أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - رزكار نوري شاويس - الباكون و المتباكون على وحدة تراب العراق ..















المزيد.....

الباكون و المتباكون على وحدة تراب العراق ..


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 5539 - 2017 / 6 / 2 - 01:28
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عبر كل ذاكرة تأريخ المنطقة التي اطلق عليها اسم العراق ، تؤكد كل الاحداث و قصص الصراعات و الحروب فيها ان هذه الرقعة الجغرافية من الشرق الأوسط لم تكن موحدة و لم تمتلك مقومات التوحيد ابدا، و لم تتمكن صراعات و منازعات القوى و العوامل المحلية و لا الخارجية بما فيها الهجرات اليها او الغزوات الدينية و لا عنجهية و بطش حكامها و ولاتها من غرس فكرة البلد الموحد كثقافة او كعقيدة راسخة في ذهنيات وعقول سكانها بسبب اختلاف انتمائاتهم القومية و الدينية و بيئاتهم الطبيعية و الاجتماعية ..
هكذا كان الحال دائما من أيام سومر و آكد و آشور و بابل و نينوى و من بعدها الاحتلال الفارسي و المقدوني ثم الغزو الاسلامي و قيام الامبراطوريات الاسلامية الأموية و العباسية و العثمانية و الى سقوط الامبراطورية العثمانية و الهيمنة البريطانية كنتيجة من نتائج الحرب العالمية الاولى على الولايات العثمانية الثلاث ( الموصل و بغداد و البصرة ) و التي كانت مستقلة عن بعضها البعض سياسيا و اداريا و اقتصاديا ، يحكم كل ولاية منها والي يرتبط مباشرة بالسلطان العثماني .. و وفق اتفاقية ( سايكس –بيكو ) و قعت هذه الولايات الثلات ضمن الحصة البريطانية التي اسست عليها ما عرف بـ ( المملكة العراقية ) و نصبت عليها ملكا من غير أهلها ..!
تمكنت ( بريطانيا العظمى ) - بفضل ارتياح غالبية الأهالي من تحررهم من الهيمنة العثمانية المستبدة ، و أيضا بفضل قواتها العسكرية المنتصرة في الحرب و خبراتها السياسية و التنظيمية في ادارة شؤون المستعمرات و الحكومات - تمكنت من لم الأهالي من قوميات و اديان و مذاهب و ثقافات مختلفة في اطار ما سمي بالمملكة العراقية ، لكنها لم تستطع ابدا من غرس ثقافة و عقيدة المواطنة و الأنتماء لوطن واحد في عقول من شكّل منهم الشعب العراقي ..و هكذا ومنذ تأسيس دولة العراق ( الفاشلة ) في عشرينات القرن الماضي و قبولها عضوة في ( عصبة الأمم ) الفاشلة بدورها ، لم يستقر الحال و لم يهدأ في هذا البلد المضطرب دائما ، بل تصاعدت فيها حدة الخلافات و المنازعات القومية و المذهبية و التي كانت كلما تقمع بقسوة كانت تعود فتندلع بصورة أشد و بخلافات أعمق و أكثر تعقيدا ، كل هذا في إطار دولة تم تفصيلها حسب مقاسات المحتل و ليس حسب حاجات مواطنيها .
وهنا ( كوجهة نظر شخصية ) أتساءل .. أما كان من الأفضل لسلطات الأحتلال البريطاني و بعد هيمنتها على الولايات العثمانية الثلاث ( البصرة و بغداد و الموصل )والتي لم يأتي تشكيلها في العهد العثماني من فراغ ؛ أما كان من الأفضل لها و لسكان الولايات الثلاث من تأسيس ثلاث دول على انقاض تلك الولايات بدلا من دولة واحدة ، خصوصا ان اتفاقية سايكس – بيكو بخرائطها التفصيلية الأولى كانت لا تتعارض مع هكذا أمر حتى و ان جاء مع بعض التعديلات هنا و هناك ، و كان كاجراء لا يقلل أو يضعف من من قدرات الهيمنة البريطانية و لا يلحق الضرر بمصالحها ، و بالطبع فان تأسيس ثلاث دول كان سيكون أفضل بكثير من سياسات فرق تسد في اطار الدولة الواحدة التي حتى و ان كانت ذات فائدة للمحتل الا انها في نفس الوقت خلقت لها الكثير من الاعداء و المعارضين الناقمين و الساخطين عليها ..
