أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أهمية الفانتازيا في قصة -عرس في مقبرة- علي السباعي














المزيد.....

أهمية الفانتازيا في قصة -عرس في مقبرة- علي السباعي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5689 - 2017 / 11 / 5 - 20:53
المحور: الادب والفن
    


أهمية الفانتازيا في قصة
"عرس في مقبرة"
علي السباعي
الموضوع القاسي والصعب لا بد من إيجاد طريقة/شكل مناسب لتمريره للقارئ، خاصة إذا ما أصبحت حالة الألم والقسوة يعاني منها غالبية المجتمع، وكلنا يعلم حجم الخراب والموت التي تفشى في دولنا بعد احتلال العراق من قبل المتحل الأمريكي، من هنا كان لا بد من إيجاد مخرج ما، يحدثنا عما أصابنا، وبما أننا نعزف عن سماع أو قراءة كل ما يتعلق بالألم أو بالموت فكان على القاص "علي السباعي" البحث عن مخرج يخرجه من هذه المعضلة، فختار لنا الفنتازيا، ليقدم لنا ما يحمله من ألم وسواد، فهذا اللون من الأدب ينسجم مع الواقع المجنون، فحجم الخراب المادي والإنساني لم يعد يحتمل، فكان لا بد من تناوله بطريقة تتناسب معه، لهذا نقول كان القاص موفق تماما في استخدامه هذا الشكل من الأدب.
وإذا ما توقفنا عند العنوان "عرس في مقبرة" يبدو لنا عنوان مجنون غير منطقي ولا واقعي، فما هو هذا العرس الذي يحصل في المقبرة؟، لكن إذا ما عرفنا أن هناك فانتازيا في القصة، يمكننا أن نتأكد بأن "علي السباعي" اختار العنوان بعناية فائقة، لكي يمرر أفكاره لنا، وهذا يحسب له.
أما بخصوص اللغة التي استخدمها القاص فهي لغة أدبية تسهم في تخفيف من حدة المشاهد القاسية والصعبة، فنجد العديد من هذه الصورة الأدبية كما هو الحال في هذه الصورة: " تستفيق عيون الفجر، تدعك عيونها بأياد من برد الصباح، يتثاءب الفجر ندياً، يطالعني وجهها مغرداً بالفرحة، يداها تعملان على قرع الطبول" فرغم أن هناك كم هائل من السواد في القصة إلا أننا نجد القاص يخفف علينا كلما وجد هناك مجال/فسحة يستطيع من خلالها تهدئة الأجواء السوداء، فمثل هذه الصور بالتأكيد تعطي المتلقي شيء من الفرح والسكون.
لكن لنستمع كيف يستخدم القاص لغة السواد: " حاولت استرجاع جرأتي، لم أفلح، نقلت بصري بينها وبين الهياكل العظمية، الجماجم التي تحدق بي بمحاجرها الفارغة كأنها صقيع بارد يجمد الأجساد فلا تبقى سوى النظرات البليدة، ارتفعت القعقعة تصدر من حولي تزعزع يقيني بما أشاهد، تحسست وجهي، قرصت يدي بقوة تأكدت أنني لم أكن أحلم، والشمس بانحدارها نحو الغروب تترك صبغتها الحمراء كالدم تعتمر بها قمم القبور، لم يبق بداخلي جزء إلا وارتجف، راح جسدي يتصبب عرقاً غزيراً، داهمني شعور بأن نذير شؤم ستحمله الساعات القادمة،" رغم السواد والقتامة في هذا المشهد إلا أن طريقة تقديمه والتي جاءت لتبين لنا عما يحمله "البطل" من مشاعر تجمع بين الخوف والدهشة جعل المشهد مقبولا من المتلقي، وهذا الشكل من التقديم ينم على مقدرة القاص على اختيار الأسلوب المناسب لتقديم موضوع صعب وقاس.
أما في فيما يتعلق بالفانتازيا فهناك العديد من المشاهد والحوارات التي تدور بين البطل و "" جاءت بشكل يتجاوز العقل والمنطق، مثل هذا المشهد: "ارتدى الليل ثوبه الجنائزي الأسود، اكتست القبور بظلام أب الحالك، نظرت ذاهلاً، مندهشاً من المرأة، طلبت علبة ثقاب، أعطيتها ما طلبت انبعث الضوء راجفاً بوهن بدد ظلمة أب، استطعت فيها مشاهدة وجهها المتغضن تعباً، هامت تزرع النيران في محاجر العيون، كأنها فلاح يوزع شتلات الرز في أرض منقوعة بالمياه، تضيء جميع الشموع داخل المحاجر، انتشر النور قادماً من عصور سحيقة، موحشة، ليملأ المكان برائحة الشمع والجماجم المحترقة" وإذا ما توقفنا عند هذه المشهد نجد فيه صورة أدبية رغم سوادها، ونجد فيه مشاعر الإنسان المرتبك والمذهول، وهذا يقدم المتلقي من القصة ويجعله يتقدم من القصة أكثر، لأن طريقة التقديم كانت تحمل التشويق والإثارة معا، وهذا ما يدفع القارئ إلى التماهي مع القصة لمعرفة ما سيكون عليه مصير هذا العرس الجنائزي.
أما فيما يتعلق بالحوار الدائر بين البطل و"تاجية" فهو حوار يتراوح بين المد والجزر، أحيانا تكون الغلبة المنطقية لها، وأحيانا له: " قلت مستفهماً بقسوة:
-أسعيدة أنت بضوء الشموع؟
تقول بلهجة مستهزئة:
-قل لي بربك! عمرك كله شاهدت فيه عروساً حزينة يوم زفافها -يوم سعدها- اليوم الوحيد في حياتها الأكثر سعادة!
أغاظني كلامها، قلت لها:
-عن أي زفاف تتحدثين؟ وأين الزوج المزعوم؟ ومن سيرضى بك زوجة له؟ من..؟" حالة الصراع وعدم التوافق تجذب المتلقي وتجعله يتبع ما ستكون عليه نهايته، فالمشاهد والصور والحوارات والأحداث كلها تحمل الإثارة والدهشة، لهذا سيكون على القارئ العمل على معرفة ما ستؤول إليه الأحداث القصة.
ولكي يكون القارئ أكثر اطلاعا هذا النوع من الأشكال الأدبية نقدم له الرابط الذي نشرت عليه القصة :
http://www.alnoor.se/article.asp?id=328490



