أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الله عنتار - الصهيونية حركة استعمارية وعنصرية















المزيد.....

الصهيونية حركة استعمارية وعنصرية


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5735 - 2017 / 12 / 22 - 10:14
المحور: القضية الفلسطينية
    



الصهيونية كلمة كنعانية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى جبل صهيون في شرق مدينة القدس، ووردت هذه الكلمة في التوراة 152 مرة، وهذا يبين الخلفية الدينية للحركة الصهيونية، هدفت هذه الحركة إلى إخراج اليهود من الشتات في العالم وإقامة دولة لهم في فلسطين، ولم تكن هذه الأخيرة وحدها المطروحة، ففي سنة 1886، قام تيودور هرتزل أحد دهاقنة الحركة الصهيونية بوضع اقتراحات قدمها إلى ابريطانيا إلى جانب موريس دي هيرش لحل المشكلة وتأسيس وطن قومي لليهود سواء في الأرجنتين أو أوغندا أو فلسطين، ووقع الاختيار على فلسطين استنادا على ما ورد في التوراة، إذ نجد في سفر التكوين :《 سأعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات》سفر التكوين، الآية 18/19، كما نجد أيضا آية أخرى تقول: "هكذا قال الرب قد رجعت إلى صهيون وأسكن في وسط أورشليم فتدعى أورشليم مدينة الحق وجبل رب الجنود الجبل المقدس " . الإصحاح 8، سفر زكريا، العهد القديم، وهناك وعد إلهي لإبراهيم بالذهاب إلى أرض فلسطين في الإصحاح الثاني عشر من سفر (التكوين)" أترك أرضك وعشيرتك وبيت أبيك واذهب إلى الأرض التي أريك، فأجعل منك أمة كبيرة وأباركك وأعظم اسمك، وتكون بركة لكثيرين"، وبالتالي فالمرجعية التي استندت عليها الحركة الصهيونية هي مرجعية دينية، لذلك عملت هذه الحركة على دعوة اليهود إلى الهجرة إلى أرض فلسطين مدعية أنها أرض الأجداد والتخلص من الاضطهاد، فعقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بازل السويسرية عام 1897 ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي، فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية، ذلك من خلال تنمية استيطان العمال الزراعيين وتنمية الوعي القومي اليهودي، كما عملت الحركة الصهيونية على إشعال فتيل البروباغندا التي تحرض على كراهية اليهود في أوروبا حتى يسهل تهجيرهم مثل واقعة درايفوس، وعلى المستوى الميداني قامت الحركة الصهيونية بتأسيس البنك الأنغلوساكسوني الفلسطيني عام 1903، إذ تبرع ادوند دو روتشيلد بتقديم دعم مالي للمستعمرات التي استقرت في فلسطين و كذلك الملياردير دو هيرش في الأرجنتين .تتعدد اتجاهات الحركة الصهيونية، إنها أولا حركة استيطانية تهدف إلى تجميع اليهود وتوطينهم في فلسطين مثل حركة الهستدورت، هاغانا، شتيرن..، ثانيا تعد الصهيونية حركة تدعيمية تهدف إلى تجنيد يهود العالم في أوطانهم المختلفة وتحويلهم إلى جماعات الضغط وتقدم العون المالي، ثالثا هناك الصهيونية الدينية التي تعمل على نشر بروباغندا مفادها أن اليهود هم شعب الله المختار ومن اللازم الرجوع إلى أرض الميعاد التي وعدهم الله بها. وقد ظهرت الملامح الأولى لتحقيق هذا الوعد في سنة 1917 حينما دخل ادموند إلنبي قائد القوات البريطانية إلى مدينة القدس لأول مرة منذ أكتوبر سنة 1187 خلال الحملات الصليبية لما أخرجهم زعيم الزنكيين صلاح الدين الأيوبي، ففي سنة 1917 وعد جيمس بلفور الصهاينة بتأسيس وطن قومي لليهود، وكان عددهم لا يزيد عن 5 في المئة من مجموع السكان، وبعد الإعلان عن وعد بلفور تنامت الهجرة اليهودية. وبعد تنامي الهجرة اليهودية والاستيطان، ظهرت الثورة الفلسطينية ما بين سنتي 1936/ 1939 بقيادة عز الدين القسام، ولتكريس الأمر الواقع أسست الحركة الصهيونية جماعتين ارهابيتين مسلحتين وهما: الهاغانا واشتيرن، فتنامى الصراع بين المقاومة الفلسطينية من جهة والاحتلال البريطاني الصهيوني من جهة ثانية، الشيء الذي دفع الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة لإطلاق القرار رقم 181 القاضي بإنهاء الاستعمار البريطاني وتقسيم فلسطين إلى ثلاثة كيانات : دولة عربية، دولة يهودية، القدس وبيت لحم تحت الوصاية الدولية . لكن في الوقت الذي خرج فيه البريطانيون، هاجمت العصابات الصهيونية اشتيرن والهاغانا وهدمت أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية وتهجير 750 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى المجازر و الفظائع و أعمال النهب، وتدمير الهوية الفلسطينية بمحو الأسماء الجغرافية العربية، ومن أهم المجازر التي ارتكبها الصهاينة : مجزرة دير ياسين، وعلى الرغم مما اقترف من جرائم اعترفت أمريكا بالكيان الصهيوني ورفع علمه في الأمم المتحدة . ومن النتائج التي خلفتها حرب النكبة لسنة 1948احتلال المناطق الفلسطينية من قبل الصهاينة باستثناء الضفة الغربية وقطاع غزة، وازداد الوضع تفاقما بعد حرب 1967، إذ احتل الكيان الصهيوني كافة الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى الجولان وسيناء وهذا ما دفع الدول العربية إلى خوض حرب أخرى ويتعلق الأمر بحرب أكتوبر 1973 التي لم ينجم عنها أي انتصار، اللهم أن القوات المصرية اخترقت قناة السويس والقوات السورية اخترقت عمق الجولان، سرعان ما سيطر الكيان الصهيوني على الوضع وعادت الأمور إلى مجاريها، وقبل هزيمة 67 تأسست منظمة التحرير الفلسطينية وتبنت خيار الكفاح المسلح للرد على جرائم الاحتلال الصهيوني ومن أبرز رموزها ياسر عرفات، وبعد الهزيمة مباشرة تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومن أبرز رموزها جورج حبش، ومصطفى الزبري وأحمد سعدات وتبنت الكفاح المسلح ومن بين العمليات التي قامت بها المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني اختطاف طائرة سابينا، عملية معالوت، عملية شارع يافا...
وعلى الرغم من تنامي المقاومة الفلسطينية، إلا أن الرئيس المصري أنور السادات اتخذ قرارا انفراديا وزار القدس المحتلة وخطب في الكنيست الصهيوني ووقع اتفاقية "السلام" سميت باتفاقية كامب ديفيد مقابل استرداد شبه جزيرة سيناء دون يفكر لحظة في 15000 جندي مصري قضوا نحبهم في حرب يونيو 67، والأنكى من ذلك إن بذور الخيانة سوف تطال قيادات في منظمة التحرير الفلسطينية التي ستتخذ قرارا انفراديا وتوقع اتفاقا سريا مع الكيان المحتل سنة 1993 سمي باتفاق أوسلو، إذ اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بالكيان الصهيوني دون أن يعترف هذا الكيان بالدولة الفلسطينية، وقبلت بالمفاوضات وتخلت عن الكفاح المسلح وطالبت بالأراضي الفلسطينية في حدود 67 دون الحديث على الأقل على الأراضي الفلسطينية وفق التقسيم الذي وضعته الأمم المتحدة سنة 1947، زيادة على عدم ذكر عودة اللاجئين وقضية القدس ووقف أعمال الاستيطان في الضفة الغربية، إنها هدية من ذهب قدمتها ثلة من الخونة وعلى رأسهم عرفات للكيان الصهيوني، لقد عاش عرفات محاصرا في رام الله وممنوعا من السفر ومات مسموما في 2004، بينما استمرت الانتفاضات الجماهيرية الفلسطينية كانتفاضة 87 وانتفاضة 2000 ضد الغطرسة الصهيونية التي لا تؤمن بالسلام، اذ أمطرت غزة في 2009 بالقنابل الفسفورية الحارقة واستمرت في استيطانها وحرقها للزيتون وتدميرها للبيوت الفلسطينية وممارسة الإعدامات الجماعية التي طالت حتى ناشطين ينتمون لحركات سلمية تدافع عن الشعب الفلسطيني مثل الناشطة الأمريكية راتشيل كوري التي تصدت لعملية هدم البيوت و داست عليها بيلدوزر صهيونية سنة 2003 وقضت نحبها في الحين . وبينما نحن في 2017 ماذا تحقق جراء العملية السلمية التي باشرتها منظمة التحرير الفلسطينية مع الصهاينة منذ 93 ؟ لقد أتى قرار الرئيس الأمريكي الرامي إلى تحويل السفارة الأمريكية إلى القدس، فيكون المشروع التفاوضي مع الكيان الصهيوني قد باء بالفشل، إن هذا الكيان لا يؤمن بالسلام، وليست له حدود، إنه يحلم بدولة إسرائيل الكبرى تحقيقا لنبوءة توراتية !!
عبد الله عنتار/ الدار البيضاء/ 21 دجنبر 2017 .



