، إلا بتجاوز الطرح ألموضوعاتي الذي ينتعش بصورة ملحوظة في الجامعة المغربية ، بارتباط مع الطلب المتزايد لكبريات الشركات المتعددة الاستيطان ومراكز البحت العلمي ذات المصالح المشتركة، التي تمولها وكالات التنمية الدولية الغربية، وبالاستقلال التام عن مراكز القرار الاقتصادي والسياسي الذي يتحكم في الإنتاج الثقافي والفكري في إطار تأبيد علاقات الهيمنة والسيطرة .
حقا، أضحت المهمة المطروحة على المثقف المستقل والنزيه ، في مثل هذه الظروف –عسيرة ومحفوفة بالمخاطر-، إذ تتطلب منه وبدون تأخير التحلي بالشجاعة وروح الإقدام في مواجهة ازدواجية السلطة بمعناها السياسي الذي لا يخلو من مكر وإغراء ، وبمعناها أيضا الفكري الأكثر التباسا والذي يختفي وراء أقنعة متعددة ومختلفة ، أخطرها المؤسسات الثقافية والعلمية ورموزها ذات الكفاءة العالية والرأسمال الثقافي.



#حسن_الصعيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الربط الجدلي بين مفهوم” المخزن “ومفهوم “الإمبريالية”
- قراءة في كتاب “رأسمال في الفرن الحادي والعشرين” لمؤلفه توماس ...
- العقل المخزني
- ملاحظات حول راهنية الماركسية
- انتفاضة 20 يونيو 1981 : وقائع ودروس
- في غياب الدور الفاعل للطبقة العاملة في الحراك الحالي
- تحولات الحقل السياسي الرسمي و الحقل السياسي المضاد
- العمل في الأحياء الشعبية تقييم وآفاق


المزيد.....




- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...
- يتمحور حول المعادن النادرة.. الولايات المتحدة تعلن توقيع اتف ...
- بكيين تؤكد توقيع اتفاق تجاري مع واشنطن وتكشف عن بعض تفاصيله ...
- المغرب..نانسي عجرم تثير الجدل بسبب العلم الوطني
- بريطانيا تنسحب من مشروع بقيمة 34 مليار دولار لاستيراد الطاقة ...
- عاجل | سرايا القدس: قصفنا مع كتائب القسام بقذائف الهاون تجمع ...
- محللون إسرائيليون: نتخبط في غزة ونطارد نصرا مطلقا لن يتحقق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الصعيب - في توصيف أزمة المثقفين