أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - فيصل الثاني : سيرة ملك لم تكتمل - ج 2















المزيد.....

فيصل الثاني : سيرة ملك لم تكتمل - ج 2


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5473 - 2017 / 3 / 27 - 17:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



الحاقا بالجزء الاول من مقالنا والمنشور على الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=549941

كتبت مربية الملك فيصل الثاني بتي موريسون ذكرياتها عن الانقلاب العسكري لرشيد عالي الكيلاني عام 1941 تقول :
(كنت اشعر بالمرارة من طريقة معاملة , او بالاحرى عدم التعامل ,السفارة البريطانية لهذه العائلة الهاشمية الفاتنة والمتواضعة ,والذي كان خطؤوها الوحيد , والذي سبب – من بعد- سقوطها ,هو ولائها لبريطانيا التي وضعتها في مازق لاتحسد عليه .

قليل من الناس وحتى الساعة من يعرف جميع الظروف التي عملت ,او التي لم تعمل ,في اتجاهات معينة ,لاتخاذ بعض او لعدم اتخاذ بعض القرارات الممكنة ).لقد قررت الملكة عالية في ظروف الانقلاب العسكري البقاء في قصر الزهور وغلق بوابات القصر ,وبقاء فيصل معها داخل القصر ولم تسمح له بالخروج الى حدائق القصر.

عندما اصبحت الامور خطرة , قام الوصي عبدالاله بتسليم مربية فيصل بتي موريسون مايملكه من نياشين ومجوهرات ومسدسات للاحتفاظ بها مع احد ضباط القوة الجوية,لكن بتي موريسون لم تطلب من ضابط القوة الجوية ايصالا بالامانات .لذا لم يستطع الوصي بعد القضاء على الانقلاب العسكري استرجاع الامانات .وقد غادر الوصي عبدالاله قصر الزهور هاربا الى السفارة الامريكية في بغداد حيث قام السفير الامريكي بنقله بالخفاء الى قاعدة القوة الجوية الملكية في الحبانية .

لقد سبق لرشيد عالي الكيلاني ان كان رئيسا للوزراء , لكنه اجبر على الاستقالة ,فاصبح بعدها يتحين الفرص للعودة الى رئاسة الوزراء . فتم له ذلك في العام 1941 حيث نصب نفسه رئيسا للوزراء بدعم من ( المربع الذهبي )كما كان يطلق على العقداء الاربعة قادة الجيش .

وقد اضطر رئيس الوزراء الشرعي طه الهاشمي الى تقديم استقالته . بالرغم من جهود نوري السعيد .تقول بتي موريسون في مذكراتها حول احداث الانقلاب العسكري :
( بين لي كم هو التباعد غير المعقول بين البريطانيين في بغداد والقصر الملكي الذي لايبعد سوى ستة اميال).
لقد قامت بتي موريسون بالاختباء في مقر البعثة الامريكية في العلوية ببغداد , وكتبت تقول :
(كان الجنود الذين يمرون من امام مقر البعثة ينظرون نحونا ,ويومئون بايديهم بنحر رقابنا , ثم وضعوا مدفعين رشاشين نحو بوابة البعثة , وكذلك حلقت طائرة عراقية فوقنا ,والقت بضعة قنابل عن قرب . وكانت اتعس اللحظات ,عندما طلب منا كتابة آخر رسائل لنا ,لارسالها الى ذوينا قبل ان ياتي العراقيون لاخذنا).لم يكن فيصل الثاني في خطر في ظروف الانقلاب العسكري .لقد مكث في قصر الزهور مع والدته الملكة عالية ابنة الملك فيصل الاول وزوجة الملك غازي .

بعد القضاء على الحركة العسكرية عاد الوصي الى بغداد . وتم اعدام قادة الانقلاب , وعلقت جثثهم امام الناس ,وهرب رشيد عالي الكيلاني الى المانيا .كان تردد الجيش العراقي في الحبانية ,وفشل قوات المحور بتقديم المساعدة في الوقت المناسب ,اضافة الى المقاومة العنيدة للقوات البريطانية في الدفاع عن جزيرة كريت , والمقاومة الناجحة لقوات الجنرال كلارك ,اسهم في حماية العراق من غزو الماني, ووقوع العراق مع الجهة الخاسرة في الحرب .

الاعتداء على اليهود

قبل السيطرة التامة للجيش البريطاني ,حدثت اعتداءات على اليهود في بغداد ,بتحريض من ضباط الجيش الهاربين ,على امل ان يتطور الامر الى ثورة مضادة . انتهت الازمة لكن تداعياتها كانت كبيرة .لقد اصيبت بتي موريسون بالذهول لمصير اليهود الماساوي وتعرضهم للقتل ولسرقة منازلهم , ولحجم الخسائر في الممتلكات اليهودية والبريطانية.

