|
نبيه بري يأسف وباسيل يفشل في تقمص شخص بشير الجميل .
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5779 - 2018 / 2 / 6 - 01:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نبيه بري يأسف وباسيل يفشل في تقمص شخص بشير الجميل .
مروان صباح / من أجل عيون بري ، خاضوا أنصار حركة أمل ، معركة السيوف الخشبية على الأبواب بيروت الورقية ، يطلقون العيارات النارية ويحرقون إطارات السيارات ويقطعون الطرقات في العاصمة اللبنانية ، في سياق المحرقة الصغيرة التى تمهد للكبيرة ، يتساءل المرء ، على سبيل المثال ، الله عزوجل ، ماذا سيفعل مع من غادروا سطح هذا المشهد الحياتي ، وهم كافرون بمن خلقهم أو من سيمتون لاحقاً ، بالفعل السلطة مفسدة ، بل ملعونة ، لأنها تحول الفرد إلى آلهة تدريجياً ، لكنّها ، صنع بشري بإمتياز ، ويبدأ المصنوع ، بأكل صانعيه على نار هادئة ، هنيئاً لكم أيها آلهة الصغار ، على أنصار جُدب .
خلاصة الخلاصات ، يعني مرة أخرى ، وأتعهد أن تكون الأخيرة ، لو دقق المرء ، على خريطة هذا الكوكب ، برأيك أيها القارئ ، هل يمكن بسهولة مشاهدة باسيل وبري بشكل واضح أو يحتاج المرء إلى مجهر ، عجبي ، بل ، ما هو أكثر تعجباً ، ممارسات أنصار حركة أمل ، الذين أظهروا عن بلطجة فاضحة ، يعني ، ما قاله باسيل عن بلطجة بري ، ليست إفتراء ، يبدو في منه ، على الأخص ، عندما شكر بري أنصاره على الهبة ، ومن ثم عدل الطاقية ، بأسفه الشديد عن أعمال الشغب التى شهدتها بيروت ، وضمن هذه الأزدوجية العقيمة ، أين يمكن للمواطن اللبناني صرف هذا الأسف .
مجدداً ، لكن الجديد هنا بعيد عن ما أسلفناه ، إذا افترض المرء ، هكذا على سبيل المثال ، هناك زعامات كثيرة في لبنان ، لو تّلاسن زعيمين في كل كم شهر ، كيف يمكن للبناني تصور شكل بلده ، إطارات محروقة وطرق مغلقة وتمزيق صور الرئيس ، البارحة ، كان محط قيمة واليوم أصبح خيال مأتي ، بالطبع كل هذا ، سببه بضعة كلمات ، خدشة شخص بري ، هنا ، ما إذا قارن المرء ، بين لبنان والولايات المتحدة الأمريكية ، يجد لبنان ليست سوى حارة في إحدى المدن الأمريكة ، مع هذا ، يتعرض رئيس الولايات يومياً ، وهو المنتخب شعبياً وأمين على مفاتيح الصواريخ النووية ، الأعظم في العالم ، إلى جملة انتقادات وتهكمات ، بل ، تصل أحياناً ، تحويل الموظف الأول في البيت الأبيض ، للسخرية ، هنا ايضاً ، قد يتسأل المرء ، هل الرئيس الأمريكي لا يتأثر ويغضب ، بالتأكيد يشتاط غضب ، وقد لا ينام لبضعة ايّام ، لكن الفارق ، بين الغرب والشرق ، الدستور والقضاء فاعلين ، يستطيع الجميع اللجوء لهما ، لكن الأهم يبقى ، أن موظف الحكومة مهم على كعب وظيفته ، يبقى موظف ، خاضع للانتقاد والمحاسبة ، ليس وارد أن يتحول إلى مقدس ، كما هو خالص في المشرق والمغرب العربي ، بل ، نود تذكير بري وبمعيته جميع الشخصيات اللبنانية ، على وجه الخصوص ، باسيل الذي أراد أن يكون بشير الجميل لبضعة سويعات ، ثم توارى خوفاً خلف الجنرال ، بالزعيم الفرنسي شارل ديغول ، لم يشفع التاريخ المشرف للرئيس الأسبق والأب الروحي ، لدى الشعب الفرنسي ، الذي لم يتوانى بالخرج في مظاهرات مناوئة له عام 1968 ، واستجاب الرجل إلى مطالب المتظاهرين ، الذين شكل الطلاب والعمال الغالبية بينهم ، قرر ديغول أن يجري استفتاء حول تطبيق المزيد من اللامركزية في فرنسا ، وتعهد قبل إجراء الاستفتاء بالتنحي عن منصبه في حال لم توافق نسبة كبيرة من الفرنسيين على تطبيق اللامركزية في البلاد . وفي مساء يوم 28 أبريل عام 1969 أعلن ديغول تنحيه عن منصبه بعد أن حققت الموافقة على تطبيق اللامركزية نسبة أقل قليلا من النسبة التي حددها سلفا .
قد يصح أن نضع الإصبع على الغور العميق للجرح العربي الحقيقي ، ونتساءل ، إذا ديغول محرر فرنسا من الهتلرية ، غادر منصبه ، بقرار شعبي غير كامل ، فماذا كُنتُم ستفعلون بالعربي ، لو قدر الله وشاء ، أعطاكم شرف تحرير القدس . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحقيقة ليست خيانة للحق .
-
الاستفادة من الماضي ، يعطي نفس أطول للانتفاضة الحالية
-
إيقاع القوة والخوف
-
توازن القوة / يكفل الخروج من دائرة التخبط والابتزاز
-
ترمب يغرق بالمحاباة ..
-
عدم استفهام ما يطرحه الشعب
-
بين التظلم والتميز / تجتمع حضارات العالم عند أبواب القدس
-
تدخل روسي في المنطقة / تحول إلى واقع / هل المنطقة على كفاءة
...
-
لا مكان للمحنطون بين الأحرار ..
-
ما أبعد وأعمق من القدس ...
-
مصير الإنفتاح على إسرائيل ، بين الإستيعاب والإبتلاع
-
جراحات عميقة للإنسان العربي وحضارته / تتقاطع فيها الأطراف أث
...
-
أطول اغتصاب في التاريخ ...
-
تنظيف خطوط المواجهة مع إقتراب ساعة السفر
-
العربية : بين الملكة والصناعة ..
-
التفكير والقراءة ، يُسَقِطان الطُفيليون عند أبواب العزلة
-
المثقف بين التعذيب والإنصاف ..
-
إشكالية الإنسان التاريخية في الوصول للإنسانية / تاريخ بشري م
...
-
تغيب الفكر عن مؤسسات الدول الإقليمية ، تأرجح طويل بين ردة ال
...
-
متغيرات على الأرض ، تحديات مطلوب مواجهتها ، مصر السعودية وال
...
المزيد.....
-
أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي
...
-
كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير
...
-
جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
-
الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
-
الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
-
احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
-
شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي
...
-
نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
-
تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
-
الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|