أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - منزل الاقفال قصة قصيرة..















المزيد.....

منزل الاقفال قصة قصيرة..


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5328 - 2016 / 10 / 30 - 19:55
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
"على شاكلة بعض الهواجس، غبنا عن بعضنا عشرات المرات. كنت ألتقي بك مثل المصادفات الغريبة. نلتقي بلا كلام. نتحاور ويتحاور فينا تاريخ النبوءات المتيبسة. ونحن سكوت. يبدأ فينا تنامي الأمس وحيّرة الحاضر والخشية من جديد بمستقبل تركناه خلفنا من زمان. وها أنا أبحث عنك لنكمل ما يحتاج لتكملة ".
... وكما في أيام متباعدة، مضى يولج في الطرقات والساحات ماشياً. جسده قطعة من قيظ وهالته الرغبة في الاستشفاف والتقصي في محاولة للوصول إلى شخص بعينه ، من غـير أن يعثر أو أن يجد من يدله عليه . القلق الساكن ، مثل بعوضةٍ على أنف طفل نائم .. يطوق عنقه دين المروءة ورجاء في تفسير ما يحصل للماء في لحظة اكتمال القمر .
كان الزجاج المتحطم متناثراً في الشوارع ، وعلى الأرصفة ورفوف وواجهات " الفاترينات " الميتة :
ــ من رآه ؟
فكر بأنثى الهوى العتيدة . كان يتردد عليها قديماً / هي تركت البغاء / حينما غدت عجوزاً وتقرَّن جسدها، فتعفف الناس عن معاشرتها . وكان لبعض وفاء منه لزمن قدمت فيه جسدها الطري مجاناً إليه، يتردد عليها في نضوبها . حين تفضي بهمومها وذكرياتها كان يصغي بمروءة. يلاطفها بالحروف الدافئة ويمسها بالصداقات ويوهمها بالوسامة والفتنة ، وحين يتركها منداة تقول له باكية / أشكرك حبيبي أنت وفيّ جداً! وحين جاءها يوماً ليسألها عنه، كان بيتها قد أندرس مع الأرض ، ساوته اللعنات والقوانين ، ومثل إبرة في حقل قش ، أزال الأنقاض وركام الخشب المتسوس ومزق الخرق البالية وبحث عنها أيضاً تحت القشور والفضلات اليابسة ، فلم يجدها. سأل عنها / من رآها ؟ / .
تذكر أملاً بحجم قلامة أظفر شائخ. ثمة شبح قمي كان يعرفه. بحث عنه : كانوا ثمة رجال مشبوهين ذوو سحن حزينة وشفاه باسمة. بعضهم حليق وبعضهم بشوارب مصفرة من أثر الإفراط بالتدخين . تهد أجسامهم العادات المدوية والأعمال الخطرة المثيرة والكلمات التي يشيب لها الفطيم . قال في وصفهم يوماً :
/ تعرفهم من هيئاتهم الأخلاقية المؤثرة كأنهم قد جاءوا تواً من حفل تأبين صديق فقدوه ! بحث عنهم في تناثر المقاهي وبقايا الساحات والحانات السرية ، والأقنعة الملونة. وخوفاً من تعدد الأسباب ، والمصائر البشعة جعل رجليه وعينيه وشراع ذاكرته المهلهلة مصيدة مثلى لكل عائد من تأبين عزيز مفقود ، أو حبيبة أضاعها ، أو صورة تلاشت .
الأزقة تحولت إلى مزرعة زجاج مهشم وصفائح مبقورة صدئة وإلى رؤوس أحذية مدفونة. أزقة تنتشر فيها الكلاب والقطط السائبة، تحمل للحطام المتناثر فيروسات توزعها قطط ضالة، تسلح في كل مكان بين الأنقاض والبيوت والقمامات المتعظمة . وكثيراً ما تجد تلك القطط مجففة على الأسوار وأمام النوافذ والأبواب . أو تحت المناضد .
