أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - هزيمة المشروع الوطني العراقي: من المسؤول عنها ؟















المزيد.....

هزيمة المشروع الوطني العراقي: من المسؤول عنها ؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5545 - 2017 / 6 / 8 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هزيمة المشروع الوطني العراقي: من المسؤول عنها ؟
عبدالأميرالركابي
لم يرتق مجال التقييم والفكر في العراق بعد، الى ما يأخذ به خارج الايديلوجيا والشعاراتية الفارغة، لدرجة خضوع التاريخ الحديث العراقي شبه الكلي، لمثل هذا النوع من المقاربات الفارغة من اية دلالة، وتتأتى الظاهرة الآنفة، من طغيان المنحى الحزبي بعد الثلاثينات من القرن المنصرم، بتياراتها الرئيسية : الماركسية، والقومية، والليبرالية، فسادت من وقته "الوطنية الحزبية"، وغلبت من دون ان تتسنى فرصة لاحقة، تخرج بالفكر العراقي من اسر ذلك المنطق اللامنطق، المؤسس اصلا خارج الواقع، وبما يفرض على الشروط العراقية المخصوصة رؤى وتصورات مستعارة، جاهزة، تاقلمت مع ظواهر واليات تناظرها موضوعيا ليس من جنسها، مستغلة تعذر تعبيرها عن نفسها انذاك، لاسباب تاريخية وموضوعية.
هذه القوى الجديدة، اصطنعت مع الوقت شبكة من الاهداف، او الاغراض الوطنية، تتناسب الى حد ما، والحقبة التاريخية، وبالذات انعكاسات هيمنة النموذج الغربي الحديث، مع طيف قوي احدثه طغيان الايديلوجيا عالميا، ناهيك عن غلبة القطبية الدولية، وثنائية الخيارات العالمية، وتوازناتها، ماجعلها تستقر على شعارات في مقدمها : التحرر من الهيمنة الاستعمارية، والديموقراطية، والاشتراكية، والوحدة القومية، وجعل المشروع الوطني، ان وجد، مقرونا ومتمثلا بها، ومرهونا بفعالية طليعتها المنظمة.
عمليا وعلى امتداد القرن العشرين، تحول العراق الى تصورات، ومنظومة افكار جاهزة، بينما لم تظهر اية محاولة للتعرف عليه، وعلى خاصيات تكوينه وبنيته، فالايديلوجيا الحزبية شرطها ومحرك فعلها، احلال كياناتها محل الواقع المفترض ان تكون معبرة عنه. فلاعراق بذاته وهويته واليات تاريخه، بل العراق منظورا له عبر، ومن خلال بنية منظورالحزب الشيوعي، او البعثي، او الليبراليى الشعبوي. واذا ظهرت او تكررت في الكتابات الحزبية احداث عراقية، او ارقام وظواهر، فباعتبارها تراكمات محفوظ ومبوبة داخل صندوق الحزب الاجرد، العديم الروح. لم يعرف العراق الحديث عبقرية فكرية، تناسب تاريخ وحجم اسهام هذا الموضع الحضاري في التاريخ، ضمن محيطة، او على مستوى العالم، وظلت انماط الببغاوات ومكرري المحفوظات، متدني الحساسية والطاقة، والقدرات الذهنية، تتناسل من دون ان تعدم اكتساب التسميات المغالية في قدراتها، دون اي سبب او مبرر موجب، كقيادات تاريخية فذة، او كمفكرين لم يفكروا يوما، الا بحفظ النصوص.
ويبلغ مقدار التجافي بين مستوى الواقع ومستوى الحزب، درجة مريعة مع مرور الوقت وتراكم اسباب التفارق بينهما، بفعل فداحة الاضرار الحالة بالقوى المعنية بالمشروع الحداثي الوطني، وبالاخص مع انهيار المشروع آنف الذكر، وتحوله الى كارثة كبرى حلت على العراق وشعبه، بالاخص بعد الغزو الامريكي عام 2003، ممااوجب بقوة، تشكل وجهة اعادة نظر في التاريخ الوطني الحديث على سبيل المراجعه الكبرى، بحثا عن اسباب ماقد بلغه اليوم من نهاية مريعة عنوانها الانهيار، مع تعيين ادوار القوى الايديلوجية، وبمقدمها الحزب الشيوعي، والبعث ( يصر الحزب الشيوعي على تمييز نفسه عن حزب البعث، ليلقي عليه المشولية لوحده، على اعتباره تلقى البطش على يد الاول، نافيا دوره في اتاحة الفرصة للبعث كي يصل الى الحكم، ومن قبل، ان يتمكن من تصفية الحركة الجماهيرية التموزية في انقلاب 8 شباط 1963، البعث والشيوعي حزبان ايديلوجيان، من نفس البنية والتركيب والمصدر، تناحرهما لايغير في الجوهر شيئا)على وجه التعيين ( الحزب الليبرالي الوطني الديموقراطي، ذاب وانتهى ذاتيا بعد ثورة 14 تموز، وبالذات بعد الستينات، ومع رحيل قائده التاريخي كامل الجادرجي، وكان بهذا الاصدق من بين التيارات الحزبية الايديلوجية مع نفسه ومع الواقع) على اعتبارهما القوتين المسؤولتين مباشرة عن انهيار المشروع الحداثي العراقي ، بكل غزارته وجموحه، وضخامة التضحيات التي رافقت مسيرته الثرة خلال ما يقرب من ثلاثة ارباع القرن.
