أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - لماذا حرم القرآن لحم الخنزير ؟















المزيد.....

لماذا حرم القرآن لحم الخنزير ؟


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5413 - 2017 / 1 / 26 - 17:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ركز القرآن على تحريم أكل لحم( الخنزير) بالذات من دون سائر الحيوانات على اعتبار انه حيوان نجس .
فهل كل الحيوانات الاخرى الحية هي طاهرة ويحل اكلها ؟ ما السر في تحديد تحريم لحم (الخنزير) و ذكره بالاسم في عدة نصوص قرآنية من دون ذكر اسماء بقية الحيوانات النجسة اوالطاهرة ؟
ما هي اسباب التحريم الحقيقية (للخنزير) بالذات ؟ ورد نص التحريم في القرآن بهذه الايات
" انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم (الخنزير) وما اهل به لغير الله" البقرة 173
" قل لا اجد في ما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم (خنزير) فانه رجس او فسقا اهل لغير الله به" الانعام 145
" انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم (الخنزير) وما اهل لغير الله" النحل 115
" حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب" المائدة 3
انفردت النصوص الاربعة اعلاه بالتركيز على اسم حيوان (الخنزير) دون سواه ونص واحد فقط وصفه انه نجس . فهل خلق الله الخنزير وحده نجسا في مملكة الحيوان بحيث يعطى هذه الاهمية و(التكريم السلبي) في ذكره منفردا بالاسم في تشريع التحريم بالقرآن ؟
هل هناك اسباب اخرى لتحريم اكل لحم الخنزير لم يذكرها القرآن وابقاها غامضة على المسلمين ؟
لتبرير و تفسير هذا التحريم وتحديد ذكر الخنزير منفردا من سواه من الحيوانات في القرآن ، يلجا الشيوخ ورجال الدين الى الكذب و التدليس و التهويل والمبالغة و الانفراد بالادعاء بصفات يملكها الخنزير ولا يملكها غيره من الحيوانات وكأن الله لم يخلق حيوانا نجسا غير الخنزير.
فمنهم من يقول انه ينقل الدودة الشريطية للانسان ... بينما البقر والماعز وغيرها من الحيوانات تنقل الدودة نفسها للانسان.
ويقولون انه نجس لكونه حيوان يحب اكل القاذورات و يعيش في المزابل ويتمرغ بالوحل وينقل الامراض للانسان .... بينما النسر والعقاب و الباشق يأكلون الجيف ، و الدجاج والبط والوز ايضا تحب اكل القاذورات والروث .... والكثير من الابقار و الثيران والماعز والطيور تنقل الامراض للانسان ، ولم يعتبرها القرآن نجسة ولم يحرم اكلها صراحة .
المسلمون في الدول العربية والاسلامية يرعون اغنامهم وابقارهم و الماعز و الدجاج و البط في القرى وشوارع المدن الفقيرة ، ومنظرها مالوفا في كثير من البلدان ، و هذه الانعام تأكل القاذورات من المزابل والنفايات المتراكمة بين البيوت والازقة ومكبات النفايات، ومع هذا لا يعتبروها حيوانات نجسة سوى الخنزير !
بعضهم يدعي ان لحم الخنزير يحتوي على كمية كبيرة من الهرمون الانثوي الاستروجين ، فمن يأكله من الذكور يرتفع عنده مستوى هذا الهرمون ويتحول الى رجل ديوث كالخنزير لا يغار على زوجته واهل بيته!!
