أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - الشفق...














المزيد.....

الشفق...


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5306 - 2016 / 10 / 6 - 15:55
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
......
استدارت ثلاثاً، وقبل أن تسقط على سريرها، سحبت جسدها أمام المرآة من غير أن تنظر لشبحها الباهت.
في الإطار العام كانت حياة باطنية ذات متطلبات تمارس على جسدها غواية الحياة، وفي الجانب الآخر كانت تشعر بضمور واقعيتها. امرأة من شراهة خلابة، وكمية غير واعية من تعاويذ وأوثان ومبادئ متهافتة بين اللاهوت الشفقي المدثر بروح السكر وبين مرارة جسدها.
بالأمس تحنطت كما دمية من قش عندما همس زوجها يسألها
ــ " هل فكرتي ليلة ونحن في فراشنا بشخص آخر "؟!.
لم تكن وجيزة، ولا عملية، ولا صوفية أيضاً. لكنها على نحو من جنس لبعض طبيعتها في الميل للعقوبة، وهي تفطن لعبقرية فطنة زوجها، شعرت بأنها مثل بيضة فاسدة غير مدهشة، وغير مفيدة.
في لحظات غيبوبتها عندما تكون طريحة المرض، كانت ترحل داخل صندوق سحر موسيقى غير مستساغة خارج جسدها، ومن غير وضوح، تسقط داخل الحلزون الأفعوان، منتظرة غبار الموت في جهنم انزوائها.
منذ ساعة سقطت الظلمة. وسقطت هي ساكنة سكون خطوة متجمدة، وعارية مثل شعور لا يفسر.
في العتمة، كان صوت مجذاف ثمل يزيح الماء. وشيء من أرض غامقة بطيئة تحت صعود سواد خافت. مزيج من رائحة ياسمينة كانت تلامسها صباحا في طريقها لعملها صباحا، وعند العودة تتحسس نهديها كأنها ما تزال ببعض ذاك الشذى، ومن مزيج سفر طويل في حشد شبق عارم كان يشعرها بوجودها المتلألئ صعودا وهبوطا.
ــ لا أريد شيئا !
لحظة من هدنة. ولحظات من تجوال كأنها في حقول الصبار. أرض من جرار وفخاريات، وحيث ثمة شعاب طينية نصف كروية تقع في كثافة ماء صاخب. طرق أسطورية أشد قسوة من لمعان الفسفور.
بين حركة التيارات المائية وهي تتخلل ثقوب الحجر الصلد، هناك، وبين ضجيج شراشف لم تعد مقدسة. حاولت أن تفكر فيه على نحو حضوره المتسلط على كيانها. حاولت أن تتذكر بعض كلماته.. بعض ملامحه وهو ينزوي فيها، أو بعض مقاطع قصيدة كتبها لثوري في بوليفيا، وبلا رحمة راحت تجلد جبروتها بأصابع سريعة كالطلقات.
كان الطين والقرنفل يتخذ ملامح وليمة على جسدها. الصحراء الجليدية تتفرس بوجهها. ومثل سفينة كانت تمتد فرسخاً بعد فرسخ، ومعها كانت المدن تتأخر سراعاً للوراء. أما الهبوط الذهبي فكان مثل زناد بندقية محشوة بالنار يرتخي تحت أصابعها.
الشيء الذي شغل رأسها، تحرك للأعلى ثم الأسفل، أكثر ما كان يتحرك نحو الجوانب الخاملة. وحدها كانت في القفر المضبب.. العابق الساخن. كانت تشعر بأنها لا تنتمي لعالم من الافتراض الصرف، إنما لعالم هي فيه مخلوقة من لا توازن.
في المرآة، وهي تراقب قطرة ماء ساخنة تقطرت من عينها. القطرة التي تشبثت بين جلدة الموق والرمش لم تسقط إلا بعد وقت على سطح خدها، ثم لتنحدر بتمهل على نقرة ظليلة قرب طارف شفتيها.
لحظتها شعرت مع مذاق الملح والنجيع، أنها كانت على موعد مع هذا الغير قابل للمس ولا للكسر ولا للاعوجاج.. كما يحدث في الكيمياء الحياتية أو في حركة الفيزياء من تماهي وشد وتقاطع. الى التوازن الذي يصيب السعادة بالغرابة لأن ثمَ غرام مفرط يسلك طريقه في كل الاجزاء دون أن يضمحل أو يغيب أو يموت، أو تنتظر من يأتي ليطرده من شروخ جسدها ليطرحه في وديان غريبة ومجردة، او حتى ليستطيع المستحيل أن يرسم وجهها الترابي وهي تبحث في مواضعها الدفينة عمن تخيلت، وهي تحت زوجها، أنها كانت شريكة لشخص آخر!



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقول الرغبة..
- ...وبمغبر ثيابي..
- صانع الفراشات الشمعية..
- سماء زرقاء ، وكوكبنا...
- المغزى .. بداية!
- آ آ آخ...
- بانتظار من سيأتي..
- قطرة على مجسات يدي..
- مساحة لحقول المتطلبات..
- لعري تنفسه، جُلدكَ...
- أنا وأنتِ بعضها..
- جوانب من شرفات الاجنحة..
- المتوالي المفقود..
- لو أنت وحدكَ تجيءُ
- رباعية ما بعد البداية...
- لا أبعد من تنوعِ موتكَ!..
- نصف أحمر.. ونصف....... !
- اختلاط...
- فيكِ.. ولأفيون العصرِ !..
- في الغياب المديد..


المزيد.....




- براءة متوحشة أو -أفيون الكرادلة- لمحمد الحباشة
- مصر.. فيلم ضي يتناول مرض -الألبينو- بمشاركة محمد منير
- أولريكة الخميس: الفنون الإسلامية جسر للتفاهم في متحف الآغا خ ...
- من -الغريب- إلى الشاشة.. الرواية بين النص والصورة
- محمد خسّاني.. رقصة الممثل الجزائري في كليب الرابور المغربي د ...
- صناع فيلم -صوت هند رجب- يتحدثون لبي بي سي بعد الإشادة العالم ...
- فيلم عن مقتل الطفلة هند رجب في غزة يلقى تصفيقاً حاراً استمر ...
- الممثلة الفرنسية أديل هاينل تنضم إلى أسطول الصمود المتجه لقط ...
- الرواية الأولى وغواية الحكي.. وودي آلن يروى سيرته ولا يعترف ...
- لوحة رامبرانت الشهيرة.. حين باتت -دورية الليل- ليلة في العرا ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - الشفق...