أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - مظاهرات السلام وقبح خطابنا العنصري














المزيد.....

مظاهرات السلام وقبح خطابنا العنصري


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 404 - 2003 / 2 / 21 - 02:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

تؤشر مظاهرات السبت المليونية الجبارة ، ولا شك ، إلى الفرق الهائل بيننا نحن العرب مجتمعين ، وبين العالم المتحضر كله …!
الفرق الهائل بين خطابنا الدعووي الدموي العنصري  ، وخطاب الآخر السلمي الشريف ..!
الفرق بين اللطمة البشعة التي وجهناها للحضارة الإنسانية ، إذ أطلقنا عليهم سيالُ قيحنا العنصري الاستعلائي المريض ، الذي تمثل ببن لادن وعصبته الحقيرة، وبين ردُ الشعوب ، الكريم النبيل الذي هز أرجاء الكون ، داعياً للسلام ، رغم علمهم ببشاعة صدام حسين وخطورة  ثقافة الكيماوي والبيولوجي التي تقف  ليس وراء صدام حسين حسب ، بل وراء كامل النظام السياسي العربي ، والخطاب السياسي العربي …!
مظاهرات السبت المليونية تؤشر ، لقبح ثقافتنا العربية .
ثقافة الدم والعنصرية وكراهية الآخر وتدجينه وتهجينه .
ثقافة كراهية الحياة الإنسانية على هذه الأرض والدعوة لإلغائها ، لأن لدى الرب حياةٍ أخرى أبهى وأجمل حسب نص الخطاب الإسلامي المتخلف ..!
 أين خطابنا من خطابهم  …!
أين خطاب بن لادن ونصر الله  وصدام حسين وقادة حماس والجهاد ، من خطاب جموع الملايين التي خرجت ترقص للسلام …!
في إيطاليا … إنجلترا… أسبانيا… أمريكا … بل وحتى في أمريكا اللاتينية …!
ورغم إن استئصال صدام حسين ضرورةٌ إنسانية ملحةٌ لا بد منها ، لأن ما لدى صدام  من خبراء وسموم وقدرات مادية هائلة ، وإذا ما وقعت بيد الإرهابيين السلفيين ، فإن الكارثة لا شك واقعةٌ على البشرية جمعاء ، نقول … رغم تلك الضرورة ، ووعي الناس في العالم المتحضر ، لتلك الضرورة ، فقد خرجوا ، داعين لإعطاء السلام فرصةٍ أخرى ..!
ومع التأكيدات الأمريكية شبه اليومية ، إلى أنها ستحرص غاية الحرص ، على إنهاء حربها ضد صدام ونظامه بأقل الخسائر ، وستعتمد من السلاح الأكثر فعاليةٍ ودقةٍ في فصل القاتل عن ضحاياه وتصفيته وحده .
ورغم تأكيداتها إلى أنها ستباشر مهام التغذية والمعالجة الصحية وإعادة البناء بالتلازم مع الحرب ، لا  بعدها ، ورغم إنها تخطط لحماية الأرواح والأموال العراقية من القتل على يد الطاغية ذاته …!
 نقول رغم هذا ، فإن موقفها  ليس سهلاً ، وقرار الحرب ثقيل الكلفة على المستقبل السياسي لبوش وطاقمه ، وهذا ما سيدفع بهم إلى أن يحاربوا الحرب الأكثر رقةٍ على العراقيين ، والأرحم حتى من يومٍ واحد من أيام الخوف والرعب والجوع والمرض والذل التي يعيشونها منذ أربعون عاماً في قبضة صدام حسين …!
نعم ستكون الحرب الأقل دمويةٍ في التاريخ ، هذا إذا لم تنجح الضغوط في إخراج صدام من جحره والذهاب إلى المنفى مع طاقم الشر الذي رافقه طوال سنوات حكمه …!
مظاهرات السبت المليونية ، لا  تنفي أبداً الحاجة للحرب ، رغم إن خطابها يقول ذلك ..!
بلا ، إنها وإذ تؤكد الفرق الشاسع الهائل نوعاً وكماً ، بين خطابنا وخطابهم ، فإنها تؤكد الحاجة إلى الحرب …!
