أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - احلام نبوية 4














المزيد.....

احلام نبوية 4


احمد الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 5486 - 2017 / 4 / 9 - 05:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ابتدأ سروش مقالته الثانية من نظريته " احلام نبوية " تحت عنوان جامع هو " خواب احمد خواب انبياست " مما يعني ان حلم النبي ورؤياه هي احلام بقية الانبياء ايضا ، وكأنها مرآة عاكسة لاحلام الانبياء السابقين ... ولم تقتصر رؤيا النبي على تجربته الروحانية فقط وانما اتسعت لتشمل تجارب بقية الانبياء السابقين ،وكأن محمدا حاضر مع موسى حال نطق الشجرة بالالوهية " فلما اتاها نودي من شاطئ الواد الايمن في البقعة المباركة من الشجرة ان يا موسى اني انا الله" ، وكان مع اليسوع في مشاهدة ساحة الاعدام " وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم "، وكان مع ابراهيم عندما قدم فلذة كبده قربانا للاله " فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين "، وكان مع يونس عندما غضب من الله ثم تاب واناب "وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين " ، وبالنهاية كان مع الانبياء جميعا عندما كذبهم قومهم فنصرهم الله عليهم " حتى اذا استياس الرسل وظنوا انهم كذبوا جاءهم نصرنا " .
هكذا انعكس تاريخ الانبياء في رؤياه و مشاهداته ، ونقل الينا ان نوحا لبث في قومه يدعوهم الى الله الف سنة الا خمسين عاما الى ان اغرقهم الطوفان ، وان بعض اليهود لعصيانهم اوامر الاله مسخوا قردة وخنازير ، وان عزير اماته الله مائة عام ثم بعثه للحياة من جديد ، وان نهر النيل انشق نصفين وابتلع المصريين وفرعونهم ، وان عصى موسى تحولت الى ثعبان مبين ...
كيف يمكن تفسير تحول الانسان الى قرد او خنزير ، او عودة عزير الى الحياة بعد مماته وكذلك انشقاق البحر .. اليس كل ذلك بحاجة الى ان يفسر بلغة الاحلام واذ لا يخلو من التكلَف الكبير اذا ما فسر على اساس الواقع ، وها هي كتب المفسرين القدامى تعج بالخرافات والتاويلات والاحاديث المتعارضة لتصحيح قصة مسخ اليهود الى قردة وخنازير، اما المعاصرين منهم فقد بحثوا في الجينات والخلايا وشاهدوا التشابه الكبير بين الانسان والقرد والخنزير فاثبتوا المسوخ لبعض الجنس البشري المتمثل باليهود !!
يقول سروش بل الامر يتعدى ذلك لدرجة ان النبي في رؤياه مع ذاته احيانا ينوب مناب الانبياء ويتحدث بالنيابة عنهم ، وتجربته الباطنية تتحول الى تجربة لبقية الانبياء ، بل يمكن القول بان اسم احمد يصبح اسم لكل الانبياء ، فعندما يرى النبي محمد ابراهيم في المنام ويطلب من الرب كيفية احياءه الموتى للمزيد من اليقين والاطمئنان فياتي الجواب ان يذبح اربعة من الطيور ويجعل على كل جبل جزا منها ثم يدعو الطيور المذبوحة فيأتين اليه سعيا ...هذه القصة تظهر مكنون ما في نفس النبي من طلب الاطمئنان حول احياء الاموات لكنها ظهرت على شكل سؤال ابراهيم لربه وجواب الرب لابراهيم في حوارية الطير والجبل الخيالية ، وكذلك رحلة الشك الابراهيمية بين القمر والشمس وافولهما الى اليقين بان الله فاطر السموات والارض هي تجربة محمدية بلباس ابراهيمي .
ذلك لان الرؤيا مقولة اللايقال و وصف لما لايوصف تماما كالشعر الاصيل والادب الرصين ، فالحقيقة المكتومة التي لا مجال لها في الواقع تخرج احيانا الى فضاء الشعر والادب للافصاح عن مكنون بداخله بلغة الشعر ورؤيا الحديث ، الرؤيا والواقع ، النوم واليقضة امران متعاضدان ، عندما تضعف لغة اليقضة عن البيان تفصح عنها لغة الخيال لتقول ما لا يقال وتوصف مالا يوصف . الانبياء ابطال عالم الخيال عندما تضيق الطبيعة عن بيان مكشوفاتهم .
نعم لدينا احلام سفيهة واضغاث احلام رخيصة كاشعارنا الهابطة احيانا ، لكن بين هذا وذاك تتوافر لدينا احلام متعالية تفصح عما لا يمكن الافصاح عنه في اليقضة ، احلام الانبياء من هذا النوع ومن النوع المتعالي جدا تتسامى لاعالي السماء اللامتناهية
للحديث بقية ..



#احمد_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلام نبوية 3
- احلام نبوية 2
- احلام نبوية (1)
- اشرف الابوين
- دكتاتوريات اسطورية (5)
- دكتاتوريات اسطورية 4
- دكتاتوريات اسطورية (3)
- دكتاتوريات اسطورية (2)
- دكتاتوريات اسطورية (1)
- الموقف من الشريعة
- التحدي المقدس
- ايكارت تولي 2
- Eckhart Tolle
- حق الخصوصية
- الدجل الديني ...الاستخارة
- صور من دجل الرواة 2
- مهزلة الجزية
- رسائل السلام
- اضواء على خطبة الخليفة (رض)
- خيارات ما بعد الازمة


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - احلام نبوية 4