أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ممدوح الشمري - القمر في الكتاب المقدس بين التقويم والعبادة ج1















المزيد.....


القمر في الكتاب المقدس بين التقويم والعبادة ج1


ممدوح الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 27 - 00:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكتاب المقدس - العهد القديم
سفر المزامير

المزمور المائة و الرابع

19 صنع القمر للمواقيت . الشمس تعرف مغربها

صَنَعَ الْقَمَرَ لِلْمَوَاقِيتِ.

الشَّمْسُ تَعْرِفُ مَغْرِبَهَا [19].

شرح وتعليق القمص تادرس يعقوب

في سفر التكوين تحدَّث عن خلقة الشمس والقمر في اليوم الرابع، أما هنا فيكشف عن غاية خلقتهما، حيث يقيم الله فصول السنة لخدمة الإنسان. لقد عيَّن الله النهار والليل كما فصول السنة... كلها لنفعنا.
بينما يُكرِم العالم الوثني الشمس، حتى أقام الكثير من الأمم منها إلهًا، كما فعل المصريون، إذ عبدوا الإله رَعْ، وتطلع البعض إلى الليل كما لو كان رمزًا للشر، فإن المرتل يرى في عناية الله عجبًا، فيُقَدِّم القمر عن الشمس حتى لا نستخف به.
هذا وقد اهتم الله أن يجعل عيدًا شهريًا يرتبط برأس الشهر والقمر، فالنهار والليل لخدمتنا، يمكن أن يكونا مُقَدَّسين لله. هذا وبعض الأعياد كالفصح والخمسين (الأسابيع) يحكمها أيضًا القمر.
يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أن القمر يشير إلى اليهود، وقد صُنع لتحديد وقت معين، لأن الديانة اليهودية تقوم بدورها إلى حين مجيء السيد المسيح شمس البرّ. وأن الشمس تعرف غروبها، إذ يعرف السيد المسيح شمس البرّ يوم آلامه وصلبه وموته.
يُقَدِّم لنا الأب أنسيمُس الأورشليمي لماذا ذكر موسى النبي وأيضًا داود النبي هنا الحديث عن الأشجار قبل الحديث عن الشمس والقمر والكواكب. يقول: [إن الجهال من الناس عندما ينظرون النبات ينمو ويزهر من حركة الكواكب يتوهمون أن الكواكب هي التي خلقت الأشجار، لذلك قدَّم النبي إبداع الأشجار على الكواكب ليُعَرِّفهم بأن الله وحده هو خالق كافة الأشياء، وبأمره تُعِين الخلائق بعضها بعضًا وتساعدها.]


الكتاب المقدس - العهد القديم
سفر العدد

الأصحاح الثامن والعشرون
11 وفي رؤوس شهوركم تقربون محرقة للرب: ثورين ابني بقر، وكبشا واحدا، وسبعة خراف حولية صحيحة
12 وثلاثة أعشار من دقيق ملتوت بزيت تقدمة لكل ثور. وعشرين من دقيق ملتوت بزيت تقدمة للكبش الواحد
13 وعشرا واحدا من دقيق ملتوت بزيت تقدمة لكل خروف. محرقة رائحة سرور وقودا للرب
14 وسكائبهن تكون نصف الهين للثور، وثلث الهين للكبش، وربع الهين للخروف من خمر. هذه محرقة كل شهر من أشهر السنة
15 وتيسا واحدا من المعز ذبيحة خطية للرب. فضلا عن المحرقة الدائمة يقرب مع سكيبه
16 وفي الشهر الأول، في اليوم الرابع عشر من الشهر فصح للرب
17 وفي اليوم الخامس عشر من هذا الشهر عيد. سبعة أيام يؤكل فطير

