أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - فتى وفتاة سكايب














المزيد.....

فتى وفتاة سكايب


هبة الله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5549 - 2017 / 6 / 12 - 07:05
المحور: المجتمع المدني
    


خديعة نعيشها خلف أزرار الحاسوب..

كم من الوقت يلزم؟ لنفهم أننا نضيّع أثمن أوقات حياتنا مع أشخاصٍ يتسلون بنا من وراءِ المسافات بحجة التعارف الذي يتكرر بشكل مهووس على شبكات التواصل الاجتماعي في كل يوم.. كل ساعة.. كل دقيقة.

ويمضي الزمنُ عابثاً بحياتنا مهدماً لآمال وعنفوان الشباب المستلقي خلف الشاشات، يوشك أن ينام نومة لا يقوم منها، فمن منا لم يمر بهذه التجربة عشرات المرات ولا يزال يعيدها الكرة وراء الكرة غير متعلمٍ من أخطائه وسلوكه، وبنفس الأسلوب وبنفس الصدق أو الكذب وبنفس الهدف (الحب).

الحب الذي ينشأ بين الطرفين سواء على سكايب أو فيسبوك، الفايبر أو الواتس آب، والذي يكرس كل فتى وفتاة نصف وقته وطاقاته لتسلم الجائزة وهي اللقاء، وقد تمضي ستة أو سبعة أشهر قبل أن يكتشف أحدهما كذب الآخر، أي تمضي حياته كل سنة بتجربة أو ثلاثة، وتمضي عشرون سنة بعشرين تجربة وانهيارات نفسية وعصبية لتنهي سن اليأس عندهما بصورة مشوهة عن الحب بين الرجل والمرأة.

وكأن سكايب إله يُحقق كل الرغبات العقلية والجسدية، نتعلق به بعبودية مطلقة وهوس نفسي، غير قادرين على الانفصال عنه والرغبة العارمة للوصول إلى تحقيق أهداف منشودة خفية، كأن نضرب هذه الطينة على الحائط، فإما أن تلتصق أو تقع.

منهجية عوراء.. تسلطت هذه التكنولوجيا علينا، وبدل أن تكون مُسَخَّرة لنا، تُسَخر وقتنا وروحنا وعقولنا وأيدينا ومشاعرنا معها، والأكثرية منا وقعوا في هذا الفخ العميق.

فهل هو استعباد للبشرية يخاطب العقل الباطن مباشرة أم أننا مرضى لحد الهيستريا الجماعية؟

لم تعد حياتنا هادئة، يُشاع فيها الكذب كل دقيقة عبر هذه الشبكات، نسمعه ونتلقاه بكل رحابة صدر.. إلى أين نحن ماضون؟ إلى أي خراب اجتماعي وتسلط؟ هل نستطيع أن نجلس ساعة دون أن ننظر في هواتفنا؟ رسائل.. صور.. كيف استطاعت أن تسيطر على عقولنا ومنهجيتنا في الحياة هذه السخافات الاجتماعية الخارجة عن الهدف السامي لها والهدف الحقيقي لبناء الإنسان الذي كان يجب أن نكون في إطاره.

أصبحنا خدماً لها والجيل الجديد سينشر فساداً في الأرض، قاموا بتهيئته جيداً بمخاطبة عقلهم الباطن من خلال التلاعب بهم بسموم التلفاز والإنترنت.

إن لم يدخل الوعي في مجتمعاتنا ومدارسنا وتربية أطفالنا بالهدف من استعمال شبكات التواصل الاجتماعي والسيطرة عليها، فإننا سننشئ جيلاً يحمل من الأوهام ما يكفي لجيل آخر وهكذا..
سنتصور بعد جيلين كيف سيكون أطفالنا..

ولا نلغي أن على الطرف الآخر يقف جيل تصدى لهذه الأوهام بوعي اجتماعي أو منهجي وفكري في بيئته سينجو من هذه الترهات وستكون مفارقة بين الجيلين خطيرة جداً.

أحيانا نحسد الفقراء لعدم امتلاكهم تلك التكنولوجيا المتطورة المكلفة الثمن من كل النواحي أوالوقت لها بسبب البحث عن لقمة العيش، فقد ينشأون النشأة البيئية الصحيحة.

لا يمكن لأحد إنقاذ العالم، كلٌّ سينقذ نفسه ربما أو سيمشي نحو انهيار، ولا يمكننا أن نتكهن متى تكون الصحوة للبشرية، مَن الخادم ومَنِ المستخدم؟ سيكلفنا الكثير لنصل إلى جيل نظيف ذهنياً من قواعد الحب المشوهة على السكايب والتسكع على أرصفة ومحال شبكات التواصل الاجتماعي المهترئة.

أيتها الفتاة اخرجي من السكايب.. لا تتعلقي بالأوهام ولا تخادعي أو تنخدعي،
كذلك أنت أيها الفتى معرض لهذه الأوهام أو الخديعة.

لم نكن بحاجة إلى أي ثورات وحروب، سوى ثورة مجتمع لبناء بنية تحتية له فوق الكذب يدهس فيها كل منهجية دخلت بيوتنا دون استئذان وبفردية لدرجة أصبحنا نواكب الاختلاف في صالون واحد تجتمع فيه الأسرة، والاختلاف ليس ظاهرة صحية في الأسرة خصوصاً، قد يكون في العمل جيداً، ولكن في الأسرة يدعوها للتفكك حتماً، ومع الوقت القضاء على كل مفاهيمها الراقية التي تبدأ منها انهيار المجتمعات ومن ثم الأوطان.



#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يقهر المرأة إلا المرأة
- أخطر أشكال العنف ضد المرأة!
- الرجل سلعة العصر
- السفر بين الأزمان
- امرأة من جينز -Jeans-
- رسائل الغفران
- من هم الذين يبقون في زوايا حياتنا ؟
- حضارة التكنولوجيا والوعي الروحي
- أنثى من خشب
- عذوبة
- كيف تفكر بشكلِ إنسان؟
- بين الأبواب
- بائعات الهوى
- الهرم الذي لم يهبط
- أرض السراب
- سحر الشرق
- إلى أين يذهب بنا الآخرون ؟
- خمسة أميال من الحكمة
- صناعة الكذب
- نصفك الآخر


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - فتى وفتاة سكايب