لايجوز ان يقبل اليوم كلام معيب من قبيل تسمية الحزب الشيوعي نفسه ب "حزب الشهداء" فهو ليس اداة مراكمة ضحايا و "اسشهاديين"، او التفرط بهم على طريق الهزيمة والاندحار، كما انه لايجوز ان يباهي، بانه حزب التضحيات، فالعراق ليس بحاجة للاضاحي، وحين تاسس الحزب المذكور، وقبل كاداة وطنية، فلغرض الوصول بالناس لاهداف يطمحون لها، وليس لكي يموتون او يسجنون على طريقها، بلا نتيجة، لهم، او للاجيال الاتية بعدهم، والتي تركوا لها المآسي واالفقر، والذل والخراب العميم، وتردي كل مناحي الحياة، وعلى راسها التعليم، وكل مايدل على العلاقة بالعصر.
يحتاج العراق لوثبة في الوعي، يتمخض عنها "مؤتمر مراجعة تاريخية" متشعب الاهتمامات، مفتوح، تضع القوى الحزبية الايديلوجية في موضعها الذي تستحقه بصفتها قوى كارثية، تسببت للعراق بافظع النكسات والاندحارات، وصولا الى الخراب الشامل، وتحت طائلة اعادة الاعتبار للوطنية، محل الحزبية، وتحري الاليات الحضارية التاريخية، والمحركات البنيوية التاريخية، ورفض ممارسات الغاء العراق لصالح المنظورات الجاهزة والمستعارة، واحلال الحزب ومصالحه، فوق مصالح الشعب العراقي، ان مؤتمرا كهذا، من شانه ان يحاكم "سلام عادل" كمقصر بحق الشعب والثورة الوطنية التي فرط بها، وبالاف المناضلين، وسلمها لقمة سائغة لثلة مجرمة، من دون اي احتياط مناسب، او تدبر يليق بقائد يقع على عاتقه مصير حركة جماهيرية وثابة، دافقة، وحية، ان موت هذا الشخص تحت التعذيب، واذا احتكمنا للحقيقة، لا الى العواطف المريضة المنحرفة والمازوكية، مسالة شخصية وحزبية، تخصه، وتخص حزبه، اما مايخص الشعب، فامر آخر يتعلق بدوره في تسليم الثورة لاعدائها، وفي الغفلة غير المبررة حد الاستهتار بمصالح الشعب، والشيء نفسه ينطبق على "فهد" الذي ضيع انتفاضة كانون 1948، وظهر خلالها، وهو في السجن، كم ان مايحكى عن براعته التنظيمية، مجرد اساطير وفبركات، لااساس لها، الا من وجهة نظر الدكانة الحزبية ، العراق فوق الحزب الشيوعي، وارفع منه، واعلى شانأ واكثر قدسية بما لايقاس، وهو احدى الروافد الحضارية التأسيسية الكونية الكبرى في العالم، لايلغية عفلق، او لنين او ماركس.
هذا سوى ان من نقلوا افكار هؤلاء، قد نقلوها ببغاوية وجهل، يتحول اليوم الى متاجرة دكاكينية، تفبرك الامجاد الكاذبة، المزورة، المناقضة للحقيقة التاريخية، ولمايتفق مع مصالح العراق وومطامح شعبه،تريد تبرئة نفسها، والهرب من مواجهة عظم مسوليتها الصارخة، وجرائمها الكبرى، بحق العراق الحديث، وثورته واهدافه. الكارثة العراقية الراهنة، هي كارثة من صنع الاحزاب الايديلوجية، وحصيلة تجربتها وتصدرها تاريخ العراق الاقرب، ولا عبور للعراق الى مابعد الكارثة، الا بنيذ هذه الاحزاب، وخطابها، وممارساتها، فاذا حدث وتحسست القوى العراقية الحية، ضرورة "المراجعة التاريخية الكبرى"،عندها لايظل العقل ادنى من المهام الملقاة عليه من اللحظة التاريخية الحالية، ويصير النظر الى المستقبل، والى نهايات السمتنقع ..ممكنا.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الطائفوقراطية- واليسار كطائفة ؟ (2/2)
- -الطائفوقراطية- واليسار كطائفه؟(1/2)
- عراق - اللادولة- وخرافة - الدولة المدنية- (2/2)
- عراق - اللادولة- وخرافة -الدولة المدنية- (1/2)
- ثورة داخل الابراهييمة: هزيمة مزدوجه(3/3)
- ثورة داخل الابراهيمية (2/3)
- ثورة داخل الابراهيمية ( 1/3)
- عراق بين منقلبين: حزبي ووطني ( 2/2)
- عراق بين منقلبين: حزبي ووطني ( 1م2)
- نداء للمشاعيين العراقيين خارج الحزب
- المشاعة العراقية وشيوعية ماركس ولينين ( 3/3)
- المشاعة العراقية وشيوعية ماركس ولينين ( 2/3)
- المشاعة العراقية وشيوعية ماركس ولينين ( 1/3)
- المستيقظون المتاخرون و-الدولة المدنية الدليفري-(2/2)
- المستيقظون المتاخرون وتخنيث الانتفاضه
- بيان حل -الحزب الشيوعي العراقي- (3/3)
- بيان حل - الحزب الشيوعي العراقي- (2/3)
- بيان حل- الحزب الشيوعي العراقي- (1/3)
- المادي والمثالي: الانفصال في الوحدة*
- نظرية التحوّل العراقية والمنظور الماركسي الغربي


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - هزيمة المشروع الوطني العراقي: من المسؤول عنها ؟