أيتها المواخير الجائعة من رآها ؟ / أيتها القبور المجهولة / من راّهم ؟ / ويا جميعاً / من رآه؟
عندما يتشظى القصب القاسي ، ويُهمل على القيعان والسطوح تجد الشموس ملاذها بين دفئه. وكما تموت اللحظات على الستائر والمنائر والجروف يخبو بعض وعينا ويغدو بلون الزعفران . تلك متاهة شهباء حباها الله باليأس وبأفواه الجوع والأعضاء الفاسدة !
يستدير: / تلك هي زمرة الحقائق اللصافة ! ينعطف يلف حولها / وتلك مزرعة الأمل. يستدير ثانية. يومض بين سيقانها الجافة ضوء كالح. خشب خشب خشب . ثمة أفراخ ما تزال حية بين مناضد الخشب تلوذ كسيرة. يستدير / هـذه أعشاشها ! / يجس الحطب والقتاد حذراً .. تومض الأفكار والعيون والأنامل كأنه يراها .. وفجأة ينطفئ .. يموت ، وثانياً .. يموت ، وعاشراً .. / … / تستطيل الطرقات تستدير وتنعطف تتضخم تلال الأنقاض .. يزداد اللمعان والبريق . يستدير يستقيم ينعطف يشعر بالإرهاق . يحس بالخوار يدب الجوع في أمعائه والأقدام. ويبقى السؤال يلح في رأسه: من رآه؟ من رآها؟ من رآهم ؟.
ويزهر المكان بالأقفال الصدئة . في عينيه ورأسه وصدره ورجليه، فيغدو مبقعاً بالأقفال يذوى يتهالك ينطفئ يسقط في الساحة العامة متوسداً قمامة، مثل فأر ميت !
- مسكين . مات من أثر بحث لا مجدي !
قالت بائعة الشاي والهوى والنظرات المستريبة على السابلة المخمورين والزبائن من " الدوارة " وأصحاب اللحى المبتلة بماء العطور المغشوشة والقوادين الذين يحقدون عليها . وعندما رأته يحدق طويلاً بوجهها طويلا انتفضت بالقول الخشن :
ـــ ألا تعرف مهنة غير التحديق هكذا في الوجوه ؟!
ـــ نعم . لكنني …
ـــ أعرف . أنت مفلس ! سأمن عليك بواحدة بعد أن أنتهي.
ـــ وما بشأنه ؟
حين أشار بعين غامزة على متوسد القمامة اكتفت بالقول متأففة :
ـــ لا عليك . دعه يشبع من النوم ! فزوجته لا تدعه ينام في البيت لحظة . وعندما يفيق سيعود مرة أخرى يبحث عنها وعن صديق يقول أنه لا يتذكره.
ـــ سألته أبنتها الملفوفة بالعباءة السوداء , والتي لجسدها تحت سوادها غضارة الوردة وعمرها :
ـــ عمي ! ألا تعرفه أنت ؟
ـــ لا . لا . ولا رأيته !
ـــ لكني رأيته مراراً يحدق بوجهك طويلاً قبل أن ينام هناك .
- تلك يا ابنة أخي عادة قبيحة ما يزال البعض يمارسها .
البنت لاذت بالصمت وكان الشك ما يزال يراود نفسها . لكنها حين اكتفت بالشك والصمت راحت تحدق ملياً برجل القمامة النائم مثل جرذ ميت . بينما اكتفت أمها تحدق بوجوه الزبائن شاكية من شيء يقلق بالها .. كان نظرها إذ ينزوي أحياناً في ركن ألم . ترى الفراغ . الفراغ… أنه القفل القديم. القفل الشبيه بالطيف الذي أحكمه يوماً رجل في أحشائها قبل ستة عشر عاماً ولاذ بالفرار . وكان هو الذي لا يخجل من التعنيف والأمل ، يطري نظره في وجه المرأة التي أملته بواحدة مجانية في نهاية السهرة.
في الساحة رايات ملونة
وبالأحلام ..
تزغردها النسوة وبالشفاه
الملوّنة .
يصنعها الصغار بيوتاً من رمال، ثم يداولونها تداول الكرة.
يحلمون..
بدفء اللعب والنوم
ويأتي صانع الأقفال ،
مثل رخ في الزحام .
... فأي لعبة للأقدار تلك ؟!
تعربد الأشياء
تضج في المحاجر العيون
يسقط شيء خفي ، كالغبار.
(ضمآن والكأس في يديه)
والخوف ..
والصمت..
والسراب !
.. فأي لعبة للأ‍قدار تلك؟! ‍
فجأة يدخل في الجو كائن صغير نصفه أرنب ونصفه الآخر هدهد ,يحدق في الوجوه والأردية والأقدام . أنفه الكبير يشم الروائح يقعي أمام ساقيها العاريين خلف " وجاغ " النار والشاي والهوى مثل هر . ينتظر المنّة مثل زبون مفلس . حين سمع حديثهما أشار إليه :
- هي لا تعطيك سوى الآمال الكذابة . انصرف !
- ما دخلك أنت أيها الـ…
- صه . أعرفك كما أعرف نصفك النائم هذا .
قال متطفل أخر ملأ جوفه بالزاد. وجيبه بثمن " الزيارة " والشاي , وأجرة العودة :
- أنه يقول الحقيقة . لو كنت مكانك لانصرفت سريعاً !
أنصرف . كان الليل ثقيلاً مملوءاً بالوحشة والسواد ، ومثله سار متثاقلاً يجرجر ساقيه فوق الزجاج المهشم المتناثر .
قبل أن يذهب لعمله الليلي ، حاول أن ينام جاهداً ولو لدقائق ، لكن زوجته المبتلاة بالخرف وفقدان الذاكرة والملل والخوف لا تريده أن يتركها وحيدة تبحث عن الأشياء دون أن تستدل عليها . تسأله : / أين الملح ؟ / يقول / في العلبة البلاستيكية الحمـراء يا حبيبتي / فتسأل مستغربة / أين هـي ؟ / يجـيب بـبرود ظـاهر / في المطبخ يا جميلتي / ومن جـديد تسـأله أين هـو المطبخ ؟ / / في الرواق ! / و/ أين هو الرواق ؟
وتبدأ الحكاية من جديد / أين المطبخ ؟ / يأخذ بيدها , ويدخلان المطبخ ويفتح بابا ًخشبية يخـرج علبة بلاستيكية حمراء يفتح غطائها يتذوق بعض من حبات بيضاء يضحك بحـرارة متجملة / أي.. هذا هو الملح ! / .
وحين يتصور أن الأمر قد سوّي أخيراً يعود مسرعاً للأريكة الخشبية التي في باحة البيت يحاول عليها النوم . يصطدم بزوجته عند باب المطبخ . تقول له :
- ما الذي جرى ؟
- لا شيء . أريد أن أنام .
تشق فمها ابتسامة مريضة ، تقول متعجبة :
- تنام مع الملح ، وفي المطبخ ؟ !
أبنتهما الشابة ، والتي بعمر أبنة بائعة الشاي . تستدرجتها المرارة والغصة إلى حيث الحلم المتخشب ، جرت حياتها سائلة كالماء داخل سلك الهاتف، تقضي النهار وأغلب الليل مع الهاتف . تطلب رقمها داخل القفل فتدخل في سماعة الهاتف ساعات ، لا يسمع منها إلا همسها الدائب . تقول للطرف الأخر كلمات كلمات كلمات كلمات . تنضج في الكلمات الهامسة وتسفح عللها ودماء أنوثتها في الكلمات الهامسة وتشيخ مبكراً في الكلمات الهامسة . تلك هي حياتها !
حدق بوجه الزميل المناوب ، أخذ مكانه أمام ماكنة طبع الصحيفة في آخر الليل وبدأ العمل .
