شبه جزيرة سيناء بوابة العبور الاقتصادي لمصر

صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 5358 - 2016 / 12 / 1 - 04:38
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

تتميز شبه جزية سيناء بأهمية سياسية واقتصادية، ويمكن أن تمنح للاقتصاد المصري فرصة جيدة للنمو، وعلي مر التاريخ نجد أن سيناء قد لعبت سيناء دوراً هاماً في تاريخ مصر، فعلي الصعيد العسكري كانت طريقاً للجيوش وأرضاً للمعارك وعلى ترابها سالت دماء الذين كانوا يحرسون بوابة مصر الشرقية كما شهدت تقدم جيوش صلاح الدين الأيوبي عندما طارد الصليبين وانتصرت عليهم في معركة حطين عام 1187م، وعلى أرض سيناء تم إيقاف تقدم المغول، والقضاء عليهم في معركة عين جالوت 1260م، كما شهد عام 1956 م العدوان الثلاثي على مصر، واحتلال سيناء، وفى عام 1967 م وقع على أرضها حرب الأيام الستة التي انتهت باحتلال إسرائيل لكل أرض سيناء، وفى عام 1973 شهدت أرض سيناء العبور العظيم للقوات المسلحة المصرية، واسترداد الأرض وفى مارس 1989 تم رفع العلم المصري على طابا والتي كانت آخر بقعة من الأرض تم استرجاعها

بلغ عدد سكان سيناء في أول يناير 2012 نحو 554 ألف نسمة، في محافظة شمال سيناء نحو 395 ألف نسمة 159، و ألف نسمة في محافظة جنوب سيناء . ، بيد أن مشكلة التنمية في هذه الجزيرة تحتاج إلي إيجاد مصادر متجددة للمياه، لأن سيناء شبه جافة، إذ يقدر علماء النبات الهطول فيها بنحو 300 مم/سنة. تهطل الأمطار القليلة، وأحياناً البرد والثلوج في سيناء شتاء. وتقدر بنحو 200 مم، فما فوق على ساحل البحر المتوسط (العريش). تتناقص جنوباً إلى 90 مم في جبل المغارة، وإلى 26 مم في نخل (التيه) على ارتفاع 400 م، وإلى 13 مم في محطة الطور على خليج السويس. وتقدر السهول القابلة للزراعة في سيناء بنحو 8 آلاف كيلو متر مربع. منها 89% داخل محافظة شمال سيناء وحدها ، وهو ما يتيح إمكانية زراعة مليون ونصف المليون فدان باستخدام المياه الجوفية والعيون الطبيعية، وكذلك استغلال مياه السيول بسد الروافعة.
أ- محافظة شمال سيناء : تقع محافظة شمال سيناء في الشمال الشرقي لجمهورية مصر العربية بين خطى طول 32،34 شرقاً وخطى عرض 29، 31 شمالاً، ويحدها شمالاً البحر المتوسط بطول 220 كم ، أما جنوباً فخط يمتد من جنوب ممر مثلا حتى رأس النقب ويحدها من الشرق الحد السياسي لمصر مع فلسطين المحتلة. وتتنوع ثروات المحافظة من حيث نقاء المناخ، واعتدال الجو مما يجعلها من أفضل المواقع السياحية في العالم حيث تصل نسبة ثاني أكسيد الكربون فيها إلي واحد من ألف جزء، وثاني أكسيد الكبريت بنحو 2 من مليون، هذه يعني أنها من أفضل البيئات النقية علاوة علي الثروات المعدنية ومصايد السماك ، والزراعة .