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قابعون في أديم الأرض
- رحلات مغربية : مذكرات عاشقين مشردين
- ردا على بعض مريدي الزاوية المباركة!
- من تطوان إلى الناظور : 12 ساعة من الطريق اختلط فيها البرد با ...
- من تطوان إلى الناظور : 12 ساعة من الطريق اختلط فيها البرد با ...
- رحلات مغربية : جلسة مع التصوف (بحث عن الله ) . - نقطة تطوان-
- رحلات مغربية : طنجة في سطور
- رحلات مغربية : من الدار البيضاء إلى طنجة : الأم هي الجذر الذ ...
- لن يتمكنوا من إقبارنا !!
- اسم في الخلود وفعل في الشجاعة
- مشاهد من الشيخوخة
- مشاهد من المراهقة المتأخرة
- مشاهد من المراهقة
- مشاهد من الطفولة
- قد أنبعث من رمادي
- الينابيع الأولى لحب القراءة: الشمعة والكتاب
- في انتظار الأمل الذي قد يأتي
- اتيان دولا بويسي مؤولا: العبودية طوعية والحرية بيد الشعب
- بين الحب الدنجواني والحب العذري: تمرد على شريعة الزواج . قرا ...
- من مراكش إلى قلعة السراغنة : حرارة البحث عن التاريخ العميق !


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الله عنتار - الصهيونية حركة استعمارية وعنصرية