ان تأسيس ثلاث دول بهيمنة بريطانية محل الولايات العثمانية الثلاث كان و بكل تأكيد سيكون امرا مقبولا لدى جميع الاطراف العراقية و كان سيخفف من وطأة و ثقل كلمة ( الاحتلال الأجنبي ) و يتفق كل الاتفاق مع اعلان الحلفاء ( أثناء الحرب العظمى ) الذي وعد و أكد على تحرير شعوب المنطقة من الاحتلال و الاستبداد العثماني و ضمان حقوقها في تقرير مصائرها بنفسها .. و من غرائب سياسات الهيمنة البريطانية في تلك الفترة انها طبقت عكس هذا الامر على الساحل الغربي للخليج العربي – الفارسي ، حيث أسست بأمتدادهذا الساحل نحو (13) امارة و دويلة صغيرة برغم ان الأنتماء القومي و الديني و البيئي و اللغوي لجميع سكان مناطق ساحل الخليج الغربي كان واحدا موحدا بالأساس كقبائل رحل لا يفصل بينها اي مانع او حدود ، و كما نرى اليوم فأن هذا التقسيم جلب الكثير من الرخاء و التقدم و الازدهار على سكان المنطقة و اخرون غيرهم ..
ونعود الى العراق و نقول ان تأسيس ثلاث دول على ترابها ( المتباين في تركيبه السكاني وانتمائاتهم القومية والمذهبية ، و المختلف في التضاريس و البيئة و المناخ ) بدلا من دولة واحدة غير متجانسة التركيب في كل شيء كان سيجنب الجميع بكل تأكيد أغلب ان لم يكن كل الصراعات و الحروب التي جرت على كل الاطراف الكوارث و الويلات والكثير من الخسائر و الضحايا وتورط فيها اخرون من الجوار و الابعدمن الجوار ، و منعت التطور الايجابي و التقدم الحضاري في كل مناح الحياة ، تأسيس ثلاث دول بدل دولة واحدة فاشلة كانت ستكون حالة جيوبولوتيكية داعمة للاستقرار و النماء يجني من فوائدها الجميع الشيء الكثير ..
بمعنى اخر فان توحيد الاراضي و السكان متعددي الاعراق و المذاهب قسرا لتأسيس الدولة العراقية جلب البلاء على الجميع و صارت هذه الدولة بؤرة للازمات و الصراعات المزمنة التي لم و لن تهدأ طالما بقت جغرافية مايسمى بدولة العراق على ماهي عليه كدولة ثبت فشلها عشرات المرات عبر عشرات الانقلابات و التصفيات الدموية التي شهدتها هذه البلاد ، و مع استمرار هذه الدولة كيانا و حكومة فان كل الصراعات و المنازعات العلنية و الكامنة ستزداد حدة وتعقيدا ، وهنا لايجب تحميل الشعوب العراقية بمختلف انتمائاتها القومية والمذهبية المسؤولية على ما ال اليه احوالهم و احوال البلاد و على كل المأسي و الويلات و كل هدا التخلف و العجز عن التقدم الحضاري ، بل ان المسؤولية يجب أن تلقى بالكامل على ( التأسيس الخاطيء ) للدولة العراقية ، الأمر الذي يجب ان يصحح محليا و دوليا فيما اذا اريد للمنطقة وشعوبها الاستقرار و السلام و بالتالي النهوض و التقدم نحو النماء و الازدهار خصوصا انها تملك من الثروات ما يعينها على ذلك..
وعليه فأن الطموح الكوردي الى تأسيس دولته ، طموح عادل ومشروع وخطوة رشيدة نحوبناء الاستقرار و بالتالي السلام في المنطقة . فمن حق الكوردي كحق انساني واسوة بغيره ان ينعم بدولته و حكومته على ارضه و موطنه التاريخي ، و استنادا الى ماعاناه هذا الشعب من ظلم وتجاوزات على حقوقه الانسانية و ما تعرض له من مجازر وحملات ابادة ، فان دولة كوردستان ستكون الضمان الوحيد الذي يطمئن الكورد من المستقبل وعدم تكرار جائم الابادة والتطهير العرقي بحقهم ، و كسلوك حضاري وانساني راق على البعيد والقريب احترام رأي شعب كوردستان في اي استفتاء يجرى بهذا الخصوص .. وان مسألة الاعلان عن دولة كوردستان وكما تؤكد بعض المصادر الاستخبارية والسياسية العالمية امر مفروغ منه وما تبقى هو موعد الاعلان عن ذلك ، و كلما كان الموعد اقرب كلما كان الامر أفضل للجميع ..