• الزراعة بشمال سيناء : ومن أهم النشطة الزراعية بشمال سيناء زراعة النخيل، فالإحصائيات الأولية تشير إلي وجود ما يقرب من ثلاثة أرباع مليون نخلة تتراوح أعمارها ما بين 50 إلي 150 عاما، وتم تجريم قطع أشجار النخيل وإجبار أصحاب المشروعات والمنشآت السياحية والعمرانية علي زراعة فسائل جديدة للنخيل، وإقامة عدد من المشاتل لتوفير تلك الفسائل، ومعمل لزراعة الأنسجة لتطوير زراعات النخيل واستنباط أصناف جديدة عالية الجودة والإنتاج، ثم مشروع المليون نخلة لمضاعفة أعداد النخيل الحالي ويؤكد خبراء كلية الزراعة بالعريش أن الدراسة تشير إلى إمكانية زراعة 150 ألف فدان على مياه السيول، بالإضافة إلى 300 ألف فدان في أعلى وادى العريش والجفاجفة والبروك من خلال كميات المياه المحتجزة خلف سدود مثل سد الروافعة ووادى الكرم وسط طلعة البدن، كما أوضحت التجارب إمكانية زراعة أصناف عديدة من القمح بمناطق الشيحة والكوثلاد والقسيمة.

• مشكلة الملوحة بشمال سيناء: بسبب الملوحة انخفضت مساحات الأراضى المنزرعة بالخوخ على مستوى المحافظة من 80 ألف فدان إلى 40 ألف فدان بسبب زيادة ملوحة الآبار، وأنه يتم زراعة أنواع أخرى من المزروعات التى تتحمل الملوحة .
• مشكلة إهدار المياه : سكان يستهلكون مياه قدرت بنحو 100100 متر مكعب/ يوم ،منها 74 ألف متر مكعب من مياه النيل، ومتوسط استهلاك المياه للفرد نحو 245 لتر متر مكعب، ورغم ندرة المياه يبلغ الفاقد من المياه نحو 27 ألف متر مكعب يوميا. أومن ثم يجب رفع الوعي بثقافة ترشيد المياه.

ب- محافظة جنوب سيناء : تعد ندرة المياه هي المشكلة التي تواجه مخططات التنمية بشرق مصر وغربها، و تعتمد الزراعة فى محافظة جنوب سيناء على المياه الجوفية ويبلغ إجمالى الآبار ( حكومي / أهالي ) حوالي 1000 بئرا. وتبلغ إجمالي المساحة المنزرعة فى المحافظة ( 5439 فدان ) منهم ( 1227 فدان ) مزروعة بالنخيل ومن أهم الزراعات في المحافظة الفواكه والخضراوات والقمح والشعير .

• مستقبل النشاط الزراعي : ويمثل التوسع في إنتاج الزيتون والبلح فرص خاصة يجب استغلالها, وتجدر ملاحظة أن شجر نخيل البلح يظهر قدرة على التأقلم مع المياه الجوفية المالحة، ولذا يزرع في مناطق لا تصلح لزراعة محاصيل أخرى, ومن الممكن من الناحية الفنية زيادة إنتاج الخضروات للمراكز السكانية, كذلك يمكن زراعة المحاصيل العطرية والطبية في جنوب سيناء. وتبلغ مساحة الأراضي القابلة للزراعة حوالي 200 ألف فدان، ويعد سهل فيران به أكبر إمكانيات للنمو الزراعي على المدى القريب في جنوب سيناء، ولكن يمكن تحقيق هذه الإمكانيات إذا حظيت نظم المياه الرئيسية باهتمام عاجل, وفي المناطق التي لا تصلح فيها الزراعة بسبب التربة ذات الطبيعة شديدة الطينية أو ترتفع فيها نسبة المواد الصلبة - الذائبة في المياه المتاحة - يمكن فيها التوسع بالزراعة المائية بدرجة كبيرة .كما توجد بعض النباتات البرية التي تستخدم فى معالجة بعض الأمراض ومنطقة شرق القناة وخليج العقبة من المناطق التي يعد لها مستقبل زراعي هام في جنوب سيناء .

• الإنتاج الحيواني وتربية الماشية : تعتبر تربية الحيوان من الأنشطة الاقتصادية الهامة في جنوب سيناء، بسبب توفيرها للدخل لنسبة من السكان وتشمل الأنواع الرئيسية من الحيوانات الجارى تربيتها: الجمال والماعز والغنم، حيث توفر اللبن واللحم والصوف والشعر والجلد كما يوجد بالمحافظة ثلاث مناطق بها فرص جيدة بعض الشيء للإنتاج الحيواني، وهي وادي غرندل، وادي فيران،والشريط الساحلي الجنوبي الغربي. ولكن من المهم الإشارة إلى أن تربية الحيوانات في مكان ثابت يناسب هذه المناطق التي تستخدم أيضا في زراعة المحاصيل مما يستلزم بناء أسوار أو التحكم في حركة الماشية لحماية المحاصيل.

