أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - هل بالقضاء على داعش سينتهي -داعش-!














المزيد.....

هل بالقضاء على داعش سينتهي -داعش-!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5445 - 2017 / 2 / 27 - 23:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


[email protected]
يعيش اهالي المنطقة الغربية في مدينة الموصل في حرب لا سابقة لها منذ اعلان العبادي عن شن حملة على هذا الجانب من المدينة في التاسع عشر من هذا الشهر لـ"تحريرها" من هذا التنظيم. الحرب تشن في المدينة القديمة بشوارعها الضيقة واحيائها الفقيرة، واسواقها الشعبية واضعة حياة 750 ألف مواطن من ضمنهم 350 الف طفل تحت نيران القصف من كلا الجانبين.
رغم معرفة الجميع بان الحرب في هذا الجانب من المدينة سيكون الاكثر شراسة والاكثر وحشية، حيث تتموقع عصابات داعش وارهابييه، والتي حشدت كل ما بوسعها من اجل الدفاع عن هذه المنطقة التي تعد اهم معقل من معاقله، الا ان ألسكان ابلغوا من كلا الطرفين بوجوب البقاء فيها. لقد القيت ملايين المنشورات من الطائرات على المدنيين تنص على ان القوى المحررة قد جاءت لنجدتهم، وان عليهم ابداء التعاون مع هذه القوات. اما داعش فقد استعمل كل ما بوسعه ليمنع الناس من المغادرة من اجل استخدامهم كدروع بشرية، وحيث كان يتمركز ما يقارب الستة الاف عنصر من عناصر هذا التنظيم.
لقد احتلت داعش بيوت المدنيين وحولتها الى ثكنات عسكرية باخراجها للناس من بيوتهم وتنصيب معداتهم العسكرية على سطوحها، حطمت الجدران والفواصل بين البيوت حتى يتاح لاعضائها التنقل من بيت الى اخر، ناهيك عن بناءها شبكة من القنوات تحت الارض لتسهل امر تنقلها ومناوراتها. اضافة الى استخدامها العمليات الانتحارية، واعمال التفخيخ والتفجير، والاعتماد على التحرك ليلا اكثر من النهار في اعمالها الاجرامية. اما الحكومة فقد اعلنت بانها تريد تمشيط المدينة بيتا بيتا وشارعا شارعا وزقاقا بعد زقاق، اضافة الى الاسناد الجوي من قبل القوات الاميركية، لتحرير هذا القسم من المدينة.
رغم ان هنالك عشرات الالاف من الناس يسعون للخروج من تلك المصيدة التي وقعوا بها، الا ان داعش زرع المدينة بالالغام لاجل ايقاف الناس من الخروج، ولاجل وضع عراقيل امام خصمهم من القوات العراقية. انتهى الامر بان الاغلبية العظمي من الاهالي وقعت في كماشة الحرب بين قوات داعش الارهابية والقوات التي تحاربها.
اهالي الموصل الان محاصرون في هذه المدينة، فالاسواق مغلقة، ولا مواد غذائية تصل اليهم، حيث قطعت الطرق عليهم، والخطر محدق الان بان لم يمت الناس بسبب القصف، فانهم معرضين للموت بسبب الجوع.
في هذه الايام، لن تسقط الضحايا من داعش بل سيقتل معهم الالاف ايضا من المدنيين المحاصرين في تلك المدينة ومن كلا الجانبين. واذا كانت الحرب على الجانب الايسر قد استغرقت ثلاثة اشهر لـ" تحريرها" وسقط الالاف من الضحايا، وهجرت ألاف اخرى، ولازال يتعرض لهجمات بين حين واخر لجماعات داعش، فأن من المعلوم ان الجزء الايمن سيستغرق شهورا اطول.
السؤال هو: هل فعلا بالقضاء على داعش، سيقضى على "داعش"!
