أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - بلفور تجريف همجي عبر مائة عام -2















المزيد.....

بلفور تجريف همجي عبر مائة عام -2


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 5483 - 2017 / 4 / 6 - 11:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


إعادة إنتاج التاريخ بجملة مآس
وعد بلفور (2من 10)
تتماهى الصهيونية مع الاستيطان الاوروبي في القارة الجديدة. فالمتطهرون الإنجليز الذين هربوا بتدينهم إلى القارة الجدية انقلبوا في الموطن الجديد إلى كواسر تصطاد البشر، واجترحوا من إبادة الجنس حضارة اميركية متفوقة. " يمتاز البيوريتانيون من ولاية نيو انكلند على الأخص بأنهم ينظرون الي أنفسهم باعتبارهم بنو إسرائيل، تشبـــــها بل اعتقد البعض، مثل كوتن ميثر، ان الهنود الحمر هم من نسل الحثـــيين والكنعانيين. وكان تشبـــيه العرب بالهــــنود الحمر قد وضع مبكرا؛ وهكذا رأى المستوطنون الامريكيون الأوائل أنفسهم علي انهم من بني إسرائيل القــــدامي، والأميركيون في القرن العشرين غالبا ما يقارنون الإسرائيليين الحديثين بالرواد الأمريكيين"(1).
القواسم المشتركة بين الاستيطان اليهودي بفلسطين والاستيطان الأوروبي بالقارة الجديدة يكمن أبرزها في الأسطورة التوراتية في سفر يشوع، بصدد تدمير أريحا وإبادة شعبها ، الأمر الذي لم تثبته الأبحاث الآركيولوجية مثيرة الشكوك على النص التوراتي. ينضاف لهذا الاختلاق تزوير آخر تمثل في الدعاية العنصرية المزدرية للشعوب المستهدفة . الشعوب العربية كافة وشعب فلسطين خاصة ضحية نظرة عنصرية اقتنصت حالة اجتماعية لفترة من التاريخ وعممتها خاصية عرقية مزمنة.
أجرى الدكتور السوري الدكتور ميخائيل سليمان بحثا حول نظرة الأميركيين للمجتمعات العربية ، فخرجت الدراسة تؤكد شيوع نظرة ازدراء وتحقير. خلصت الدراسة إلى أن "الامريكيين علي العموم يحملون آراء سلبية عن العرب والمسلمين". ففي استقراء قام به المؤلف جمدت النظرة إليهم، كما اكد إدوارد سعيد، بانهم "شعب متأخر بدائي غير متحضر، شعب ملبسه غريب ويسيء معاملة المرأة، مولع بالحروب متعطش للدماء، غدار ماكر، قاس كسول شهواني حقود انتقامي وخانع للسلطة."(2)
يتساءل الباحث في دراسته عن الأسباب التي أدت أو التي حملت الأمريكيين الي تبني هذه القوالب السلبية تجاه العرب والمسلمين، ويفسر بطبيعة السياسات العدوانية ، تفتي بعقيدة همجية السكان الأصليين وتطورها. روجها رواد الاستيطان الأوائل في أميركا لتسويغ إبادة الجنس التي واصلوها دون توقف او مراجعة نقدية، وألهمت المستوطنين اليهود في فلسطين. : " ورث الأمريكيون هذه الصورة عن الغرب الا أنهم أضافوا عليها عوامل أمريكية بحتة . هــــــناك ثلاثة عوامل جديدة أضيفت الي الصــــورة الاوروبية عن العرب، هذه العوامل هي:الميل الامريكي للمماهاة مع العبرانيين القدماء، عقيدة الهمجية وعقيدة الرسالة... بيد ان عقيدة الهمجية والتوجه الأساسي نحو الهنود الحمر قد طبقا بعدئذ على العرب، وبخاصة علي عرب فلسطين في نزاعهم مع الصهيونية وإسرائيل والأميركيون يحملون رسالة تبشيرية على المستوي العالمي، خصوصا ازاء غير المتحضرين. "(2).
