أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - الشمولية ونظام الحزب الواحد














المزيد.....

الشمولية ونظام الحزب الواحد


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 03:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشمولية في الحكم هو نظام سياسي يمسك فيه حزب واحد السلطة بكاملها , ولا يسمح بأية معارضة ففي النظم الشمولية لا يوجد الفرد ولا يعرف إلا من خلال علاقته بمجموع الشعب والأمة , وتصبح الدولة مطلقة وتمارس الإرهاب والهيمنة على الأفراد , ويكثر فيها الفساد ويهان المواطن ويعتدى عليه ويطول التصفيق للقائد, ويتحول المواطن في وطنه إلى مشروع مهاجر يفكر بوطن بديل يصون فيه حقوق المواطنة , ويعمل النظام الشمولي على انتزاع اعتراف بأنه يحكم باسم الشعب , ويتم ابراز صفات للحاكم كاريزماتية لايجاد نوع من الرابطة المعنوية بينه وبين الشعب , فالنظم الشمولية لا تعترف بحق الوجود لأي حزب سياسي منافس , ولا تعترف بالحريات الفردية , ويسيطر النظام على وسائل الاتصالات وعلى اجهزة القمع للقضاء على المعارضة , ويرى بعض المفكرين وعلى رأسهم هانا أرنت أن خصيصة الإرهاب والقمع تعد وحدها لب الشمولية .
هناك تعاريف مختلفة للأحزاب وهي وليدة البيئة الاجتماعية والسياسية , ويعرف الحزب السياسي على أنه مجموعة من الأفراد يمتلكون اهداف سياسية هدفهم التأثير في السياسات العامة لانجاح مرشحيهم , وهناك اختلاف بين الحزب والكتل والأجنحة السياسية والجماعات الضاغطة او الجماعات التي تمارس تأثيرها في اعضاء البرلمان أو السلطات التشريعية ويطلق عليها اسم اللوبي , وهناك من يعتبر الأيديولوجية المقام الأول في تكوين الحزب , ويعتبر بعض الدارسين أن الأيديولوجية ضرورة في نظرهم لنشأة الحزب واستمراره في البقاء , ويعرف الحزب بأنه تنظيم سياسي لقوى اجتماعية معينة تجمعها أيديولوجية واحدة هدفها هو الحصول على السلطة .
في بداية القرن التاسع عشر نشأت في البرلمان البريطاني جماعتان متنافستان هما (ويغ و توري) ولكنهما لم يؤلفا حزبين سياسيين إلا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ويغ اصبح حزب الأحرار وتوري حزب المحافظين , وفي العالم العربي بدأ ظهور الأحزاب السياسية في اواخر القرن التاسع عشر , ولم تكن نشأة هذه الأحزاب في ظل دول مستقلة.
نظام الحزب الواحد يقوم الحزب عادة بدور رئيسي في تعيين المرشحين ودعمهم في الانتخابات , ولا يعني أن جميع المرشحين هم من اعضاء الحزب ولكن الذين يفوزون في الانتخابات هم حزبيون , وهذا ما يجسد النظام الحزبي الأحادي في الاتحاد السوفيتي سابقا , ولا يمكن أن يكون فصل بين السلطات لأن الحزب هو الجامع بين مختلف اجهزة الدولة , وان الحزب الشيوعي لابد أن يمارس ديكتاتورية البروليتاريا ضد باقي الطبقات , وكان أول دستور سوفياتي عام 1936 يؤكد وحدانية الحزب ودوره الشمولي وجاء في المادة 126 منه ان الحزب هو طليعة الناس العاملين في كفاحهم لتعزيز النظام الاشتراكي وتطويره .
إن نظام الحزب الواحد في الدولة هو الذي يحتكر فيها النشاط السياسي وممارسة السلطات العامة ويتمتع بجميع الامتيازات , فهو الذي يسيطر على الحكومة وعلى البرلمان ويسمي المرشحين ويطرح اسمائهم للأستفتاء عليهم , فالانتخابات هي تصديق وموافقة على اختيار الحزب,ويرفض هذا الحزب أي معارضة له في داخل البرلمان أو خارج البرلمان , كما أن افاق تطور نظام الحزب الواحد في البلدان النامية يعدو ضعيفآ لأن طبيعة النظام التي تعتمده هذه الدولة يرفض الآخر ويصادر الحريات الديمقراطية, ولا يسمح بتعدد الأحزاب والمبادرات الشعبية , وتتم العملية الانتخابية بشكل لا يسمح بتجديد السلطات الثلاث بدم جديد قادر على العطاء , وتعتمد انظمة الحزب الواحد مبدأ التخلص والتطهير بطرد كل من يشكل خطرآ على مصالحهم ويشك في سلوكهم ,وفي هذا النظام كل من يفقد عضويته في الحزب قد يتعرض إلى فقدان وظيفته ,وهذا يساعد النظام بالتخلص من كل فكر معارض أو رأي مخالف , وان السياسة لاتكون لصالح البرلمان ولا لصالح السلطة التنفيذية بل يتم التركيز على أن تكون لصالح الحزب , أي لصالح فئة متنفذة في الحزب محاطة بسياج من المساعدين والمتعاونين الذين يعملون لصالحهم , وان اغلب انظمة الحزب الواحد في البلدان النامية اصبحت اقرب إلى الأنظمة الديكتاتورية من خلال التفرد بالسلطة فهي تمارس السياسة التي تطيل عمرها متجاهلة مصلحة الشعب , فالكل مسخر لخدمة هذا النظام وقد تم تعرية هذه الأنظمة من خلال التكنولوجيا المتطورة والتي شملت الأنظمة الديمقراطية في الغرب , ومن خلال دراسة الجانب الاقتصادي لهذه الأنظمة نجدها ( استهلاكية ) وليست انتاجية , وكما هو معروف أن ابرز مهام الأحزاب هو الوصول إلى الحكم أو التأثير على قرارات السلطة الحاكمة , وفي انظمة الحزب الواحد لاوجود للمعارضة ولا وجود لمنظمات المجتمع المدني وأن وجدت تكون هامشية ملحقة ومهيمن عليها من قبل حزب السلطة .
في نظام الحزب الواحد يتم صنع السياسة العامة والقرارات بعيدة عن السلطات المعنية وتتم من خلال هيمنة الحزب الواحد , وعملية تطور هذا النموذج من الأنظمة هو غير قابل للتحقيق .



#حسين_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية السياسية
- الولايات المتحدة الأمريكية إلى أين
- تفكك الإتحاد السوفيتي وتأثيره على ظهور النظام الدولي الجديد
- نواقص الديمقراطية الغربية
- العرب والحداثة
- العرب بعد الاستعمار
- تطور الديمقراطية الغربية
- التجربة التاريخية للنظام السياس للدول الغربية والبلدان الاشت ...
- الصهيونية السياسية والدينية
- تخلف وانهيار المجتمعات العربية
- العلاقات الدولية والعامل الاقتصادي
- العوامل التي تكمن وراء ظهور الإرهاب
- إلى متى تبقى اسرائيل دولة فوق القانون
- الوضع الفلسطيني بين مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو
- الجمعية العامة للأمم المتحدة وحل النزاعات الدولية
- السلطة والحرية في سياسة الدول
- الثقافة والمجتمع
- النظام السياسي العربي وحقوق الانسان
- هل القانون الدولي قانون
- البترول العربي والتخلف


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - الشمولية ونظام الحزب الواحد