• مصايد الأسماك : يمتد ساحل محافظة جنوب سيناء لمسافة ٦---١---٠--- كيلو متر من عيون موسى على خليج السويس إلى طابا على خليج العقبة ويعتبر خليج السويس أهم منطقة صيد للأسماك في البحر الأحمر. وهو يتميز بضحالة مياهه نسبيا، مما يمكن مراكب الصيد التي تتبع طريقة سحب الشبكة على القاع . كما تندر به الشعب المرجانية (التي تتداخل مع عملية الصيد عامة )، وتتميز مياهه بتوافر العناصر الغذائية فيه نسبيا. وبالمقارنة، تقل أهمية خليج العقبة بالنسبة لصيد الأسماك حيث يصعب استخدام أسلوب سحب الشبكة على القاع نظرا لعمق مياه. وبالرغم من توافر الموارد البحرية، تنحصر عملية الصيد في نطاق السطح الصخري على الساحل على طول الساحل وجزيرة تيران

• مقومات الطبيعة: تعتبر السياحة بجنوب سيناء من أهم الأنشطة الواعدة، وتتميز المحافظة بمناخ معتدل صيفا دافئ شتاءا وتتراوح درجات الحرارة بين 15 درجه مئوية فى يناير و30 درجه مئوية فى أغسطس باستثناء سانت كاترين (من 6 إلى 23 درجه مئوية) ، كما حبا الله المحافظة بشواطئ رائعة تمتد 600كم على خليجى السويس والعقبة وسلاسل جبال تعرف بأنها أعلى جبال مصر بالإضافة إلى المناطق التى أعتبرت محميات طبيعية (5 محميات) وقد أدى كل ذلك إلى تنوع المنتج السياحى فانتشرت الأنماط السياحية التالية :

• السياحة العلاجية: تعتمد على الطبيعة في علاج المرضى وشفائهم مثل الينابيع المعدنية والكبريتية والرمال والشمس للاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية والروماتيزمية.ومن أهم مناطق السياحة العلاجية: حمام فرعون و حمام موسى.

• السياحة الدينية : لزيارة الأماكن المقدسة وهى سياحة تهتم بالجانب الروحي للإنسان فهى مزيج من التأمل الديني والثقافي وجنوب سيناء أرض زاخرة بالمعالم الدينية الساحرة للديانة الإسلامية والمسيحية ويمكن لأى سائح زيارة المواقع السياحية فى سانت كاترين ومنها: دير سانت كاترين ومكوناته السياحية الكنيسة الكبرى وكنيسة العليقة المقدسة والمسجد الفاطمي ومكتبة الدير ، دير البنات ويقع في وادي فيران وقد بنى فى نفس توقيت بناء دير سانت كاترين، توجد في جبل موسى أعلى قمته كنيسة صغيرة وجامع. يقوم السائحون بتسلق الجبل 750 درجاً من الصخر بعد منتصف الليل ليروا شروق الشمس. كما أن قبري النبي صالح والنبي هارون عند مدخل مدينة سانت كاترين.

• الثروة المعدنية : تعد جنوب سيناء المورد الأول للثورة المعدنية فى مصر يتدفق من أطرافها الغربية البترول ومن شرقها الفحم و المنجنيز و الفلسبار و يوجد فى جنوب سيناء الكثير من الخامات التى تستخدم فى الصناعات المختلفة .