تفسير الإصحاح الثامن والعشرون من سفر العدد للأب القس أنطونيوس فكري

عيد رأس كل شهر :
السبت يشير لخلقة الله للعالم والراحة. أما ذبيحة رأس الشهر فهي تنظر للعناية الإلهية. فالقمر يحدد الفصول التي تتوالى. فالقمر في دورته يحدد فصول. ولذلك ونحن نراقب دورة القمر يجب أن لاننسى أعمال الله وعنايته التي تتوالى من جيل إلى جيل كما تتوالى دورات القمر كل شهر، ونشكره عليها. وكأن القمر شاهد أمين في السماء على رعاية الله وعنايته (مز 89:37). هذا هو العيد الشهرى وأيضا تقدم فيه ذبائح. ومن أجل أن السبت رمز للراحة فالله يقول سبوتى، أما هنا فيقول رؤوس شهوركم لأن الشهر يشير إلى الزمن المتغير من شهر إلى شهر، وهذا سينتهى بنهاية العالم حيث لا يعود شىء إلا نهار شمسه لا تغيب، يوم سبت غير منقطع يوم راحة أبدية. والقمر يرمز للكنيسة فالمسيح شمس البر ينعكس نوره من على كنيسته. وهي ممتلئة من نوره فكأن الإحتفال الشهرى بهذا العيد يشير لإحتفال الكنيسة بلبسها الإنسان الجديد وتركها العتيق.
محرقات رؤوس الشهور
ثورين + 3/10 دقيق ملتوت بزيت + 1/2 هين سكيب خمر
كبش + 2/10 دقيق ملتوت بزيت + 1/3 هين سكيب خمر
7 خراف + 1/10 دقيق ملتوت بزيت + 1/4 هين سكيب خمر
ذبيحة خطية
تيس واحد من المعز.
ثورين :- وهذه هي نفس التقدمات التي تقدم يوم الفصح ويوم الباكورة. أما في يوم الهتاف في أول الشهر السابع، وفي العاشر من الشهر (الكفارة) وفي يوم عيد المظال تقدم نفس التقدمات مع فارق واحد وهو تقديم ثور واحد بدلا من ثورين (ص 29). فلماذا الفرق ؟
مجموعة أعياد (ص 28) خاصة بعمل المسيح على الأرض (الصليب والقيامة حتى حلول الروح القدس أي تأسيس الكنيسة يوم الخمسين). وقبل أن يتم المسيح عمله كان هناك يهود وأمم، وهذا يشير له تقديم ثورين ، فالمسيح قدم نفسه عن اليهود والأمم.
أما مجموعة أعياد (ص29) (الأبواق والكفارة والمظال) فهي تتكلم عن جهاد الكنيسة بعد أن أتم المسيح عمله وجعل الإثنين واحدا. عروس المسيح التي يعدها الروح القدس الآن على الأرض لتذهب لعريسها المسيح في السماء، هي كنيسة واحدة وحيدة مقدسة جامعة رسولية. لذلك مع المجموعة الثانية يقدم ثور واحد.
والكبش :- عادة يقدم كذبيحة إثم، ولكننا هنا نتكلم عن المحرقات وأنها ذبيحة سرور فما المعنى من وراء ذلك ؟ المسيح قدم نفسه غفرانا لخطايانا لنحسب كاملين فيه وبلا لوم (أف1: 4 + كو1: 28). وهذا معنى قول الآب "هذا هو إبنى الحبيب الذي به سررت" ويقول الآب هذا يوم معمودية المسيح التي بها أسس سر المعمودية، والذي به ننال غفران الخطايا. والمعمودية مبنية على موت المسيح كذبيحة إثم (إش53: 10) وقيامته. ولاحظ قول إشعياء في نفس الآية أن "الرب سُرَّ بأن يسحقه بالحزن". صار ذبيحة إثم سُرَّ بها الرب.
والسبع الخراف :- الخراف ترمز للطاعة الكاملة، فهي رمز للمسيح الذي أطاع حتى الموت موت الصليب "ظلم أما هو فتذلل لم يفتح فاه كشاة سيقت للذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه" (إش53: 7). + "وأنا كخروف داجن يساق إلى الذبح" (إر11: 19). هذا هو المسيح، ونحن فيه نحسب طائعين كاملين، ولاحظ رقم 7 هو رقم الكمال. ومرة ثانية فهذا لمن هو ثابت في المسيح "السالك ليس بحسب الجسد بل بحسب الروح" (رو8: 1) لذلك يقول لنا الرب "إثبتوا فىَّ وأنا فيكم" (يو15: 4).