تكتب الرياضية الإيرلندية في سباقات الخيول’ هيلين م. كيرني: ان معظم كتابات المبشرين تؤكد ان المسلمين او الشرقيين عموما تعيش في حالة بربرية وحالة نقصان أخلاقي وفكري. كما ان المسلمين يعيشون حالة كسل يتعذر استئصالها؛ فهناك حالة تواكل ناشئة عن الإيمان بالقضاء والقدر.. ان القيم الاجتماعية الثانوية والمواقف الطائفية إزاء الحقيقة والحرية الفردية وقدسية الحياة الإنسانية والرق ومركز المرأة والتكنولوجيا قد عززت وأبدت نظاما معاديا للحداثة لدي هؤلاء المسلمين" . وتخلص الباحثة إلى القول: "ان المتمعن لهذه العوامل الثلاثة، الآنفة الذكر، يري فيها بكل وضوح الدعامة الأساسية لإيديولوجية المحافظين الجدد الذين يحكمون الولايات المتحدة الأمريكية حاليا.فعامل الميل او المماهاة مع العبرانيين القدماء نراها بكل وضوح في التعابير التالية:إسرائيل هي حليفة الغرب والحامية لمصالحه وقيمه في المنطقة العربية. وإسرائيل هي القاعدة المتقدمة للغرب في المنطقة العربية"(2).
لم يكن السكان الأصليون في معازلهم قد اكتسبوا الحقوق المدنية كمواطنين في البلاد لدى صدور بيان بلفور؛ منحوا الحقوق المدنية في العقد الثالث من القرن العشرين. أضمر البيان نفس المصير الفاجع لشعب فلسطين في المفهوم الملغم " المجتمع غير اليهودي"؛ وفي عبارة تمظهرت بالتفضل في نص البيان اقترن عدم الإخلال ب "الحقوق المدنية"، بصياغة تبطن نوايا إهدار الحقوق السياسية والاقتصادية. وبالفعل تواصل طوال قرن كامل تجاهل" المجتمع غير اليهودي" واستثناؤه من امتيازات القانون الدولي مثل حق تقرير المصير. انطوت مقولة " عدم المساس بالحقوق المدنية على ما أفصح عنه الوزير البريطاني في مذكرة إلى رئيس الوزراء بعد عامين من صدور الوعد -عام 1919- "أن شعب فلسطين هو الوحيد الذي حرم من حق تقرير المصير"، وان "الصهيونية اهم بكثير (بالطبع بالنسبة لمصالح الامبريالية المتطلعة للاستحواذ على المنطقة العربية) من مصالح ومزاعم سبعمائة الف فلسطيني يحيون على هذه الأرض العتيقة"(3). تواصل الازدراء لحقوق شعب فلسطين الأساس وإغفالها، عبر مراحل تمكين الكيان الصهيوني بفلسطين، ولا زال مركز حرص السياسة الامبريالية ، خاصة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
تمخض بزوغ النزعات الوطنية في العصر الحديث تعبيرا عن حب الوطن وتمجيد تاريخه والحفاظ على ترابه وحدوده، عن رسم الخرائط الجغرافية تجسيدا للنزعة الوطنية. واستثمرت نزعة التزييف الاستشراقية الخرائط الجغرافية لتثبيت أضاليلها. بوحي من اللاهوت الأصولي رسم كاتروود خريطة فلسطين عام 1838 مسقطا الأسماء التوراتية على الهضاب والشوارع. بذا شاعت التسمية " جبل الهيكل، على موقع حرم الأقصى في الثقافة الأوروبية -الأميركية. وفي العم 1840 استحسن لورد بالمرستون فكرة إقامة كومونولث يهودي نقطر ارتكاز للامبراطورية فيؤ فلسطين. ونشرت صحيفة التايمز اللندنية مقالة على صفحاتها تضمنت فكرة " زراعة الشعب اليهودي في أرض الآباء".
