أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - كوابيس سلطانية















المزيد.....

كوابيس سلطانية


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 303 - 2002 / 11 / 10 - 02:39
المحور: الادب والفن
    


 

قصة قصيرة

 

لم ينعم بنوم مريح هذه الليلة … كان الفراش كما الشوك يخزه … كان شيء ما يخز في الداخل …. صورٌ …. متلاحقةٌ لا تسر ، تتري على شاشة العقل الباطن ، ورغم إنه قد أخذ من الأقراص التي أقترحها طبيبه الكوبي كماً طيباً ، فإنها كما يبدو لم تعد تنفع …

مرات عديدة … أشعل سيجار الهافانا … ومرات عديدة أطفأه … سعلت تلك التي إلى جواره …


ماذا بك يا سيدي ..


لا أدري ، أحلامٌ مفزعةٌ تكاد تخنقني …. اللعنة …. لماذا اضطروني ل…


أستغفر ربك يا رجل …. هذا كله من الجهد الذي تبذله في النهار ، وتلك السموم التي لا تكف عن تعاطيها …


لولا هذه وتلك …. لما أرضيتكٍ يا بنت ال…" وأطلق شتيمةٍ قذرة "

ابتلعت الأخرى ريقها والشتيمة ببعض الصعوبة ، ثم أشرق وجهها إذ تذكرت سرير من هذا الذي تنام عليه ، وأي رجل هو هذا الذي تجرؤ على محاسبته …
- وهل أنا وحدي … يا حسرة علي وعلى …

أخرسي وإلا قطعت لسانك ودسسته في …

ونهض وقد جف ريقه من الغضب … ولم يكف وخز الداخل …


نعم سيدي … " هتف مرافقه الذي لا يكف عن مرافقته حتى في إبان نومه "


في الغد الباكر … أريد أن تستدعي لي على عجلٍ …" وأبتلع ريقه وبان عليه بعض التردد " … تستدعي لي الشيخ …. والشيخ ….والشيخ ….وبقية أعضاء الحوزة ال…

بهت الرجل … هذه أول مرةٍ يتلقى مثل هذا الطلب الغريب من سيده …. أبتلع ريقه …


لكن هؤلاء لن يسرك لقائهم سيدي ، أنت تعلم …

" قاطعه " … هذا ليس شأنك …. نفذ ولا تناقش …


أمرك سيدي …

جلس لبرهة في صالة تشريفاته ، شعر بالوخز يأتي من الأسفل ، من مقعد كرسي العرش …نهض … سآمرهم بتغيير هذا الكرسي اللعين …

كان لما يزل يقظاً ، حين أستأذنه المرافق بدخول الشيوخ الذين طلب استضافتهم ..

فرك عينيه على عجلٍ ، وأذن لهم بالدخول …

انتصبت قامته ، وأرتفع رأسه بزهو ، وأعتدل كتفيه ، وانتظمت خطاه وهو يجول صالة تشريفاته جيئةٍ وإيابا …

مد يداً أبرد من أيادي الموتى ، فألتقفتها بوقارٍ أيادي شيوخٍ جاوزوا السبعين …

دهش لدفئ أياديهم… " هذه الحرارة لا تتناسب مع رخاوة الأكف وهي تصافحني … هؤلاء الناس لا يحبونني …. هؤلاء هم الوحيدين الذين لا يخافونني …. اللعنة …


حسناً … أنا أعلم إنكم مندهشون لا شك من هذا الاستدعاء المفاجئ ، والحقيقة أني مقصرٌ بحقكم ، أنتم ولا شك تعلمون أن أجدادي كان بينهم وبين المحراب ألف باب ، فنحن وأنتم من ذات العترة الطاهرة … ، نظر الشيوخ ليعظهم بنظرة ذات معنى … ، لولا مشاغل الحكم … ومسؤولياته ، لتواصلنا بانتظام … ألا لعنة الله على من سبب هذا الجفاء ، الحصار والحرب وتهديدات الأعداء و…. أنتم تعلمون ربما أكثر مني …" ونظر بخبث ، لم يخفى على بصيرة الشيوخ الذين كلّ منهم البصر " ….