هذا الكلام اسلامي بامتياز وليس علميا ، لان الهرمونات الذكرية والانثوية تفرز من الغدد الجنسية و الصماء ، وهي من تتحكم بمستوياتها الطبيعية في الجسم . اما فقدان الغيرة عند الرجال على زوجاتهم فهذا يمكن ان نجده في حالات نادرة جدا وفي اي مجتمع اسلامي او غير اسلامي لاسباب اجتماعية واخلاقية وتربوية ، و لا علاقة له بنوع الطعام .
لقد تبين من الاحصاءات ان حالات زنا المحارم في مصر قد زادت بالسنين الاخيرة لكثرة العشوائيات والفقر وتناول المخدرات وازدحام البيوت الصغيرة باسرة كبيرة .كما اصبح التحرش الجنسي والاغتصاب والخيانة الزوجية وارتفاع اعداد انجاب اطفال غير شرعيين الى حد ان يتحول الى ظاهرة شائعة ، وفي المملكة العربية السعودية ودول الخليج وصل زنا المحارم والتحرش الجنسي واللواط بالاقارب بسبب الكبت الجنسي رقما قياسيا بين الدول العربية والاسلامية. فهل كل هؤلاء المسلمين المنحرفين فاقدي الغيرة يأكلون لحم الخنزير ؟
الخنازير الاليفة البيضاء في الدول الاوربية تربى في حضائر نظيفة ، و تذبح بمجازر نظامية وتباع لحومها بالاسواق وهذه العمليات كلها تخضع للرقابة و الرعاية الصحية والبيطرية المشددة من قبل الحكومات ، وتقدم للخنازير في الحضائر الطعام الجيد النظيف وتأكل الخضروات ، و ليس الجيف و القاذورات، ولا تتمرغ في الاوحال كما يدعي الشيوخ ومحترفوا الكذب والدجل امثال زغلول النجار.
الاسلام احل اكل الضب و السحالي و الجراد ، ولم يحرم اكل الثعابين و الارانب والخفاش وابي بريص والنسور والعقاب وهي طيور رمامة تتغذى على الجيف والجثث، ونبي الاسلام نفسه اكل من لحم حمار الوحش حسب كتب السيرة . و القرآن لم يضع قاعدة واضحة لنوع الحيوانات المحلل اكلها او المحرمة ماعدا وصايا بتحريم الدم و المنخنقة و الموقوذة والنطيحة كما في الاية التالية " حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع " المائدة 3 ... فلماذا الخنزير وحده ذكر من دون الحيوانات النجسة ؟
وضع الله في الشريعة اليهودية المكتوبة بالتوراة قواعد واضحة لانواع ومواصفات الحيوانات النجسة والمحرم اكلها . هكذا :
" كلم الرب موسى وهارون قائلا لهما : كلِما بني اسرائيل قائلين : هذه هي الحيوانات التي تأكلونها من جميع البهائم التي على الارض ، كل ما شق ظلفا وقسمه ظلفين ، ويجتر من البهائم ، اياه تاكلون " سفرالتثنية 14
" يحرم اكل الحيوانات التي لا يشق لها ظلف و لا تجتر لأنها نجسة " .
" الا هذه فلا تأكلوها مما يجتر ، ومما يشق الظلف الجمل ، لانه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس . والوبر لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا ، فهو نجس ، والارنب لأنه يجتر لاكنه لا يشق ظلفا فهو نجس . والخنزير لانه يشق ظلفا ويقسمه ظلفين ، لكنه لا يجتر ، فهو نجس " .
هذه قاعدة واضحة للتحريم و امثلة واضحة لكل صنف محرم اكله . كما جاء في التوراة اسماء الكثير من الحيوانات و الطيور و الاسماك البحرية والحشرات مع مواصفاتها من التي يحرم اكلها . واخرى محلل اكلها لبني اسرائيل .
ويشترط توفر الشرطين معا ليكون الحيوان محلل اكله وهي وجود الظلف المشقوق الى قسمين و انه حيوان مجتر . انتفاء شرط واحد يحرّم أكل الحيوان . بينما في القرآن لم يضع مؤلفه قاعدة واضحة لتحديد نوع الحيوان المحرم اكله سوى الميت او المخنوق او جيفة اكل منها السبع . كما سمح الاكل منها عند الاضطرار .
