أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن الصعيب - العقل المخزني














المزيد.....

العقل المخزني


حسن الصعيب

الحوار المتمدن-العدد: 5565 - 2017 / 6 / 28 - 09:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



جسد حراك الريف مختبرا سياسيا بامتياز لقياس درجة عقلانية المخزن في التفاعل مع الأحداث والمستجدات، التي بلغت مستويات عليا من التفاقم والتعفن.
من منظور معاصر تعني العقلانية السياسية،في شموليتها تنمية الحياة الإنسانية،بما يحفظ كرامة الإنسان ويوفر شروط العيش الكريم والتوزيع العادل لثروات البلاد،واقتسام منتجات العمل بشكل متساوي،والتداول الديمقراطي على السلطة،حيث السياسة تكتسب شرعيتها من المشاركة المتساوية لجميع المعنيين والمتأثرين بالقرار السياسي في مجتمع تواصلي ومتضامن.
غير أنها تعني في أعراف وتقاليد المخزن وفي نمط تفكيره السياسي،الإخضاع لمشيئته ولإرادته الواحدة والمطلقة،ولو اقتضى الأمر ذلك ،ضرب جميع القيم الدينية والحقوقية والأخلاقية التي يتبجح بها ويملأ بها آذاننا صباح-مساء.
كما تعني أيضا ،إقصاء كل الضحايا والمضطهدين والمستبعدين بصفتهم أعضاء حقيقتين في الجماعة النقدية،لأنهم في مخياله أوباش ورعاع وناقصين عقلا ودينا.
إن بنية العقل المخزني مؤسسة على إقصاء مفهوم الشعب من ترسانته القانونية والسياسية،وترفض بالمطلق اعتباره صاحب السيادة،وحسب لغة ماكس فيبر منظر السياسة البرجوازية،يعتبر أن “دينامية تشكل الدولة المعاصرة تفرز شكل جديد من رجال السياسة المحترفين” لكنها في شروط أوضاعنا،فان المخزن هو وحده يريد احتكار السياسة وجعل خدامه الأوفياء “محترفي سياسة الريع” فهؤلاء لايعيشون فقط بالساسة ولكن أيضا من السياسة ،من أجل ذلك أفرز لهم دستور 2011 (37) مجلسا ،لمزيد من النهب والافتراس.
إن السياسة معرفة بلغة الحراك في الريف ،وبلغة جميع المضطهدين في ربوع المغرب،هي نقد السياسة ك”فن للكذب “على الشعب في كل شئ بدء من أبسط عناصر الحياة ،وتبرير جميع السياسات المخزنية ،رغم فسادها ،وإغراق البلاد في مستنقع الفقر والجريمة والبطالة واللاأمن اجتماعي والهشاشة في الشغل والأمية والجهل وحوادث السير والعمل وعدم الإفلات من العقاب رغم صدور توصيات في هذا الشأن.
السياسة في لغة المضطهدين هي توفير الخبز والدفتر لكل طفل ،هي ربط المسؤولية بالمحاسبة والعقاب ،هي إخلاء السجون من معتقلي الكرامة والحرية ،هي العيش مثل الشعوب التي تنعم بالعيش الكريم ،هي حفظ الكرامة والحقوق والاستقرار الاجتماعي والسلم والسلام.
إن هذا العقل المخزني ،أصبح في السنين الأخيرة يعيش ارتباكا حقيقيا وتهافتا كبيرا ،لدرجة فقدانه القدرة على قيادة سفينة الكتلة الطبقية السائدة،مما ينذر مستقبلا بانفجار تناقضات عميقة في قمة هرمه.



#حسن_الصعيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول راهنية الماركسية
- انتفاضة 20 يونيو 1981 : وقائع ودروس
- في غياب الدور الفاعل للطبقة العاملة في الحراك الحالي
- تحولات الحقل السياسي الرسمي و الحقل السياسي المضاد
- العمل في الأحياء الشعبية تقييم وآفاق


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن الصعيب - العقل المخزني