ج- تعثر مخططات التنمية بسيناء : وكان من المقرر توطن نحو 2,905 مليون نسمة في محافظتي سيناء منهم 2,457 مليون نسمة في شمالها ، وذلك ضمن مخطط التنمية مابين عامي 1994 حتى 2017 وهو ما لم يحدث ، ورغم أن الاستثمار الخاص بسيناء يبلغ نحو 67,56%. إلا أنه لم يسهم في تحقيق تنمية مناسبة يتحقق من خلاله توطين الشاب، ومن ثم لا يزال الفراغ السكاني من أخطر ما يهدد السيطرة الأمنية علي سيناء، سواء كان التهديد من الخارج أو من بؤر إجرامية تستغل هذا الفراغ في الأرهاب أو زراعة المخدرات.

د - أهمية الزراعة بيئيا: علاوة علي توفير الغذاء والمادة الخام اللازمة للصناعة نجد أن الشجرة هي الحل الوحيد للتخلص من غازات الاحتباس الحراري حيث تشير الدراسات البيئية أن حزاما أخضر من الأشجار عرضه 30متر يخفض تركيز غاز أول أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 60% وأن كيلو مترا مربعا من الأشجار يمتص يوميا من 12-120 كلجم من هذا الغاز، وفي المقابل تطلق النباتات إلى الجو الأكسجين وغاز ثاني أكسيد الكربون وفي مناطق الغابات والأحزمة الخضراء يستهلك كل متر واحد من المادة الخشبية 1,83 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون وتطلق 1,23 طن من الأكسجين والنخيل من أسرع النباتات في تكوين المادة الخشبية ومصر تحتاج إلى 200 مليون نخلة لإصلاح الخلل الايكولوجي. هناك بعض النباتات غير التقليدية يمكن زراعتا بسيناء الساحل الشمالي بمصر منها :

س - نموذج زراعة الصبار : ومن النباتات الطبية التي يمكن التوسع في زراعتها الصبار، وخاصة بعدما أثبتت الدراسات أن للصبّار فوائد عديدة ذات اهمية اقتصادية منها:

• الهضم: يحتوي هلام الصبّار على أنزيمات عديدة تساعد على الهضم، تعتبر مكوناً رئيسياً في انهيار السكريات وامتصاص المواد الغذائية. إذا كنت تشعر بعسر هضم تناول بعض لُب الصبار أو اشرب عصيره، سيكون ترياقاً قوياً جداً لمتلازمة القولون العصبي
• يخلص من الديدان المعوية: من المعروف عن الصبّار أن طارد قوي للديدان المعوية وهو فعّال في قتل الديدان داخل المعدة
• يزيل السموم من الجسم: لأنه مصنوع أساساً من مواد جيلاتينية يعتبر الصبّار وسيلة رائعة لتخليص الجسم من السموم. عندما يتم أكل الصبّار يمر عبر المعدة ويمتص السموم ويخرجها مع البراز
• لعلاج الإمساك: الصبّار ملين قوي، يساعد الجسم على التأقلم مع التغيرات الغذائية، كما أنه يزيد من قدرة الأمعاء على امتصاص العناصر الغذائية، ويعالج حموضة المعدة.
• الكولسترول: وجدت دراسة بريطانية أن مركب بيتاسيتوستيرول الذي يمتلئ به الصبّار يساعد على خفض مستويات الكوليسترول.
• كذلك يحتوي الصبّار على عدد كبير من الأحماض الدهنية التي تساعد على توزيع الدهون في الجسم. يساعد ذلك على تحسين الدورة الدموية ويحمي القلب
• تقوية جهاز المناعة: الصبّار غني بمركبات سكريات أحادية تقوّي المناعة عن طريق تعزيز خلايا الدم البيضاء
• مرونة المفاصل: يحتوي الصبّار على عناصر عديدة تخفف من التهاب المفاصل وتزيد من مرونتها. كذلك يقلل بعض الالتهابات الداخلية مثل قرحة المعدة، إلى جانب أن استعماله الخارجي يساعد على زيادة مرونة المفاصل وتليينها وعلاج الالتهابات الجلدية
• يكافح البكتريا والفطريات: يحتوي الصبّار على الكبريت ومجموعة نشطة من الأحماض التي تعمل كمضادات للبكتريا والفطريات.
• يحسن صحة الجلد: الصبّار ملطف للبشرة، يقلل من تهيجها، وتساعد خصائصه المضادة للالتهابات على علاج العيوب مثل حب الشباب ومشاكل الجلد الأخرى .
• يساعد هلام الصبّار على التخلص من خلايا الجلد الميتة، وزيادة نعومة البشرة وعلاج آثار الشيخوخة مثل التجاعيد والخطوط الدقيقة عند وضعه على البشرة بانتظام.
وهذ النوع من الزراعة له أهمية طبية ويناسب ندرة المياه ولذا يجب وضع خطط تنموية بهدف زراعة تلك النبات .

