أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - البصرة دمعة نخلة وتوابل قبلة خضراء














المزيد.....

البصرة دمعة نخلة وتوابل قبلة خضراء


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1423 - 2006 / 1 / 7 - 10:07
المحور: الادب والفن
    


لا أدري لماذا لم يتحدث ماركو بولو عن مدينة يعتقد إن الإمبراطور المغولي قبلاي خان قد تحدث عن فتنة ماروي له عن مدينة تمتد خيط أنوثتها إلى البحر عبر شهوة النخل وعري النجوم وعطر زنوجة الموسيقى ..
مدينة وصفت لماركوبولو بلسان سندباد بصري وصل الصين بقدر الموجة الثملة (( إنها تديم غفوتها بنعاس الحلم ، وحين تفتح أجفان صباحاتها من خدر ليل البساتين والنهر ، تصنع نهارات ثملة ولكنها تعج بالدهشة كما الديكة في نهوضها الصباحي . ))
مدينة تطفوا على ذاكرة ألف ليلة وليلة ، وحين يشد أوار شوقها للمنادمة تغرق في دوامة البحث عن وجود قيل انه لاذ في رداء قرمطي وهاجر إلى دلمون يبحث عن عشبة فردوس كانت قد شمت هواء الحلم في ليلة عشارية ، لكن الحروب وبساطيل ( الكركة ) قادها لتقطب حاجبي الدلال ، وتلبس شال الرحيل ، مدركة أن عودتها لن يُأذن لها إلا حين يطلق ( تومان البصري ماصوله الهوائي من جديد ) كما تطلق العنادل الاستوائية أناشيد لحظة قطاف ( البمبر ) ....
يقال إن ماركو بولو مع وصف ساحر لهكذا ( مدينة تعلق حاجبيها على شهيق القصائد والشظايا ) تمنى أن تكون من ضمن حواضر مدنه الأسطورية التي وصفها إيطاليو كالفينو في كتابه مدنه اللامرئية وصفا ساحرا .
لكن ندمائه نصحوه قائلين : إن مدينة كالبصرة ، لا تهجر طينها وسواقيها وحاناتها ، وتذهب لتنادم سكرة الإمبراطوريات ، إنها مدينة خلقت لمكانها .
ورغم هذا كان قبلاي خان قد همس لماركو بولو :
أتمنى أن تراها بدلا عني لتصفها بعينيك الواسعتين كصحن الرز بالديك والرمي وبذاكرتك الفلورنسية البهيجة .
وقيل إن ماركو بولو وعد الإمبراطور ، لكنه لم يفعل.
وسوى إن جاء ولم يجئ ، فهذا لايعني للبصرة شيء ، إنها مدينة خلقت بأسطورة وحافر حصان ورقيم سليماني . وكما قال صموئيل كريمر (( الأساطير لا تموت )..
يتذكر المثقفون البصريون ذات عام من أعوام حصارات القدر العراقي حين كتبت في واحدة من صحفهم عمودا عن البصرة كمدينة للمكان وللذكريات وللجنون أيضا .
وأتذكر ردود الفعل الطيبة إزاء من أدركوا أني افهم مثل البصريين هاجس هكذا مدينة ، ولا انسى مديح شيخ الكتابة البصرية الآن ((محمود عبد الوهاب )) وكنا نتعارف أول مرة في مصعد الهوتيل في واحدة من مرابد الشعر .
وكنت أرد على مديح أصدقائي : إن البصرة مدينة أممية تنتمي إليها كل ذاكرة تبحث عن بهجة أن تكون طائرا بأجنحة نوارس القصة أو الشعر أو الغناء أو حداء البحر وحتى من يتمنى لأدبه مذهبا استوائيا في التناول فالبصرة هي عبارة عن جهة حارة بتضاريس قارة فهي تصلح له إذاً ..
لهذا فان أي غريب حين يضع البصرة هاجسا في رؤاه إنما هو يضع رؤى مدينته وإن لم يعش فيها ، لهذا كنت أرى مثل خيال قبلاي خان . أرى مدينة تريدني وأريدها لكن الوصول إليها بسبب الذي حدث وسيحدث لا يأتي إلا عبر مناسبات ألفة الشعر والموسيقى وعناق الأصدقاء.
أولئك البصريون المدهونون بعطر سمك البحر وتوابل بومباي وتمر نخيل شط العرب .
قائمة أطول من ذيل الطاووس من أسماء مبدعة ورائعة ، ولكي لاانسى أحدا فانا لن أعدهم ولكني سأطبعهم بقبلات النظر وأنا أقرا فاتحة الكتاب قرب جسد البرونز الخلد لسيابها الماطر مثل دموع شهداء حروب البصرة.
تلك الحروب الفاجعة التي سلبت من المدينة دهورا من الجمال وغيبت في نعوشها أجيالا لاحول لها ولا قوة سوى إنها شربت ماء الزمزميات وسلمت أجفانها لقدر المدافع فكان الموت .
لهم جميعا ..وللبصرة ارفع تحية المودة . وإذا كان ماركو بولو لم يف بوعده لقبلاي خان ويزور مدينة تعجن الأسطورة بالرغيف فيصير كلاما لهيوة الشعر وسرياليته .
فانا أزورها الآن ..فقط ، لأقبل السياب ، وأنام لغفوة تحت أجفان أميراتها



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة ..البرتقال وام اولادي
- قبعة مكسيكية .. وموسيقى موزارتية .. وقصائد سريالية
- قصائد كتبتها نيابة عن أندريه بريتون
- عام مندائي آخر .. وسيغطيني النور برداءه الأبيض
- أمنيات 2006..العراق في حاضنة الورد وليس في حاضنة المفخخات
- قصة قصيرة ..الليل ومدونة القلب
- عام جديد .. رسالة حب وحبة كرز ودمعة قطة
- توصيف اللحظة الرومانسية
- الورد الكردي ..يرتدي القمر دمعة ، وطحين كيمياوي
- الكلمة ...الله ... المرأة
- عولمة .... أو لنقل الزمن الأمريكي
- أنا .. وطفولة وداعاً غوليساري
- دمع المطر يغسل أرصفة عينيك بموسيقى نحيب العشب
- شئ من موسيقى الذين ذهبوا
- في عاصفة الثلج ، جسدي يسرق معطف القمر
- موسيقى .. البيت
- جسد من نعناع .. يصنع الشهوة والشعر معا
- عبد اللطيف الراشد... موت الشعر الذي لا يشبهه موت
- أيلين ..وثيران مجنحة طارت في فضاء العيون
- قصص قصيرة جدا- اغتيالات ....


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - البصرة دمعة نخلة وتوابل قبلة خضراء