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختزال في حكم خالد سليم الخزاعلة
- الأم الفلسطينية في رواية -الأم الاجيوس/حكاية فاطمة- نافذ الر ...
- محاورات الأموات في رواية -سارة حمدان- ماجد أبو غوش
- المرأة في رواية -عسل الملكات- ماجد أبو غوش
- مناقشة ديوان (طفل الكرز) لعدلي شما في دار الفاروق
- أدوات الصدمة في قصيدة -أبي- جاسر البزور
- الابعاد الثلاثة في قصيدة -خيمة الغريب- عبد الله عيسى
- النص المطلق في قصيدة -جميلة أنت- موسى أبو غليو
- عندما نواجه الواقع في قصيدة -بلادي- موسى أبو غليون
- مدخل إلى قصائد -عمار خليل- -على جسدي-
- الموت في مجموعة -عندما تبكي الألوان- زين العابدين الحسيني
- مناقشة مختارات للشاعر مريد البرغوثي
- التقديم والفواتح البيضاء في -قصائد مختارة- مريد البرغوثي
- الأسئلة في قصيدة -ضحكات الثعلب- محمود السرساوي
- التقديم الناعم في رواية -عري الذاكرة- أسعد الأسعد
- المثقف/السياسي في مجموعة -عصفور للريح- صلاح صلاح
- اللجنة الثقافية في دار الفاروق للثقافة والنشر تناقش مجموعة - ...
- الشاعر في ديوان -مطر سري- زهير أبو شايب
- هذا هو الفرح
- الفكاهة أدبية والاسطورة في ومضات ريتا عودة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أهمية الفانتازيا في قصة -عرس في مقبرة- علي السباعي