|
بنكيران ينسف بروج الدكاترة والمحليين العاجية
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 5677 - 2017 / 10 / 23 - 05:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بنكيران ينسف بروج الدكاترة والمحليين العاجية ************************************** ترى حنا أرندت أن الاكتفاء بترويج المفاهيم والاجتهادات ، توفر ملجأ مريحا للعازفين عن البحث والتعب وبذل الجهود الذهنية لاكتاف ما يمور به الواقع . الكاتبة لم تقل كل هذا ، لكن استقراء ما يخبئه خطابها يجر الى مثل هذا الاستنتاج . وبذلك فان معظم ما ينتجه محللو السلوك والفل السياسيين بالمغرب لا يعدو لوكا لكلام فارغ ، يعمي أكثر ما يفتح البصائر ، ويحرف الوجهة عوض تعيينها والتدليل عليها .كيف ذلك ؟ ، لدينا شاهد اثبات قوي ، هو خرجة السيد عبد الاله بنكيران بتاريخ 21-10-2017 .لندخل الى صلب الموضوع . كثيرون من انبرى للدفاع عن بنكيران أيام طاووسيته ، منهم من توشح بصفة محلل سياسي ، وآخرون لبسوا وزرة المؤرخ ، وبعضهم استعذب سمة المحلل . كنا نحن هؤلاء الشرذمة المتنطعة نحاول أن نعارضهم ، ونضع النقط على الحروف ، ونصف الأشياء حسب طبيعتها ووظيفتها . كيف لا والدستور واضح ، وسياق العمل السياسي المؤسساتي سلس لا تشوبه أي شائبة . ومراكز القوة بادية للعيان . كما أن تاريخ السياسة ، وتفاعلاتها اليومية وتحولاتها السياقية يمكن أن تفيدنا في تكوين وتأسيس ثقافة سياسية تقينا شر السقوط في الابتذال التحليلي أو الوصفي او التفكيكي . فالسياسة منذ أرسطو الى يومنا هذا ، لم تخرج عن كونها تدبير شؤون الأمة ، وهي الى ذلك صراع حول النفوذ ، المالي والرمزي . لكنه صراع ارادات . وبما أنه كذلك-صراع ارادات- فان انعكاس تنافسية هذا الصراع تتجلى في تنوع البرامج السياسية ، والسباق نحو تنفيذ الأصلح منها ، ولو بنسب بسيطة . وما دون ذلك فانه لا يعدو سيطرة واستئسادا، او بلغة سياسية ، استبدادا وتوليتارية . أي هيمنة مطلقة لشخص متفرد ، ينيط تدبير الحال والمآل الى مخلصيه ومريديه ومنتجبيه . منذ الخرجات الأولى لبنكيران ، وبعد ضعفه أمام قوة وجبروت سيطايل ظهر جليا أن الحكومة فاقدة للارادة . أدرك بنكيران بحسه السياسي الانتهازي حدود قوته أمام هيمنة مطلقة لأصدقاء الملك على الفعل والمبادرة السياسية . وبعد بالوناته التجريبية المتجلية في محاولة النيل من مستشاري الملك ، بعدما مهدت له حركة 20 فبراير الطريق ، ادرك بجلاء وبوضوح أن مربع الملك لا يقربه الا فئة ، هو نفسه للآن يجهل شروط الانتماء اليه . مادام قد صنع ما لم يصنعه الاخرون من محاولات التذلل والانصياع والانبطاح الكلي تحت أهداب جلالته . لكن وبرغم لغته الانبطاحية كان البعض منا يندهش لسقوط مجموعة من المحللين ، وهم للتذكير دكاترة ، وأساتذة جامعيين ، في لغة الخشب . حيث أسندوا لبنكيران أدوارا لم يلعبها ، ونعتوه بنعوت لم يصنعها ، ولقبوه بألقاب لم يسع اليها . كيف سقط دكاترتنا ومحللونا في هذا الشرك ؟. لماذا لم يحاولوا بحسهم النقدي ، وانخراطهم اليومي في قراءة المتون السياسية ، وجريهم وراء تحليلات هيوم ، أو برودون ، أو روسو ، أو هوبز ، أو حنا أرندت ...وغيرهم ، والانتقال من الأنساق السياسية التبريرية ، والتاريخية ، التجريدية والعملية . من تاريخ السياسة ، الى سياسة التاريخ ، ومن الفكر الماركسي بعد الفكر السياسي الكلاسيكي ،الى الفكر ما بعد الحداثي . من سوسيولوجية السياسة ، الى سياسة السوسيولوجيا . من بورديو الى بورديار الى ريجيس دوبريه . جبال من الأسماء ، وبحور من التحاليل ، لن تعينك فقط على الاستدال والتتبع والافتحاص والاستقراء ، بل تمنحك أدوات التأسيس والبذر والتمكين .لكن بنكيران شكل لديهم فخا كبيرا ،ر غم سذاجته السياسية ، وقلة عتاده السياسي ، وضحالة مصطلحاته وخطابه السياسي . انبروا لتصويره كمنقذ ومخلص لفوضى ونكوصية السياسة بالمغرب ، وجعلوه ندا لقوة وحيدة وواحدة ، هي قوة الملك . دافعوا عنه ، وبرروا مواقفه السخيفة ، وبحثوا له عن مبررات لا أساس لها ، وجعلوا له مسانيد خاوية . وها هو اليوم يجيبهم بعظمة لسانه . لم أكن أملك من امري شيئا . ان أنبل مهمة للمحلل السياسي هي ان يعمل على افهام الناس مدارات السياسة ورهاناتها ، ويدلهم على ادواتها وآلياتها للاشتغال القويم والراشد حول مآلاتها وغاياتها ، بتمكينهم من تقنيات وظائفها . أما أن يعمد المحلل الى تعمية الرأي العام ، وتحريف بوصلته ، وجرفه الى اتون هاوية لا صعود منها ، فذاك ما صنعه المحلل السياسي المغربي . وهنا طبعا لا أشير البتة الى محللي قنوات الصرف الصحي ن فهؤلاء شر خلق الله . بل احيل هنا الى تلك النخبة الجانحة الى صف الحداثيين واليساريين ، باعتبارها ، نخبة متفتحة ومستقلة ومتنورة ، كما يدعون . وها هو بنكيران يردهم على أعقابهم خائبين . ويعترف انه لم يكن شئا مذكورا ، حتى مرؤوسيه كانوا يتجهالونه ولا يعيرونه اهتماما . كلنا طبعا نتذكر حادثة سطور وزير الفلاحة على ميزانية احد البرامج التنموية المتعلقة بالقعالم القروي ، والتي كانت من اختصاص بنكيران الاداري .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقارنة عابرة بين ديمقراطية الكيان الصهيوني وبين ديمقراطية ال
...
-
أزمة الثقافة في طنجة ، هل من منقذ ؟
-
خطاب الملك بين التفكك والسمو
-
مرحلة الجثث المتحركة ...السياسة بالمغرب الآن
-
وأخيرا السعودية تهرول نحو روسيا
-
بين الاستقلال والانفصال والمطالب الاجتماعية البحثة
-
حزب الاستقلال وحرب الصحون
-
أفلح قوم ولوا امرأة وذل قوم ولوا رجالا
-
خيانة فقهاء الدين للأمة
-
مقارنة بين استفتاءين وحراك الريف
-
خطاب ثورة الملك والشعب والعودة الى الأدغال
-
خطاب ثورة الملك والشعب ، هل يفعلها ؟
-
خطاب العرش 2017 ، والمفارقات الظاهرة والباطنة
-
الأبعاد الجيوستراتيجية لحراك الريف
-
القبطان مصطفى أديب يدخل أسبوعه الثالث في الاضراب عن الطعام
-
عري
-
الثورة وضرورة المرافقة التنويرية
-
أردوغان ديكتاتورية أم براغماتية متطرفة؟
-
ماذا بعد زيارة وزير الخارجية الكويتي لطهران ؟
-
الأمم المتحدة تصل الى نهايتها
المزيد.....
-
لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار
...
-
حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب
...
-
جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي
...
-
السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي
...
-
قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل
...
-
-يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في
...
-
-تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن
...
-
الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود
...
-
-بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز
...
-
هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|