أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كهلان القيسي - النزوح الجماعي لنخب واطباء وعلماء العراق















المزيد.....

النزوح الجماعي لنخب واطباء وعلماء العراق


كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1441 - 2006 / 1 / 25 - 07:14
المحور: حقوق الانسان
    


بغداد: أغلق اشهر أطباء القلب في العراق عيادته، بعبارة كتبت على الباب تقول: على كافة مرضى الدكتور عمر الكبيسي، مراجعته في عمان، الأردن.
هناك وفي عمان يقضي الدكتور الكبيسي، 63 عام، أيامه جالسا في مقهى مع الأطباء والاختصاصين الآخرين من العراق.يبدو محبطا، وهو يراقب عن بعد كيف ينهار ويتلاشى ببطء نظام التعليم الطبي الذي ساعد على تأسيسه طلية مدة مهنته البالغة 36 عاما.حيث يهرب الطاقم التعليمي من الأطباء نتيجة للخوف من القتل أو الاختطاف، أما الأطباء حديثي التخرج فإنهم يبحثون عن بلدان أخرى للتدرب فيها. حتى المرضى يهربون لأنهم لم يعدو واثقين من الرعاية الطبية التي هم يمكن أن يحصلوا عليها في العراق.
يقول الدكتور عمر الكبيسي( عبر مكالمة بالهاتف): اعتقد إن العملية جزء من خطة شاملة لتدمير البلاد، لقد أصبح الوضع سيئا جدا في الشهور الستة الأخيرة ونحن لا نستطيع أن نستمر في عملنا. كان الدكتور الكبيسي مع تسعة أطباء آخرين قد تركوا بغداد في مايو/مايس بعد أن تسلموا رسائل تهديد كتبت بطريقة صبيانية باليد تنذرهم بأنهم سيقتلون إذا لم يتوقّفوا عن العمل في موطنهم العراق، وكان هو و زملائه قد تلقوا تهديدات سابقه ولكن الأخيرة منها حملت إنذار ملح لهم، كما قال.
يذكر إن كبار علماء العراق ونخبه من -- أطباء، محامون، أساتذة -- ورجال أعمال قد استهدفوا من قبل المجموعات السياسية الغامضة من خلال الإختطاف وطلب الفدية، بالإضافة إلى القتل. وإن العديد منهم قد هربوا من البلاد، وهذا يجعل العراق في خطر كبير لخسران النواة المهمة من الناس الماهرين الذي هو بحاجة لهم أكثر من أي وقت مضى و هو يحاول إعادة بناء مجتمع حديث الاستقلال. إنها عملية استنزاف للعقول كما يقول أمير الفايد مساعد عميد كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد، "إن البلد يمكن إن يؤول إلى مجتمع بدون معرفه، وكيف لمجتمع كهذا أن يتطور؟
الاختصاصين ورجال الأعمال الذين يملكون الوسائل للهروب يذهبون إلى الأردن، سوريا، مصر، أو إذا حصلوا على التأشيرات، إلى البلدان الغربية.ويشعر أولئك الذين بقوا في العراق بأنه قد تم التخلي عنهم. ومنهم أحمد مير علي, طبيب مقيم بعمر 27 سنة، ترك لوحده لإدارة المستشفى الخاصّة حيث كان مكتب الدكتور الكبيسي الذي اقفل وترك، كما إن أغلب الإختصاصيين الذين عملوا هنا لتقديم لعناية للمرضى توجيه الدكتور أمير قد تركوا المستشفى. ويقول الدكتور أمير,لقد كانوا من الأخصائيين الذين تخرجوا من إنكلترا وأمريكا ، لقد كانوا أساتذتي ، وألان بعض المرضى يذهبون حتى إلى إيران للعلاج، في الماضي لم يكن احد يفكر في الذهاب إلى إيران.
يتمنى العديد من الشباب العراقيون المتعلمون الهرب، ومنهم الطالبة إيهانه نبيل، 22 عام التي ستتخرّج قريبا من جامعة بغداد بدرجة البكالوريوس في العلوم السياسية، حيث تقول"بالطبع أنا ساترك البلد إذا كنت قادرة على ذلك، "ليس هناك سلام، لا استقرار ولا وظائف، أما الطلبة الآخرون في الحرم الجامعي, فهم واحة مؤقتة في مدينة عنيفة.


