أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - ذات صباح















المزيد.....

ذات صباح


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5296 - 2016 / 9 / 26 - 14:27
المحور: الادب والفن
    


ذات صباح

ذات صباح ..
يحتفل بتمايل أعطاف حفيف لطيف
في جوقة رقصات نسيم صبا
منتفخ الأوداج
ممتلئ بحيوية مفرطة
و بحماس متوفز
على الجو العام
لضم وليف سارح
وفي ملاقاة نديم راجع
-
والنور ينتشر كأجنحة وضاءة خفاقة
كأسراب بصيص مدهش تحط تباعاً
متباهية بفتونها
لملء كل ميادين التلبية العاجلة ~
بشدة تدافع الخلجات
على صدر
لثمة الدفء اللذيذ
على شفاه تلمظنا
-
والهمة الواثبة
تحث الخطى الدؤوبة
للمسارعة بتأمين
حاجياتنا المعيشية
من لقمة خبز ~ جاف
لسد رمق كفاف
وبالبحث عن جرعة ماء بالكاد
تروي غليلنا
*
والترقب المريب
يرتب مرور المارة
ويودع السابلة
على مفارق سبل
العجلة من أمرنا
-
والميدان مكتظ بجماهير الساعين
في طلب الرزق
ومن على أجندة الظفر
بركوب زورق النجاة
للفرار
من شر أعمالنا
*
و بعد ضرب موعد ~ حتف
متفق عليه مسبقاً
ما قبل فترة الظهيرة
انفجرت عبوة ناسفة
وفي مقتل ~ حالة حرجة
بين أرجل مارة حياديين
وفي غير أماكن النزاع
-
و تخلص منطق الجور
و جدلية المقت
من قتل ناس أبرياء . هكذا جزافاً
لا على التعيين
اختارهم الحتف
وعلى حين غفلة
ذبح .. مستكين
بسكين
ظروف تخبط بالسعي
كضحايا حالات
لفظ أنفاس حرجة
وفي غير ساحات القتال
*
مما خلف ضحايا مجهوليّ الهوية
و ترك أشلاء ممزقة على الرصيف
بلا نسب ~
يتصل بأحد
من المحاربين
-
لمواطنين أخذوا
وعلى حين غرة
وسقطوا في حومة وغى ~~ ليست
ميدان قتالهم
وقضوا نحبهم
بانفجار عبوة سخط عات
لا تبقي ~
ولا تذر ..
حولها من أثر
لبقايا بشر
إلا شظايا حجر
مع أضلع مفتتة
لشعب أعزل
إلا من نشب أظافره
لكش أسراب البعوض
عن العقص
في حك جلده
*
حتى أضحت ظروف عيشنا
قطعاً إنسانية ممزقة
وفي كل موضع صراع ~ مع أعداء
غير ممكن معرفة كنههم
لجثامين قضت نحبها على الطريق العام
ما تزال ترتجف أوصالها
وهي تبصق دماءها
على وجه الضمير الخائن
و قد تم نحرهم غدراً
وبسكين الغيلة
*
و جاء عمال النظافة
ليجمعوا أشلاء مبعثرة
عن الطريق
و ليعبؤها بأكياس نايلون
عوضاً عن الكفن
الذي أصبح لا يليق
بكثرة الأوصال الوطنية الممزقة
كأحقاد مزمنة ..
معلقة في رقبة الشعب
كانسفاح دم
لدين مهين
غير قابل للسداد
*
وطغى هدير المقت
على مضيّ الوقت
وبكل وسيلة عنت
على طرحنا أرضاً
ولنغذي السير
وعلى وجوهنا
للنجاة بحياتنا
-
مثل إعلان حرب
على التاريخ القريب . والبعيد
وفي إلقاء اللوم على المجتمع الدولي
في كل إطراقة رأس
للضمير الخائن
-
حتى أضحت التضحيات المعروضة علانية
بإسالة الدماء النقية
مجرد تنفيس
عن صراع رخيص
على عتق نفيس
لإخلاء سبيل
أمس الحاجة
*
مما أدى لزرع كمائن ~
عبوات احتجاج ناسفة
لكل الشرائع الإنسانية
كرسالة همجية موجهة .
إلى الضمير الغائب
وبوحشية افتراس نموذجية
*
و اللحمة الأهلية ترفع سبابتها
من الشجب
في وجه تاريخ
قتل الأبرياء الحديث
والذي يجري هكذا جزافاً
وبلا وازع
أو ضمير
لمواطن عابر سبيل
ينأي بنفسه
حتى عن ملاحم الدفاع
عن نفسه
ويتسربل على دروب البؤس
وبلا إدانة
تبرئ الجاني ~ ومن أي اتهام
-
والفتك بالآخر يسيل
في جري ينبوع السفك
لهذا القتل العبثي
للدم المراق هدراً
وبلا طائل
*
و ينتهي مشهد التنكيل الدامي
بسفح عدة غالونات من المياه
غير النظيفة
على بقايا الدماء المتخثرة
على الدرب
لتضيع بين شروخ و تجاويف
الوطنية الراضخة
للسفك بلا طائل
*
حتى حطت ساجدة على الأرض
مدخراتنا الوطنية
من دور سكن
ومنشاءات مدارس ومستشفيات
وأسواق شعبية
كانفجار هلاك
خاضع لخنوع
حملات التدمير الشامل
*
و من ثم تهدأ أصوات الانفجارات