ص- الصوب الزراعية : وهو نموذج من الزراعات الحديثة يحقق نوع من الإنتاجية العالية ويوفر الماء، وأن إنتاجية الفدان الواحد بهذه الطريقة توازي إنتاج 9 أفدنة، وبزراعة المناطق المتاحة بالخضروات؛ يمكن أن يوفر مساحات كبيرة للمحاصيل الإستراتيجية بالوادي والدلتا لصالح زراعة القمح .

ط - الشعير : يمكن زراعته بفرص أكبر في الساحل الشمالي الغربي ، وتتم معظم الزراعات بعد نوه المكنسة (20نوفمبر) ومدتها 4 أيام وقد تأتى مبكرة أو متأخرة عن هذا التاريخ بضعة أيام، ويحتاج الفدان (30-35 كجم). وهناك نوعان لاستخدام الشعير

• الاستخدام في الغذاء البشري: وهذا الأمر يحتاج مهارات خاصة لأن صناعة خبز الشعير في مصر تحتاج إلي طرق لم يتدرب عليه المصريين، ويمكن نقل التجربة الليبية في هذا الصدد، فصناعة خبز الشعير هناك تتم بطريقة ممتازة .
• الشعير المستنبت: وهي طريقة تعتمد علي استنبات الشعير كأعلاف، فزراعة فدان بالبرسيم الحجازي لا يتعدى إنتاجه 66 طناً سنوياً ويستهلك نحو 5300 متر مكعب من المياه، بينما يمكن إنتاج 300 طن من الشعير المستنبت من مساحة 50 متراً مربعاً، اعتماداً على 755 متراً مكعباً فقط من المياه. مع إمكانية زراعة الشعير في غرف معزولة فيما يعرف باسم الهيدروبونيك لإنتاج كمية كبيرة من الأعلاف الخضراء التي تتسم بارتفاع نسبة الرطوبة بها وتفضلها الحيوانات في المناطق الصحراوية الجافة للتخفيف من وطأة الحر بالمنطقة. ويستغرق إنتاج الشعير المستنبت فترة تتراوح بين 7 و8 أيام من نموها بداخل الصوبة. إن قيمة الاستثمار فى هذا المشروع يتم استردادها بالكامل بعد 8 أشهر. لكنه يحتاج إلى توعية المستثمرين بأهمية الاستثمار في هذا النوع من الزراعة لتعميمها فى مشروعاتهم على مستوى الصحارى المصرية.
ظ - زراعة الزيتون : شجرة الزيتون هي الشجرة التي تقاوم الظروف البيئية الصعبة ، والتي يعتمد عليها اقتصاد معظم دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ المساحة المنزرعة فى العالم 9 مليون هكتار (98% منها فى منطقة حوض البحر الأبيض) تنتج حوالي 10 مليون طن ثمار يستخدم منها مليون طن ثمار كزيتون مائدة والباقي لاستخراج حوالي 2 مليون طن زيت، يستهلك معظم الإنتاج من قبل الدول المنتجة، وترجع أهمية في أن له استخدامات صناعية في زيت المائدة وصناعة العلف الحيواني .

وطبقا لإحصائيات قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة بلغت المساحـة المنـزرعة عام 2000م بنحو 108,3 ألف فدان (58.1 ألف فدان خارج الوادي، 50,2 ألف فدان داخل الوادي)، ويبلغ متوسط إنتاج الفدان 3,8 طن، إجمالي الإنتاج بمصر 281,7 ألف طن يستخدم معظمة كزيتون مائدة وحوالي 27 ألف طن ثمار تستخدم في استخراج حوالي 4 ألاف طن زيت.