ان داعش لم يلد ولم يأت من خارج العراق، داعش كان نتيجة اوضاع الحرب والوجود الاميركي في العراق وظهور القاعدة، والسياسة الطائفية التي رأى التيار القومي العربي ممثلا بحزب البعث انه جرى تهميشه في السلطة، وحلول الطائفية وهيمنة الاسلام السياسي الشيعي بدلا من القومية العربية، كايديولوجية لدولة مابعد 2003، ودخول ايران كقوة منتصرة الى العراق بعد تلك الحرب.
ان داعش ليس "عصابة"، بل جزء من طبقة رأسمالية ريعية تهيمن على المناطق الغربية في العراق والتي تسعى الى الحصول على حصصها وتصديرها النفط بعيدا عن الحكومة العراقية، كما اراد اثيل النجفي من اذار 2014، وجني الثروة بفرض "الجزية" على المجتمعات التي تحكم، والاتاوات والابتزاز من الاعمال التي تقدر بملايين الدولارات قبل احتلالهم الرسمي لمدينة الموصل وتأسيس دولتهم الاسلامية. طبقة لن تستلم، وهي المسنودة من قبل دور الجوار، ليكون لها حصة في الحكم والثروة والسلطة، بل ستغير تاكتيكها فقط.
لن يقضى على داعش بالقضاء على "دولة الخلافة الاسلامية". ان تفجيرات بغداد في الاونة الاخيرة وتصعيدها هو اعلان عن تبني استراتيجية جديدة ومختلفة عن تأسيس "دولة خلافة اسلامية" لجمع لازال يريد حصة في الحكم تحت اسم "المكون السني"! مقابل "المكون الشيعي"!
ان السبيل الوحيد والحقيقي للخلاص من داعش ليس بعمل عسكري بل باقتلاع جذور الطائفية والاسلام السياسي واحلال دولة غير دينية وغير قومية في العراق بارادة جماهير العراق، التي تصارع وتنازع من اجل الخلاص ليس من داعش فحسب، بل من هيمنة احزاب الاسلام السياسي الطائفية التي ولد داعش كرد فعل عليها. والقضاء على الفساد السافر والذي لا حدود له، حيث ارتبط اسم وتاريخ الطبقة الحاكمة في العراق على امتداد اربع عشر عاما بالفساد والنهب والسلب مقابل الافقار والبطالة والجوع والتشرد والنزوح والحروب.
ان حسم مسألة داعش مرتبطة بانهاء هذا السيناريو المظلم من الفساد والطائفية وحكم الاسلام السياسي والتيارات القومية الذي كان اخر صفحة من صفحاتها هو ظهور داعش.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الصدري والوقوف ضد -حزبية- مفوضية الانتخابات!
- كلمة اخرى بصدد مؤتمر اتحاد نقابات العاملين في العراق
- الطبقة العاملة في العراق و-الحرب على الارهاب- بين الموقف الط ...
- ملاحظات على مؤتمر الاتحاد العام لنقابات العاملين في العراق ا ...
- العنف في دويلات العراق
- حول مؤتمر حوار بغداد!
- كل عام وانتم بخير..كل عام وانتم تصنعون التاريخ!
- بين النزوح والعمل على اعادة الارادة للانسان!
- التسوية والمصالحة.. مرة اخرى.. واخرى!
- شرعنة الاعتداء الجنسي على النساء ليست امرا قضائيا بل سياسة م ...
- أما الاشتراكية او البربرية!
- الحديث عن -وحدة العراق- بعد خراب البصرة!
- قانون منع المشروبات دق ركن جديد من اركان الدولة الاسلامية في ...
- - تحرير الموصل- لانهاء داعش ام ادامة الصراعات في المنطقة!
- العمال والبطالة ومرحلة ما بعد داعش!
- ثالوث الارهاب والفساد والطائفية- مرحلة ما بعد داعش: الموصل ن ...
- الأحزاب الطائفية: الوحدة ام التقسيم؟
- معاقبة الطفل سارق المناديل الورقية، وترك لصوص الدولة!
- هي فوضى! سياسة المحاصصة = سياسة اللا محاسبة!
- عمال النفط والحشد الشعبي..


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - هل بالقضاء على داعش سينتهي -داعش-!