أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الدخول إلى قلب المدينة ح1














المزيد.....

الدخول إلى قلب المدينة ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5390 - 2017 / 1 / 2 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


الدخول إلى قلب المدينة ح1



المدن التي تناغي التاريخ وتكتب لها قصة منفردة في سفر خالدة هي تلك الكيانات التي يبنيها الإنسان الأصيل الذي يرسم ملامحه على كل تفاصيل واقع المكان، ويرسم في كل تفصيله حكاية مستقلة حتى أنك عندما تقرأ جزء من الحكاية تأتيك الصور متلاحقة عن هذا الإنسان الباني المجيد، وكلما كان هذا الإنسان يؤمن بالأوان ويستمتع بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة ولا يترك أثر دون بصمة منه كان أصيلا بمعنى أنه لا يغادر المكان فقط عندما يتجدد أو تتجدد الأزمنة والدهور.
من هذه المدن التي يعشقها العقل والقلب مدينة القاهرة التي تجد في كل حجر بني فيها أو نقش على جدرانها حكاية تمتد لعمق عمق الإنسان، لقد رأيت على جدران وبيوت وشوارع هذه المدينة العظيمة كم العرق والدم والألم والحب والهيام الذي جاد به المصري وكأنه بغني لعشيقته وحبه الذي كتب بنفسه قدر خلودها، رأيت في وجه هذا الشعب كل تأريخ الإنسان من محطته الأولى ولليوم، هذه المشاهد هي واحدة في المقهى في الفندق في الجيزة وشارع الهرم، في الدقي وخان الخليلي ومقهى المعلم الفيشاوي، في وجوه الأطفال الشياب النساء الأغنياء الفقراء وكل من تكلم بلهجتك يا مصر، وجدت أثار التاريخ والحاضر ومزيد من الألم مزيد من الأمل مع ضجيج الحياة الذي لا ينتهي ولا يسكن لأن القاهرة لا تنام ولا تسكن ولا تهدأ في عز ما أصابها من ظلم بعض من لا يحب الحياة.
من نافذة الطائرة التي أقلتنا من مطار بغداد صوب مدينة المعتز بالله وحكاياتها التي تشبه الخرافة أحيانا كنت أنظر لأستكشف أول ملامح مدينة دغدغت مشاعري في أول أيام الشباب وتحديدا عام 1967 وكأنني أريد أن أزيح عنها ذلك الثقل الذي أثقل ظهرها وهي تأن من الخيانة ولكنها لا تئن من وجع، فالقاهرة تتوجع ولكن دون أن يسمع لا صاحب ولا صديق ولا عدو أنينها، هي هكذا مثل كل أم مصرية من صعيد مصر الجواني حنى شواطئ البحر المتوسط، الأم المصرية عندما تفجع أو تثكل لا تبكي فزعة ولا تصرخ صراخ الثكالى لأنها لا تريد أن تنهار أو يبان عليها كسر، المهم كنت أراقب المشهد من علة وتقترب دقات قلبي وتتأزم كلما دنونا نحو أرض فرعون الأول، فرعون الذي سجل في كتاب الرب أشكالا من الحضور قد لا يضاهيه أحد من مساحة مهمة.
وأنا أبصر من النافذة رأيت مدينة حديثة ومساحات واسعة وأبنية عمرانية لم أقرأها أو أشاهدها من قبل في كل ما وصلنا من تصوير لمدينة تعج بالملايين من شعب بهية، أم طرحة وجلابية، رويدا رويدا نزلنا بسلام ودخلنا أم الدنيا سالمين غانمين والمساء بدأ يقترب من أجله، وحملنا أنفسنا وخرجنا من الطائر الأزرق الذي أقلنا لنجد فتية من أهل مصر ينتظروننا وكأنهم على موعد مع أحبة أشتاقوا لهم وأشتقنا لهم، دقائق قليلة وكل شيء أنجز ولأول مرة لم أخشى السلطات الأمنية في مطار عربي وهي تحدق بوجهي مع كل (عراقي) أنجز الشباب كل شيء ودعونا للأنتقال لصالة الحقائب والأنطلاق إلى مقر الإقامة، محمد أبو جاسم الذي يكلمنا بلهجة خليط من العراقية والمصرية في محاولة منه لكسب ودنا وتلطيف الجو وأمتصاص التعب الذي لازمنا من سفر أمتد لنا من ساعات الفجر الأولى من أخر يوم في عامنا المنصرم، مازحنا وتمنى لنا منهاجا جميلا خلط فيه بين المتعة والتسوق وزيارة الأماكن الدينية، كان محمد مصريا حقيقيا بكل كرمه وبساطته وطيبة شعب نصفع التاريخي فرعوني ونصفه الثاني عربي من تلك الجحافل التي وردت أرض الفسطاط لتنشئ أول إمارة إسلامية عرفها الفراعنة في تاريخهم المجيد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الهوية الدينية ... الألحاد والتكفير
- رسالة من الفرات إلى النيل النبيل
- الخوف والتردد في نقد التابو (المحرم المقدس) ودوره في تحرير ا ...
- حوار صامت 33 الأخير
- حوار صامت 32
- بين الحرية السياسية وحقوق الإنسان نقتل مرتين
- صوت الصمت العالي
- حوار صامت 31
- حوار صامت 30
- حوار صامت 29
- حوار 28
- حوار صامت 27
- زهرة مدائن النور
- حوار صامت 25
- حوار صامت 26
- حوار صامت 24
- حوار صامت 23
- نستنسخ خيبتنا لنموت
- حوار صامت22
- حوار صامت21


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الدخول إلى قلب المدينة ح1