المياه المستخدمة في الري: وتقدر كمية الري اللازمة للفدان في حالة الرى بالغمر بـ 3000 إلى 3500م3 تعطى على 10-12 رية ، وفى حالة الري بالتنقيط ، وهو النظام المفضل فأن كمية الري اللازمة للفدان تقل إلى النصف تقريبا (1500 2000 م3 /فدان).
خطوات مبشرة : وقعت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، مع عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، بروتوكول تعاون لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع زراعة 3 مليون شجرة زيتون في مصر، والتي تشمل زراعة 2,4 مليون بمحافظات سيناء والساحل الشمالي خلال الفترة من 2014 حتى 2017م. ، بيد أن الأمر يتحاج إلي زراعة كميات أكبر لتوفير حاجة مصر من الزيوت النباتية .

ط - زراعة أشجار النخيل: بخلاف المنظر الجمالي لأشجار النخيل تصل إنتاجية النخلة تحت الظروف المصرية من 200-500 كيلوجرام في العام أي يقدر متوسط إنتاجية النخلة الواحدة بما لا يقل عن 2000 جنية سنويا، ويبلغ عدد أشجار النخيل في الفدان الواحد 66 نخلة، ويمكن زراعة النخيل في أراضي مرتفعة الملوحة وتستخدم منتجات النخيل في صناعات عديدة منها :

• صناعة السكر: من الضروري إنتاج السكر من البلح حيث تصل نسبة السكريات في بعض الأصناف الى80% ويميز سكر البلح عن أنواع السكر الأخرى في أنة سكر أحادى (جلوكوز)
• صناعة وقود بديل عن النفط: يمكن استخدام الفائض من الإنتاج في صناعة السكر أو الأصناف غير تجارية كمادة خام رخيصة تخدم عدة مصانع لتحويل تالف التمور والرديء والمعيب وفرز التصدير والمرتد وتحويل تلك الكميات الضخمة إلى وقود بديل عن النفط وهو الايثانول والذي بدأت كل دول العالم في التسابق على إنتاجه من قصب السكر والذرة والقمح .
• إنتاج الكربون: يمكن إنشاء مصنع لإنتاج الكربون النشط من نوى النخيل والذي يدخل في العديد من الصناعات الهامة كأجهزة التكيف وغيرة من عمليات التنقية وامتصاص الغازات السامة.
• الصناعات التخمرية العديدة: مثل الخل وحمض ألستريك والخميرة وصناعة زيت نوى النخيل.

ق- زيادة إنتاجية الحبوب : وذلك في كل الزراعات بمناطق مصر، فقد أكتشف المخترع "على محمد إبراهيم عاشور" مركب لمنشط حيوي طبيعي لنباتات القمح والذرة والأرز، والمركب الذي أطلق عليه اسم "جور19" يحتوي على عدد كبير من العناصر المعدنية والأحماض الكيتونية التي تحدث توازنا أيونيا في العصارة النباتية، فتساعد النبات على تسهيل امتصاص العناصر المعدنية من التربة والاستفادة من الطاقة الضوئية. كما تساعد النبات أيضا على زيادة المحتوى النشوي؛ فتدفع البراعم الساكنة للنمو، وكذلك تخليق الأحماض الأمينية داخل النبات، وتقوية الأنسجة النباتية؛ وهو ما يزيد من قوة تحمل النبات للحرارة والملوحة. وهكذا أهّلت كل هذه المقومات المركب لأن يكون له دور في زيادة إنتاجية الفدان إلى 30% وزيادة حجم حباته إلى الضعف.

وعليه: يجب تسريع وتيرة التنمية بشبه جزيرة سيناء لتعزيز الأمن القومي عبر التنمية الاقتصادية في المجالات الصناعية والزراعية والسياحية.



(من كتاب النهوض بالمدن المصرية الجديدة – لصلاح شعير - والذي ينشر لأول مرة إلكترونيا وعلي حلقات)

#صلاح_شعير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات