أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - حول اشكالية تقدم ام عدم تقدم المجتمعات , محاولة للفهم














المزيد.....

حول اشكالية تقدم ام عدم تقدم المجتمعات , محاولة للفهم


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 19:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقيت مرة بمدرسة رياضيات طليانية .قلت, قلما التقى بمدرسة رياضيات.قالت, يوجد لكن الرجال سيطروا على هذا العلم لفترة طويلة.قلت ,على الاعتراف ان الرياضيات لم تكن يوما موضوعى المفضل .لكنى اسمحى لى ان اسال الى اى حد اثرت دراستك للرياضيات فى صوغ قرارات عقلانية فى حياتك اليومية .قالت لا اعرف اى الى حد, و اظن انى لدى جوانب عاطفية ايضا .قلت هل الجانب العاطفى القوى لديك بحكم بيولوجيا المراة.قالت لا اعتقد ان الموضوع له علاقة بالشخص رجلا كان ام امراة.قلت لن اعقب على هذا الراى لانى اعرف ان له تعقيدات تتداخل فيها الطبيعة (اى البيولوجيا و هى مسالة موضوعية ) و الثقافة ( اى المعطى الذى يتربى عليه الانسان) لكن الا تظنى ان هناك علاقة هذا بالثقافة .قالت لربما ..لكن عندنا فى ايطاليا فروق واسعة بين الشمال و الجنوب .الشمال متقدم صناعيا و الجنوب لم يزل مجتمعا زراعيا تقليديا .
.انتهى الحديث عند هذا الحد بسبب تغير موضوع الحديث .لكن اشكالية الفروقات الشاسعة بين الشمال و الجنوب الايطالى ظلت فى ذهنى.خاصة انه لدى خبرة فى دراسات الثقافات .و اليات عملها و فى نزهتى التقيلدية فى الغابة سالت نفسى هذا السؤال, ما الذى يجعل الشمال الايطالى يختلف جوهريا عن الجنوب .قلت فى نفسى الشمال كاثوليكى مثل الجنوب اى المنظومة القيمة واحدة او متشابه .لو كان الشمال بروتستانتى مثلا لطبقت عليه نظرية ماكس ويبر.و لعرفت السبب فورا .لكن الامر ليس هكذا, و لا بد من اسباب اخرى.فكرت بسبب اخر الا و هو قرب الشمال من الفضاء الجرمانى اى النمسا و المانيا و قلت فى نفسى لعل هناك تاثيرات من الفضاء الجرمانى اثرت فيه الى حد ما .ثم فكرت فى ان الرينيسانس اى عصر النهضة الاوروبى انطلق من شمالى ايطاليا .معنى هذا بذور التقدم موجوده هناك من العصور الوسطى .و هذا ايضا قد يكون له علاقة بتقدم الشمال و بت شبه واثق بصلة هذا الامر بالتقدم .حينها فكرت ان اغير المقاربة و ان انطلق من الجنوب .

.اول ما خطر على بالى هو ان الهجرة الى امريكا كانت من الجنوب الايطالى .و لما كانت الهجرة متواصلة خاصة من اصحاب الكفاءات لا بد ان هذا الامر قد استنزف المجتمع و منع امكانية تطور او نهوض مجتمعى حيث بقيت الحياة تعتمد على الزراعة التى تؤمن الحد الادنى من البقاء لكنها لا تسمح بامكانية تطور راسمالى يفتح المجال لنهضة صناعية .

ثم فكرت فى عامل هام و هو سيطرة الثقافة التقليدية على الجنوب الزراعى .و انا اتحدث هنا عن الثقافة التى لم تزل اسيرة الفكر القدرى و المعجزات الخ التى تمنع او تحول دون فتح افاق تسمح بتحولات مجتمعية كبيرة.
و لما التقيت جارى الطليانى قلت له حصيلة افكارى.كنت سعيدا انه وافقنى فى راى, و اضاف عاملا اخر ان نسبة كبيرة من اهل الجنوب يعملون موظفين فى القطاع العام .و ثقافة الوظيفة العمومية كما يقولون فى بلاد المغرب ,غالبا ما تقدم للمرء نوع من الطمانينية .بحيث انها تلعب دورا ما فى عدم السماح بنمو ثقافة طموح واسعة, تساهم فى تغيير القيم المجتمعية من قيم الاكتفاء بما هو موجود الى قيم القفز بالمجتمع بخطوات اكبر.و قد تذكرت ما كان يقوله اب فلسطينى فى القرية لابنه الذى كان طموحه اكبر من ان يعمل مدرسا فى مدرسة القرية .كان الوالد يقول( قطارة ثابتة و لا بحر هائج) ( اى غير مضمون العواقب ).واظن ان هذا المثل يعكس ثقافة الجنوب الايطالى الى حد ما و ربما يعكس ايضا نمط تفكير المجتمعات التقليدية الامر الذى يفسر ضعف قيم التنمية فى تلك المجتمعات.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هموم اسيوية!
- يا على نحن اهل الجنوب!
- الصراع فى المنطقة الان هو فى الجوهر هو صراع حضارى بين المشرق ...
- حول المجموعة الشعرية (فلسطين فى القلب )
- بين الانثروبولوجيا و الايديولوجيا
- معركة تغيير العقول معركة طويلة لا تنتهى بجيل واحد
- لا مناص من الاشتغال على منطقة الوعى
- القاتل الحقيقى! انى اتهم
- اشخاص يبدعون افكارا فى عالم متصارع!
- • عن لامارتين و العصر الرومانسى!
- عن الثقافة و صناعة العقل !
- اخر حدائق القرنفل
- صيف هندى !
- انه صراع حضارى بالدرجة الاولى
- روح الشعب و الذاكرة الجماعية
- لماذا يكتب الادباء العرب فى الغرب بلغات اجنبية؟
- فى بحر الحياة!
- بين وجهات نظر
- نحو مراجعات حقيقيه لنكبة فلسطين عام 1948
- حول الثقافة ادوارد سعيد مثالا


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - حول اشكالية تقدم ام عدم تقدم المجتمعات , محاولة للفهم