أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - لا تنسوا غداً أن تشكروا…بن لادن















المزيد.....

لا تنسوا غداً أن تشكروا…بن لادن


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 338 - 2002 / 12 / 15 - 04:44
المحور: الادب والفن
    


 

حجر الرحى الذي يسع عرضه كل تلك الملايين من الكيلومترات المربعة من الشرق ، ويمتد بعده الثالث إلى عمق بضع آلاف من السنين ، ذلك الذي يطحن ملايين البؤساء في شرقنا العربي ، كل ساعةٍ ، كل لحظة ، كل طرفة عين ، صار الآن في مهب رياح التغيير .

ليس بأدواتنا ، فتكنولوجيا الرأي الواحد ، والدين الواحد ، وولي الأمر الواحد ، لا يمكن أن تنتج تلك القوة التدميرية القادرة على زحزحة حجر الرحى الرهيب هذا…

ليس بقوة الفكر النير لمفكرينا… فهؤلاء لا يجرؤن على أن يفكرون خارج أجنده ولي الأمر…

وولي الأمر مشغولٌ بابن تيميه ، والزير سالم ، وعنترة … فعند هؤلاء وقف التاريخ ، أو أوقف قسراً !

ليس بقوة العدل لدى حكامنا ، فهؤلاء ، إن عدلوا ضاعوا ، لأن أول العدل أن يكون المرء عادلاً مع نفسه ، ولو عدلوا مع أنفسهم ، لتناول الواحد منهم عصاه ورحل إلى الصحراء ليرعى نعجتين وترك الحكم ، لأهل الكفاءة !

ليس بقوة الإبداع لدى علمائنا ، فهؤلاء لا يبدعون إلا إذا فروا زحفاً من تحت حجر الرحى ، قبل أن يسطّحهم ، مولين وجوههم شطر الغرب ، حيث الدولار والكرامة ، والشهرة ، وحيث ألف رأي وألف دين ومليون امرأة لا تكلف زفةٍ ولا عقدٍ مقدس ولا حماة أو حمو يضع من الشروط القرقوشية ما يقصم الظهر ..

ليس بقوة برجوازيتنا ، فبرجوازيتنا ، مثلنا تماماً ، برجوازية رعيان جهلة …

ليس لحيوية رساميلنا ، فتلك والله رساميلٌ عاقره وإلا لما فرت إلا الخارج للتلاقح مع دولار الغرب ، على أمل أن تنتفخ بطونها بالمزيد من الدولارات الصغار …

ولا بقوة الشاعرية والخيال لدى جنرالاتنا ، فهؤلاء ، أبأس من أن يفكوا الخط ، فكيف لهم بتشغيل الخيال ، وتحريك عناصر الإبداع في عقولهم التي تحجرت عند حدود " لاحت رؤوس الحراب "…

ولا لجرأة رجال ديننا ، فجل هؤلاء وعاظ ، لا يخرج من أفواههم إلا الغث من الفكر ، مما لا يجرؤ على أن يحرك نملةٍ ، ولو بمليون بسملة …

ليس بقوة شيء من هذا ، بل بقوة المعكوس من هذا كله ..

انتهازية مفكرينا ، ظلم حكامنا ، جهل علمائنا ، رخص رساميلنا ، ضعف برجوازيتنا ، جبن طبقتنا العاملة ، قسوة وغباء جنرالاتنا ، جشع رجال ديننا وظلامية تفكيرهم ، وزيف إيمانهم ..

كل هذا وأكثر منه بكثير ، دفع تلك الفئة المضللة ، للرحيل إلا الغرب ، وفي رؤوسها قيح الرسالة الدموية ، التي تجرعتها ، كالهيروين ، لفافةٍ لفافة… حتى غاب الوعي ، وأستوي الشر مع الخير ، وتمكن الوهم من العقول فاستباحها بالكامل …

لقد فجر بن لادن فقاعة الثقافة العربية الوبائية….

فلله دره هذا القميء… لله دره…

أعتقد أن أجيالنا القادمة ، وحيث ستبزغ على الشرق أنوار العدل والحرية والديموقراطية…

واجب عليها تذكر المرحوم بن لادن بألف خير …

فقد كان الوحيد الذي فجر من حيث لم يشأ عفن الثقافة العربية…

عنصرية وظلامية وانتهازية الثقافة العربية…

لقد أوشك بخور الدراويش أن يخنقنا ، إن لم يكن قد فعلها فعلاً…

أوشكت بساطيل الجنرالات المهزومين أن تسحقنا … كما سحقت آبائنا من قبل …

أوشك بطر الحكام أن يضيعنا كما ضيع ثروات أوطاننا ….

أوشكت قضايانا البائسة الخاسرة أن تضيع أعمارنا كما ضاعت أعمار الآباء والأجداد في نشر رسائل آلهة الظلام والظلم…

الديموقراطية الغربية ، لم تتقن الدرس الذي تلقته من تسامحها المفرط مع فرخ النسر النازي ، الذي شب عن الطوق سريعاً ، فأطبقت أجنحته على الغرب ، وباشر القضم بالمخالب والأنياب …

الديموقراطية الغربية لم تستوعب الدرس جيداً…

فإذ بالثاني يأتي في الحادي عشر من سبتمبر …

وكان النسيان نعمةٍ…

وكانت رحمة الله بنا نحن ، ضحايا ثقافة الرسالة الخالدة ، والدين الأوحد الصحيح …

تلك رحمة الله بنا … لكي يلتفت الأمريكان إلى منبع الشر ، ويتركوا صغار الحشاشين… فما هؤلاء إلا ضحايا من صلب ضحايا…

ابشروا يا أخوتي العربان… غداً ستشرق شمس الحرية على عالمنا القديم الذي شهد ميلاد أول الحضارات ، قبل أن يضيعه الوعاظ والرعاة …

ابشروا … فالأمريكان قادمون ، ولن يتركوا ، طلاسم المشعوذين وأوراقهم الصفراء تنسف حضارة الإنسان على هذه الأرض المباركة..

ولا تنسوا أن تشكروا المرحوم بن لادن … فقد كان نعم الفتى لأمةٍ جفت أرحامها عن إنجاب من هو خير منه … منذ زمن بعيد …

 


 



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد تحرير العراق …لن تكون خيارات الفاشست هي ذاتها خياراتنا
- تهنئة لموقعنا الرائع بمناسبة سنويته الأولى
- نعوش ….ونعوش أخرى
- خريطة المنطقة العربية بعد سقوط صدام حسين
- الفتى الذي حارب الكفار وحده…!!
- على خلفية النشيد …
- استنساخ
- بحر ايجة
- كوابيس سلطانية


المزيد.....




- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - لا تنسوا غداً أن تشكروا…بن لادن