تيس واحد من الماعز :- هو قائد لقطيع الماعز ويقدم ذبيحة خطية وبالذات يوم الكفارة، وهنا يكلمنا عن المسيح الذي قدم نفسه ذبيحة خطية، وكقائد يدعونا أن نقدم ذواتنا كذبيحة حية وكأموات عن الخطية ونصلب الجسد الأهواء مع الشهوات (رو6: 11 + رو12: 1 + كو3 : 5 + غل5: 24). والتيس يحب تسلق الأماكن العالية، فمن يتبع المسيح ويحسب نفسه كميت عن الخطية، يقوده المسيح إلى السماء فهو الطريق.
الدقيق الملتوت بالزيت:- إشارة للإتحاد الأقنومى بين الابن والروح القدس، والروح القدس هو الذي يثبتنا في المسيح فتثبت حياة المسيح فينا.
أرقام 3/10، 2/10، 1/10 :- رقم 10 يمثل الكمال التشريعى، وفي السماء الكمال الحقيقى، فلذلك فالرقم الذي يمثل السماء والسمائيين هو 1000 = 10 × 10 × 10. لذلك فالملائكة ألوف ألوف وربوات ربوات. ولكننا على الأرض نحن في المسيح حقيقة ولكننا بسبب أننا في الجسد نخطئ، فالكمال التام في السماء. وأما رقم 3 فيشير للقيامة الأولى من موت الخطية، ورقم 2 يشير للصلح الذي عمله المسيح بتجسده، فلا خلاص سوى بالمحبة بيننا وبين الله وبيننا وبين الآخرين، ورقم 1 يشير لشخص المسيح الواحد الذي نثبت فيه فتكون لنا حياة أبدية في المسيح (الدقيق) .
والخمر :- هو علامة الفرح، فرحة الآب بنا وفرحتنا بالعودة لحضن الآب.
أرقام 1/2، 1/3، 1/4 :- فهي تشير لفرحة الله بهذا التصالح والمحبة التي عملها المسيح بتجسده (رقم 2). وفرحة الله بإنتصار البشر على الخطية وقيامتهم من موت الخطية (رقم 3). وأن هذا صار متاحا لكل من يريد من البشر من كل العالم (رقم 4) .
وإذا كنا نتكلم عن فرحة الله، فالله يفرح بأن كنيسته عادت كما أرادها منذ البدء كنيسة واحدة. فقد خلق الله آدم، ومن آدم كوَّن جسد حواء والأولاد جاءوا منهما، أي الكل جسد آدم الواحد، والمعنى أن الله أراد أن البشرية تكون في وحدة، ولما حدث الإنقسام بسبب الخطية إنقسم قايين على هابيل، وجاء المسيح ليجعل الإثنين واحدا (أف2: 14 – 16 + يو17: 20 – 23) وهذه الوحدة هي المشار لها برقم 1 هنا. فالله يفرح بهذه الكنيسة الواحدة التي صالح فيها المسيح أي إثنين (اليهود والأمم / أي إثنين متخاصمين / السماء والأرض كما فهمتها كنيستنا القبطية ورنمتها) ويصبح هذا معنى رقم 1/2 . وهذه الكنيسة الواحدة قامت من الموت وصارت حية، فالله خلق الإنسان ليحيا أبديا ولا يموت، وهذا معنى رقم 1/3 . وهذه الحياة والوحدة متاحة لكل من يريد من كل العالم وهذا معنى رقم 1/4 .
صحيحة = فهذه الذبائح تشير للمسيح الذي بلا خطية وبلا عيب.
عيد الفصح والفطير:
فبدأ من هنا بالأعياد السنوية. وهذا هو العيد الأول في الشهر الأول من السنة, ويشير هنا لسبعة أيام الفطير أي لنبدأ سنة جديدة لا ترتبط بالخمير العتيق (1كو8:5) + (أف24،22:4) فيكون لنا الحياة الجديدة والتسبيح الجديد رافضين الشر الذي مضى، والشر رمزه الخمير (مت 16: 6 + مت 16: 11).
7 أيام يؤكل فطير = الخمير رمز للشر، فبعد الفصح أي صلب المسيح لايصح أن يعود المسيحى للشر مرة أخرى، ورقم 7 إشارة لكل أيام العمر فرقم 7 رقم كامل (1كو5: 6 – 8). وطوال الأسبوع تقدم نفس الذبائح والتقدمات إشارة لأن ذبيحة المسيح عملها وفاعليتها كل الزمان .
والتقدمات والذبائح هي نفس التقدمات والذبائح التي تقدم في رؤوس الشهور .