وتوقف عن الكلام برهة … كانت كافية لتأمل العيون الكليلة واللحى البيضاء …التي تلامس الصدور النحيفة …


لقد اضطرتنا الظروف عبر تلك السنين التي سلفت لأن نبطش بالكثيرين من أتباعكم ، أبنائنا وأحبتنا الذين شقوا عصى الطاعة ، إذ غرر بهم الأعداء ، وما كان منّا أن نتسامح معهم ، وأنتم خير من يعلم حكم العاصي على ولي الأمر … قولوا لي … ماذا كان بمقدوري أن أفعل …غير الذي فعلت …


……..


ها … ماذا تقولون …؟


الله وحده يعلم …


حسناَ… " أرتفع صوته متهدجاً … " ليس هذا هو ما استدعيتكم من أجله ، ولكن أمرُ أجل وأكبر … " تردد قليلاً … حك جبهته … طأطأ رأسه برهةٍ … " أريد فتواكم في …. ال….توبة والاستغفار "

لا أريد أن أذهب إلى النار فبم تشيرون علي …


……..


لست بعجلةٍ من أمري …. خذوا من الآن أسبوعا وتعالوا أو ابعثوا بفتواكم مع من تثقون به …


………

تطلع الشيوخ إلى بعضهم ، ونهضوا جميعاً نهضة رجلٍ واحد …

كانت أياديهم أكثر حرارةٍ … كانت قبضاتهم أكثر رخاوةٍ وهي تصافحه …


هؤلاء ال…. يرعبونني …

 

******

 


سيدي ممثل الشيوخ على الباب يريد التشرف بالدخول …" قالها المرافق وهو يبتسم بخبث …"


أهلاً … منا أسرع ما انقضى الأسبوع … هات ما عندك يا شيخ …


الشيوخ أيها السيد … تردد قليلاٍ …. بسمل وحوقل وحمد وصلى وسلم على خير البرية وآله وصحبه المنتجبين …. ثم نطق وقد أستمد من الحمد وإلإستذكار قوةٍ وأي قوة …"


نعم ماذا قالوا …" قالها بلهفةٍ وقد بان عليه غضبٌ ممتزجٌ بانكسار في العينين ووخز في الجنب "


يقولون إن ما فعلته بعباد الله أكبر من أن يغتفر بديةٍ أو حجةٍ أو صوم أو زكاة ، فلقد قتلت من الصالحين الآلاف … و ….


أهذا جوابكم الأخير … " قالها وهو يوشك أن ينفجر من الغضب …"


كلا …. " قال الثاني ببرود من أسقط بيده "


ليس إلا أن تفعل لله ورسوله والمؤمنين فعلاً يعادل كل هذا ال…. " وخفض صوته قليلاٍ … "

الظلم الذي فعلته ..


وماذا يقترح الشيوخ أ،/ أفعل …. أن أنتحر … أم … " قالها بمرارة ممزوجة بالغضب "


أن تحرر بيت المقدس …


هكذا إذن …


نعم … " قالها الرجل بإصرار "

ألتفت السيد إلى مرافقه الواقف عند الباب …. أهتز شارب الرجل …. تردد قليلاً … ألتفت السيد ثانية وقد أوشكت مراجل الغضب أن تتفجر من عينيه وفمه وفتحتي منخريه … تمتم الشيخ " أشهد أن لا إله إلا … " وانفجرت الرصاصة الأولى مخترقةٍ جمجمته من الخلف …. تبعتها ثانية وثالثة و…

 

******

 

نهض من نومه مذعوراً …


أريد أن تحظر لي الشيوخ …. فلان …" قاطعه المرافق بأدب … مات بحادث سيارة …"


طيب فلان …


وهذا أيضاً ، داسته شاحنةٌ مسرعةٌ يسوقها شخص مخمور … وعقب …. وقد أعدمنا الجاني …"


أحسنتم … طيب و….


….


و….

طيب آتوني بخريجوا حوزتنا …. هؤلاء لا يموتون بحوادث السيارات …

 

 

28. أيلول 2002



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - كوابيس سلطانية