أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - دروس في تدبير القرآن لا تأويلا ولا تفسيرا 2














المزيد.....

دروس في تدبير القرآن لا تأويلا ولا تفسيرا 2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 23:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


دروس في تدبير القرآن لا تأويلا ولا تفسيرا 2


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً{3}

إذا جاء نصر الله والفتح ، وإذا ليس حرف شرط غير جازم كما يقول أهل اللسان العربي، فليس كل معلق على إرادة غير جازم لكنه مأمول الحصول لظرفه وحالته، وما نقول مثلا (إذا جاء زيد أخبرني) فشرط الإخبار هنا معلق على حصول فعل جاء، فمتى ما جاء حصل الجزم بالفعل ضروريا، الله أخبر نبيه الكريك كوعد غير مكذوب وجازم أن النصر من عند الله فجزما ولزاما أن نصر الله أت ولو بعد حين حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
الآية وما فيها من حكم وتحكيم محكومة بظرف معلق عليه أمرا كان مقدر له أن يكون، مضمونه أن الناس سوف تدخل لدين الله وهو الإسلام أفواجا بعد إن كان فرادي وجماعات صغيره على خوف ووجل، وهذا هو معنى النصر الأكبر والفتح المبين، حتى ما سقطت أصنام مكة وتحطم إرادة الشرك رأيت فعل الله ووعده بأجلى الصور، وحصل ما حصل ولم يكن مبنيا على الشك والترديد بين أن يكون أولا لايكون لو سلمنا أن (إذا) أداة شرط غير جازمة، هذا الفرق الحقيقي بين وعد الله حينما يكون حافزا وإلهاما للنبي ومن معه من المؤمنين وبين منطق اللغة التي يفهمها أو يقننها الإنسان بمعزل عن الميزان الذي أنزله الله مع كتابه.
فسبح بحمد ربك، أهل اللغة يقولون هذا جواب الشرط بمعنى إذا جاء نصر الله والفتح وما يترتب على ذلك من نتيجة سيكون من واجب النبي المقصود بالإشارة الصريحة أن يقوم أو يؤمر بالتسبيح بحمد الله، والنتيجة المنطقية المتعلقة بأداة الشرط كما يقولون وحسب المنطق الأفلاطوني أن الرسول لا يتوجب عليه إذا التسبيح والتحميد طالما لم تتحقق النتيجة، هذا التحريف الذي يتضمن في المضمر من تفاسير أهل اللغة يتنافى أصلا مع حقيقة كون النبي بهذا الشرط أو بغيره غير ملزم لا بالتسبيح ولا بالتحميد.
كذلك الأستغفار يجري بنفس المجرى السابق لأن واو العطف تشمل المعطوف عليه فرضا وحكما، فلا موجب للإستغفار هنا بنتيجة قول أن أداة (إذا) غير جازمة، الله الذي أدب وعلم وأصطفى نبيه على قواعد أخلاقية وتعبدية لا يربط بين إرادته وبين ما يشاء لأنه أعلم بعاقبة الأمور، وهو القائل لخير عباده وحبيبه المجتبى {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى }طه130.
فالتسبيح والتحميد والأستغفار أدوات المؤمن بدرجة خاصة ونبيه ورسوله بدرجة الخصوص المخصص، وسائل ومسائل لتقريب النصر والفتح لفائدة الإنسان والله غني عن العالمين، هذا المنهج التفسيري لا يتلائم مع حقيقة أن الله إنما يهذب النفوس ويطهرها من الشك والريبة وهو صاحب الأمر أولا وأخيرا {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ }غافر55، ولكن السؤال الأهم هنا والذي يبدو أنه من سياق ظاهر الآية يتعلق بلماذا يستغفر النبي وهو المطهر الطاهر من الذنوب والدنس والخطيئة والخطأ والغفلة؟ الجواب إنه أستغفار له تأكيدا على أن المؤمن وإن كان مصفى ومجتبى من الله لا يستنكر الأمر أن يستفغر لنفسه ولا يظن بنفسه أكثر ما يجزم الله به، والأستغفار أيضا للمؤمنين واجب بحكم الآية النص وللمسلمين وللناس عامة فأستغفاره مدعاة لقبول الله منه رحمته وتشجيعا على تثبيت قلوب الذين دخلوا أفواجا للدين وإكراما لهم، والأمر يسري أيضا لمن ينتظر أن يشرح صدره رب النصر والفتح أن يكون مسلما مؤمنا عابدا لربه.
طالما أن أبواب المغفرة مفتوحة ودروب الهداية مشرعة لذا أطلق الله على نفسه صفة الصفات أنه كان توابا، أي شديد جدا في قبول توبة التائبين مرة بعد مرة ولكل الناس دون حصر أو تخصيص إلا من أبى وأستكبر أن يتوب ويستغفر ربه أو يستغفر له الرسول، هكذا هي منهجية الله تعالى في بسط التوبه لكل خلقه من تكلف بالأمر أو أدركته الرسالة {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب24، هذه الآية تعلمنا كمسلمين وكمؤمنين أن الله التواب الرحيم لا يفرق بين خلقه إلا بمقدار ما يحب لهم لا على ما يحبون وهو صاحب الحكم والفيصل والذي يحكم بين عباده على ما يعلم لا على ما لا نعلم وهو على كل شيء قدير.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة نهاية
- دروس في تدبر القرآن الكريم لا تأويلا ولا تفسيرا
- الإرادة الإنسانية بين العقل ومستحكم الإشاءة الفوقية.
- صوفيات
- البعض ينشد للموت ..... بأغنية
- من حكايات ألف ليلة وليلة 2017
- زيارة ترامب للمنطقة.... شراء للكراسي وبيع أمريكي بالأجل
- مشروع قانون حرية الرأي والتعبير تقيد للمطلق وإطلاق للمقيد دس ...
- وهايكو مرة أخرى.....
- أني أدين الجميع.....
- الإصلاح الأجتماعي الحقيقي يبدأ من إصلاح المحرك الديني فيه.
- نظرات في البنية التنظيمة للأحزاب الإسلامية، العراق أنموذجا.
- النصوص الدينية وأثر الراهنية الزمنية على بسط الفكرة الدينية ...
- النصوص الدينية وأثر الراهنية الزمنية على بسط الفكرة الدينية ...
- شعراء ...... وشعراء
- هايكو .... من جديد
- خبز حرية دولة مدنية ح1
- سؤال أفتراضي..... أين أنت من الحقيقة؟
- العراق وسياسات دول الجوار الأقليمي
- ترانيم العشق


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - دروس في تدبير القرآن لا تأويلا ولا تفسيرا 2