الكتاب المقدس - العهد القديم
سفر إرميا

1 في ذلك الزمان، يقول الرب، يخرجون عظام ملوك يهوذا وعظام رؤسائه وعظام الكهنة وعظام الأنبياء وعظام سكان أورشليم من قبورهم
2 ويبسطونها للشمس وللقمر ولكل جنود السماوات التي أحبوها والتي عبدوها والتي ساروا وراءها والتي استشاروها والتي سجدوا لها. لا تجمع ولا تدفن، بل تكون دمنة على وجه الأرض
3 ويختار الموت على الحياة عند كل البقية الباقية من هذه العشيرة الشريرة الباقية في كل الأماكن التي طردتهم إليها، يقول رب الجنود
4 وتقول لهم: هكذا قال الرب: هل يسقطون ولا يقومون، أو يرتد أحد ولا يرجع.

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب
أرميا 8 - تفسير سفر إرميا

الخلط بين كلمة الله والعبادة الوثنية:
تلامس إرميا بروح النبوة مع كلمات السيد المسيح: "دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (مت 19: 14). بينما كان يشاهد الشعب قادمًا بأطفاله إلى الهيكل ليعودوا بهم إلى "ابن هنوم" يقدمون بعضهم للقتل أو الحرق باسم الوثن. لقد اختاروا لأنفسهم ولأولادهم المرارة عوض الفرح الحقيقي، والموت عوض الحياة.
انحرف الكل: الملوك والرؤساء والكهنة والأنبياء الكذبة والشعب وعبدوا الآلهة التي بلا حياة واهبة الموت عوض الله الحيّ واهب الحياة. وها هو يقدم لهم الله سؤل قلبهم، إذ يقول:
في ذلك الزمان يقول الرب
يخرجون عظام ملوك يهوذا وعظام رؤسائه وعظام الكهنة وعظام الأنبياء وعظام سكان أورشليم من قبورهم،
ويبسطونها للشمس والقمر ولكل جند السموات التي أحبوها والتي عبدوها والتي ساروا وراءها والتي استشاروها والتي سجدوا لها.
لا تجمع ولا تدفن بل تكون دمنة (روثًا) على وجه الأرض.
ويُختار الموت على الحياة

