أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد ليلو كريم - في هذا عزائك يا دريدا . . .















المزيد.....

في هذا عزائك يا دريدا . . .


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 22:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في هذا عزاءك يا دريدا ...
حفريات محلية ..
في ذكرى رحيل الفيلسوف جاك دريدا
محمد ليلو كريم
يا ليتك يا دريدا كنت الآن ها هنا لتفكك زبر الحديد بمخالب الرجع اللانهائي , فالإيمان بفكرك خير عندي من الايمان بغياهب النصوص المغلقة الابواب , لو كنت في غرفتي لتشبثت بقميص فلسفتك ودعوتها لمضاجعة رواسب عقلي , وصراخ شهوة افكاري الأنسانوية يملأ المكان أن هيت لك , ولأنك فيلسوف وليس مجرد نبي فلن تقول : معاذ الله . أو (( إنه احسن مثواي )) فالفيلسوف سماءه عقله , ودينه سؤال يتوالد بلا توقف , ونحن كائنات بعقل , عقل يفكر ويطرح الاسئلة دائما" ويطلب الاجوبة دوما ولا يقف عند حاجز من ظلام , أو من نور , فالجري وراء أفق الكشف قدر الانسان , ويبدو إنه قدر ابدي , ولأن بعض منا ينافق العبودية ويتملقها حين الخوض في موضوع الحرية , ولأننا نتعبد بالتراث الى درجة الطقوسية , وبفصول مناخية شبه ثابتة ؛ سأرتد معك يا دريدا , ولكن بخط موازٍ , فخطك بالنسبة لجلدتي نجاسة ليس فيها طهر البتة , مع أن بواطن عقلي التواق للانفلات في السقوط بفضاءات الحرية يتوق للوضوء بنجاستك , المباركة , ومتى كان العقل يسمى عقلا" إن لم تلوثه اللفتات اللاهفة الى لذائذ المجهول يدفعه الخيال اللامقيد ؟.
اتفقنا يا جاك دريدا أن اتخذ تفكيكك وسيلة ولكن وفق خط موازٍ لأحظى برضى تفكيكيتان , والله المستعان , وأول الرجع أن الغزالي في احياء علوم الدين قد قال : (( ليس من معرفة ولا علم إلا وهو ابحار نحو الغيب )) وهناك من فسر مقاصد هذا القول على انه (( ابحار في الغيوب بالمعنى الوجودي للكلمة )) وهذه التفسير من داخل النص , ونحن يا دريدا في عمق اعماق النص , ولهذا تتلمس في لغتي لغتين , لغة الله , ولغة التفاحة , وأن اللغتين تراث , ولكن لهذا التراث تاريخ وماضٍ سبقه لغةً وصور ,وفلاسفة المغاليق والبتر يُحرمون علينا القروء أو أن نرجع متتبعين آثارنا قصصا , فالنص الذي بشروا به وبقوة على انه وحي السماء جيروه ملكية فكرية لهم عبر اللغة والتفسير والتأويل وسوروه بقدسية لئلا نستنطق ذاكرته التي نقلت لنا نصا" سابقا" ترجمةً أو بالمعنى أو بالإشارة أو بالإضافة الملتصقة بأصل سابق , وهكذا صرنا برقبة صلبة لا تمكننا من الالتفات الى ما خلفنا من درب سردي طويل هو درب أهل هذه الدنيا .
ليس من ايديولوجيا أو فلسفة أو موقف إلا ويتضمن تلك المساحة من وسط ويمين ويسار , أو اعتدال وتطرف ومرونة , والمهم اننا نشتغل في نفس المساحة مع مراعاة ضرورة الالتزام بقيود نحن بصددها . من مشاغل الفلسفة انها تطرح اسئلة لا حدود تؤطرها , وكأن هذه العملية لا نهائية , والتفكيك عملية تقصي تراجعية , او هي حركة الى الوراء , فالتفكيك يفترض أن لكل نص نصا" سابق له تدخل في تكوينه , أو مجموعة نصوص سابقة , فالنص واحد , أي أن الدال واحد ولكن الدلالات لا نهائية , هي ليست متعددة بل لا نهائية , فكل نص يحتاج لنص سابق يفسره , فلا مرتكز أو إحالة , وهذا الافتراض له ما يبرره أن نظرنا في النصوص المقدسة مثلا", فلو تتبعنا نصا" معين لوجدنا أن نصا" سابقا" له تدخل في تكوينه بشكل ما , وحين النظر في النص السابق لوجدناه نصا" لاحق له سابق , وننظر في النص الاسبق الى أن نصل الى ما يمكن أن نتفق عليه ( للمناقشة ) وهو أن الله لا تنطبق عليه صفة الابداع المعروفة عند العقل البشري , وهو ايضا" ( الله ) قد أوجد كل شيء من لا شيء , من اللاوجود , من العدم , وأي مؤمن أو لاهوتي يعتقد بوجود المادة والوجود بلا ايجاد ؟.