/ ذهب الليل .. ذهب السهر .. طلع الصبح – هو هو -
ولى العجز .. حل الأمل .. طلع الصبح - هو هو -
أين البيت ؟ .. أين الشاي .. أين الملح - هو هو –
هيا نهذي .. هيا نحكي .. هيا نغفو – هو هو … ها .. و /
تثاءب كثيراً في طريقه عندما ذهب الى الساحة من جديد . رآها تجمع حاجياتها . أبنتها هزيلة مريضة لأن النظر العميق كان قد قشر لحاء جسدها تحت العباءة السوداء . سمعه ينادي خلف عربة المطعم المتجول :
- الشوربة يا " بلا بوش " .. الشوربة يا " مال العرج " ! خبز باب الأغا : حار ومستوي ورخيص !
- صب لي صحناً ، أثرده جيداً بالحساء
أكل الثاني ، ورغب في صحن ثالث :
- نقعه جيداً !
سقطت أسنانه منذ أعوام قبل أوان سقوطها : / من كثرة الثلج مع الماء والعرق , والإهمال ! /
قال بائع الحساء :
- عوافي . أذهب مطمأناً لتلك القحبة ؟
عندما شرب وشالة الشاي المحروق سألته بحنق وغيظ :
- ما الذي أخرك عند ذاك القواد ؟
- أكلت عنده ثلاثة صحون ! كنت جائعاً .
- حرام أن تأكل عنده . يكرهني . والله لا أنزل رأسي أمامه أبداً, هذا اللئيم .
أستيقظ الذي نـام ليلته متوسداً القمامة . تمطى . سمع طقطقة الزجاج تحته . وقبل أن يصل إليه ، أزاح بقايا نوم من عينيه بظاهر يديه. قالت الصبية بنت بائعة الشاي والهوى: .
- أين نسختي يا عم ؟
سحب من لفة الصحف الثلاث واحدة ، أعتاد أن يعطيها واحدة كل صباح كما اعتادت أن تقرأ بعض الأعمدة الصغيرة قبل أن ترحل مع أمها الى مكان ما . تثاءبت خلفها . جاء الرجل الفأر زاحفاً حتى دنا منه حين أشار إليه : " تعال ". همس بأذنه شيء ما كان مستعجلاً.
أشار بطرف أنفه لبائعة الشاي ليؤكد من جديد .
الفتاة الشابة والتي كانت تتثاءب خلف صحيفتها , تعطي انطباعاً مغايراً لسنها تماماً. فعلى الرغم من أنها ما تزال في ريعان الصبا ، إلا أنها مع سلامة نيتها بالآخرين ونتيجة للسهر والتعب الساكنين على وجهها تبدو عليها دلائل المعرفة بكل شيء!
خطر بباله وجه ابنته التي لا تقرأ من نسختها غير " القفشات " و" المانشيتات " والفرعيات الصغيرة على الرغم من حبها للشعر والملل ولجهاز الهاتف الذي تقضي معه أغلب وقت يومها.
امتدت مجسات الفأر الزاحف نحو المرأة الوسنى . قال :
- هل رأته ؟
- كلا لكنها .. تعرفه جيداً !
قالت لصاحبه الذي أنتظر طويلا بعينها : " اتبعني . " قال للفأر
- أتبعها !
- لكنها ستكتشف لعبة تبادل الأدوار !
- كلا ! ستكون قد نامت عندما تأخذ منها واحدتك .. هيا .
- أين سأجدك ثانية ؟
- لا تنتظرني . فأنا بحاجة للحظة نوم .
ألقى بنفسه داخل الحافلة الحمراء ، وكان مهلكاً . أحسها مثل رحم أمه يقيه من الخوار ومع أنه أحس بشيء من الراحة وبشيء من الخدر إلا أنه ما يزال متبرماً داخـل ملابسه ، فأنكمش كالقنفذ !
/ العروس تريد فلوس , والفلوس عند البقال , والبقال بن الحداد , والحداد بن النجار , والنجار بن البقال , والبقال يريد فلوس , والفلوس عند العروس ، والـ ……/
روحها تحتاج لمورفين لتلتئم . يسألونه عن مرضها . يقول :
/ إن الإنسان ضعيف وخطاء ! /
/ هي خطاءة أذن ؟ /
كلا .. لكنها أخطأت الزمان والمكان حسب ! / والعروس تريد فلوس .. و.. بن .. والـ … تقول له " أريدك معي دائماً ، قبل أن تنام ! " " لكني يا حلوتي لا أنام .. أنا مرهق " .
