أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - حسين المظلومين و(حسين) الفاسدين














المزيد.....

حسين المظلومين و(حسين) الفاسدين


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5311 - 2016 / 10 / 11 - 09:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما كانت ثورة الحسين سياسية ولا اسلامية بل هي ثورة اخلاقية تستهدف في جوهرها اعادة احياء قيم انسانية نبيلة.فلو كانت سياسية فان هدف القائم بالثورة يكون الوصول الى السلطة فيما الحسين كان يعرف انه مقتول،ولو كانت اسلامية لما تعاطف معها مسيحيون وقادة غير اسلاميين..ولك ان تسمع ما قاله البابا شنوده..بابا الأسكندرية عن الحسين وتقرأ ما كتبه غاندي عنه.ولهذا فان الثورات السياسية غالبا ما صارت منسية،فيما ثورة الحسين تبقى خالدة..والسبب هو ان موت الضمائر وتهرؤ الاخلاق والزيف الديني هي التي تشطر الناس الى قسمين:حكّام يستبدون بالسلطة والثروة،وجماهير مغلوب على امرها..فتغدو القضية صراعا أزليا لا يحدّها زمان ولا مكان،ولا صنف من الحكّام او الشعوب.ومن هنا كان استشهاد الحسين يمثل موقفا متفردا لقضية اخلاقية مطلقة،مادامت هنالك سلطة فيها:حاكم ومحكوم، وظالم ومظلوم.
ومن عظيم اخلاقياتها،ان الحسين كان بامكانه ان ينجو وأهله واصحابه بمجرد ان ينطق كلمة واحدة:(البيعة)..لكنه كان صاحب مبدأ:(خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدّي)..والاصلاح مسألة اخلاقية،ولأنه وجد أن الحق ضاع:(ألا ترون أن الحق لا يعمل به)،ولأن الفساد قد تفشى وشاعت الرذيلة..فكان عليه ان يختار بين:ان يوقظ الضمائر ويحيّ الاخلاق والقيم الراقية،أو ان يميتها ويبقى حيا..فاختار الموت..وتقصّد أن يكون بتلك التراجيديا الفجائعية ليكون المشهد قضية انسانية أزليه بين خصمين:سلطان جائر..وجموع مغلوب على امرها.
ذلك هو حسين المظلومين الذي وجد ان الفساد قد تفشى والأخلاق الفاضلة قد تهرأت والقيم النبيلة اندثرت، فخرج طالبا الاصلاح في أمة جاده بالوقوف بوجه سلطة ظالمة واستنهاض القيم لدى المظلومين وحث المستضعفين على ان يكونوا اقوياء بوجه من ظلمهم وافسد قيمهم.
والمفارقة ان الفساد في العراق في زمن حكم الاسلام السياسي الشيعي الحالي ما كان بحجم الفساد في زمن يزيد(ولا بحجمه في زمن العباسيين والعثمانيين!) الذي ثار عليه الامام الحسين.ومع ذلك فان قادة هذه الأحزاب يتباهون بانهم حسينيون.وبدل ان تقدم هذه الأحزاب الحسين رمزا انسانيا لعالم افسدت أخلاقه السياسة فان قادتها في السلطة ارتكبوا اساءة بالغة بحقه أمام الأجانب.ففي مقالة للكاتب البريطاني (دافيد كوكبورن) نشرها في صحيفة الاندبندنت بعنوان: " كيف تحولت بغداد الى مدينة للفساد"..جاء فيه:
(احسست بألم وانا ارى شعارا مكتوبا على لافتات سوداء بساحة الفردوس: "الحسين منهجنا لبناء المواطن والوطن فيما المواطن صار فقيرا والوطن مدمّرأ")!.. فأية اساءة أشدّ وجعا من اساءة يدعي اصحاب السلطة انهم (حسينيون) فيما اعمالهم تناقض مباديء الحسين وقيمه..وأسباب ثورته!.