الخنزير محرم اكله في الشريعة اليهودية لكونه حيوان مشقوق الظلف لكنه غير مجتر فهو نجس لا يؤكل .
اما القرآن فلم يوضح اسباب تحريم الخنزير و ذكره بالاسم من المحرمات من دون سائر الحيوانات . ولم يوضح السبب بينما يوجد الكثير من الحيوانات النجسة كالديدان و السحالي والضفادع والضباع والطيور التي تأكل الجيف لم يذكرها القرآن بالتحريم . فهل اله التوراة ليس هو اله القرآن ؟
جاء في القرآن النص التالي الذي يوضح ما حُرِمَ على اليهود اكله :
" وعلى الذين هادوا حرمنا كل ظفر .... ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون " الانعام 146
يبدو ان كاتب القرآن لم يجيد اقتباس ما جاء بتوراة اليهود فبتر الاية ولكم يكملها ، ولم يقل بشرط بالظلف المشقوق ولا شرط ان يكون الحيوان مجترا ، واكتفى بتحريم كل ما له ظفر ، والسؤال هو : الدجاج والديكة والحمام من الطيور التي لها ضفر في اصابعها ، فهل هي محرمة على اليهود اكلها ؟
الخاتمة
من قصص وحكايات التراث المتوارثة عند اهل الكتاب والتي ينقلها الاجداد للاحفاد منذ 1400 سنة ، ولا نعلم مدى صحتها ، فيها تفسير لتحريم النبي محمد للخنزير وكرهه له و تشبيه اليهود بالقردة والخنازير ، وهذه حكاية سمعتها من جدتي وانا صبي صغير ، وهي أن محمدا رسول الاسلام اراد ان يعمل معجزة ليثبت للناس انه نبي مرسل من الله ، فاخفى قربة فيها ماء تحت التراب في مكان جاف في الارض الصحرواية ، واخبر الناس ان الله سيعمل على يديه معجزة وسيخرج الماء من تحت الارض بعد ان يضربها برمحه، كما ضرب النبي موسى الصخرة بسيناء بعصاه و اخرجت ماءً لبني اسرائيل .
لكن خنزيرا بريا شم رائحة الماء فسبق النبي ونبش الارض وشق بأنيابه الحادة قربة الماء الجلدية المخباة تحت التراب ، فتسرب الماء من القربة للارض قبل وصول محمد اليها ، وافشل خطة محمد في اثبات نبوتة للناس، فكان الخنزير هو من استخرج الماء من الارض بدلا عن النبي ، فغضب محمد و استنزل ايات حرم فيها اكل الخنزير، وقال عنه في القرآن انه نجس ويحرم اكله . وهذا سبب التركيز على ذكر الخنزير وتحريم لحمه باربعة آيات من دون سائر الحيوانات النجسة .
والله اعلم .



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخطاء القرآن
- معارك الاسلام السياسي في الشرق الاوسط
- الاناجيل المنحولة كانت مصادر معلومات القرآن
- الاسلام الداعشي بشريعة همجية
- سياسة دونالد ترامب المعلنة
- قصة الطوفان العظيم
- الجهاد المسلح في الاسلام وشروط الغزو
- ثقافة الموت وقتل الحياة في التطرف الاسلامي
- آيات وقرآن حسب الطلب
- داعش و نينوى في نبؤة النبي ناحوم
- الحكومة المصرية تحارب الارهابيين و تحمي قادة الارهاب
- قوانين الفيزياء تبرهن على وجود الاله الخالق
- ما معنى يسوع ابن الله
- قادمون يا نينوى
- طرق حساب عمر الارض علميا
- لماذا مغريات الجنة كلها جنس ؟
- قصة الخليقة بين الدين و نظرية التطور
- التدخل العسكري التركي في شمال العراق
- التصميم الذكي
- قصة انشتاين و النسبية


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - لماذا حرم القرآن لحم الخنزير ؟