عند كل البقية الباقية من هذه العشيرة الشريرة الباقية في كل الأماكن التي طردتهم إليها يقول رب الجنود" [1-3].
تهلل الكل بوجود سفر الشريعة التي يعتزون بها حرفيًا بغير روح، يهتمون بنسخها بكل دقة، ويغسلون القلم لتطهيره قبل كتابة اسم "يهوه"، ويحسبون عدد الحروف حتى لا يخطئوا في كلمة، ويضعون الشريعة في الهيكل، ولا يلمسها من كان دنسًا. ومع هذا كله كانوا يعبدون الأوثان ليس تحت ضغط العدو، ولا عن جهالة، لكنهم أحبوها وعبدوها وساروا وراءها واستشاروها وسجدوا لها. شعروا أنها مشبعة ومفرحة ومرشدة لهم تستحق كل عبادة وسجود! والعجيب في الأمر أنه لم يكن ذلك عن احتياج مادي أو لطلب الكرامة، فقد عبدها الملوك والعظماء والكهنة إلخ. الذين لا ينقصهم شيء ما.
ما هو ثمر ذلك؟
أ. الذين عبدوها وهم أحياء تُخرج عظامهم بعد الموت لُتبسط للشمس والقمر وجند السماء التي تعبّدوا لها، فيصيرون في عارٍ وخزي حتى بعد موتهم.
العدو الذي عبدوا آلهته ينكل بهم، حيث ُيخرج عظام الكل من القبور ويلقي بها في الطريق للتشهير والإهانة، إذ كان الوثنيون يعتقدون أن إهانة عظام الموتى تجرح نفوس الراقدين، وتدمير بقايا الأموات وعظامهم يلُقي بهم في بحر النسيان.
بمعني آخر الكل أخطأوا: الذين كانوا في عصر إرميا ومن سبقوهم، لذلك تحل الإهانة حتى بالأموات.
هم اختاروا الآلهة الميتة عوض الإله الحيّ، لذا يحل بهم الموت، ويحل بهم العار حتى بعد موتهم.
ب. صارت عظام الكل - الملوك والعظماء والكهنة والأنبياء والشعب - ملقاة "كدمنة على وجه الأرض"، أي كالروث أو بقايا الحيوانات، وهذا لا يحمل فقط معني الإهانة، وإنما تدنيس الأرض. فمن يفسد حياته باعتزال الله مُقدِسه تصير حتى عظامه دنسة ونجسة لا يطيق الناس رؤيتها أو لمسها، أما من يتقدس بروح الله فتتقدس عظامه لتقيم أمواتًا كما حدث مع اليشع (2 مل 13: 21)، ويتقدس ظله ليشفي المرضى كما حدث مع بطرس الرسول (أع 5: 15) وتتقدس حتى المناديل والخرق التي على جراحاته لتخرج الشياطين كما حدث مع بولس الرسول.
ج. إخراج العظام من القبور وبسطها أمام الكواكب إنما يعني توبيخًا من الله الذي تركوه وهم أحياء، كأنه يسأل عظامهم إن كانت تقدر أن تتعبد لها؟! أما مؤمنوه فستقوم عظامهم وتشارك أجسادهم نفوسهم العبادة السماوية الملائكية.
د. كان اهتمام الغازين بنبش القبور عادة قديمة، غايتها سلب كل ما وُضع مع الراقدين من معادن ثمينة وحجارة كريمة وأوانٍ قيمة إلخ.
ه. يقول "هذه العشيرة الشريرة" [3]، وكأنه بهذا التأديب المرّ يؤكد الله لهم أنهم أشرار ليس فقط في تسابيحهم بلا عمل، واهتمامهم بالتقدمات والذبائح بلا روح، والانشغال بالهيكل الخارجي دون الداخلي وإنما أشرار حتى كأسرة واحدة!
و. وسط هذا العار والمرارة يشتهي الكل الموت فلا يجدونه، إذ قيل: "وُيختار الموت على الحياة" [3]. وكما جاء في سفر المراثي: "كانت قتلى السيف خيرًا من قتلى الجوع" (مرا 4: 9)، وقال يونان النبي: "موتي خير من حياتي" (يونان 4: 8).
في اختصار يمكننا أن نقارن بين الارتباط بكلمة الله الحية وليس بالكلمة في حرفيتها مع اعتزال الكلمة الإلهي نفسه هكذا:
« ينال المؤمن سؤل قلبه، ويتمتع بالمكافأة حسب أعماله، الأول يرتبط بالكلمة الحية فيحيا بها ومعها، والثاني يرتبط بالباطل فيصير باطلًا.
« تهب كلمة الله الحية شركة مجد أبدي، والتخلي عن الله يهين حتى عظامنا بعد الموت، فيجعلها أشبه بالروث الملقى في التراب.
« تقدس كلمة الله النفس والجسد حتى الخليقة الجامدة.
« كلمة الله غنى، والتخلي عنها يحث اللصوص على سلب حتى قبورنا.
« كلمة الله يجعلنا أهل بيت الله، وتركها يجعلنا عشيرة شريرة.
« كلمة الله تعطي رجاءً، وتركها يبث روح اليأس، فيشتهي الإنسان الموت ولا يجده.

.حفظ الشريعة بدون التوبة:
بعد أن تحدث عن خطورة الاهتمام بالكتاب المقدس (الشريعة) لحفظه في الهيكل دون الالتصاق بالله وحده يؤكد أيضًا خطورة قبوله في غير توبة أو الرجوع إلى الله، إذ يقول:

"وتقول لهم هكذا:
هل يسقطون ولا يقومون؟
أو يرتد أحد ولا يرجع؟
فلماذا يرتد هذا الشعب في أورشليم ارتدادًا دائمًا؟!
تمسكوا بالمكر.
أبوا أن يرجعوا" [4-5].