شرعت الحفريات البريطانية تجري أبحاثها الأركيولوجية؛ وقبل العثور على أي سند لروايتهم أطلقوا الأسماء التوراتية مقدما. تأسس عام تحت رعاية ملكة بريطانية " صندوق اكتشاف فلسطين" كناية على السلطة المعنوية لعملية الاكتشاف الهادفة وضع اليد الاستعمارية على فلسطين. تضمنت وثيقة نظام الصندوق الإشارة إلى كونه" جمعية تستهدف الدراسة الدقيقة والمنهجية لآثار فلسطين وطوبوغرافيتها وجيولوجيتها وجغرافيتها العينية وطبائع وعادات الأرض المقدسة بغرض تصوير الكتاب المقدس". وتحت الأقصى شرعوا أبحاثهم منذ العام 1867، أي قبل مائة عام على بسط سيطرة إسرائيل على كامل الأرض الفلسطينية. شرعت الأبحاث الأثرية تنقب عن "مدينة الملك العظيم" ، بغرض فرض الحلم الصورة. تواصلت الجهود البحثية إلى أن تجسدت العلاقة بين فكرة الوطن اليهودي والمصالح المالية والتجارية فيما نقله المؤرخ الفلسطيني إميل توما عن المؤرخ هوراس ماير كالين في كتابه "الصهيونية والسياسة الدولية" أن فكرة بعث إسرائيل انتشرت على صعيد السياسة العملية والمستوى الديني في بريطانيا وفرنسا بين غير اليهود بشكل اوسع من انتشارها بين اليهود. "؛كما نقل عن هومفورت في مؤلفه "ملاحظات حول وضع اليهود في فلسطين 1852": "لم تكن إقامة الدولة اليهودية عملا إنسانيا عادلا، بل ضرورة سياسية في الذهن البريطاني لحماية الطريق عبر آسيا الصغرى إلى الهند"(4).
في يوميات لورد شافتسبيري، الصهيوني المسيحي، المدونة في القرن التاسع عشر، أورد عن صهره لورد بالمرستون، رئيس الوزراء السابق ما نصه[ يوميات14 حزيران 1938] : أمس تناولت العشاء مع بالمرستون، ورحت أشرح له عن مأساة اليهود وعذاباتهم. كان يصغي إلي وعيناه نصف مغمضتين، يمسك بيده كأس براندي، يرشف منه ما بين وقت وآخر. تركت المأساة اليهودية ورحت أحدثه عن المصالح و المزايا التجارية والمالية التي تنتظر بريطانيا في الشرق؛ لمعت عيناه وتبدى اهتمامه وترك الكأس بجانبه على المائدة وراح يسمعني". ولورد شافتسبيري هو صاحب المقولة " وطن بلا شعب لشعب بلا وطن" استلهمها من العقيدة المسيحية الأصولية حول فراغ فلسطين بعد التهجير القسري لليهود . ونجد في كتاب هنري مانداو " من حلب إلى القدس" الصادر عام 1697اول رواية للاهوت ما قبل الألفية يطرق الباب الفلسطيني مباشرة . ينسخ الرحالة البريطاني الرؤية الاستشراقية عن تجميد التاريخ الفلسطيني إثر النزوح " القسري" لليهود عن فلسطين. استحقت القدس نصف صفحة في الكتاب وبدت للرحالة كئيبة حتى كنائسها بائسة و"مقرفة" لا بشر في القدس، فالحياة مجمدة بدون اليهود!! التزييف لا يقتصر على التاريخ القديم ؛ إنما يشمل الواقع المتعين ويغفل الحياة الاجتماعية والثقافية المتطورة نسبيا لمدينة القدس وعموم فلسطين. وتتالت الدراسات الاستشراقية والصور الفوتوغرافية المنقولة عن فلسطين تظهرها خالية من البشر. اما تاريخها القديم فأسقط حكايات التوراة تعسفا على الفضاء الفلسطيني.
تجلت في الممارسة العملية للمستوطنين اليهود في فلسطين تلك الرؤية المستشرفة لمستقبل التطهير العرقي في زمن مبكر يرجع إلى العام 1891، قبل تشكل الحركة الصهيونية. فقد قام أحد هعام، (أشر تسفي غينزنبرغ) منظر الصهيونية الروحية في حينه، بجولة في بعض مناطق فلسطين، وسجل انطباعاته عن الدور الكولنيالي للاستيطان اليهودي لم يهذبه ادعاء الدين. كتب تحت عنوان" الحقيقة من أرض إسرائيل" كانوا – المستوطنون-عبيدا في أقطار منافيهم، وفجأة وجدوا أنفسهم وسط برية غير محدودة الحرية توجد في قطر مثل تركيا فقط؛هذا التغيير ولد فيبهم ميلا نحو الطغيان الذي ينمو حين يصبح العبد ملكا. إنهم يعاملون العرب بعداء وقسوة على أراضيهم بدون حق، يضربونهم بدون مبرر، ويتباهون بذلك. وكالعادة لم يغير طابعها الديني من دورها الكولنيالي".
استطاعت التلفيقات والأبحاث المطوعة للتخيلات التوراتية تعبئة مواقف مؤيدة للرواية الصهيونية في عالم الغرب ومساندة إجراءاتها القائمة على فرضية تزعم أن اليهود محررون والفلسطينيين محتلون غرباء!! صمموا في تخيلاتهم تاريخا لفلسطين القديمة اسقطوا حكايات التوراة المصاغة على الفضاء الفلسطيني، فجاء التاريخ القديم مناظرا لمخطط الحركة الصهيونية فرض وقائع التاريخ الحديث: اختلقوا علاقة بين الفلسطينيين وجزيرة كريت وما زالت المناهج المدرسية تنضح من معين الأكذوبة. واخترعوا شعبا ضاربا في بطن التاريخ له "جوهر إثني صلب وراسخ لا يتغير على مر التاريخ، وشجرة أنساب متسلسلة لشعب قديم متميز، تستبعد الانفصال عن الأمة مهما نأت به الترحالات". رشّوا ماءهم المقدس على الجرائم الوحشية:"لا يوجد أي سبب للشك في أن هذا الغزو( غزو يشوع) كان، كما هو موصوف في سفر يشوع ،عملية وحشية دموية؛ لقد كانت هذه هي حرب يهوه المقدسة التي سوف يعطى فيها شعبه أرض الميعاد". إبادة العرق درب للإنجاز الحضاري!!هذا ما سجله جون برايت، أحد الأثريين التوراتيين وتلميذ المسيحي الصهيووني وليم فاكسويل اولبرايت ، من المدرسة الأميركية للأبحاث الشرقية ، والذي سيطر على البحث التاريخي بفلسطين من 1919 حتى الثلث ألأخير من القرن العشرين ، حيث شرع التنقيب الأثري يستقل عن نفوذ التوراة، نظرا لمطاعن الاكتشافات الأثرية في النص التوراتي وتناقضها مع حكاياتها.
الأيدي الهمجية
العملية الوحشية الدموية التي تحدث عنها باحث الآثار الأميركي، برايت طبعت بطابعها جرائم الاستيطان اليهودي بفلسطين، لنظهر بجلاء من هم الهمج الكواسر ، المدمنون على سفك الدماء البريئة الوادعة. قبل أن يدون برايت استنتاجاته العنصرية أفصح هيرتزل في كتابه " الدولة اليهودية" 1895،عن الرغبة في تجنب الاندماج بالسكان الأصليين، دولة "نقية تقيم حظيرة تستوعب السكان الأصليين" . كان في ذلك الحين مترددا بين كندا والأرجنتين واوغندا، بعيدا عن تأثير المقدس الديني. تضمن البرنامج الذي اقره المؤتمر الأول اعتماد خطة "وطن آمن بصورة مشروعة في فلسطين". زار هيرتزل فلسطين بغرض مقابلة قيصر ألمانيا ويلهيلم الثاني، ولم تجذب اهتمامه فلسطين ولا مدينة القدس. ولما استقر الاختيار على فلسطين بتأثير الأوهام المقدسة كتب في مذكراته " نحاول تشجيع العرب المعدمين على عبور الحدود، حيث توفر لهم في تلك البلدان فرص العمل مع حرمانهم من العمل والتوظيف في بلدنا". ادعى هيرتول أن اللاسامية متجذرة لدى كل مجتمع يعيش اليهود في وسطه، ولا تحرر لليهود إلا في فلسطين.
بعد وفاة هيتزل نتيجة ازمة قلبية في 3 تموز 1904 انتقلت قيادة الحركة الصهيونية إلى مثقفين وأدباء. ظلت تتردد في كتاباتهم تطلعات العيش المشترك مع العرب وتقديم الخبرة والدعم للعرب وغيرها من الكتابات المنطوية على العيش المشترك. حسمت الظاهرة بمقال نقدي ظهر عام 1907 بمجلة أدبية تصدر في مدينة أوديسا الروسية بقلم رئيس تحرير المجلة، تحذر من ذلك اللغط فالعلاقة مع العرب في فلسطين يجب ان تكون عدائية مطلقة . ومنذ ذلك الحين غدت الصهيونية حركة صدامية تعتمد الفوة المسلحة لإنجاز مشروعها في فلسطين. لم يبرز في رموز كتابات الصهاينة حيز لفترات ضمت غير العبرانيين، أو لتراث الأمم السامية الشقيقة في تاريخ فلسطين؛ تواتر الإصرار في الرواية الصهيونية على خلو فلسطين من السكان، إيذانا بجرائم إبادة الجنس وجرائم أخرى ضد الإنسانية مضمرة في ثنايا الاستيطان بفلسطين . تم التواطؤ على التزييف. ويذكر مارتن بوبر في مذكراته ان ماكس نورداو هرول إلى هيرتزل ليقول له " لم أكن ادري أننا نقترف ظلما". ثم انتظم نورداو مع التزييف .
قصد ب "وطن آمن" اتفاق أسرة من الدول او قوة عظمى . طلب هيرتزل من قيصر ألمانيا لدى مقابلته في القدس،أن يتولى " حماية المنظمة الاستيطانية الصهيونية في سوريا وفلسطين"(5/54). لم يلزم القيصر نفسه بأي تعهد لكنه قال " حركتكم تستند إلى فكرة سليمة(5/55) وعبر عن تقديره لإقامة مستعمرات يهودية والمانية في البلاد". وبانتهاء الحرب العالمية الأولى بهزيمة ألمانيا صاغ المنتصرون المؤسسون لعصبة الأمم في مؤتمر سان ريمو، 24 تموز 1922صكوك الانتدابات، واتخذ نص بيان بلفور طابعا دوليا. ورد في نص قرار الانتداب على فلسطين أن تكون الدولة المنتدبة" مسئولة عن تطبيق التصريح الصادر من قبل الحكومة البريطانية في 2تشرين ثاني / نوفمبر 1917، والمقر من الدول الحليفة لصالح إقامة وطن قومي للشعب اليهودي. ونصت المادة الثانية من صك الانتداب على "ان بريطانيا تتعهد بأن تجعل فلسطين في وضع سياسي واقتصادي واجتماعي صالح لإنشاء وطن قومي لليهود "(5/56). سحبت الصياغة الأولى المتضمنة" تحوبل فلسطين إلى وطن قومي لليهود"، لإخفاء الطموح الفعلي للصهيونية. ...."
