أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عواد احمد صالح - في الذكرى السابعة والثلاثين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية















المزيد.....

في الذكرى السابعة والثلاثين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية


عواد احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


ونحن في خضم الأوضاع المزرية التي يعيشها العراق اليوم وما حصل من هياج واحتقان ورود افعال عنيفة بعد تفجير مرقدي الأماميين العسكريين في سامراء .... وماحصل فيها من توتر وانكفاء نفسي نتيجة هذا العمل الأرهابي المدان بكل المقاييس الذي اساء لشعبنا العراقي برمته واوقعه في المزيد من البلبلة والحيرة والتوتر وعمق التناقضات الرجعية والثانوية حيث تطفو على سطح الأحداث تلك الظواهر المخربة والمخزية الطائفية والعرقية والمذهبية وتطغى الهويات الفرعية والثانوية على الهوية الوطنية والمشروع الوطني والأنساني الشامل بما يخدم اهداف الاحتلال واطالة امد بقائه ، وتلك خدمة مجانية يقدمها المتطرفون الدينيون من كل الأشكال والألوان للمحتل الغاصب .. لم تمنعني هذه الأحداث الأليمة ( نحن مع الشعب دائما ) من تذكر ومتابعة المهرجان الأحتفالي الذي اقيم في سوريا في ذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والذي بثته قناة الجزيرة واستمعت الى كلمات الخطباء ومنهم رئيس مؤتمر الأحزاب العربية والامين العام للحزب الشيوعي اللبناني التي تناولت مايجري في المنطقة والتي اشعرتني بالأحباط بأستثناء كلمة الرفيق نايف حواتمة التي تضمت رؤية واضحة وواقعية لما جرى ويجري على الساحة الفلسطينية والعربية والعراقية ايضا .. وايقنت ان الخطاب القومي العربي واليساري مازال مثلما كان في الستينات والسبعينات خطاب شعاري ، خطاب بيان وعواطف ومزايدات يستند في جزء كبير من رؤاه السياسية على نظرية المؤامرة دون حساب دقيق للمتغيرات الدولية والأقليمية وموازين القوى التي تغيرت كثيرا في غير صالح حركة التحرر الوطني العربية والثورة الفلسطينية .. طبعا هذا ليس معناه الأستسلام لهجوم نظام العولمة المتوحشة الأمريكي نظام الليبرالية الجديدة بل مقاومته بالطرق المناسبة والتي يفترض ان تجنب شعوب المنطقة دفع المزيد من الضحايا والدمار والخراب الذي اصابها من جراء سياسات الانظمة البرجوازية الطائشة انظمة الجمل القومية الثورية والتي مازال الشعبان العراقي والفلسطيني يدفعان يوميا من جراء نتائجها الوخيمة عشرات الضحايا الأبرياء ، هذا اذا ما ادركنا ان الأسلام السياسي بدأ يأخذ نفس الدور ويحل محل التيار القومي العربي في رفع الشعارات المزايدة عن المقاومة والجهاد ومواجهة الصهيونية والأمبريالية ويدفع بالجماهير العربية في اتون محارق جديدة وصراعات جانبية مذهبية وطائفية لن تؤدي الا الى المزيد من الأنقسام والتشتت وما يحصل الآن في العراق والمنطقة العربية لايخرج عن هذه الصورة ...
لقد عانت الجماهير العربية سواء في فلسطين او العراق او لبنان ودفعت الشهداء والتضحيات وتحملت اعباء الأفقار والعوز والحرمان وقمع الأنظمة الظالمة تحت شعارات العروبة والقومية وتحرير فلسطين .. ولم يعد لها في القوس من منزع كما يقال .. وعلى الساسة ان يتجهوا الآن الى حلول واقعية لمشاكل المنطقة تجنبنا المزيد مما نحن فيه من ويلات ومعانات .وكما اشار الرفيق حواتمة لابد من السير عل طريق الدقرطة واشراك جميع القوى السياسية في العملية الديمقراطية بناء على برنامج قواسم مشتركة وطني ديمقراطي يحترم الحريات والحقوق المدنية للجماهير ويدفع بأتجاه الخلاص من الاحتلال سواء في فلسطين او العراق طبعا بحسبان خصوصيات كل بلد واوضاعه ومكوناته الأجتماعية . هذا بأختصار شديد هو برنامج الحد الأدنى للرؤية اليسارية والديمقراطية في المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة والعالم .. وهو برنامج واقعي يرتكز على تشخيص دقيق للمتغيرات وموازين القوى .
ونعود الى استذكار حيثيات انطلاقة الجبهة الديمقراطية ، ففي غمار موجة التجذر والحماس القومي التي اعقبت هزيمة حزيران 1967 ،انطلقت المقاومة الفلسطينية وكانت بمثابة رد الجماهير الفلسطينية والعربية على الهزيمة المذلة للأنظمة أمام دولة اسرائيل المدعومة من الأمبريالية وقد مثلت المقاومة الفلسطينية في حينها المحور الأعظم للثورة العربية وقد شكل ظهور يسار المقاومة ممثلا بـ (الجبهة الديمقراطية ) في 21-2- 1969 "حدثا لايقل أهمية عن ظهور المقاومة نفسها" ..كان السياق التاريخي لولادة المقاومة واليسار الثوري الفلسطيني هو سياق صعود المد اليساري في العالم وحركات التحرر القومي والوطني في السبعينات الذي هو حلقة في مسلسل نضال الأمم المظلومة والمستعمرة في سبيل تحررها وتأكيد حقها المشروع في تقرير المصير واقامة الكيان القومي المستقل ، وفي سياق نضالها تدخل الحركات الوطنية والقومية للأمم والشعوب المضطهدة في تناقض وتعارض صارخ مع الأمبريالية والأستعمار الصهيوني الأستيطاني كما حدث في فلسطين وبالتالي لن تستكمل شروط تقدمها ونجاحها التاريخية الا بتحولها الى ثورة اجتماعية جذرية تعبر عن مصالح اوسع تحالف شعبي وجماهيري من العمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة بكافة شرائحها وحتي بمشاركة قطاع هام من البرجوازية الوطنية ، ذلك هو المضمون الاجتماعي والتاريخي الذي حاولت ان تعبر عنه الثورة الفلسطينية ويسارها الثوري الجبهة الديمقراطية ، وكانت تمثل بداية رائدة لمشروع الثورة العربية ( القومية اطارا والاممية مضمونا ) كما سماها العفيف الأخضر آنذاك ، لكن تغير موازين القوى لصالح اسرائيل والأمبريالية نتيجة اولا لعجز البرجوازية الحاكمة العربية عن مواصلة طريق التحرر الوطني الى النهاية وضعف التضامن والموقف الأممي وعدم جدية البيروقراطية السوفييتية عن توفير الدعم السياسي والمادي ادى الى تراجع القوى التحررية واليسارية خاصة بعد حرب تشرين عام 1973 ، التي قوضت البعد القومي للقضية الفلسطينية وفتحت باب الحلول القطرية الجزئية وشكلت بالتالي ضغطا هائلا باتجاه تمرير مشاريع الحلول الجزئية ، كما ادت الحرب العراقية الأيرانية التي خاضها نظام صدام الديكتاتوري الى هدر وتبديد طاقات العراق وتمزيق الامة العربية وادخالها في اتون صراعات جانبية مما الحق افدح الأضرار بالقضية الفلسطينية ، وفي عقد الثمانينات تلقت المقاومة ضربة قاصمة اثناء الغزو الصهيوني للبنان عام 1983 اخرجها من دائرة الصراع المباشر مع الدولة الصهيونية في ظل صمت عربي يشبه صمت القبور وفرض عليها غربة جديدة ومواقع شتات جديدة ومواقف سياسية جديدة نجم عنها مشاريع واتفاقيات اوسلو ومدريد التي لم ينفذ منها الا النزر اليسير .
واليوم ونحن نستذكر انطلاقة الجبهة الديمقراطية وفي سياق الظرف الدولي الجديد ، لابد ان نستوعب دروس الماضي القريب خاصة ، حيث ان المرحلة الحالية عالميا وضعت امام قوى اليسار الثوري رهان جديد بعد ان مرت الحركة بفترة تراجع نسبي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي : وهو ان الديمقراطية والمساواة والعدالة والحرية والحقوق المدنية وضرورة الغاء الطبقات وتحرير الأنسان من الاستغلال ومن هيمنة الخرافات والأفكار الرجعية التي تسعى الى تحقيقها القوى الثورية عربيا وعالميا ،اصبحت اكثر اهمية وضرورة مع اتساع رقعة الصراعات والحروب الأمبريالية التي تقودها امريكا في عصر العولمة المتوحشة وتنامي الفوارق بين الدول الغنية والفقيرة واحتدام الصراعات الدينية والقومية وانبعاث اشد الأفكار رجعية وظلامية وهيمنة الخرافات والجهل على قطاعات واسعة من البشرية وبذلك تعمقت حدة التمايز الطبقي والاجتماعي بين أغنياء وفقراء العالم واتسع نطاق الظلم الاجتماعي واضطهاد النساء والشباب وتعمق الأتجاه الأمبريالي الهادف الى تقويض ومصادرة استقلال الشعوب الصغيرة والضعيفة ووضعها تحت اطار الوصاية والهيمنة الأمريكية . لهذا لابد للقوى المناضلة الفلسطينية والعربية من ضرورة التوحد والتضامن والتنسيق وتجديد الأطر السياسية والتمسك بثوابت النظرية الثورية وصياغة برنامج ديمقراطي ذو مضامين اجتماعية وطبقية في سياق مراجعة ونقد ذاتي ورؤية واقعية متجاوزة ..
تحية للجبهة الديمقراطية في انطلاقتها السابعة والثلاثين
وعاش نضال الشعب الفلسطيني من اجل حقوقة الوطنية المشروعة
والى الأمام من اجل ثورة اشتراكية اممية شاملة ...