النزوح الجماعي ليس جديدا في هذه البلاد. فقد هرب العديد من العراقيون من حكم صدام حسين القمعي: منهم الشيعة الفقراء الذين انسلوا عبر الحدود إلى إيران، و العرب السنّة عبروا الجبال إلى سوريا أو الصحراء إلى الأردن. وانتظر هؤلاء الناس لسنوات في هذه البلدان من اجل الحصول على الإقامة والعمل وبعد ذلك ذابوا هناك. بعد سقوط نظام صدام عاد العديد من هؤلاء ألاجئين إلى العراق لكن عدم استقرار البلاد ودورة من العنف اليومي جعلا العديد منهم يعيدون النظر في عودتهم. أما الآخرون الذين بقوا في العراق أيام حكم صدام حسين، أخيرا يقولون لوطنهم وداعا.
من المستحيل توثيق أعداد العراقيين الذين يتركون البلاد ألان، لان العديد منهم يخبرون دائرة الجوازات بأنهم سيسافرون خارج البلاد لفترة قصيرة ولا يخبرون حتى جيرانهم أو أصدقائهم يحملون ما خف حمله من بيوتهم ويختفون. ويحدد مسؤول في مكتب إحصائيات وزارة الداخلية عدد العراقيين الذين يسافر برا إلى الأردن بحوالي 200 إلى 250 في اليوم للفترة من يوليو/تموز 2004 إلى يونيو/حزيران 2005. أما منذ يوليو/تموز الماضي، فان عدد الذين يعبرون الحدود -- ماعدا سواق الشاحنات والتجّار – ارتفع الى1,100 شخص في اليوم.
قد يعودون إذا كان البلد آمنا،
أو قد لا يرجعون. فمنذ سقوط صدام حسين، أصبح الاختطاف تجارة مربحة، حتى الأطفال يختطفون، ثم يفتدون في نفس يوم ببضعة مئات من الدولارات يدفعها آبائهم المفجوعين. أصبح كل من يملك إشارات على ثروة معينة من الأخصائيين ورجال الأعمال هدفا للاختطاف لطلب فدية أعلى, حتى الفدية أحيانا لم تكن ضمانا، فالعديد من المخطوفين قد قتلوا ورميت جثثهم في الطرقات، وتقول بعض السلطات إن العشرات من الجثث توجد متروكة كل يوم لكن لا يتم الإخبار عنها.لان أعمال العنف الأخرى من التفجيرات والقتل الجماعي قد غطت على خطف العراقيين بصورة عامة.
ويقول الفايد إن "الأساتذة هدّدوا. والأطباء قتلوا في عياداتهم.والقتل أصبح شائعا ويعتقد بعض الناس إن هذا متعمّد، في محاولة لإفراغ عراق نخبته."
مثلا الدكتور الكبيسي،- الرئيس السابق للهيئة الطبية العسكرية في العراق،- صدق تلك التهديدات. ففي أواخر أبريل/نيسان، سلّمه سكرتيره رسالة كتبت بلغة عربية"سيئة" تمهله 6 إلى 10 أيام لترك البلاد. ثم سلم الرسالة إلى السلطات، التي أدعت بأنّها مزيّفه. ولكن بحلول الثامن من مايو/مايس كان الكبيسي في الأردن. أما أبنائه الثلاثة وبنته الذين كلّهم أطباء لا يستطيعون أن يخاطروا بالبقاء كما قال في عمّان "حيث يجلس بمعيية 10-12 من الأخصائيين الكبار
، نحن نناقش الوضع فقط، " " إن الجلوس هنا موت عقلي بطيء. لكن حتى مرضاي يقولون بأنّني يجب أن لا أرجع. حقا، أنا لا أستطيع أن أدفع فدية عن مختطف. وان لم تدفع فانك ستقتل." يحبطه مراقبة نظام التدريب الطبي الذي ساعد على خلقه يتهاوى ويقول إن "نظام التعليم والتدريب والعناية قد تحطم وقد لا يمكن استعادته، إن "كليّاتنا الطبيّة وأطبائنا معروفة جدا في جميع أنحاء العالم العربي ورعاية التعليم كانت ممتازة، لأنها مستندة على النظام البريطاني. كنّا ناجحون جدا في أن نؤسس دراساتنا العليا الخاصة، بضمن ذلك العديد من الاختصاصات الطبية. أيام نظام صدام حسين إما الآن هم يفرغون البلاد من كلّ هذه."

قصة أخرى، أم مصطفى وزوجها رجل الأعمال، تمنوا البقاء في العراق. لكنّهم تركوا ذلك الهدف، بعد أن قام لصوص بالهجوم على بيتهم ودخلوا غرفة نومهم، واحتجزوا ابنهم الشاب وسددوا بندقية إلى رأسه، وطلبوا من أبويه أن يسلّمونهم كلّ ذهبهم ومجوهراتهم. وتقول أم مصطفى 27 عام،التي لاتزال تخشى الهجوم فرفضت إعطاء اسمها بالكامل "نحن لم نرد ترك البلد،"نحن كنّا عائلة غنية وسعيدة جدا. زوجي كان عنده تجارة جيدة. وكان عندنا مال , وبيت وسيارة وخدم."