الحرب الشاملة على الإرهاب العربي الإسلامي العنصري الاستعلائي المقرف والمريض …!
الحرب وحدها ستعيدنا إلى جادة الصواب التي فارقناها منذ قرون وقرون عديدة …!
تعيدنا إلى جادة الحضارة الإنسانية والتواصل الإنساني مع أخوتنا في البشرية !
الحرب وحدها هي القادرة على نسف مسلماتنا الثقافية المتخلفة والمريضة والملزمة علينا بقوة العرف والقانون والتربية والوعظ وسلطة الدولة …!
مسلماتنا التي زرعت الكراهية والبغضاء بيننا نحن ذواتنا ، قبل أن تزرعها بيننا وبين الآخر .
الحرب وحدها هي التي ستنسف قوانين الغابة الإسلامية ، حيث سيف الرب مسلطٌ على أعناق حرائرنا وأطفالنا وشبابنا ، على من سهى عن الصلاة ، ومن أحبت أبن الجيران ، ومن أخطأ في تفسير القرآن ومن شرب الخمر في رمضان …!
الحرب ضرورةٌ ملحة ، لتحرير الإنسان العربي من ذل الحاكم ، وذل الأب ، وذل المعلم والواعظ…!
الحرب ضرورةٌ ملحةٌ لتحريرنا من ثقافة بن لادن الموجودة في بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا ومقاهينا …!
نعم … إن كانوا يريدون البترول ، فليأخذوا كل بترول العرب ، وليعيدوا  لنا كرامتنا وحريتنا وحقنا بالحياة الإنسانية الكريمة الشريفة .
حقنا بأن نشارك في حكم أوطاننا ، في إدارة شؤون بلداننا ، في أن نتحرر من الرياء والخوف والنفاق وتقديس الحاكم والإنشاد له ليل نهار .
حقنا في أن نتحرر من الجوع والبطالة والحرمان العاطفي والجفاف الروحي والخواء الفكري …!
هذه الأمة بحاجة إلى الحرب …!
 حربٌ شاملةٌ ، دبلوماسية وسياسيةْ وثقافية واقتصادية وأخيراً عسكرية ،  تبدأ بضغطٍ عسكريٍ يشل مفاصل القرار لدى الحاكم العربي المتشبث بالحكم منذ عشرات السنين ، فيضطره للخروج من قبر أجداده المختبئ به ، ليواجه نور الشمس وتساؤلات الناس بالحب والرحمة ، فيعطي كل ذي حقٍ حقه ، ويكتفي من الحكم بحقه الدستوري أسوة بالعالم المتحضر …!
مظاهرات السبت المليونية تؤكد هذا ، لا تنفيه …!
وإني لأتمنى أن تزيد أمريكا من قواتها بالمنطقة ، ولا تبارحها حتى ينجح الضغط في تحيق أهدافه التي هي ذاتها أهداف الجماهير العربية الذليلة المهانة …!
وإلا انظروا كم من الناس خرج في بلدان العروبة ، متظاهراً من أجل السلام ..!
هذا وحده يؤكد ما في ضمير الناس من حاجةٍ إلى التغيير ، لا يمكن أن تتم بغير الإرادة الدولية ، ممثلة بالقبضة الأمريكية … !



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حشرجات الرنتيسي البائسة …. لمن يسوقها …؟
- ولليسار العراقي رأيٌ… يثير العجب …!
- رحيل حشود الأرواح
- الذي شهد المجزرة
- خطبة جمعة على التايمز
- لا تنسوا غداً أن تشكروا…بن لادن
- بعد تحرير العراق …لن تكون خيارات الفاشست هي ذاتها خياراتنا
- تهنئة لموقعنا الرائع بمناسبة سنويته الأولى
- نعوش ….ونعوش أخرى
- خريطة المنطقة العربية بعد سقوط صدام حسين
- الفتى الذي حارب الكفار وحده…!!
- على خلفية النشيد …
- استنساخ
- بحر ايجة
- كوابيس سلطانية


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - مظاهرات السلام وقبح خطابنا العنصري