شكل الرئيس الأميركي ويلسون لجنة (هنري) كينغ –( تشارلز)كراين عام 1919، رحلت الى فلسطين ، ومكثت أسبوعا في القدس وطافت ببقية مدن فلسطين كما زارت دمشق. قدمت توصياتها إلى مؤتمر ، متضمنة تحديد الهجرة اليهودية إلى فلسطين والعدول عن خطة دولة فلسطينية، ووضع الأماكن الدينية تحت إشراف لجنة دينية دولية، وعدم تجاهل الشعور العربي في سوريا وفلسطين. وبعد استشارة موظفين بريطانيين خلصت إلى القول أن المشروع الصهيوني لا يمكن تنفيذه إلا بدعم قوة مسلحة. أهملت التوصيات، وتخلت عنها الإدارة الأميركية.(5)
بادر لويد جورج Lioyd George) ، رئيس الوزارة البريطانية، الى تعيين هربرت صموئيل – مندوباً سامياً-على فلسطين في منتصف حزيران 1920، واستمر في المنصب حتى العام 1925. بتعيين صمويل مندوبا ساميا على فلسطين عقّب اللورد كيرزون وزير خارجية بريطانيا بتصريح قال فيه " لم نجد اكفأ من السير هربرت صموئيل لتنفيذ وعد بلفور بولاء وإخلاص. " . فهو يهودي صهيوني يحظى بتأييد زعماء اليهود الصهاينة الذين أوصوا بترشيحه لدى مجلس الوزراء البريطاني، وأكد ذلك ما صرح به حاييم وايزمان، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية بعد وفاة هرتزل مؤسسها الاول، إذ قال: "انا المسؤول عن تعيين هربرت صموئيل في فلسطين، ان صموئيل صديقنا، ولم يقبل ان يقوم بهذه المهمة العسيرة الا نزولاً عند رغبتنا، نحن حملناه هذه الاعباء، ان صموئيل هذا هو صموئيلنا. . . ".


1-نورتن ميزفنسكي: الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة- ترجمة وعرض إسماعيل محمود الفقعاوي.
2- د. ميخائيل سليمان: "صورة العرب في عقول الأميركيين"، ترجمة عطا عبد الوهاب ، مركز دراسات الوحدة
3-Linda Brayer:The Absolutr Right Of Palestinian Resistance- counterpunch.Nov.21.2012
4- إميل توما:العرب والتطور التاريخي في الشرق الأوسط، معهد توما للدراسات الاجتماعية والسياسية، حيفا – مجلد 1، ط1، 1995، ص 449.
5-Uri Avnery:Israei Without Zionism A Plea for Peace In The Middleeast
NewYork The Macmillan Company-London Collier – Macmillan-limit-ed 1968



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلفور تجريف همجي عبر مائة عام
- دور وطني بارز للمرأة الفلسطينية
- خمسون عاما في جحيم الأحكام العسكرية
- بديل الدولتيبن نظام أبارتهايد يتأرجح بين وهم الدولة الواحدة ...
- ترومب متمرد على الليبرالية الجديدة ام مواصل لأسوأ تقاليدها؟
- معالم تاريخ فلسطين القديم-4
- معالم تاريخ فلسطين القديم-3
- معالم تاريخ فلسطين القديم-2
- معالم تاريخ فلسطين القديم
- التربية تتصدر التحدي لثقافة الليبرالية الجديدة دفاعا عن العق ...
- ثقافة الليبرالية الجديدة تلقي أعباءً جساما على الثقافة الوطن ...
- مؤتمر فتح السابع والفرصة المضيعة
- فوز ترومب وصمت الميديا الأميركية
- ثقافة- الغرب تقوم بدور تدميري يشمل جميع القارات
- اكتوبر عظيم المجد
- التوراة في ثقافة البرجوازية
- بالقرون النووية يناطحون العدالة وحقوق الإنسان
- مقامرة الاستيطان تضوي عبثية المراهنة على المجتمع الدولي
- رصاصات التحدي .. فمن يرد التحدي
- المقاومة الزراعية -تجربة رائدة في فلسطين المحتلة


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - بلفور تجريف همجي عبر مائة عام -2