و اليوم و بعد افتضاح فشل الدولة العراقية علنا بسبب الاسس الهشة التي بنيت عليها و السياسات الرعناء و الحمقاء لحكامها و حكوماتها المتعاقبة و استحالة تحقيق العدل والمساواة بين مواطنيها و عدم امتلاك روح الانتماء لوطن مشترك ، فأن كفة تقسيم مايعرف بالعراق على خارطة الشرق الاوسط هو الارجح من كفة كيان دولة وحكم نخر فيها سوس الفساد بمختلف اشكاله وتفشى فيه التخلف و مسببات التراجع الحضاري و صارت السياسة فيها مجردمواقف تعصب والغاء لحقوق الاخر و حماقات و فهلوات غالبية ساستها و حكامها وبرغم هذا الحال الذي آل اليه حال العراق وافلاسها من كل مقومات الدولة الحضارية الرشيدة ، لا يزال البعض من تجار شعارات الوطنية المستهلكة من ساسة فاشلين ومنبوذين يفتقرون لابسط مقومات المواطنة و الوطنية يتباكون على وحدة التراب العراقي و منهم ( نوري المالكي ) نموذجا ، الذي ( تكرّم ) أبان فترة رئاسته للوزارة العراقية بتقديم أكثر من ثلث مساحة الأراضي العراقية و معها 3/4 السلاح والعدد والاليات الحربية من تجهيزات الجيش العراقي هبة و على طبق من ذهب الى عصابات داعش الارهابية التي ركزت حملاتها و نشاطاتها الاجرامية بعد هذه ( المكرمة المالكية ) على اقليم كوردستان العراق ..!!
ما فعله المالكي أمر يعتبر ( من دون نقاش ) في قوانين كل دولة تحترم شخصيتها و وجودها وتكوينها وسيادتها الوطنية ( خيانة عظمى )، لكنه و برغم فعله الشنيع هذا و بدلا من ان يعتذر للجميع ويعتزل السياسة و ينزوي في ركن بعيد ، نراه بين حين و اخر يلوح بسيفه الخشبي مهددا كوردستان و شعب كوردستان و كل المناصرين لقضيتهم العادلة بالويل والثبور و اخرها كانت تهديداته الرافضة لحق شعب كوردستان في اجراء استفتاء قانوني وشعبي بخصوص الأعلان عن دولة كوردستان .. و حقيقة الامر فإن الباعث الذي يحرك المالكي و امثاله المتعصبين ( عروبيا ومذهبيا ) ليس وطنيا و لا حرصا على سلامة و وحدة ما يعرف بالتراب العراقي ، فالدولة العراقية مفتتة بالاصل وهو من اول العارفين بهذا الامر ، لكنه يتجاهل انه من حق كل طرف أن يؤمن و يضمن مستقبله من دون تجاوز على حقوق الاخرين ..
وطنية المالكي المزيفةالتي يستعرض و يتظاهر بها هي محاولة اخرى من محاولاته الملتوية للعودة الى اضواء الصفوف الاولى في الحكم تليها خطوات ودسائس لازاحة الاخرين من اعوان ومنافسين نحو الانفراد بالحكم ..!!
ولا جديد في مواقف المالكي و امثاله فمواقفهم السلبية و العدائية من اقليم كوردستان متوقعة ومعلومة و هم لايملكون الا اجترار اللحن النشاز لأسطوانة قديمة مشروخة ، كررها كل من سبقوهم من حكام و حكومات فاشلة ، قادت العراق من فشل الى اخر ..
وهكذا المالكي و امثاله و كما تعودوا فهم لايبكون على وحدة التراب العراقي بل يتباكون و بروح عنصرية عروبية مريضة ، و عصبية مذهبية مقيتة بالوطنية العراقية يتاجرون ..
وختاما ..
اوجه هذا السؤال للجميع بمن فيهم من باكون ومتباكون على وحدة التراب العراقي :
( ماذا تحقق و ماذا أنجزمن تقدم و رفاه حضاري منذ تأسيس الدولة العراقية و الى يومنا هذا ؟ .. ماهي الفوائد و المكاسب التي جناها الاقوام العراقية من تأسيس كيان الدولة الكسيح هذا حتى الان ؟ .. ماهي خطط و مشاريع حكام هذا الكيان المريض المتداعي لتحقيق سعادة و رفاه و أمان المواطنين جميعا من دون تميز و بكل عدل و انصاف و مساواة ؟ ..



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء عن التعّصبْ ..
- بين جيل و جيل
- هوامش اضافية ..
- روحنا الأنسانية .. هوامش
- هذه الدنيا و الأمم التي لاتزال تمارس فيها الحياة ..!
- مرة أخرى .. 6 كانون الثاني و جيش العراق
- الأرهاب وقوى العالم العظمى .. ملاحظات
- خليفة داعش .. الخيبة والمصير
- عيون ..
- هذه الحياة ..
- حكايات ..
- أغان صامتة ..
- في ساعة أرق ..
- ثورة أيلول قالت ..
- لا فلاح الا بالأصلاح
- حكايتان
- أغنية
- ألحّرية .. ملاحظات يوميّة
- ألواحات الكاذبة ..
- دندنات ..


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - رزكار نوري شاويس - الباكون و المتباكون على وحدة تراب العراق ..