أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - غيورغي فاسيلييف - الجنس والحرية














المزيد.....

الجنس والحرية


غيورغي فاسيلييف

الحوار المتمدن-العدد: 5545 - 2017 / 6 / 8 - 01:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الجنس – موضوع رائع وشائك، سهل وصعب، بسيط ومعقد، نَيِّر ويخلق النور فينا ومن حولنا، والحديث فيه وعنه دائما يصطدم بسور من النفاق والازداواجية.
الجنس – هو ومضة البرق الخاطفة التي تنير الظلام من حول الانسان وتجعله يرى ما حوله في ذلك الظلام. الجنس - للانسان هو كمن يعيش في حفرة أو في وادي، وفجأة يصعد الى قمة جبل يجعله يرنو الى البعيد البعيد ويرى ما حوله بوضوح ويخلق نشوة الحياة.
الجنس – رغبة جامحة من الصعب فهمها، ومن الصعب عصيانها، تنقلنا من الحلم الى تحت الضوء مباشرة، وحين تسيطر علينا يبدو كل شيء آخر غير مهم ابداً.
العلاقة الجنسية بين المرأة والرجل رغبة جسدية ورغبة روحية. ومتى حدث الانسجام بينهما يمكن الحديث عن وجود علاقة حقيقية وعن حب وتفاهم حقيقيين.
مشكلة المشاكل أن أغلب العلاقات القائمة تبدأ برغبة جسدية ولا تتعداها. إن أي علاقة قائمة على الرغبة الجسدية فقط مصيرها الفشل المحقق إذا لم تخلق مشاعر الأمن والحب والتفاهم والانسجام.
الحرية الجنسية هي جزء من حرية الإنسان الكلية التي تشمل: الحرية السياسية، الحرية الاقتصادية، الحرية الدينية، حرية التعبير والتفكير والاختيار.. الخ
ولذا فمن الغبن والتجني أن نقوم بفصلها عن سائر هذه الحريات بدعوى أنها "فوضى.انحلال خلقي.." أو انها تكريس للجنس.
الحرية الجنسية ليست فوضى خارجة على قوانين المجتمع؛ لانها تنبع من داخل قوانين هذا المجتمع أو ذاك . فالقانون الاجتماعي الذي يمنحك حرية التعبير عن آرائك، سيمنحك حرية التعبير عن عواطفك . والعكس صحيح، فالقوانين التي تسلب حريتك في التعبير عن آرائك، ستسلب حريتك في التعبير عن عواطفك . فأما من الناحية الدينية، فقد كان الدين في الماضي ينظم علاقات البشر فيما بينهم (سلطة دنيوية) ، إلى جانب تنظيمه لعلاقتهم بالرب (سلطة روحية).
اليوم سقطت السلطة الدنيوية للدين، ولم يعد لها تأثير كبير في حياة الناس، لقد حلت القوانين المدنية فيهم محل القوانين الإلهية (وهذه سنة التطور الاجتماعي) إلا في البلدان المتخلفة حيث لاتزال سلطة الدين تهيمن على حياة البشر، وتقودهم فينقادون لها أذلاء طائعين .
ومن هنا فإن رفض الحرية الجنسية لأسباب دينية، بات أمراً بخساً لا معنى له.
إنَّ الدين يبارك تكوين الأسرة بعقد الزواج . والقوانين الاجتماعية الجديدة، تسمح بتكوين الأسرة من دون عقد الزواج. وبما أن الانسان المعاصر حر مخير، فهو إما أن يختار هذا الشكل أو ذاك من أشكال تكوين الأسرة. وهذا كل شئ .
ويجب عدم الخلط بين الحرية الجنسية بالاغتصاب والمحرمات والجرائم الجنسية والفسق والشذوذ فهذه المنكرات ليست من الحرية الجنسية في شئ ، وليست تقترب منها. ويجب عدم خلطها بالأخلاق لأن الأخلاق لا علاقة لها بالحرية الجنسية .
الحرية الجنسية ضرورة من ضرورات عصرنا الذي تسوده الديموقراطية. هذا يعني أن الحرية الجنسية ضرورة من ضرورات الديمقراطية . وأينما توجد ديمقراطية تنتشر الحريات ومنها الحرية الجنسية.
في أوروبا والولايات المتحدة أصبحت الحرية الجنسية واقعاً وسلوكاً واختياراً تحمية القوانين. أما الدول ذات الأنظمة الاستبدادية فإنها تجهل معنى الحرية الجنسية، ولا تحسن التفريق بينها وبين الفجور والانحلال (الفجور والانحلال فيها شائع أكثر مما هو شائع في بلدان ذات أنظمة ديموقراطية) فهي لا تسمح بإقامة علاقة جنسية - عاطفية بين الجنسين ولا حتى بصداقة بريئة ولو كانا من البالغين.
الرفض للمجتمع الشرقي نابع من الرفض للعهر والإباحة الجنسية اللذين لا مثيل لهما باي مجتع بالدنيا مثل المجتمع الشرقي! لا يوجد عهر على وجه الأرض مثل الذي يوجد في ظلّ القمع والترهيب والتخويف. لكن هذا لا يعني بشكلٍ من الأشكال أنه لا عيوب في المجتمعات الغربية (علماً أنّها –رغم عيوبها- تبقى صحيحة معافاة أكثر من الشرقية بمئة مرّة).
الكبت الجنسي كان ولا زال المحرّك الأول للثقافة الجنسية المشوّهة والتي نستطيع تسميتها "الفسق" أو "الإباحية. ان انتشار الثقافة الجنسية السليمة هي التي ترتقي بالجنس إلى درجة الحرية المسؤولة، وترفعه من الحضيض الذي وصل إليه.

2017



#غيورغي_فاسيلييف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقا
- حبيبتي
- ميلوديا
- مذكرات من حاوية القمامة – 13
- تْلات ضْيوف
- آه، يا سوريا!
- مذكرات من حاوية القمامة - 12
- الصمت لغة القتلة
- الوطن كلمة تهز البدن
- أمير جحش الحمير
- الحمام الوطني
- الخريف
- الغنم والراعي والذئب
- إن أردت ان تريح وتستريح
- الديمقراطية بمفهوم الذئاب
- متجر -بيع الزوجات-
- مذكرات من حاوية القمامة -11
- ازهريو ووهابيو اللغة العربية
- مسرحية تراجيدية – كوميدية
- الشرق الأوسط القديم الجديد - رؤى جديدة


المزيد.....




- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - غيورغي فاسيلييف - الجنس والحرية