يبدأ الحديث بالجمع "يسقطون"، ويكمل بالفرد "يرتد"، لعله أراد تأكيد أن الله ينتظر رجوع الشعب كله كابنة واحدة له، كما يترقب توبة كل عضوٍ في الجماعة، أي يطلب التوبة الجماعية كما التوبة الشخصية. فكما انغمس الشعب كله في الشر، وأحب كل عضو منهم الخطية هكذا تكون أيضًا التوبة.
يرى بعض المفسرين اليهود أن صيغة الجمع هنا تشير إلى الشعب وصيغة المفرد إلى الله، وكأن تفسيرهم هو هذا: "هل يعود الشعب إلى الله بعد سقوطهم، ولا يرجع الله إليهم؟!
يرى البعض أن ما جاء بصيغة الجمع يشير إلى الجانب السلبي وما جاء بصيغة المفرد يشير إلى الجانب الإيجابي، وكأن التفسير هو: هل يسقط الشعب في الشر ويبقى في سقوطه دون قيام؟! هذا هو الجانب السلبي، أما الإيجابي فهو: هل يرتد أحد إلى الله ولا يجد الله راجعًا إليه؟!
هكذا يؤكد إرميا النبي الالتزام بالتوبة كعمل رئيسي في تمتعنا بالشريعة، فإننا وإن سقطنا يترقب الله قيامنا، وإن عاد قلبنا إليه نجده ينتظرنا ليحملنا فيه.
يطلب الله عودتنا إليه باستمرار، بل ونمونا في الشركة معه، وذلك بفضل نعمته العاملة فينا، ولكن ليس بغير إرادتنا، لأن الله يقدس الحرية الإنسانية.
وكما يقول الأب شيريمون: [أن الله يبدأ معنا ما هو صالح، ويستمر معنا فيه، ويكمله معنا. وذلك كقول الرسول "والذي يٌقِّدم بذارًا للزارع وخبزًا للأكل سيقدم ويكثر بذاركم وينمي غلات بركم" (2 كو 9: 10). هذا كله من أجلنا نحن، لكي باتضاع نتبع يومًا فيومًا نعمة الله التي تجذبنا. أما إذا قاومنا نعمته برقبةٍ غليظة وآذانٍ غير مختونة (أع 7: 51)، فإننا نستحق كلمات النبي إرميا القائل "هل يسقطون ولا يقومون؟! أو يرتد أحد ولا يرجع؟! فلماذا ارتد هذا الشعب في أورشليم ارتدادًا دائمًا؟! تمسكوا بالمكر، أبَوا أن يرجعوا؟!" [4-5].
في رقة عجيبة يؤكد لنا النبي أن الله ينتظرنا دون أن يعاتب على الماضي، إذ يقول: "فلماذا ارتد هذا الشعب في أورشليم ارتدادًا دائمًا؟!" [5]. في دهشة يعاتب: كيف احتمل هذا الشعب كسر الشريعة والتغرب عن الله مصدر حياته على الدوام؟ ألا يليق به أن يرجع إليه؟!
ظن البعض أنه إن سقط إنسان مؤمن لا يمكن أن يقوم، وكتب القديس أمبروسيوس كتابًا عن قيام الساقطين من المؤمنين قمت بترجمته تحت عنوان "التوبة"، كما فند القديس يوحنا ذهبي الفم ذلك في مقاله الأول لثيؤدور الساقط.
السقوط في ذاته ليس بالأمر الخطير، بل يكمن الخطر في البقاء منطرحًا بعد السقوط، وعدم القيام مرة أخرى. فالجبن والكسل يخفيان نية الضعف الخلقي تحت حجة اليأس.
ليتنا نحن الساقطون لا نيأس بل نقول: "هل يسقطون ولا يقومون؟!" [4]... فإنه يوجد من ارتفع من هاوية الشر إلى السماء، ومن المسارح والأوركسترا إلى طقس الملائكة، ومارسوا فضيلة عظيمة كهذه حتى أنهم صاروا يخرجون شياطين ويصنعون عجائب أخرى.
نصيحتنا ليست هي عن عدم السقوط بل قدرة الساقطين على القيام.
