أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - شيءٌ عن المندائية العراقية














المزيد.....

شيءٌ عن المندائية العراقية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 21:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شيءٌ عن المندائية العراقية
نعيم عبد مهلهل
ربما انا الوحيد من هذا العالم ولست ( مندائيا ) من كتب عن الرؤى الروحية والاجتماعية والغيبية عند المندائيين ( ثمانية ) كتب ، وربما غيري لم يتجاوز الكتابين . وهذا الفخر الذي يشعرني ان الاخر في عطر المكان المتعدد الازهار عليه ان يحسس ذاته ومن حوله ان الربيع للجميع .
ولهذا وانا اكتب عن تلك الديانة الغنوصية الممتلئة بساطة واسرارا وروحانياتً وسماء تتشح مع زرقتها الثياب البيضاء لكهنة المياه والاس والتعميد أشعر اني اكتب عن وطن توحده الخواطر ونعوش الشهداء ورسائل الغرام وكل الميتافزيقيات الاخرى من شهية الحلم في اجفان جلجامش وحتى صولة الجنود من اجل استعادة الركام الذي تجمع فوق قبر النبي يونس في الموصل حين فجره الارهاربي الداعشي.
المندائية ديانة تسبح في النقاء والاستكانة والظل وكأنها تريد أن تلامس صدى الضوء البعيد في الكواكب التي تعيش في مجموعتنا الشمسية وابعد ، وكأنها تبحث عن المكان الجغرافي للجنائن الخالدة التي تحدثت عنها كتب السماء ومنها كتاب المندائية المقدس ( الكنز ربا ) اي الكنز العظيم.
وبين المندائية والعمر الحضاري لجنوب الله والقصب والطين هناك وشائج من مودة القصيدة وتفاصيل الاسطورة وعبارات كان الكهنة يرددها من اجل الاتيان بمواسم الخصب وانتصارات الحروب وعقد مواثيق التجارة والزواج والتحضير لمراسيم اعتلاء ولي العهد ملكا في السلالة السومرية .
تلك الآصرة التي صنعها الشوق بين سكان الصرائف وبيوت الطين الاوائل وبين أحلام آدم الاولى هي من صنع للمندائيين خلود لحظتهم مع المكان فصاروا رواد الحياة الاولى وربما صاحبوا نوح ع في مسيرته المائية ، ولكن المؤكد انهم كانوا مع ابراهيم الخليل ع في رحلته الازلية من اور الى حران حيث استقروا هناك اولا ـ وربما بعضهم اكمل السير معه الى مصر وفلسطين.
الغريب أن رواد المكان الساحر ( ميزوبوتاميا ) هم اليوم بأعداد الشتات اكثر عشرات المرات من الذين ما زالوا يتفيئون بشمس صباحات العراق ، غير عابئين بكل الملثمين والخناجر ورصاصات الغدر التي تمنت وارادت في لحظة ما افراغ البلاد من اقدم مكوناتها وهم المندائيون ) صُناعَ اللوح والمنجل وخاتم الفضة والذهب ، والذين يحسبون نوايا الافلاك والكواكب بسر الغيب والارقام والنبؤة والتميمة.
هم من أسسوا الحس الجميل قبل ان تبدأ كتابة الشعر على الواح الطين .وحتى أثبت أن رائية المندائي تعتمد على الأيحاءات الحسية المبثوثة من ذات عظيمة فأني سألت أحد المندائيين من سكنت منطقتنا في مدينة الناصرية أيام كنا نبقى يقظين طوال الليل للمراجعة في أمتحانات البكلوريا وكان هذا المندائي الكهل يستيقظ في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ليسبح في نهر الفرات وتحت ضوء القمر المكتمل وقد كرر هذا الطقس أمامي لأسبوع كامل .
وقد أدهشتني دقة التوقيت في نهوضه الليلي وممارسة هذا الطقس ، وأنا أعرف عنه أنه لايملك ساعة وليس لديه من أبناء في البيت مما أضطرني لأوقفه بعد أن أنهى فصل السباحة والخشوع العجيب في مساحة الضوء الذهبية المنتشرة على الماء مثل قماش جديد .
أجابني . هل أنت مندائي أم مسلم ؟
قلت : مسلم .
ـ وماشأنك فيما أفعله ؟
ـ أعجبني تأملك وتمدد جسدك على الماء وأنت تتامل القمر ، ثم أني كنت أرى شفتيك تهمسان بكلمات لم يتسنى لي سماعها .
ـ انها المندائية النقية .
ـ ولماذا كل هذا وفي الوقت نفسه .؟
ـ ولدي أنا أنام فوق السطح . منذ أسبوع تحسست أجفاني ضوءاً آتٍ من جهة المندي . حين أجتمعت حزم الضوء في عيني ، يأتيني الأيحاء بعمل هذا الطقس .
ـ وماذا تفسره ؟
ـ أعتقد أنه تعميد لرحيل أبدي .
ـ موت ؟!
ـ نعم . وعن قريب .
في الصباح كنت لم أزل أراجع دروسي في ذات المكان ، عندما سمعت نحيب أمراة في أحد البيوت . وحين سألت . ؟
قالوا ان فلان توفاه الله .
لقد كان هو ذلك المندائي الذي كان يتأمل ضوء القمر وهو ممددا على سطح الماء مثل سجادة كاشانية .

دوسلدورف 8 نوفمبر 2016



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش ( ماما زمنها جاية )
- صَبةُ النبيُّ يحيى وصبةُ الكونكريتْ
- بعشيقة ترنح بكأسكَ وانتصر...
- بيت فالح 4 شهداء ولم يتهدم
- فندق نينوى اوبروي ..ذكريات بطعم الموصل
- أزياء وغناء في فندق شط العرب
- البصرة حضارة الغناء وعروض الازياء
- شهرزاد ، لاكر ، فريدة ( أحلام أميرات البيرة )
- باسطرمة وذكريات موصلية
- الأزهار وقارة العطر والامطار
- سمفونية آنية الورد
- أزهار في عطر الكرادة
- شيء عن غزالات دمشق واودنيس ونوبل
- الشيخ حمود الفالح السعدون ( الأصالة وتأسيس الناصرية )
- شيء من مراثيَّ عاشوراء
- سيد سريح ..قارئ الحظ والبركة
- رؤى عن السومرين وثقافة وزير النقل
- الوزير يهزم وردة النيل
- الناصرية ..ما بعد الشط الخايس
- المارينيز قادمون


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - شيءٌ عن المندائية العراقية