لقد أرهب الرجال العائلة لأكثر من ساعتان، يهدّدونهم بقتل أو اختطاف ابنهم ذو ال6 سنوات، بينما كان يصرخ ابنهم ذو العامين من العمر، لقد ضربوا زوج أم مصطفى، أخيرا تركوا البيت بعد أن استولوا على كافة المجوهرات و الأموال وقطعة سلاح كانت في البيت. تركوا الزوجين مقيدين بأصفاد من البلاستيك ومحبوسين في الغرفة، وهددوا بأنّهم سيحرقون البيت عندما غادروا. "لربّما كتب الله لنا عمرا جديدا لأنهم لم يقتلوننا.كما تقول أم مصطفى.وقررت هي وزجها الإنتقال إلى الأردن. لكنّهم سمعوا بأنّ السلطات الأردنية، قلقة بشأن التدفّق الكبير للعراقيين، وهي تعمل على جعل الحياة أكثر صعوبة هناك. لذا اشتروا التذاكر إلى القاهرة بدلا من ذلك.وتضيف: "نحن لا نعرف كيف سنعيش هناك؟. فعلى زوجي أن يجد عملا جديدا. وأنا سأبحث عن عمل ايضا، " إن ترك البلاد في أي وقت لم يكن قرارا سهلا. وعليك أن تبدأ حياة جديدة، انه شيء صعب جدا. لكنّه سيكون أفضل من البقاء هنا في بلاد ليست آمنه بعد ألان. " لقد عشت في العراق خلال أربعة حروب. لم أود ولم أفكر في ترك البلد قبل ذلك، أما الآن، أصبحت الحياة في العراق خطرة. أنا لا أشعر بالأمان حتى في غرفة نومي الخاصة -- أو في البلاد بكاملها."

Doug Struck
Washington Post Foreign Service
Monday, January 23, 2006; A01
ترجمة: كهلان القيسي



#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلدة عراقية بكاملها تتحول إلى معسكر اعتقال!!
- جون بلكر: موت الحرية
- مستشار كارتر: عن الخيار الحقيقي في العراق
- من بغداد المحترقة- أيام من عذابات الناس
- كم عدد العراقيون الذين قتلوا منذ الإحتلال الأمريكي ؟30 ألفا؟ ...
- الديمقراطية: استنساخ المنطقة الخضراء على بقية قرى ومدن العرا ...
- إستراتيجية حربِ العراق الجديدة: قنابل وتفجيرات وضحايا مدنيين ...
- كردستان العراق: واجه الرؤساء الجدّد- كمال سيد قادر
- جدل بين الأمريكان والحكومة، حول تنحية قائد اللواء الأكفأ في ...
- ملجأ بمليار دولار في بغداد- هذه هي السفارة الامريكية الجديدة
- الجيش الأمريكي ما زالَ يستعين بلواءِ الذئب المُخيف
- خبراء وليسوا وزراء...لا تنتقموا منهم ومن الشعب
- روبرت فسك: حرب بلا نهاية
- خوان كول: أفضل الأساطيرِ العشرة حول العراق في عام 2005م
- الأكراد يخططون لاحتلال كركوك.هل هذا جيش وطني؟؟
- إن الصراع بين الأمريكان والشيعة يمكن أن يفلت من السيطرة
- ديمقراطية، الطراز العراقي
- قصة المهرج الذي اشترى ذمم البعض في الإعلام العراقي
- روبرت دريفوس: العراق، اللعبة إنتهت
- بهاء موسى, المحاكم البريطانية, و17 بريمر


المزيد.....




- مصدر لـCNN: إسرائيل تطلع منظمات الإغاثة على خطط لإجلاء المدن ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين الأفارقة من مخيمات في العاصمة الت ...
- إجلاء مئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخيمات في ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخي ...
- وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت
- نائب مصري يحذر من خطورة الضغوط الشديدة على بلاده لإدخال النا ...
- الأمم المتحدة: فرار ألف لاجئ من مخيم إثيوبي لفقدان الأمن
- إجلاء مئات المهاجرين الصحراويين قسرا من مخيمات في العاصمة ال ...
- منظمة حقوقية: 4 صحفيات فلسطينيات معتقلات بينهن أم مرضعة
- السفير الروسي ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقيل يبحثان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كهلان القيسي - النزوح الجماعي لنخب واطباء وعلماء العراق