لنقم ثانية حتى إن كان الوقت متأخرًا،
أيها الأطباء، لنقم ونقف!
إلى متى نبقى مطروحين أرضًا؟!
إلى متى نبقى سكارى بالرغبة المتزايدة للأمور الزمنية؟
إنها فرصة مناسبة الآن لنقول "إلى متى اتكلم واشهد؟" هكذا صار كل الناس صّم حتى بالنسبة للتعاليم الخاصة بالفضيلة، بهذا امتلأوا شرورًا.
القديس يوحنا ذهبي الفم
الكل سقطوا، وهم لا يبالون بالقيام.
لهذا فإن نصيحتنا لا تخص عدم السقوط، بل قدرة الساقطين على القيام.
لنقف مرة أخرى أيها الأحباء، مهما طال بنا السقوط.
لنقف مرة أخرى، لنقف بكرامة!
القديس يوحنا الذهبي الفم
أن تسقط هذا ليس بالأمر الخطير، وإنما الخطورة أن تبقى منبطحًا بعد السقوط دون أن تقوم ثانية، وأن تقوم بدور الإنسان الجبان والبليد وتستمر في حالة عجز بسبب اليأس.
القديس يوحنا الذهبي الفم
لا تيأس من الخلاص اذكر كيف جاء في الكتاب المقدس إن الساقط يقوم، والضال يرجع، والمجروح يُشفي، والذي هو فريسة للحيوانات الضارية يفلت، والذي له خطاياه يُغفر له...
إنه وقت للاحتمال وطول الأناة والشفاء والتصحيح.
هل تعثرت؟ قم.
هل أخطأت؟ كف عن الخطية. لا تقف في طريق الخطاة (مز 1: 1)، بل اهرب منها. عندما تتغير تنهد فتخلص. فإن الجهاد يجلب الصحة والعرق الخلاص.
القديس باسيليوس
في حديث الأب شيريمون عن حماية الله يقول: [إنه لا يريد أن يهلك أحد أصاغره، فكيف لا نكون مجدفين إن كنا نتصور أنه لا يريد كل البشر أن يخلصوا بل بعضهم؟! فالذين يهلكون إنما يهلكون بغير إرادته.
لأنه بحق يريد رحمة لا ذبائح (هو 6: 6، مت 9: 13).
السماء، والملائكة هناك، تفرح بتوبة إنسان (لو 15: 7، 10).
لتفرح أيها الخاطئ، ها أنت ترى إني افرح بعودتك.
العلامة ترتليان
أما العائق عن رجوعهم فهو "المكر" الذي تمسكوا به، أو خداع الأنبياء الكذبة الذي عوض أن يحثوهم على التوبة سلموهم إلى التهاون، إذ قيل: "برؤيا كاذبة وعرافة وباطلٍ ومكر قلوبهم هم يتنبأون لكم" (14: 14).



#ممدوح_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضالو الأرواح والمتمردون !!
- هل يسوع إله لأبيه و إنسان لأمه ؟!
- إله الخمر وعذارى المعبد والطقوس الماجنة والخنزير
- زرع الكراهية بين الذيب وشماس سابق
- المرأة بين ابن كثير والقرطبي وبولس وبطرس
- البرزخ ! وعقيدة المطهر بين الكاثوليك والأرثوذكس
- اللغة القبيحة الفاحشة فى أحط معناها !!
- زِنى المَحارِم والكِتَابُ المُقدَّسُ
- البوق والجرس وسيدنا بلال والأذان وسامي !!
- الكتاب المقدس بين الزنى وتبادل الزوجات !
- نسب محمد ويسوع في ميزان الإسلاميين
- العرش الإلهي بين الإسلام والمسيحية- (1)
- العرش الإلهي بين الإسلام والمسيحية- (2)
- الرد على سؤال الكاتب سائس إبراهيم !


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ممدوح الشمري - القمر في الكتاب المقدس بين التقويم والعبادة ج1