إذن ؛ نحن نرجع بالنص تتبعا" وتفكيكا" الى العدم لأن الإله اوجده من العدم , فهو نص قبل ايجاده كان معدوما" وهذا ما نوه به القرآن في أثر نصي عجيب (( ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم إذ يُلقون اقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون )) وهذا نص قرآني ثان (( نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين )) , أن النصين يخاطبان النبي إنه لم يكن يعلم بهذه الاحداث قبل تلقيه النص , أي أن هناك نصوص أخرى سابقة أو كلام سابق , أننا أمام نصوص قرآنية تفكيكية بصورة ما , وهي تؤشر الى مسألة جد مهمة وعميقة , فقد تحدثت عن اقلام وقصص وانباء دون تحديد المصادر السابقة التي تدعم مصداقية النص القرآني الاخبارية , عكس نصوص أخرى أشارت الى المصادر السابقة وأكدت على قارئها ليرجع اليها . وقد جاء في النص القرآني التالي (( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالأنف والاذن بالأذن والسن بالسن )) والمصدر السابق ورد في انجيل متى 5 : 38 (( سمعتم إنه قيل : العين بالعين والسن بالسن )) وهذا النص بدوره له نص سابق ورد في التوراة بسفر اللاويين 24 : 20 (( كسر بكسر وعين بعين وسن بسن )) ولو رجعنا للنص القرآني الذي ذكرناه لوجدناه محاط بإطار يبين انه مقتطع من التوراة , والانجيل جاء بالنص واحاله الى التوراة ايضا" .
ليس من المنطقي أن نرفض حقيقة اسبقية النص التوراتي على القرآني وأن النص القرآني مقتطع أو مقتبس من النص التوراتي , أو أن نتحدث بلغ أهل الفلسفة فنقول وبإصرار أن النص القرآني جاء على غير مثال , فالنص القرآني له نص سابق بشهادة نفس القرآن , وما قمنا به هو تفكيك دريدي لنص تشريعي , وأن (( تفكيك هذا التراث لا يعني قلبه , لا يعني تبرئة الكتابة , بل يعني اننا نبين لماذا يطرأ عنف الكتابة على لغة بريئة & دريدا )) لقد ذكرت الروايات التاريخية التي تسرد عملية تكون النص المقدس أن موسى النبي تلقى كلاما" من الإله , كلاما" سبق النص , ومن ثم تلقى الكلام الواحا" لأولى الاسفار , وتحرك النص مع التغير التأريخ والتغيير المجتمعي حتى وجدناه في الانجيل , وتحرك الى مكان وزمان أبعد فتواجد في لغة أخرى وكتاب آخر , اللغة العربية الحجازية والقرآن , وعنف الكتاب حقيقة موجودة لا يمكن انكارها خاصة في موضوعة تاريخية النص , فالمؤسسة الدينية ترفض أي طرح يتعلق بتاريخية النص وأن النص رغم قدسيته مقيد بزمان معين يتحرك ضمنه ويعمل في مساحته , فما بالك بتفكيك النص والبحث في النصوص التي سبقته وتدخلت في تكوينه , وبلغة أهل الدين واللاهوت نقول : أن عنف الكتابة في النص المقدس الاسلامي واضح جلي , فهو عنف على الاعلان بمفهومه الانجيلي , وهو عنف على الكلام الالهي لموسى بالمفهوم التوراتي , وهو عنف على شفوية العرب اللغوية , وعلى لغة الوحي الاصلية التي نطق بها ذلك الملاك المنزل من السماء ...



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية طوق الياسمين .. نفخ في الجمر المستتر
- مظلومية ساسون حسقيل
- من بلاد الصهاينة , أخاطبكم
- الله ... نعاس
- أسرار مجمع روتانا 3
- أسرار مجمع روتانا .. جزء 2
- أسرار مجمع روتانا .. جزء 1
- رحيل خضير ميري .. ترحيل عصيان العقل
- رؤوس الحزب الحاكم
- بدو السماء يهاجمون فرنسا
- آخر الآيات الناسخة , تأويلها مثل شعبي دارج
- سقوط برلين البابلية
- بين فيزيائي ومتدين
- الموهوب والموهوم .. هل تتقبل حديث الثقافة وتنوعاتها ؟؟
- تنازع الناس في الصوفي .... !!!!!!!!
- غابتنا ..آخر ما تبقى لنا
- أهواكِ يا سالي .. الى بنت الجزائر
- راهب ومعركتين
- عاش الوطن ..يموت المواطن !!!
- هل أنت حر ؟


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد ليلو كريم - في هذا عزائك يا دريدا . . .