- " أذن سأذهب إلى أهلي ، وعندما تستيقظ سأكون قد عدت ! "
أهلها قبل أن يموتوا جميعاً ، كانوا يسكنون قرية بعيدة يسمونها " بعشيقة " تقطع السيارة للوصول إليها عشرة ساعات .
- أذهب وأعود عدواً ! لن أتأخر أكثر من يوم ، ساعة ، ربما دقيقة . هل تذكر قريتنا ؟ من أين يذهبون إليها ؟ آه كم هي جميلة أنفاقها ! عندما كنت أنتظرك في النفق الذي يصل بيتنا ببيتكم ، أجد الفتيات وقد اختلين بالفتيان سراً فيه . الله كم هو جميل ثوبي الذي كنت ألقاك فيه . ما لونه يا حبيبي ؟.. أتذكره؟. لا لا ليس وردياً .. بل كحلي ، وكنت أزهو فيه ، وحين أسمع صويحباتي يتهامسن : "تحب المثقف! "
أحلف لهن : "إنه ليس مثقفاً فحسب، بل رجلاً من الطراز الأول " .
أنا الذي يرهقني السهر والتعب والبحث دفأت معدتي قبل ساعة بالحساء اللذيذ ، وبوشالة الشاي المحترق ، وبالحلم قلبي، كنت أسمعها فقط . "أرغب أن أغفو لحظة ! " "نم يا حبيبي ، سأعود سريعاً ! " ما أجمل النوم في زوايا النفق البارد . مللت من التجوال في الشوارع والساحات والمقاهي .. لا شيء سوى أنقاض وزجاج .
أولئك الذين أخذهم النعاس وانحنت رؤوسهم مثل نواقيس مهملة ، يرددون الكلمات المبهمة ، يزدادون حدّة في الحلم ، كأنهم مزامير مزدانة بالمفاتيح السرية التي لا تنغلق إلا على صوت عذب جميل في آخر النهار ، ووقت المساء تخلد للصداقة والحب فتغدو شفيفة في أصداءها وسط الريح والسنابل تضحك كالمـواعيد الصادقة ، ومثل عبارات الحب التي يتعلمونها في مرحلة ما بعد الابتدائية . والأحلام التي تنمو في عيونهم بعد الفطام .
قوّس جسده ليحمي طفل الحلم في رأسه ، وصمت مسترخياً . كانت ريح لطيفة منعشة قد هبت من الطرف الشمالي للنفق. الحافلة الحمراء تهادت كصندوق من النيكل دافئة. توقف قبل أن ينكسر وينام ، راح يتنشق الريح الدافئة بتلذذ ، فهو يعرف أن ريحا طرية مثلها لن تدوم طويلاً . شعر بالزهو وبالحاجة للنوم ، كأنه قد كسب للتو جائزة تقديرية . هناك على مقربة من الجرأة التي تشبه المزحة يتذكر أن خزينه النقي والملوّث. الأبيض المتحول للرمادي، عندما يراه الآخرون. يقولون كنا نراه يمرّ وسيماً، بعينين حائرتين.



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا صرخة الطين؟!..
- غواية البيادق المستعارة...
- المصب الزهري... فقط!
- قشعريرة رقص مخروطية
- ومضات الغريزة!..
- لمأوى البحار..
- لرغبة دون لجام..
- ظهيرة مقتل - بادم - ...
- سفر على ذمة الدوران ..
- لمأوى البحار، تعال.
- لرسو الأنواء...
- أعرني مجاورتي !..
- البحيرة ...
- الرتيلا..
- الشفق...
- حقول الرغبة..
- ...وبمغبر ثيابي..
- صانع الفراشات الشمعية..
- سماء زرقاء ، وكوكبنا...
- المغزى .. بداية!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - منزل الاقفال قصة قصيرة..