أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - زوزان خلف - أهمية التعليم لتمكين الفتيات النازحات














المزيد.....

أهمية التعليم لتمكين الفتيات النازحات


زوزان خلف

الحوار المتمدن-العدد: 5581 - 2017 / 7 / 14 - 18:49
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يعتبر التعليم من أهم السبل التي يتم من خلالها تحقيق الاستقرار في البلدان التي تعيش في حالة حرب، ويعيد الأمل والمرونة للنازحين الذين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم، ويساعدهم في توفير الأدوات الضرورية اللازمة لبناء مجتمع أكثر أمناً وعدالة، و التعليم المقدم للنازحين يختلف عن التعليم المقدم في أوقات السلم حيث يجب أن يكون جزءاً أساسياً من عملية وضع البرامج والخطط للتعامل مع النازحين، ويجب بذل كل جهد ممكن لإنشاء البرامج التعليمية ففي الفترة الأولى من النزوح يمكن أن يكون التعليم المقدم نوعاً من اللعب المنظم بحيث يعطي الأطفال إحساساً بالانتظام والروتين اليومي، ويمكن استغلال أي مأوى متاح كفصل مؤقت وذلك لإشغال الطفل وإشراكه في الأنشطة المنظمة، لتنظيم الأطفال ومتابعة وضعهم ضماناً لمراعاة حقوقهم فالنزوح يصعب من الحصول على المعلومات الخاصة بمدى حصول الأطفال على الخدمات الأساسية أو العكس، ويساعد التعليم أيضاً على حماية الأطفال من التجنيد كمحاربين عن طريق المناهج التي تعلمهم حل الصراعات دون اللجوء إلى العنف وتشجعهم على بناء السلام إلا أنه يجب الحذر فالمدارس نفسها قد تكون أهدافاً محتملة لأنشطة التجنيد التي تقوم بها الجماعات المسلحة لذلك يجب اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تسييس التعليم.
وتأخذ مشكلة النزوح صورة أكثر تعقيداً بالنسبة للفتيات حيث تتسبب في ابتعاد الكثير من الفتيات عن التعليم بشكل يحولهن إلى أميات لا يعرفن حتى المبادئ الأساسية للقراءة والكتابة ولا مهارات الحياة الأساسية، ولأن التوترات والضغوط السائدة في مخيمات اللاجئين تزيد من احتمالات تعرضهن للعنف الأسري، وقد تضطر الفتيات اللاتي فقدن آباءهن إلى رعاية إخوتهن الصغار وإعالتهم وقد يضطرهن الفقر الشديد وقلة الفرص الاقتصادية إلى العمل بالدعارة ويجعلهن معرضات للانتهاك حتى على أيدي المسؤولين عن حمايتهم، لذلك لابد من التعامل مع هذه القضية بوضع البرامج والخطط التعليمية وتوفير خدمات محو الامية والمهارات الأساسية للحياة من أجل النساء والفتيات الصغيرات في المخيمات ، وجدير بالذكر أن التعليم يمكن أن يمنح الفتيات قدراً كبيراً من الثقة والاعتزاز بالنفس، كما يكسبهن المعرفة العلمية بشأن الصحة العامة والرعاية الصحية ويزيد من فرصتهن في السعي لاكتساب الرزق، بينما يقلل من إمكانية تعرضهن للاستغلال، وبالرغم من أهمية التعليم إلا أن فتاة واحدة فقط من كل عشر فتيات لاجئات تلتحق بالتعليم، وهو معدل أقل بكثير من معدل التحاق الفتية بالتعليم، فغالباً ما تظل الفتيات في المنزل للقيام بالأعباء المنزلية، وقد يخشى آباؤهن على سلامتهن في سيرهن إلى الفصل الدراسي والعودة منه، وإذا لم يكن الآباء قادرين على إرسال كل أبنائهم إلى المدرسة فالاحتمال الأكبر هو استبعاد الفتيات عن التعليم، كما أن بعض الممارسات الثقافية مثل الزواج المبكر قد تقف عقبة في طريق تعليم الفتيات، ففي سوريا مثلاً تم تزويج فتيات لا تتجاوز أعمارهن 12 عاماً في مخيم اللاجئين، وقد تلقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بلاغات عن أكثر من 4000 حالة اغتصاب بين الفتيات الصغيرات.
كيف يمكن أن تلعب الفتيات النازحات أدواراً إيجابية وفاعلة في الواقع الراهن، بالرغم من الألم والمعاناة والقهر والعنف والتشريد والظروف القاسية التي تجتاح بلدانها لتحسين واقع بلادهنّ وتحقيق السلام فيها ..؟
يجب أن تتعاون الجمعيات والمنظمات الدولية والمحلية المهتمة بحقوق الطفل والهادفة لحماية المرأة لوضع برامج تعليمية تتعامل مع ما يمكن أن تتعرض له الفتيات النازحات من استغلال وانتهاك وحرمان وجميع الأمور الباعثة للقلق، وخلق بيئة تشجع على مشاركة الفتيات في الأنشطة التي توعيهن بحقوقهن، وتمكنها من بناء قدراتها المعرفية والعلمية لتعزيز دورها الفاعل في بناء المجتمع لتتمكن من مساعدة نفسها وغيرها من النازحين وترفع الوعي بخصوص آثار العنف والسلاح في مجتمعهنّ، حيث أن معظم الفتيات هن صانعات سلام وبُناة سلام بطبيعتهن، لكونهن يمتلكن فطرياً عاطفة الأمومة التي تفيض بقِيَم المحبة والعطاء والسلام والتسامح، ولأنهن من جانبٍ آخر الأكثر تضرّراً من أثر ونتائج الحروب والصراعات، وهذا يجعلهنّ أكثر ميلاً في تحقيق ونشر السلام. وقد أكدت بعض الدراسات والأبحاث بأن المجتمعات تميل أكثر للسلام بازدياد نسبة تمثيل الإناث القياديات في مواقع صنع القرار.



#زوزان_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأثر النفسي للنزوح على الأطفال النازحين من الحروب
- تشتت الأطفال بين التعليم و العمل في المناطق الكردية بسوريا
- أسباب استغلال الأطفال في التنظيمات الإرهابية و آثارها النفسي ...
- الانعكاسات النفسية للحروب على شخصية الأطفال
- أثر غياب التعليم في سوريا على التحاق الأطفال بالجماعات المسل ...
- كيفية التعامل مع مخاوف الأطفال من الإرهاب و الحروب ..
- الدمج الاجتماعي للأطفال المجندين في التنظيمات الإرهابية


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - زوزان خلف - أهمية التعليم لتمكين الفتيات النازحات