تهمد ببطء شديد .. كغبار
أحقاد متفاقمة
وتحط فوق خرائب ..بيت وطن
آيل للسقوط
في الحواري المدمرة
و حتى لا ننسى قرى
في ضواحينا
لم يعد لها وجود البتة
على الخارطة الوطنية
وفي كل أماكن الصراع
على النفوذ الكاذب
-
حتى أضحت حوارينا
خالية من السكان
أكلها ظلم القصف
وغدر بها الزمان
مما يفوق الوصف
على تقويض مستقبل أولادنا
-
وتاهت ذكرياتنا متخبطة بين خرائبها
التي تدور بها دوائر الهلاك
وتضيع مآثرنا
بانتشار زوابع
هذا الخلاف الدائر
وهي تقلع بهبوب أعاصير
تمزق لحمتنا الأهلية
*
والمخفي أعظم
وهو يتحفز للقفز و للفتك والترويع
ومن وراء مضارب المدافع الثقيلة ~ الملقمة
بالقذائف البعيدة الردى
وبالرمي بمدافع الهاون
فوق رؤوس سكان آمنين
هكذا لا على التعيين
*
و تباغتك المنية
ومن خلف بندقية قناص ..
متحكمة بمصيرك
وبمجريات حياتك
*
و يكمن حتفك
وعلى حين غرة
بغارة مفاجئة تحطم أعصابك
كأنما الدويّ المتفجر
وقع بالقرب منك
-
وليشتت شملك
عند القذف بصواريخ بعيدة المدى
لا تبقي لك عيش مريح
ولا إقامة دائمة
فوق ربوع وطنك
وهي تعمل على تتفتت لحمتك الأهلية ~
ألف مزقة
بحملات غدر
و على شكل إبادة جماعية
لطيف من السكان
*
وتنتظر نهايتك الوشيكة
عند الوقوف أمام الحواجز الأمنية
و لتصبح أنفاسك رهينة..
بأيدي الفتنة ~
أو بالوقوع بأسر القتلة المتسلطين
*
و من ثم نزعم أنه
تم تنظيف الجراح الساكتة
على الرصيف
و بماء الوطنية البارد
*
لا .. لم تعد الرفات البشرية
الممدودة على أضرحة كل مكان
على ثرى الوطن
وهي تضم جثامين
لعوائل اجتثت بأكملها
فانتهى ذكرها وإلى الأبد
من على خارطة المكان
-
والبقية الباقية من السكان
ينخرطون بحفرمقابر جماعية
للمسقبل القريب ~الحاقد
-
بعدما أضحى الثرى
لا يكفي
لتغطية قامة الجروح المساله
والمضرجة بالدم النقي
ومن كل القلوب النيئة
المذبوحة للتو
وفي مجازر هلاك جماعية
*
و ليس ثمة احتجاج
إلا دموع سائلة
من عيون
فقء بصيص بصرها
على رفات فلذات اكباها
وفل عزم نبض أمهات و آباء
تكاد تقضي نحبها
فوق أضرحة شهدائها
ومن كلا الجانبين
*
حيث لا سبيل لوفاق وشيك
وبلا هبات حرارة كافية
لألفة أهلية نشطة
سالكة ترتقي ..
لكبح جماح نظرات الحقد
و لكل ما يدعو إلى السخط
الذي كان يجري في حملات مقت
حتى منتهى الكراهية
على رعونة انتشار مجازر طائفية
وعلى ترويج جرائم القتل والترويع
بلا طائل
وعن كل ما يعمل على تمزيق لحمة
العرى الأهلية
*
و الآخرون من الأخوة المتفرجين
على مسرح الطغاة
يسقطون في معارك
الفت من عضد
وفي كل مراحل تمزيق
العرى
*
وما من مستفيد
من ذرف دموع التماسيح
في مآتم المجتمع الدولي
على فظائع الفتك والسحق والتنكيل
بأشلاؤنا المنتشرة بالفلاة العالمية
وفي تخبط أضلعنا المحطمة
في رحلات خيام الشتات
وهي تميل موجة تلو الأخرى
حتى الغرق باليم
وفي كل محاولة عبور
لضفة السلامة
طلباً للجوء الإنساني
*
عندما صار القتل رخيصا جداً
والمواطن لا قيمة له البتة
في بورصة التنكيل
ببضع منا
لدحر القيم المعنوية
*
والشعب جميعه ملاحق من قبل عسس ~
لتجار الأزمة
ولبائعي الذمم
مع دعاة حرب مراوغين
لشعوب نسيت القوانين الإنسانية
وأمعنت بسلب الحقوق المدنية
و بانخفاض ثمن الشعب ~ البخس
وبارتفاع بورصة تسعيرة الحرب
*
والصلح الأهلي غير وشيك
والسلام باهظ تكاليف
الإرادة الوطنية
الراضخة للعنف الطائفي

كمال تاجا ــــــ 6/6/2013



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للفرج مفتاح ضائع
- ساريةُ القِفار
- بصيرةُ القطوفِ الدّانية
- لص الخصوصية
- نيران صديقة
- التلمظ الحارق
- صدمة المعاصرة
- العاطفة المستدامة
- نشر قصائد شعر
- ابن زقااق الشمس
- قصائد شعر


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - ذات صباح