أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - فلسطين: وتتواصلُ الخرافة وتتمدّد















المزيد.....

فلسطين: وتتواصلُ الخرافة وتتمدّد


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 5742 - 2017 / 12 / 30 - 00:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فلسطين: وتتواصلُ الخرافة وتتمدّد
.
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في كتابه "تفسير القرآن الكريم":
"لن ينجح العرب فيما أعتقد - والعلم عند الله - في استرداد أرض فلسطين باسم العروبة أبدا؛ ولا يمكن أن يستردوها إلا باسم الإسلام على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، كما قال تعالى: (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) [الأعراف: 128]؛ ومهما حاول العرب، ومهما ملؤوا الدنيا من الأقوال والاحتجاجات، فإنهم لن يفلحوا أبدا حتى ينادوا بإخراج اليهود منها باسم دين الإسلام ، بعد أن يطبقوه في أنفسهم؛ فإن هم فعلوا ذلك فسوف يتحقق لهم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر، والشجر، فيقول الحجر، أو الشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله" [متفق عليه]؛ فالشجر، والحجر يدل المسلمين على اليهود يقول: "يا عبد الله" باسم العبودية لله ، ويقول: "يا مسلم". باسم الإسلام.؛ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "يقاتل المسلمون اليهود"، ولم يقل: "العرب".
ولهذا أقول: إننا لن نقضي على اليهود باسم العروبة أبدا؛ لن نقضي عليهم إلا باسم الإسلام؛ ومن شاء فليقرأ قوله تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) [الأنبياء: 105] فجعل الميراث لعباده الصالحين؛ وما علق بوصف فإنه يوجد بوجوده، وينتفي بانتفائه؛ فإذا كنا عباد الله الصالحين ورثناها بكل يسر وسهولة، وبدون هذه المشقات، والمتاعب، والمصاعب، والكلام الطويل العريض الذي لا ينتهي أبدا!! نستحلها بنصر الله عز وجل، وبكتابة الله لنا ذلك. وما أيسره على الله.! ونحن نعلم أن المسلمين ما ملكوا فلسطين في عهد الإسلام الزاهر إلا بإسلامهم؛ ولا استولوا على المدائن عاصمة الفرس، ولا على عاصمة الروم، ولا على عاصمة القبط إلا بالإسلام؛ ولذلك ليت شبابنا يعون وعياً صحيحاً بأنه لا يمكن الانتصار المطلق إلا بالإسلام الحقيقي!! لا إسلام الهوية بالبطاقة الشخصية!!"
.
مشكلة المسلمين الأساسية هي في إتباعهم للإسلام والإحتكام إلى القرآن ذي اللغة المنافقة والزئبقية، فالإسلام هو الذي يسمّم حياة المسلمين منذ أربعة عشر قرنا، والعثيمين في كلامه هذا يحث المسلمين على تناول جرعة أكبر من سمّ الإسلام ويزعم أن في ذلك خلاصهم من كل مشاكلهم وإنتصارهم على الآخر، وفي هذا المقطع هذا الآخر هو العدو الأزلي والأبدي للمسلمين منذ عهد محمد بن آمنة: اليهود. مرّت مياه كثيرة تحت كل جسور العالم، لكن المسلمين لم يتغيروا وبقوا متجمدين عند ذلك التاريخ السحيق، في عصر قريش وبني قينقاع وبني ثعلبة وبني طرطور... يحتكمون لكتاب زئبقي يقول الشيء ونقيضه ويزعمون أنه كلام إلهي. ألا بئس هذا الإله الذي لا يستطيع أن يتخذ موقفا واضحًا ويتمسّك به.
.
إذن، الحلّ عند العثيمين ليس في التعلّم والتّحضّر والتشبّع بقيم العصر الحاضر وترك الهمجيّة والبداوة والإنسلاخ عن الأوهام الدينية وخرافات الإسلام والقرآن والتوجّه إلى الواقع والتعامل معه كما هو، بما يقتضيه زمننا، بل الحلّ الأساسي والمفصليّ يكمن في تطبيق الإسلام... تطبيق الإسلام على أنفسهم ثمّ على الآخرين... لكن، أيّ إسلام يريد تطبيقه العثيمين؟ هناك أكثر من مليار نوع من الإسلام اليوم، فكلّ مسلم يعتقد نفسه على "الإسلام الحقيقي" ويزعم أن كلّ الآخرين على خطأ، وهناك من الطوائف والمذاهب والملل والنّحل في الإسلام ما يشيب له الرّأس... فأيّ إسلام تريد تطبيقه، يا هذا؟ وأيّ إسلام هو "الحقيقي"؟ وما أدلتك العلمية والعملية على ذلك؟ ولا تقل لنا قال طرطور عن عرعور عن شرشور، ولا قال تعالى وقال تزحلق، فهذه ليست أدلّة ولا قيمة لها... ولكن، رغم ذلك كله، وقبل هذا وبعده، أليس واضحًا أن الواقع والتاريخ يكذبان خرافات الشيخ ويثبتان أنّه كلّما حاول المسلمون تطبيق الإسلام حلّت الكوارث والجرائم وجثم الإرهاب على البلاد وسكّانها. ولكم في زمننا الحاضر عبرة وأمثلة لا تُحصر ولا تُعدّ.
.
ثمّ، ينطلق الشيخ للتدليل على صحة مزاعمه في الإحتكام إلى قصّة لا تليق حتى بمجلّات مثل "ميكي ماوس": قصة الشجر أو الحجر ووشايته باليهودي الذي يختبئ خلفه. أهذا دليل؟ ومن سمع أصلًا بحجر يتكلم أو بشجرة تتحدث حتى نُصدّق؟ ومتى تكلما حتى يكون هناك إحتمالٌ لتكرار الأمر في وقت لاحق لا أحد يعرف متى سيأتي وحتى الحديث لا يحدّده، تاركًا المسلم مغسول الدماغ في حالة إنتظار دائم وأبدي. إنّها فقط إستراتيجية الأديان في السيطرة على عقول أتباعها بجعلهم دائما وأبدا في حالة ضبابية من الإنتظار الدّائم...
.
ويزيد الشيخ في تعميق خرافة "الإسلام" التي يمني بها أتباعه بأكاذيب من قبيل هذه: "ونحن نعلم أن المسلمين ما ملكوا فلسطين في عهد الإسلام الزاهر إلا بإسلامهم؛ ولا استولوا على المدائن عاصمة الفرس، ولا على عاصمة الروم، ولا على عاصمة القبط إلا بالإسلام". إن كان هذا ما تعلمه فعلا فأنت جاهل وأحمق ولا منطق لديك، وإن كان هذا جرّد كلامٍ لتسويق خرافتك فأنت منافق وكاذب. أمّا التاريخ فيُعلمنا بأن المسلمين ما كانوا ليدخلوا أيّ مكان في العالم لولا إحتكامهم للسّيف وإعتمادهم على الإرهاب والقتل والسّبي والنّهب. ولعلّ أبسط وأحسن دليل على خرافة عدم إنتشار الإسلام بالسّيف الحادثة المسماة "فتح مكة". أقرب الناس للمسلمين أتباع محمد وفي حياته (أي في حضوره وقبل هلاكه) لم يقتنعوا بالإسلام ولا أعاروا القرآن أيّ إهتمام، رغم أنّه بلغتهم كما يُزعم، فلا تحدّثونا عن الفرس والرّوم وأقباط مصر وأمازيغ شمال إفريقيا الذين لم يكونوا يعرفون العربية أصلا. لكن أعجبتني كلمة "إستولوا" التي قالها العثيمين، وهي دليل ضده وضدّ خرافته، لكن لمن يستطيعون القراءة بين السطور. فالإنسان لا يستولي على شيء أُعطي له طوعًا كما أنّه لا يستولي على ما هو في الأصل ملكٌ له، لكنّنا نقول أن فلانا إستولى على هذا الشيء أو ذاك إذا إغتصبه من أهله وأصحابه أو سرقه أو تحيّل للحصول عليه بأيّة طريقة. فلفظ "إستولوا" يدلّ على أخذ المسلمين لشيء لا يخصّهم ولا علاقة لهم به، غصبًا وإكراهًا.
.
ويواصلُ الشّيخ في نفس المسرحية الكوميدية، بعد كل ما نقلناه من كتابه، فيقول:
"ولعل بعضنا سمع قصة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حينما كسرت الفُرسُ الجسور على نهر دجلة، وأغرقت السفن لئلا يعبُر المسلمون إليهم، فسخّر الله لهم البحر، فصاروا يمشون على ظهر الماء بخيلهم، ورجالهم، وإبلهم، يمشون على الماء كما يمشون على الأرض لا يغطّي الماء خفاف الإبل، وإذا تعب فرسُ أحدهم قيّض الله له صخرة تربو حتى يستريح عليها، وهذا من آيات الله - ولا شك -، والله تعالى على كل شيء قدير، فالذي فلق البحر لموسى - عليه الصلاة والسلام - ولقومه، وصار يبسًا في لحظة، ومشوا عليه آمنين قادرٌ على ما هو أعظم من ذلك."
.
يا سلام على المعجزات... يا سلام على قدرة الله، التي لا تظهرُ إلا في قصص الأقوام الغابرين والموتى وفي الأزمنة الماضية والتي لا يمكن الرجوع إليها للتحقق من صحّة ما رُوي عنها.
.
إنّ القصة من البلاهة والحماقة بمكان بحيث لا أجد تعليقًا يليق بها. ولكن، أليس هذا نُسخة من البلاهة والحماقة القرآنيّة؟ فلماذا الإستغراب أصلًا.
.
------------------------------------
الهوامش:
1.. تفسير القرآن الكريم، محمد بن صالح العثيمين، دار إبن الجوزي، 2003، ج1، "تفسير سورة البقرة"، ص 169-170.
2.. نسخة من الصفحات موضوع المقال:
http://ahewar.over-blog.com/2017/12/tafsir-ben-otheymin.html
3.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
4.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths
5.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix





#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحديث عن خرافات فلسطين
- من الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق؟ اللورد بلفور أم الرئيس ...
- خواطر لمن يعقلون – ج131
- خواطر لمن يعقلون – ج130
- خواطر لمن يعقلون – ج129
- خواطر لمن يعقلون – ج128
- خواطر لمن يعقلون – ج127
- خواطر لمن يعقلون – ج126
- خواطر لمن يعقلون – ج125
- خواطر لمن يعقلون – ج124
- لقطات من معاناتي مع أصحاب العقول المغسولة
- النّفاق العربي الإسلامي في الدّفاع عن حريّة الفلسطينيّين في ...
- على هامش كتاب -القرآن كائن حي- لمصطفى محمود -ج2
- على هامش كتاب -القرآن كائن حي- لمصطفى محمود -ج1
- إعجاز بلاغي ولغوي في القرآن أم ركاكة وثرثرة ولغو
- عن الأديان والسّخرية وحريّة التّعبير والحقيقة
- خواطر لمن يعقلون – ج123
- كلمة حول الخطاب القرآني المنافق وخرافة تجديد الخطاب الدّيني
- جولة بين خرافات عبد الدّائم كحيل في الإعجاز العلمي القرآني: ...
- خواطر لمن يعقلون – ج122


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - فلسطين: وتتواصلُ الخرافة وتتمدّد