كنا كتبنا في زمن السيد نوري المالكي،ان حكومته هي افسد حكومة في تاريخ العراق،وانه لا يمكن لحكومة فاسدة ان يكون رئيسها نزيها،وانه ارتكب جريمة كبرى بسكوته عن محاسبة الفاسدين ولم يشفع له قوله:(لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لأنقلب عاليها سافلها). وله نعيد السؤال بوصفه رئيس حزب الدعوة المشارك الرئيس في المواكب الحسينية:بحق الامام الحسين عليك..هل خفت على الناس ام انك صرت على يقين بانك ان كشفت الفاسدين وابناء المسؤولين من الخصوم..فانهم سيفضحون فاسدين كبار من حزبك؟.اليست هذه هي حقيقة أمرك وحقيقة خلفك الذي تعهد بكشف الفاسدين وما فعل،ودعته المرجعية الى الضرب بيد من حديد..وبح صوتها وما ضرب؟. وبرغم ان وثيقة الاتفاق السياسي في حكومة الوحدة الوطنية(2014) تضمنت بندا ينص على (محاربة الفساد المالي والاداري ومحاسبة المفسدين) فان خلفك من حزبك لم يستطع ان يحاسب واحدا من الذين وصفتهم المرجعية الموقرة بـ(الحيتان)،ولم يستجب لتظاهرات ملايين المظلومين الذين يطالبون بما طالب به امامهم الحسين..من خمس سنين!.
لقد ادرك العراقيون الآن ان (حسينكم) ايها الفاسدون هو غير حسين المظلومين..امامهم والساكن في قلوبهم.وان زيفكم انكشف من يوم تنافستم على صرف المليارت لتسيير المواكب الحسينية لو انكم كنتم صرفتوها في بناء مدارس او مستشفيات او مدن سكنية او مشاريع للأرامل والايتام..لكانت اثوب مع انها ليست من جيوبكم لأنكم كنتم اصلا فقراء.
وافهموها ان غالبية العراقيين وصلوا الآن الى قناعة بان الفاسدين منكم الذين نهبوا المال الحرام واثروا ثراءا فاحشا..ويجلسون في مجالس العزاء الحسيني وايديهم على جباههم..حزانى..يبكون! والذين وظفوا حب العراقيين لأمام المظلومين باشاعة اللطم والنواح وتغليب انفعالاتهم العاطفية على التفكير والتذكير بقيم الحسين..هم منافقون فعلوا ويفعلون بالضد من قيم سيد الشهداء..ابن علي..امام سلطة الحق.بل ان يقينهم ازداد بما كنا قلناه قبل خمس سنين: لو ان الامام الحسين توجه الآن الى الخضراء طالبا الأصلاح لخيرتموه بين أمرين:العودة من حيث أتى..أو القتال!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهابيّون..من جنسيات مختلفة الى جماعة جهادية..كيف يحصل هذا ...
- الأرهابيون..من خلفيات مختلفة الى جماعة موحدة..كيف يحصل هذا؟! ...
- العراقيون والفيسبوك الذي خذلوه - تحليل سيكولوجي
- لنتقن الدعاية ونحذر الشائعة
- ثقافة نفسية(300) الخوف الاشراطي
- النازحون ..والدعم النفسي المفقود
- (رحمة)..في فوق مستوى الشبهات..ليست مريضة نفسيا!
- مسرحية الفساد..في حديث جهينة!
- تفسير حلم المشي في الشارع!
- يتباهى بالعقل الايراني ويتجاهل العقل العراقي!
- العراق على كف عشيرة!
- قصيدة عارية!
- تحليلات سيكوسياسية..لفضيحة آب البرلمانية!
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الثانية)
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الأولى)
- ماذا لو ان الحزب الشيوعي العراقي استلم..الحكم؟.لمناسبة ذكرى ...
- دعوة لتشكيل حكومة الشعب
- ( ترنيمة ) العيد
- - مأمون وشركاه-.دراسة في سيكولوجيا البخل والبخيل
- لا تجعلوا النصر في الفلوجة طائفيا


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - حسين المظلومين و(حسين) الفاسدين