24 –2 – 2006



#عواد_احمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبات آدم
- بعد فوز حماس : ما هو مستقبل التغيير الديمقراطي في المنطقة ال ...
- خريف السلالات
- حول أسباب سقوط الاتحاد السوفياتي وجذور الإصلاحية في الحركة ا ...
- اصقاع خربة
- الصفات لك ايها الفجر المورق
- مطلب الفيدرالية : بين فيدرالية كردستان وفيدرالية الجنوب
- الحقائق التي افرزتها الأنتخابات العراقية
- الحقائق التي افرزتها الانتخابات
- القائمة العراقية الوطنية ضمانة لترسيخ الديمقراطية ووضعها في ...
- لمناسبة الذكرى 88 لثورة اكتوبر الأشتراكية العظمى: بعض الدروس ...
- اشكالية الديموقراطية والأصلاح السياسي في العالم العربي
- اطلس الجرائق
- تاريخ الحزب الشيوعي العراقي هو تاريخ المساومات والمراهنات ال ...
- غريب مثواك ايها البؤس
- ثقافة الاستبداد تأطير الحلم وتهميش الوعي
- لنعمل على اسقاط الدستور الطائفي الرجعي
- الماركسية النظرية الثورية لتحرير الطبقة العاملة اهميتها وضرو ...
- مأزق قوى اليسار والديمقراطية في العراق
- اين نحن وما هو خطنا السياسي ؟


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عواد احمد صالح - في الذكرى السابعة والثلاثين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية