أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ثامر جهاد - اغتراب مطر السياب














المزيد.....

اغتراب مطر السياب


احمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 1438 - 2006 / 1 / 22 - 12:02
المحور: الادب والفن
    


مغزى الاحتفاء بالشاعر في حاضر لاشعري
لعل من اليسير التوقع – في إطار الاحتفاء به - إن أي حلقة نقاشية عن السياب ستتحرى ما يمكن اعتباره حصيلة لتمثلات وقضايا التحديث في شعره وفق تراتيبية تاريخية أو بدونها تشخص غاية خروجه على المألوف وميله الأصيل للتجديد في النظم الموروثة للقصيدة ، وهو ما يشكل للدرس الأكاديمي السمة الأهم التي جعلت من الشاعر العراقي رمزا من رموز الحداثة الشعرية العربية إلى يومنا هذا .
إن نظرة من هذا النوع تؤكد في براهينها تصورا محددا ينحاز للتجديد في العملية الإبداعية سوف لن تشكل حاجزا يتعذر تجاوزه أمام وجهة نظر أخرى تحاول أن ترى في ارث السياب قيمة ثقافية تخرج عن سجن اغترابه الروحي باتجاه فضائها الراهن . وليس أكيدا أن قراءة رمزية السياب في الثقافة العراقية ستعني بالضرورة وفقط تقصي حقائق عالمه الداخلي المأزوم الذي بقي يردد لسنوات أصداء المرض والجوع والموت وكل مخاوف العالم الخارجي للشاعر المتمرد . إنها للحظة مناسبة أن يوضع هذا الرمز الثقافي وأمثاله في سياق رؤية ما تحقق من قضاياه ؛ ما تنبأ به وما دافع عنه وحلم برؤيته في حياته وإبداعه ، خاصة بالنسبة لمن تمتع بألمعية لا تطالها الشكوك ، ألمعية تحتذي بها الأجيال إذ تجمع على قدرتها في الدفاع عن هوية الإنسان مكرما في وطنه. هل من المعقول أن تمتد غربة السياب لتعم أجيالنا الحاضرة ؟ المرعب بعينه انتظار ذاك المطر كل هذا الدهر !
ربما درجت العادة أن المآثر الأدبية في ثقافة ما تتيح للنقد سلسلة من التأكيدات تتقصى عن وتبرهن على الأصداء التي ينتجها الأصل الإبداعي في سياق ثقافته لكنها تسمح أيضا – فضلا عن التأكيدات - بإضافات تسلك طريق إعادة إنتاج الأثر وقراءته في ضوء راهن يمد الرؤيا إلى أقصاها رغم وعورة التناقضات واختلاف الأزمان .
هل ثمة في وضعنا العراقي ما يسمح باستعمال القيمة الثقافية التي مثلها السياب بشكل اكبر من مجرد شغل الصورة النمطية لشاعر وطني مجدد ، امتزج شعره بالاغتراب المأزوم والخيبات وبترديد أصداء ( عراق ليس سوى عراق ) ؟
لمحاولة الإجابة على ذلك التساؤل ، يهمني هنا أن استعير سياق قراءة إدوارد سعيد لجوزيف كونراد والذي طرح فيه فكرة تستحق الإعجاب ، تفيد : أن التاريخ التالي يعيد فتح ، ويتحدى ، ما يبدو انه كان الختام النهائي لإحدى الشخصيات الفكرية السابقة ، عبر تمكينها من التواصل مع تشكيلات ثقافية ، سياسية ومعرفية .. إلى أن تمسرح المكنونات الموجودة في صورة أو شكل سابقين ، بما يسمح بتسليط الضوء مباشرة على الحاضر . . وهو ما يهمنا هنا .
هكذا تكون الحاجة للتجديد في صور الثقافة ( والأدب إحداها بالطبع ) هي حاجة لقلب موازين المجتمع والحياة نحو القيم المدنية بأوسع معانيها . وهو ما يسمح لنا بعد الضرورة الملحة التي دعت السياب لاعلاء صوته الواثق خارج جوقة الشعر العربي الكلاسيكي هي إحساسه الثقافي العميق بضرورة التجديد في النظم المتعارف عليها وان كان ذلك يعني الخروج العنيد على الأكثرية المتماسكة . .
ما أحوجنا اليوم للخروج على تلك ( الأكثرية ) ومنح السياب وسائر رموز الثقافة العراقية استحقاقهم ومعناهم المؤجل . حينذاك وحينذاك فقط سنتمكن من استعادة الجزء المشرق من تلك الكتابات والرؤى ورموزها الموحية بصيغ دالة تمنحنا مزيدا من التفاعل واكتساب الحياة .
اهطل علينا مطر أنشودته أم ما زال اغترابه وحزنه قائم فينا ؟
أنحتفي بالشاعر أم نعزي أنفسنا فيه ؟



#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفو مدينة الناصرية يتطلعون إلى دولتهم الليبرالية
- لصوص أكاديميون،العابث بمياه الآخرين لن يسرق المريض الإنكليزي ...
- عن السينما والدستور وحلمي الأثير
- المسافرون إلى السماء عنوة
- سيناريو الرعب ولغو الانتصارات الكاذبة
- سؤال سجين من زنزانة القاص محسن الخفاجي
- أودع عقيلا وانتظر موتي القادم
- نص مخمور
- سينمائيون بلا حدود
- قيثارة الكابتن كوريللي عزف سينمائي على أوتار الحرب
- بأبتسامة أمل ..سنرسم حاضرا لطفولتنا المؤجلة أبدا
- سؤل المواطن .. ولكن بعد خراب البصرة ؟
- بلاغة التحديث في الخطاب السينمائي
- الاسلام السياسي والغرب
- وقائع مهرجان الحبوبي الابداعي الثاني في الناصرية
- عن الشتاء والمسؤولين وحب المطر
- حمى السلاسل السينمائية
- حول جمالية الفيلم السينمائي
- في سابقة خطيرة تهدد جوهر الديمقراطية
- طفح الكيل في جامعة ذي قار.. والعاقبة اخطر


المزيد.....




- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ثامر جهاد - اغتراب مطر السياب