من الصفحات الغامضة في هذه الفترة ,تكتب بتي موريسون مايلي :
( كان بعدها الوفاة المفاجئة للصديق بول نابينشو الذي ضيفنا في البعثة المريكية ,مدعاة لحزن عميق ,لقد كان يعاني من متاعب في احد اظافر قدميه ,وتم قلعه بعد انتهاء الحصار .لكن تطور الامر بعد العملية الى الكزاز الذي تسبب في وفاته . كان ذلك صعبا علي تصديقه .كذلك توفي احد الشبان الامريكان بيل فارييل ,بعد فترة قصيرة . قيل انه سقط من السلالم في منزله ,مما تسبب في كسر رقبته .وهو لم يكن في بغداد خلال فترة الانقلاب ,لقد كان يتكلم العربية بطلاقة كانه عربي .

كان ذلك التزامن في حالتي الوفاة ,والاسباب التي ذكرتها ,مدعاة الى التامل عن السبب الحقيقي لماحدث).ومن التداعيات الاخرى للانقلاب العسكري الترويج للاقاويل حول قيام بتي موريسون بالمشاركة مع الممرضة بتسميم الطعام المقدم الى فيصل .وكانت اذاعات المانيا وايطاليا ودعايات جهاز غوبلز النازية تطلق على بتي موريسون لقب ( اليهودية في القصر)رغم انها ليست يهودية .

بعد انتهاء المحنة ازدادت بتي موريسون قوة وشجاعة بطرح قناعاتها في الاخطاء التي وقعت في تربية فيصل الثاني.من اخطاء العهدالملكي القاتلة قيامه باعدام قادة الانقلاب العسكري , اي العقداء الاربعة علنا . وقيامه لاحقا باعدام قيادة الحزب الشيوعي العراقي .لقد اصبحت العائلة الهاشمية غير محبوبة من قبل الناس , خصوصا الامير عبد الاله .

قامت الملكة عالية بقطع اشجار اليوكالبتوس في الحدائق المواجهة للقصر لسهولة الاختباء بينها .بعد فشل الانقلاب العسكري اخبرت بتي موريسون الوصي عبد الاله بشكل علني وبوجود طبيب العائلة سندرسن برغبتها في الاستقالة من عملها كمربية للملك الصغير فيصل الثاني .لقد شعرت بتي موريسون منذ فترة طويلة ان فيصل لاينال الوقت الكافي من النوم ,لقد علمت المربية ان فيصل يبقى متاخرا عن النوم لعدة ساعات بعد العشاء. يستمع الى الراديو ,وكانت تتم معاملته كانه طفل رضيع .

كما تم اعلان خبر خطوبة بتي موريسون الى جون موريسون ( ربما كان ضابط مخابرات بريطاني ).في اليوم المحدد لقدوم جون موريسون تحركت الممرضة وبسرعة نحو الملكة عالية والاميرة الكبرى لتقنعهم بان عين جون تصيب , وان فيصل اصيب بالعين .تم احضار منقل للفحم واحراق بعض خصل شعر من رؤوس الحاضرين مع بعض التمتمات لبعض التعاويذ . لذا شعرت المربية بتي موريسون بنهاية مهمتها وبحاجتها الى اجازة .

الخاتمة :

كتبت بتي موريسون في مذكراتها مانصه ( راى جون , وبوضوح , ان ليس في الامكان بعد الان تدريس فيصل وتحمل مسؤولية تربيته في هذا المناخ العدائي بتاثير الممرضة والطبيب في القصر , والادعاء بوسائل كالاصابة بالعين ,واستغلال سقوط فيصل العرضي لمصلحتهم الخاصة .ذهب جون الى السير كينهان كورنواليس وطلب منه المساندة مع القصر , من اجل الاستمرار في هذا المنصب ,يجب ان تزال هذه التاثيرات . فكان جواب السفير انه لايستطيع التدخل في الامر .عندها قرر جون ترك العراق والقبول بالعرض الذي منح له اخيرا للعمل في المركز الثقافي البريطاني في فلسطين .
بالنسبة للوصي , كان الموقف واضحا ,فهو لايستطيع عمل شيء دون استشارة السفارة , اما الملكة عالية فكان من السهولة تخويفها بالمخاطر التي قد تلم بفيصل ).
لقد طوق هؤلاء الاشخاص منذ صغره وعزلوه عن العراقيين . عندما كبر فيصل ارسل الى مدرسة تمهيدية انكليزية ثم دخل كلية هارو .في سنة 1958 عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره تم قتله مع عبد الاله والعائلة الهاشمية في انقلاب 14 تموز وتم قتل نوري السعيد في اليوم التالي في منطقة البتاويين ببغداد .

تم الموضوع..



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعاية النفسية في ظل العولمة
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 4
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 3
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 2
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 1
- المثقف الايديولوجي : فصام فكري ونفسي
- فيصل الثاني سيرة ملك لم تكتمل - ج 1
- محمد الرديني طائر النورس المهاجر
- صفحات مهملة من تاريخ العراق الحديث
- الانصاب والاصنام الحجرية
- الفكرة الدينية وعلاقتها بقوانين الكون
- على هامش مجزرة قصر الرحاب
- مفهوم الحضارة والثقافة والمدنية والدين
- من رموز العبادات القضيبية
- الدعاية الناصرية الهدامة
- العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية -ج4
- العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية - ج3
- العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية - ج 2
- العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية -ج1
- حديث عن الحاجة الى ثورة جنسية


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - فيصل الثاني : سيرة ملك لم تكتمل - ج 2